بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والسامعين.
(المتن)
قال المؤلف رحمه الله تعالى في "مختصر زاد المعاد":
«وَكَانَ يَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وَهُوَ يُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَيُخَفِّفُهَا مَخَافَةَ أَنْ يَشُقَّ على أمه».
(الشرح)
هذا من هديه r: «وَكَانَ يَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وَهُوَ يُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَيُخَفِّفُهَا مَخَافَةَ أَنْ يَشُقَّ على أمه» ولكن تخفيف لا يُخل بالطمأنينة, الطمأنينة ركن من أركان الصلاة, يطمئن في ركوعه وسجوده, وفي قراءته, ولكنه يريد أن يطمأن زيادة, يريد أن يطمأن أكثر ويزيد في الركوع والسجود فإذا سمع بكاء الصبي فإنه يخفف الطمأنينة ويقتصر على الطمأنينة الواجبة مراعاةً لأمه؛ لأنها إذا بكى طفلها حصل عليها مشقة.
(المتن)
وَكَذَلِكَ «كَانَ يُصَلِّي الْفَرْضَ وَهُوَ حَامِلٌ أمامة بنت ابنته عَلَى عَاتِقِهِ، إِذَا قَامَ حَمَلَهَا، وَإِذَا رَكَعَ وسجد وضعها».
(الشرح)
وهذه من الحركات المتفرقة, الحركات المتفرقة لا تضر, وإذا كانت متوالية من غير حاجة فإنها قد تبطل الصلاة, ومن ذلك حمل النبي r لأمامة بنت ابنته زينب وبنت عاصم بن الربيع, كان إذا قام حملها على كتفه, وإذا سجد وضعها على الأرض؛ هذه حركة لأنها تعلقت به, وكذلك الحسن والحسين.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 02:13)) –
الشيخ: وهو واقف ما يصلح لأنه يحتاج أن ينحني, هو إذا قام من السجود حملها, وإذا سجد وضعها, لا يكون واقف ثم ينحني للأرض ويأخذها لا.
الطالب: تبطل صلاته لو فعل هذا؟.
الشيخ: والله يُخشى؛ لأنه ركع الآن أو وصل للركوع أو أكثر من الركوع من غير حاجة, لكن لو كان جالس غير, لو كان بين السجدتين أو بين التشهد هذا ما فيه حركة.
(المتن)
«وكان يصلي فيجيء الحسن والحسين فيركبان على ظَهْرَهُ، فَيُطِيلُ السَّجْدَةَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُلْقِيَهُ عَنْ ظهره».
(الشرح)
النبي لما كان ساجد جاء الحسن والحسين وركبا على ظهره أو رقبته فيطيل السجود حتى يذهبا؛ لأنه إذا قام يلقيه ويسقط على الأرض, فهو ساجد فيطيل السجود حتى يمل الصبي ويذهب.
(المتن)
«وكان يصلي فتجيء عائشة فيمشي، فيفتح لها الباب، ثم يرجع إلى مصلاه».
(الشرح)
وهذا أيضًا كذلك من الحركات, كان يصلي النافلة في بيته فتأتي عائشة فيفتح لها الباب, يعني يتقدم ويفتح الباب, يعني الباب أمامه وليس خلفه, هو أمامه فيتقدم خطوات يفتح لها الباب, وهذا من الحركات فتحه الباب لعائشة, وحمله أمامة بنت زينب ووضعه إياها إذا سجد, وتأخره في السجود حين يكون الحسن أو الحسين على ظهره.
(المتن)
«وكان يرد السلام بالإشارة».
(الشرح)
يرد السلام بالإشارة هكذا, وجاء في الحديث الآخر بالأصبع, إما هكذا وإما هكذا, وجاء أيضًا في حديث آخر أنه يرد بعد السلام, فهو مخير إن شاء رد باليد, أو رد بالأصبع, أو انتظر حتى يسلم ثم يرد عليه.
(المتن)
وأما حديث «من أشار في صلاته فليعدها» فحديث باطل.
(الشرح)
لا شك في هذا, لأن النبي r كان يفعل هذا, وعائشة في صلاة الكسوف لما جاءت أختها زينب وقالت: ما بال الناس؟ فأشارت إلى السماء, فقالت: آية؟ قالت برأسها نعم, هذه إشارة.
(المتن)
وكان ينفخ في صلاته، ذكره أحمد, وكان يبكي فيها، ويتنحنح لحاجة.
(الشرح)
قالت عائشة: «كان النبي r وهو يصلي يُسمع لصدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء» المرجل هو القدر حينما يكون على النار يُطبخ, تكون تسمع الصوت, والنبي r يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء r, وكان عمر أيضًا يبكي, وكان أبو بكر رضي الله عنه إذا دخل في الصلاة لا يملك عينيه من البكاء, هم يبكون ولكن عندهم ثبات, كان النبي r يبكي والصحابة يبكون وتوجل قلوبهم, يكون عندهم وجل وخوف من الله, ثم حصل في بعض التابعين صار يسقط ويغمى عليه إذا سمع آية من القرآن, ومنهم من يمرض, ومنهم من يموت, هذا حصل للتابعين من عباد أهل البصرة, لكن ما حصل في الصحابة مثل هذا, الصحابة عندهم ثبات, فتوجل قلوبهم عند ذكر الله وتدمع عيونهم, والنبي r له أزيز كأزيز المرجل من البكاء, لكن لا تصل بهم الحال إلى أن يسقط أو يغمى عليه أو يموت كما حصل لعباد البصرة من التابعين.
(المتن)
ويتنحنح لحاجة.
(الشرح)
جاء في حديث أن علي قال: «كان لي مدخلان من رسول الله r يتنحنح فيهما» وحديث النحنحة فيه كلام.
الطالب: ورد في النحنحة حديث علي مشهور في دخوله على النبي r بالليل والنهار, والحديث رواه النسائي في الكبرى, يقول: والحديث فيه اضطراب.
(المتن)
«وكان يصلي حافيًا تارة، ومنتعلًا أخرى»وأمر بالصلاة في النعل مخالفة لليهود.
(الشرح)
كان النبي r من هديه يصلي تارة منتعلًا وتارة حافيًا, تارة يصلي ورجليه مكشوفتين ليس عليهما شيء, وتارة يصلي وعليهما الخف, وتارة يصلي وفيهما النعال, وأمر r قال: «صلوا في نعالكم فإن اليهود لا يصلون في نعالهم» أمر بمخالفة اليهود, فالصلاة في النعال هي السنة, وكان الناس يصلون في نعالهم قبل مدة, الآن فُرشت المساجد وصار فيها فرش, وصارت لا تتحمل الغبار, وبعض الناس يتأثر من الغبار إذا كان في الفرش, فلهذا الآن الأولى أن يوضع الحذاء عند الأبواب, لكن سابقًا كانت المساجد غير مفروشة وكانت تتحمل وهكذا كان مسجد النبي r ما فيه فرش وكان فيه تراب وحصباء وهذا إلى عهدٍ قريب, أدركنا هذا كانت المساجد ما فيها إلا تراب ولاسيما مساجد القرى تراب وحصباء فهي تتحمل فيصلي بالنعال, فيفعل السنة إذا كان في البرية مثلًا أو كان في السفر يفعل السنة أحيانًا, لكن في البلد إذا كانت المساجد مفروشة الوسائد تتأثر, وكثير من الناس لا يتحمل, وبعض الناس أيضًا لا يعتني بالنظر فيها ويقلبها عند دخوله المسجد فلهذا كان الأولى خلعها عند الباب, وإلا فالسنة الصلاة في النعال.
الطالب: من أشار في صلاته إشارة-- ((@ كلمة غير مفهومة- 11:42)) –
الشيخ: في الأحاديث الصحيحة كلها تدل على بطلان هذا الحديث.
(المتن)
وَكَانَ يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ تَارَةً، وَفِي الثَّوْبَيْنِ تَارَةً وَهُوَ أَكْثَرُ.
(الشرح)
وَكَانَ يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ تَارَةً؛ المراد بالثوب في لغة العرب هو القطعة الواحدة, الغترة هذه ثوب, والقميص ثوب, والسروال ثوب, والمرحم في الحَج والعمرة له ثوبان: الثوب الأول هو الإزار اللي يشد به النصف الأسفل, والثوب الثاني هو الرداء الذي يضعه على كتفيه, ولهذا في الحديث: «أن جابر رضي الله عنه صلى بالناس وردائه على المشجب» يعني عاري الكتفين, صلى ما عليه إلا إزار يشد به النصف الأسفل وصلى وكتفاه مكشوفتين, فجاء رجل قال: تصلي ورداءك على المشجب ما تضع على كتفيك؟ قال: أردت أن يعلم أحمق مثلك, يعني جاهل, فإن رسول الله r قال: «أولكلكم ثوبان!» ما كل واحد يستطيع ثوبين, من شدة الفقر.
كان الصحابة عندهم قلة يد, حتى إن أهل الصُفة يقربون من سبعين فقراء يسكنون في عرفة في المسجد لا يجدون شيئًا ليس لهم أهل ولا غداء ولا عشاء, إذا جاءت للنبي صدقات أعطاهم, والواحد منهم ليس عليه إلا إزار وما عليه رداء, والإزار أيضًا قصير, فإذا صلى أحدهم جمعه بيده كراهية أن تُرى عورته, قال عمر رضي الله عنه: "إذا وسع الله فوسعوا" الآن الحمد لله يلبس الإنسان سروال وفانيلة, وثوب, وغترة ويلبس أيضًا مشلح, والحمد لله, لكن مع قلة ذات اليد هل يجوز يصلي وكتفه مكشوف؟ الجمهور ذهبوا إلى هذا واستدلوا بحديث جابر, وقال آخرون من أهل العلم: إذا وجد ما يستر به كتفيه يجب عليه واستدلوا بحديث: «لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه شيء» وهذا حديث في الصحيح.
واختلف العلماء منهم من قال: أن هذا شرط؛ ستر الكتفين شرط لصحة الصلاة إذا وجد, وقال آخرون: لو صلى وقد كشف كتفيه وهو قادر فإنه يأثم وصلاته صحيحة, ومنهم من قال: شرط في صحة الصلاة, والصواب: أنه يأثم.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 15:18)) –
الشيخ: قال: «إذا كان الثوب واسعًا فالتحف به, وإن كان ضيقًا فاتزر به» معلوم يربط هذا سواء عليه أو ما عليه وهذا لأجل شد الإزار حتى لا تنكشف العورة حتى لو كان عليه رداء لا بأس بأن يشده.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 15:46)) –
الشيخ: الثوب على الكتفين ما له دخل لكن الإزار له أن يشده بحبل, وله أن يشده بأي شيء حتى لا تظهر العورة, وأما الرداء فلا حاجة إلى أن يشده, الإزار غير مرتبط بالرداء, فهذا لستر العورة وهذا لستر الكتفين.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 16:20)) –
الشيخ: فيه اضطراب هذا, جاء في الحديث: «صلى حتى نفخ» أو نام حتى نفخ يمكن في النوم هذا, ثم قام وصلى ولم يتوضأ, هذا جاء في أنه r نومه لا ينقض الوضوء, كان ينام حتى نفخ ثم يقوم يصلي.