بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والسامعين.
(المتن)
قال المؤلف رحمه الله تعالى في "مختصر زاد المعاد":
وكان يصلي وعائشة نائمة في قبلته، وليس كالمار، فإن الرجل يحرم عليه المرور، وَلَا يُكْرَهُ لَهُ أَنْ يَكُونَ لَابِثًا بَيْنَ يدي المصلي.
(الشرح)
كان النبي r يصلي في بيت عائشة, والبيت عبارة عن غرفة واحدة وليست واسعة, فهي نائمة أمامه وتمد رجلها وليس هناك نور, فإذا أراد أن يسجد غمز رجلها فكفتها فسجد, فإذا قام مدت رجلها, وجاء في الحديث أن عائشة تقول: «أنها نائمة بين يدي النبي r وهو يصلي قالت: فتبدو لي الحاجة فانسل من بين يديه» من جانبي السرير, هذا احتج به بعضهم على أن مرور المرأة بين يدي المصلي لا يقطع الصلاة, وهذا ليس مرور هذا لبث, فإن الرجل الآن يحرم له عليه أن يمر من بين يدي المصلي, يأتي من الشمال للجنوب ومن الجنوب للشمال, ولكنه إذا كان أمام المصلي فلا يحرم عليه بل يكون سترة للمصلي, لكن ممنوع المرور.
أما كونه واقف أو جالس أمامه هذا لا يعتبر مرور, الممنوع المرور في الحديث أن النبي r نهى عن المرور بين يدي المصلي وقال: «لأن يقف أحدكم أربعين خيرٌ له من أن يمر بين يدي المصلي», وقال: «ادرأ المار فإن أبى فقاتله فإنما هو شيطان» المرور لا يجوز لكن المكث والجلوس هذا ما يعتبر مرور, وفعل عائشة رضي الله عنها كانت نائمة على السرير وهو يصلي هذا ليس مرور, ولهذا من احتج بهذا على أن مرور المرأة لا يقطع الصلاة ليس بجيد وليس بواضح؛ لأن هذا لا يعتبر مرور.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 02:33)) –
الشيخ: يجب على الجالس أمام المصلي أن يوليه ظهره ولا يوليه وجهه لئلا يتشبه بالعابد له.
(المتن)
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السنن الرواتب والتطوعات.
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَافِظُ عَلَى عَشْرِ رَكَعَاتٍ فِي الْحَضَرِ دَائِمًا، وَهِيَ الَّتِي قَالَ فيها ابن عمر: «حفظت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وركعتين بعد المغرب، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صلاة الفجر», «ولما فاتته الركعتان بعد الظهر، قضاهما في وقت النهي بعد العصر».
(الشرح)
كان النبي r يحافظ على عشر ركعات في رواية عن ابن عمر: «رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وركعتين بعد المغرب، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صلاة الفجر».
وجاء في حديث أم حبيبة أنها ثنتي عشرة ركعة, قال r: «من حافظ على ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة بنى الله له بيتًا في الجنة» وهذا أولى من عشر ركعات, أربع ركعات قبل الظهر, وركعتان بعدها, وركعتان بعد المغرب, وركعتان بعد العشاء, وركعتان قبل الفجر, وهذا أولى من عشر ركعات, وجاء أيضًا الحث على صلاة أربع ركعات بعد صلاة الظهر: ركعتان راتبة, وركعتان زيادة, قال r: «من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربعٍ بعدها حرمه الله على النار».
الطالب: إذا فاتته؟.
الشيخ: إذا فاتته يقضيها بعد الظهر ويصلي ثمان ركعات.
الطالب: العصر له سنة؟.
الشيخ: العصر ليس له سنة راتبة لكن جاء الحث على صلة أربع ركعات: «رحم الله امرئً صلى قبل العصر أربعًا» والحديث حسن لا بأس به, وبعض العلماء ضعفه والصواب أنه حسن لا بأس به, يستحب صلاة أربع ركعات قبل العصر بسلامين لكن ليستا من الراتبة.
(المتن)
«ولما فاتته الركعتان بعد الظهر، قضاهما في وقت النهي بعد العصر».
(الشرح)
جاء النبي r وفد شغله عنهما فقضاهما بعد العصر ثم استمر يقضيهم بعد العصر لأنه r كان إذا عمل عملًا أثبته وداوم عليه, وجاء ما يدل على أن هذا من خصوصياته r كونه يقضيها بعد العصر ومن خصوصياته كونه يداوم عليهما, ثبت أن أم سلمة أرسلت الخادمة وقال ائتي إليه فإن أشار إليك فاستأخري, فأتته الخادمة فسألته فقال: «يا ابنة أبي أمية تسألين عن الصلاة بعد العصر, هاتان الركعتان شُغلت عنهما, فقالت: يا رسول الله أنقضيهما إذا فاتتا, قال: لا» فدل على أن هذا من خصائصه r, من خصائصه كونه يقضيهما بعد العصر, وكونه يداوم عليهما.
فإذا فاتت الركعتان قبل الظهر تقضيهم بعد الظهر إلى دخول وقت العصر وإذا دخل وقت العصر انتهى خلاص.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 07:43)) –
الشيخ: لابد من النية, بعد ما تصلي الراتبة البعدية تقضي الراتبة القبلية.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 07:52)) –
الشيخ: إذا أذن الفجر انتهى وقت الوتر, ويصليه بعد ارتفاع الشمس, يصليه شفعًا, يزيد ركعة إذا كان يصلي مثلًا ثلاث ركعات يزيد ركعة لأن النهار ما فيه وتر, إذا كان يوتر بخمس يزيد واحدة تصبح ست, الصواب أنه إذا دخل وقت الفجر انتهى, «كان النبي r يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة فإذا غلبه نومٌ أو وجع صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة» ثبت هذا عن عائشة رضي الله عنها.
(المتن)
«وكان يصلي أحيانًا قبل الظهر أربعًا»، وأما الركعتان قبل المغرب، فصح عنه أنه قال: «صلوا قبل المغرب ركعتين وقال فِي الثَّالِثَةِ: لِمَنْ شَاءَ كَرَاهَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا الناس سنة» ، وهذا هو الصواب ; أنها مستحبة، وليست سنة راتبة.
(الشرح)
كراهية أن يتخذها الناس سنة يعني سنة لازمة, وهذا ثبت في الصحيح أن النبي r قال: «صلوا قبل المغرب, صلوا قبل المغرب, ثم قال في الثالثة: لمن شاء» فقوله: «لمن شاء» صرف الأمر عن الوجوب إلى الاستحباب, لو قال: صلوا قبل المغرب وسكت لصارت واجبة لأن الأمر للوجوب لكن قال في الثالثة: «لمن شاء» فصرف الأمر من الوجوب إلى الاستحباب, يستحب للمسلم أن يصلي ركعتين بعد أذان المغرب, ومما يدل على ذلك أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يبتدرون السواري بعد أذان المغرب يصلون حتى إن الداخل يظن أنهم يصلون الفريضة من كثرة من يبتدر السواري, فهي سنة.
وأيضًا هذه السنة بعد كل أذان, بين الأذان والإقامة سنة مستمرة, قال r في الحديث الصحيح: «بين كل أذانين صلاة, بين كل أذانين صلاة» والمراد بالأذانين هما الأذان والإقامة, الأذان إعلامٌ بدخول الوقت, والإقامة إعلامٌ بإقامة الصلاة, هذا أذان وهذا أذان, والأذان هو الإعلام.
(المتن)
وَكَانَ يُصَلِّي عَامَّةَ السُّنَنِ وَالتَّطَوُّعَ الَّذِي لَا سَبَبَ لَهُ فِي بَيْتِهِ لَاسِيَّمَا سُنَّةُ الْمَغْرِبِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ أَنَّهُ فَعَلَهَا في المسجد البتة، وله فعلها في المسجد.
(الشرح)
يعني الأفضل للمسلم أن يصلي السنن الرواتب كلها في بيته وخصوصًا الفجر والمغرب؛ حتى أنه أفضل من أن يصلي في المسجد الحرام أو المسجد النبوي, لقول النبي r في الحديث الصحيح: «إن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» يعني الفريضة, وكذلك ما له سبب مثل صلاة الكسوف, وصلاة الاستسقاء, وصلاة الجنازة, وصلاة التراويح في رمضان هذه في المسجد, وما عدا ذلك فالتطوع يكون في البيت, صلاة الضحى أفضل في البيت, صلاة الليل في البيت وهكذا, لكن ما له سبب مثل سنة الوضوء أيضًا في البيت لك أن تتوضأ في البيت, أما إذا دخل المسجد يصلي ركعتين تحية المسجد, الكسوف له سبب في المسجد, الاستسقاء له سبب, صلاة الليل في رمضان أيضًا في المسجد, الفرائض في المسجد, وما عدا ذلك فالأفضل في البيوت, قال r: «لا تجعلوا بيوتكم قبورًا» يعني لا تشبهوها بالقبور بل صلوا فيها حتى لا تكون مثل القبور, والقبور لا يُصلى فيها.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 12:53)) –
الشيخ: كونها مكروهة محل نظر, الكراهة حكم شرعي لابد له من دليل, والنبي r ما قال: «لا تصلوها في المسجد» قال: «أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» قال على الأفضلية ولم يذكر الكراهة.
(المتن)
وكان محافظته عَلَى سُنَّةِ الْفَجْرِ أَشَدَّ مِنْ جَمِيعِ النَّوَافِلِ، وكذلك لم يكن يدعها هي والوتر، لا حضرًا ولا سفرًا، ولم ينقل عنه أنه صلى في السفر سنة راتبة غيرهما.
(الشرح)
كان النبي r يتعاهد سنة الفجر أكثر من غيرها, وكذلك الوتر لا يتركها لا حضرًا ولا سفرًا, حتى في السفر يصلي سنة الفجر, وقال r في الحديث الصحيح: «ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها» المراد راتبة الفجر, فلا ينبغي للإنسان أن يتركها وإذا فاتت يقضيها بعد الشمس إن تيسر له, فإن كان صاحب عمل أو ينسى يطليها بعد الفجر مباشرة, وجاء ما يدل على هذا وهذا, يصليها إذا فاتت بعد الفجر أو بعد طلوع الشمس؛ لأن النبي r رأى رجلًا يصلي راتبة الفجر بعد الفجر فقال: «أأصبح أربعًا؟» يعني تصلي الصبح أربعًا, فذكر له أنه لم يصلي الراتبة فسكت, دل على الجواز.
(المتن)
ولم ينقل عنه أنه صلى في السفر سنة راتبة غيرهما.
(الشرح)
غير ركعتا الفجر, يعني في السفر كان لا يصلي سنة الظهر القبلية وسنة الظهر البعدية, وسنة المغرب, وسنة العشاء, يتركها إذا قصرت الصلاة, لكن سنة الفجر يصليها, فالسنن الرواتب لا تُفعل في السفر وهذا اللي قرره المؤلف وشيخ الإسلام والمحققون, وذهب جمهور العلماء إلى أن الرواتب تفعل حتى في السفر, وفيها أحاديث لا بأس بها, لكن الأحاديث في تركها أصح, حديث ابن عمر في الصحيحين أن النبي r كان لا يصلي في السفر, وقال ابن عمر: «لو كنت مسبحًا لأتممت» وهذا من فقهه, يعني لو كنت مصليًا صلاة السُبحة لأتممت الفريضة, يقول: أنا أقصر الرباعية ركعتين ولو كنت أريد أتنفل لأتممت الفريضة, فعلى هذا الأفضل للإنسان إذا كان في السفر وقصر الصلاة فلا يصلي, فإن صلى في البلد وأتم الصلاة فإنه يصلي الراتبة, إن قصرت فلا تصلي الراتبة, وإن أتممت فصلها.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 16:46)) –
الشيخ: ليس بجيد هذا, هذا اجتهاد من ابن عمر والصواب أنها تجزئه لكن في البيت أفضل.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 18:59)) –
الشيخ: محتمل العشاء, ومحتمل المغرب والعشاء, على كل حال كل السنن الرواتب أفضل تؤديها في المنزل.