بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(المتن)
قال المؤلف رحمه الله في مختصر زاد المعاد لابن القيم:
«وكان إذا استيقظ من الليل قال: لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علمًا، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب».
(الشرح)
الشيخ: تخريجه؟
طالب: الحديث ضعيف أحسن الله إليك, رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وابن السني والبيهقي في الشعب والحديث ضعيف.
الشيخ: في الصحيحين النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا تعار أحدكما من النوم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر, ولا حول ولا قوة إلا بالله, الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور», هذا ما ورد في الصحيح أو في الصحيحين.
(المتن)
«وكان إذا انتبه من نومه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ثم يتسوك، وربما قرأ عشر الآيات من آخر سورة (آل عمران) من قوله: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}[آل عمران/190]. ثم يتطهر، ثم يصلي ركعتين خفيفتين،«وأمر بذلك في حديث أبي هريرة «وكان يقوم إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل» ، وكان يقطع ورده تارة، ويصله تارة، وهو الأكثر.
(الشرح)
«وكان يقوم إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل», ونحن الآن في هذا الوقت الآن يعني في المجالس الآن,, وأكثر المجالس الآن فيها غيبة ونميمة أو أغاني ومشاهدات للقنوات الفضائية المشاهدات المحرمة, وليس إلى منتصف الليل, بل إلى ساعات متأخرة من الليل.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى العشاء آوى إلى فراشه, فإذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل قام يصلي, كانت صلاة النبي صلاة طويلة, يصلي إحدى عشرة ركعة لكن طويلة, ومرةً قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ركعة واحدة, وكانت تقول عائشة رضي الله عنها: كان سجوده قدر ما يقرأ الرجل بخمسين آية مع الترتيل, هذه السجدة الواحدة, كم فيها من سجدة الإحدى عشر ركعة؟ ثماني وعشرين يعني اضرب ثماني وعشرين كل سجدة الآن ربع ساعة, كما تطلع السجدات فقط؟ يدل على أن الصلاة طويلة, كل أربع سجدات ساعة, ثماني وعشرين كم ساعة, خمس ساعات عدد السجدات, طيب والركوع؟ كذلك, والقراءة؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ, كان في صلاة الليل عليه الصلاة والسلام كان يصلي صلاةً قائمًا, وإذا كسل صلى صلاةً قاعدًا, وفي الصفة الثالثة كان يصلي قاعدًا يقرأ قراءة طويلة, فإذا بقي عليه ثلاثين آية أو أربعين آية قام فقرأها ثم ركع, إذا بقي ثلاثين آية أو أربعين آية قرب من الركوع.
كان إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل يصلي, إذا قلنا خليه عشر دقائق مثلاً والركوع كذلك والقراءة طويلة, معروف أن القراءة طويلة, كذلك أيضا بين السجدتين طويلة, كانت صلاة النبي متناسبة, يكون أيضا بين السجدتين كذلك عشر دقائق, وبعدما يقول: سمع الله لمن حمده كذلك عشر دقائق, والقراءة طويلة وإحدى عشر ركعة هذا في الغالب, وربما صلى ثلاثة عشر ركعة, تكون صلاة النبي تستغرب, إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل قام يصلي, حتى يصل إلى السحر, هذه صلاته عليه الصلاة والسلام, وهو قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه,، ولهذا تقول عائشة رضي الله عنها كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه, تتشقق قدماه من طول القيام, القيام طويل ساعات في كل ليلة هكذا عليه الصلاة والسلام.
(المتن)
ثم يتطهر، ثم يصلي ركعتين خفيفتين،«وأمر بذلك في حديث أبي هريرة «وكان يقوم إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل».
(الشرح)
هكذا جاء في الحديث, «وكان يقوم إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل».
(المتن)
وكان يقطع ورده تارة، ويصله تارة، وهو الأكثر, فتقطيعه كما قال ابن عباس: «إنه بعد ما صلى ركعتين انصرف، فنام، فعل ذلك ثلاث مرات في ست ركعات، كل ذلك يستاك ويتوضأ ثم أوتر بثلاث».
(الشرح)
لعله وكان يقطع ورده تارة ويصله أخرى, يعني يصلي ثم ينام, ثم يستيقظ ثم يصلي ثم ينام, هذا معنى التقطيع, أحيانًا يصل تكون صلاة الليل متواصلة أربع ساعات خمس ساعات, وأحيانًا تكون مقطعة يصلي مثلاً أربع ركعات طويلات أو ست ركعات ثم ينام ساعة, ثم يقوم ويصلي مثلها, وهكذا هذا هو التقطيع, ثم يقوم في آخر الليل يصلي البقية ويوتر, وقد يختلف هذا في بعض الليالي على حسب نشابه عليه الصلاة والسلام.
ولهذا كان في آخر حياته يصلي جالسًا وأحيانًا يصلي بعض القراءة جالس وبعضها قائم.
(المتن)
وكان يقطع ورده تارة، ويصله تارة.
(الشرح)
ورده يعني صلاته, الصلاة ورد سميت ورد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يصليها يوميًا, وكان يقطع ورده, إحدى عشر ركعة مثلاً يقطعها يصلي أربع ركعات ثم ينام, أو يصلي ست ركعات ثم ينام ثم يصلي أربع ركعات وهكذا, قد يقطعها مرة أو مرتين أو ثلاث, قد يختلف هذا باختلاف حاله عليه الصلاة والسلام.
(المتن)
وكان يقطع ورده تارة، ويصله تارة، وهو الأكثر.
(الشرح)
الأكثر أنه يصله هكذا, لكن بعض الأحيان قد يكون بعض الليالي غير نشيط فيقطع ورده, يصلي مثلاً ست ركعات ثم يستريح على حسب حاله, قد يستريح ساعة أو نصف ساعة ثم يقوم يكمل ورده, ويوتر في آخر الليل, قالت عائشة رضي الله عنها: من كل الليل أوتر النبي صلى الله عليه وسلم, أوتر من أول الليل ومن وسطه وانتهى وتره إلى السحر.
(المتن)
فتقطيعه كما قال ابن عباس: «إنه بعد ما صلى ركعتين انصرف، فنام، فعل ذلك ثلاث مرات في ست ركعات، كل ذلك يستاك ويتوضأ ثم أوتر بثلاث».
(الشرح)
ست ركعات ثم أوتر بثلاث, ست وثلاث,, فعل ذلك ثلاث مرات في ست ركعات ثم أوتر بثلاثة, ست وثلاث تسع, جاء في صحيح البخاري أن النبي أوتر بتسع وأوتر بسبع أيضًا, لعل هذا أحيانًا, لكن الغالب إحدى عشرة أو ثلاثة عشر ركعة, قالت عائشة رضي الله عنها: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يعني في الغالب, وفي حديث ابن عباس أنه أوتر بثلاثة عشر ركعة, وفي البخاري أنه أوتر بسبع وأوتر بخمس, ست وثلاث تسع هذا في بعض الأحيان تسع, لكن الغالب إحدى عشرة ركعة.
(المتن)
وكان وتره أنواعًا.
(الشرح)
وهذا فيه الرد على من قال إن صلاة الليل إحدى عشرة ركعة لا ينقص منها ولا يزيد, النبي صلى الله عليه وسلم ربما زاد أوتر بثلاثة عشر وأوتر بسبع وأوتر بتسع, فليس في صلاة الليل حد محدود, ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدك الصبح فليوتر بواحدة», فيصلي مائة, إذا أراد أن يوتر يوتر بواحدة ما في حد محدود على الصحيح.
بعض العلماء يشدد في هذا ويقول: من زاد على إحدى عشرة ركعة في صلاة الليل فكأنما زاد ركعة في الفريضة وهذا غلط, ليس بصحيح, بل ليس في صلاة الليل حد محدود, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى», لكن الأفضل إذا تيسر للمسلم إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر ركعة إذا أراد أن يطمئن ولا يعجل, وإذا لم يستطع زاد, إذا لم يستطع الإطالة يزيد, يزيد في الركعات, وقيام الليل واجب في النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستحب في حق الأمة.
(المتن)
منها: هذا، ومنها: أن «يصلي ثماني ركعات يسلم بعد كل ركعتين، ثم يوتر بخمس سردًا متواليات، لا يجلس إلا في آخرهن» .
(الشرح)
الثلاث يسردها والخمس يسردها, يعني ما يتشهد إلا مرة واحدة.
(المتن)
«ومنها: تسع ركعات يسرد منهن ثمانيا، لا يجلس إلا في الثامنة، يجلس فيذكر الله، ويحمده، ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، ثم يقعد فيتشهد ويسلم، ثم يصلي بعدها ركعتين بعد ما يسلم» .
(الشرح)
جاء في صحيح مسلم أنه صلى ركعتين بعد الوتر, وأخذ العلماء من هذا جواز الصلاة بعد الوتر, وأنه لا تحرم الصلاة بعد الوتر, لكن الأفضل أن يكون الوتر هو الآخر, قال: «اجعلوا آخر صلاتك بالليل وترًا هذا الأمر ليس للوجوب بل للاستحباب؛ بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين بعد الوتر.
(المتن)
ومنها أن «يصلي سبعًا، كالتسع المذكورة، ثم يصلي بعدها ركعتين جالسًا» .
(الشرح)
كالتسع المذكورة يعني يجلس في السادسة يتشهد ثم يقوم ويصلي السابعة ويتشهد ويسلم هذا في الست, هذا إذا أوتر بسبع وذلك إذا أوتر بتسع يتشهد تشهدين, وكذلك إذا أوتر بإحدى عشر ركعة وسردها, أما الثلاث والخمس يسردها ما يجلس إلا في آخرها إذا أوتر بثلاث أو خمس.
طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 14:57)) --؟
الشيخ: هي وتر ثلاث أو خمس.
(المتن)
ومنها: أن «يصلي مثنى مثنى، ثم يوتر بثلاث لا يفصل بينهن» ، فهذا رواه أحمد.
(الشرح)
ثلاث لا يجلس إلا في آخرهن.
قف هنا وفق الله الجميع لطاعته.