بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد
قال الشيخ الإمام عبد الغني المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه عمدة الأحكام
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين بعد الجمعة وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وفي لفظٍ فأما المغرب والعشاء والجمعة ففي بيته وفي لفظٍ أن ابن عمر رضي الله عنهما قال حدثتني حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي سجدتين خفيفتين بعدما يطلع الفجر. وكانت ساعةً لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. هذا رواية حفصة كافية. يعني لو حذفت فيها بيان أنه يصلي الفجر يصلي ركعتين الفجر في بيته في ساعةٍ لا يدخل عليه فيها.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى ثم ذكر في حديث ابن عمر الرواتب وأنه لا ينبغي للإنسان أن يخل بها. قال الإمام أحمد رضي الله عنه من داوم على ترك الرواتب والوتر فإنه رجل سوءٍ لا تقبل شهادته. أي فإنها وإن لم تكن واجبة فالمداومة على تركها تقل بعدالة الإنسان. انتهى وهي عشر ركعات. وقال بعضهم اثنتا عشرة ركعة لأنها وردت في بعض الأحاديث أربعٌ قبل الظهر. وقوله فأما المغرب والعشاء والفجر والجمعة ففي بيته. أي إذا لم يكن مانع كما إذا أراد أن يحضر مجلس ذكرٍ أو ينتظر الصلاة التي بعد تلك الصلاة ومن فاته شيءٌ منها سن له قضاؤه.
بسم الله الرحمن الرحيم. هذه السنن الرواتب يقال لها الرواتب وهي تابعة الفرائض السنن القبلية والسنن البعدية. في حديث ابن عمر أنها عشر ركعات. ركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر. في حديث أم حبيبة اثنتي عشرة ركعة. من حافظ على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة بنى الله له بيتاً في الجنة. أربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان بعد الفجر. وهذا أولى أربع ركعات قبل الظهر تكون اثنتي عشرة ركعة. وهذه كلها السنن الرواتب. لأنها تابعة للصلاة. أما التي لا تتبع الصلاة يقال لها السنة المطلقة السنن الأخرى يصلي بعد الظهر يصلي بعد المغرب يصلي بعد العشاء. هذي السنن المطلقة. وأيضاً يستحب للمسلم أن يصلي أربع ركعات قبل الظهر وأربع ركعات بعدها. أربع ركعات قبل الظهر هذه رواتب راتبة. وركعتان بعد الظهر راتبة وركعتان زيادة. لحديث "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع ركعات بعدها حرمه الله على النار". يستحب للمسلم أن يصلي أربع ركعات قبل الظهر وأربع ركعات بعدها لهذا الحديث وهذه السنن الرواتب وكذلك الوتر من السنن المؤكدة. الرواتب سنن مؤكدة لأنها تابعة للصلاة تكمل الفرائض وترقع ما تخرق منها وكذلك الوتر سنة مؤكدة حتى ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنه واجب. والصواب أنه ليس بواجب. استدل البخاري رحمه الله على أن الوتر ليس واجب أن النبي كان يصلي الوتر على راحلته. ولو كان فرضاً لنزل يصليه في الأرض. كما يفعل في الفرائض وينبغي المحافظة على السنن الرواتب وكذلك أيضاً الوتر أما من يتركها بالكلية فمعناه أنه زاهد في هذا الخير العظيم. وفي الغالب أنه يكون في صلاته خلل الإنسان لا يجزم أن صلاته قد كملها تكون صلاته غير تامة ولهذا قال الإمام أحمد أنه رجل سوء. ينبغي ألا تقبل شهادته. من ترك الوتر ترك سنن الرواتب باستمرار هذا رجل سوء لا تقبل شهادته وإن كانت ليست واجبة لكنها لتأكدها ولكونها تكمل الصلوات ولكون الإنسان لا يأمن ولا يجزم بأنه أدى ما عليه وهو محتاج إلى أن يكمل صلاته. وهذا الذي يحافظ على تركها هذا الذي يتركها بالكلية عنده تساهل في صلاته فلا يبالي هل كملت صلاته أم لم تكمل فلهذا قال الإمام أحمد هذه المقالة أنه رجل سوء وينبغي ألا تقبل شهادته.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيءٍ من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر وفي لفظٍ لمسلم "ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها". قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله ثم ذكر في حديث عائشة فضل سنة الفجر وهي أفضل الرواتب. ومن فاته شيءٌ منها سن له قضاؤه ويسن أن يقرأ براتبة الفجر بسورة الإخلاص أو بقوله تعالى في سورة البقرة (قولوا ءامنا بالله) وفي الركعة الثانية بقوله في سورة آل عمران (قل يا أهل الكتاب تعالوا). وفي راتبة المغرب بسورة الإخلاص ليفتتح النهار ويختمه بالتوحيد ولأنه محتاجٌ إلى تجديد إيمانه كل وقت.
هذه السنة راتبة الفجر آكد الرواتب. ولهذا كان النبي أشد تعهداً منه على النوافل على ركعتي الفجر. وكان النبي يصليها لا يتركها حضراً ولا سفرا. وقال "ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها" يقرأ فيهما يقول (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) وكذلك المغرب (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد). ليفتتح نهاره بالتوحيد وليختم نهاره بالتوحيد أيضا أو قوله (قولوا ءامنا بالله) في الركعة الأولى في سورة البقرة وفي الركعة الثانية (قل يا أهل الكتاب تعالوا) لكن جاء في بعض الأحاديث أن التي تقرأ في الركعة الثانية (قولوا آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) في كلام العلماء في هذا وفي رواية النسائي أنه قال (قولوا ءامنا بالله) وليس (قل يا أهل الكتاب تعالوا) فيها كلام وبحث لبعض المخرجين في هذا. الظاهر (قولوا آمنا بالله وما أنزل علينا) راجع فيه جاء فيها الأحاديث. ينبغي المحافظة على هذا الرواتب وعدم تركها وإذا فاتت فإنها تقضى إذا فاتت تقضى لأهميتها. راتبة الظهر إذا فاتته الصلاة القبلية يصليها بعد الصلاة راتبة الظهر القبلية يصليها بعد الصلاة بعد الظهر إلى دخول وقت العصر ولا يقضيها بعد العصر لأن بعد العصر وقت نهي ولأن قول النبي صلى الله ركعتين الظهر بعد العصر من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه وفد فانشغل وأخّر ركعتي صلاة الظهر وقضاهما بعد العصر ثم داوم عليهما لأن النبي كان إذا عمل عملاً أثبته وجاء ما يدل على أنه من خصائصه وأنه جاء في مسند أحمد أن أم سلمة أوصت الجارية وقالت اسأليه قولي له تقول لك أم سلمة إنك كنت تنهى عن الصلاة بعد العصر وكنت تصلي هاتين الركعتين وإذا قال استأخري فاستأخري فجاءت إليه فأشار إليها فاستأخرت ثم قال له يا ابنة أبي أمية إن هاتين الركعتين شغلت عنهما قبل الظهر فهما الآن وفي رواية أنه قالت أفلا نقضيهما إذا فاتتا قال لا. فدل على أن قضاءهما بعد العصر من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم والمداومة عليهما من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وأما سنة المغرب فإنها تستمر إلى دخول وقت العشاء إلى مغرب الشفق وسنة العشاء كذلك تستمر إلى نصف الليل وسنة الفجر تقضى بعد صلاة الفجر أو بعد طلوع الشمس جاء ما يدل على هذا وهذا مخير ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي بعد الفجر فقال آلصبح أربعاً؟ فقال ذكر له أنه لم يصلي ركعتا الفجر فسكت عنه. فإذا كان صاحب شغل ويخشى أن ينساها فيصليها بعد الصلاة مباشرةً وإن كان لا ينشغل بعد الصلاة وأحب أن يؤخرها في الضحى فلا بأس والوتر كذلك يقضى إذا فات الوتر صلاته في الليل يقضيها ما بين ارتفاع الشمس إلى قبيل الظهر لكنه يصلي يصليها شفعاً. يزيد ركعة لا يصلي وتر في النّهار إذا كان الوتر بثلاث يزيد ركعة يصلي في الضحى أربعة. إذا كان الوتر بخمس يصلي في الضحى ست ركعات إذا كان الوتر بسبع يزيد ركعة ويكون ثمان ركعات إذا كان الوتر بتسعة يزيد ركعة عشر هكذا. كما في حديث عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشر ركعة فإذا غلبه نومٌ أو وجع صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة. يعني يزيد ركعة. لأن النهار ما فيه وتر.
طالب / إذا أخر سنة الفجر إلى بعد صلاة الظهر؟
فات محلها كذلك لو لم يتذكر ركعة الظهر إلا بعد المغرب ما يقضيها لا بعد الفجر خلاص انتهى وقت نهي. ما في إلا ركعتي الفجر والفريضة يقضيها بعد الشمس بعد ارتفاع الشمس شفعا.
طالب/ من نام على صلاة فإذا ذكرها صلاها؟
هذا في الفرائض من نام على صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك هذه فرائض يصليها في أي وقت في وقت نهي وفي غيره خاص بالفرائض.
هذا فيه قول لبعض العلماء. لكن الأرجح أن الصلاة في الليل تنتهي بطلوع الفجر
طالب / مداومة بعض الناس على قضاء سنة الفجر بعد الصلاة دائما؟
الشيخ / لا بأس جاء ما يدل عليها لا حرج.