شعار الموقع

22- مختصر زاد المعاد

00:00
00:00
تحميل
19

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والسامعين.

(المتن)

قال المؤلف رحمه الله تعالى في "مختصر زاد المعاد":

وكان صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ ومساكم.

(الشرح)

هكذا السنة في الخطيب أن يكون يلقي الخطابة بشجاعة حتى يؤثر في السامعين, ما يلقيها بتماوت, كان النبي r إذا خطب احمر وجهه وعلا صوته, كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم, ما يلحنها, لا, إنما الخطبة تحتاج إلى شجاعة وإلى قوة حتى تؤثر في السامعين لا يقرأها قراءة يلحنها, يقرأها مثل قراءة القرآن لا, غنما يخطب الناس ويعظهم ويشتد صوته حتى يؤثر فيهم.

(المتن)

«وكان يقول في خطبته: أما بعد» ، ويقصر الخطبة، ويطيل الصلاة.

(الشرح)

هذا هديه r يقصر الخطبة ويطيل الصلاة, خطبته قصيرة ليست طويلة لكنها تجمع المعاني الغزيرة في ألفاظ قليلة, قال بعض الصحابيات: إن خطبته لو عدها العاد عدها, كلمات معدودة لكنها درر وتحت كل كلمة معاني غزيرة, ولهذا قال النبي r في الحديث الصحيح: «إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته تدل على فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة» فالصلاة تكون طويلة فيها طمأنينة, والخطبة تكون قصيرة, الآن صار بعض الخطباء يطيل الخطبة وليس فيها معاني غزيرة وإنما ثرثرة, يجلس في الخطابة نصف ساعة أو ساعة وقد يوجد في بعض البلدان ساعة ونصف يخطب الجمعة, ساعة ونصف والصلاة يصليها ما يكاد يطمئن فيها ويقرأ من قصار السور.

الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 02:17)) –

الشيخ: ينشر الدعوة ساعة ونصف! ينشر الدعوة بكلمات قصيرة تؤثر في السامعين ويقنعهم بالأدلة بدون إطالة, ما يستطيع يعالج المشاكل إلا في ساعة ونصف! يستطيع في ربع ساعة ذلك, وكذلك لابد يكون الخطيب عنده أهلية وعنده علم حتى يتكلم بعلم وبصيرة.

(المتن)

وَكَانَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ فِي خُطْبَتِهِ قَوَاعِدَ الْإِسْلَامِ وَشَرَائِعَهُ، وَيَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ فِي خُطْبَتِهِ إِذَا عَرَضَ له أمر، كَمَا أَمَرَ الدَّاخِلَ وَهُوَ يَخْطُبُ أَنْ يُصَلِّيَ ركعتين، وإذا رأى بهم ذا فاقة من حاجة، أمرهم بالصدقة، وحضهم عليها, وكان يشير في خطبته بإصبعه السبابة عند ذكر الله ودعائه, وكان يستسقي إذا قحط المطر في خطبته، ويخرج إذا اجتمعوا.

(الشرح)

لما جاء الرجل وهو يخطب قال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل, فرفع يده وقال: «اللهم أغثنا اللهم أغثنا» فجاءت سحابة في الحال مثل الترس ثم رعدت وبرقت وأمطرت وهم في المسجد, فاستمر المطر ستة أيام أو سبعة أيام, حتى جاءت الجمعة الثانية فدخل ذلك الرجل أو غيره وقال: يا رسول الله انقطعت السبل وكثرت الأمطار فادعو الله أن يرفعها عنا, فرفع يده وقال: «اللهم حوالينا ولا علينا» وجعل يشير إلى السحاب فما أشار إلى شيء إلا تقطع حتى طلعت الشمس وصارت المدينة يُمطر من حولها ولا تُمطر المدينة, قُبلت الدعوة في الحال في الاستسقاء وفي طلب وقف الاستصحاء.

(المتن)

فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا صَعِدَ المنبر، استقبلهم بوجهه.

(الشرح)

يخرج إذا اجتمعوا, إذا اجتمعوا خرج كذلك في صلاة العشاء إذا اجتمعوا عجل وإذا تأخروا تأخر, وإذا خرج سلم عليهم, يعني إذا أراد أن يصعد المنبر أو إذا صعد قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(المتن)

فَإِذَا صَعِدَ المنبر، استقبلهم بوجهه وسلم عليهم ثُمَّ يَجْلِسُ، وَيَأْخُذُ بلال فِي الْأَذَانِ، فَإِذَا فرغ، قام وخطب، ويعتمد على قوس أو عصا.

(الشرح)

يعني في الخطبة يعتمد على قوس أو عصا وهذا فيه خلاف هل هو مستحب أو أنه مباح؟.

(المتن)

وَكَانَ مِنْبَرُهُ ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ قَبْلَ اتِّخَاذِهِ يخطب إلى جذع.

(الشرح)

كان يخطب على جزع نخلة ثم صُنع له منبر من ثلاث درجات فلم خطب عليه وترك الجزع صاح الجزع وسمعوا له صياح مثل صياح الصبي, ثم نزل النبي r وجعل يهدئه كما يهدئ الصبي حتى سكن, جعل الله في الجزع إحساس, صاح لما ترك الذكر الذي كان عليه, الله تعالى قد جعل في الجمادات إحساس, قال تعالى في الجبال: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}[البقرة/74], {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ}, وقال r في جبل أحد: «جبلٌ يحبنا ونحبه» جعل الله فيه إحساس, هذا الجزع جعل الله فيه إحساس, فلما فقد المواعظ التي كانت عليه صاح.

(المتن)

ولم يوضع المنبر في وسط المسجد، بل في جانبه الغربي، بينه وبين الحائط قدر ممر شاة، وكان إذا جلس عليه في غير الجمعة، أو خطب قائمًا يوم الجمعة، استدار أصحابه إليه بوجوههم، وَكَانَ يَقُومُ فَيَخْطُبُ، ثُمَّ يَجْلِسُ جِلْسَةً خَفِيفَةً، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ الثَّانِيَةَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا أخذ بلال في الإقامة.

(الشرح)

وفيه دليل على أنه لابد في الجمعة من خطبتان يفصل بينهما بجلوس, ولا تصح الجمعة إلا بهذا.

(المتن)

وكان يأمر بالدنو منه والإنصات، ويخبر أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ لِصَاحِبِهِ: أَنْصِتْ. فَقَدْ لغا، ومن لغا فلا جمعة له.

(الشرح)

لأن هذا منافي للإنصات, إذا قال لصحابه ينصحه: أنصت, سمع شخص يتكلم فقال له: اسكت, فهذا يعتبر من اللغو, والآكد أن التنبيه يكون بعد الصلاة, لا بأس ينظر إليه بعينه أو يشير إليه لكن لا يتكلم, وإنما تكون النصيحة بعد الصلاة وخلال الخطبة ما في نصيحة, مثل الصلاة كما أنك لا تتكلم في الصلاة فلا تتكلم وقت الخطبة, ولا تتسوك بالسواك أيضًا.

الطالب: لو بين الخطبتين؟.

الشيخ: لا بأس ما دام سكت الخطيب, أو قبل الخطبة الأولى أيضًا.

(المتن)

وكان إذا صلى الجمعة دخل مَنْزِلِهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ سُنَّتَهَا، وَأَمَرَ مَنْ صَلَّاهَا أَنْ يُصَلِّيَ بَعْدَهَا أربعا. قال شيخنا: إذا صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ صَلَّى أَرْبَعًا، وَإِنْ صَلَّى في بيته صلى ركعتين.

(الشرح)

القول الثاني أنه يصلي أربعًا سواء في المسجد أو في البيت, السنة أربعة ركعات في المسجد أو في البيت, شيخ الإسلام يرى أنه إذا صلى في المسجد صلاها أربعًا وفي المنزل صلاها ركعتان, والجمعة ليست لها سنة قبلها إنما السنة بعدها.

(المتن)

فصل فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صلاة العيدين.

وكان يصلي العيدين في المصلى، وهو الذي على باب المدينة الشرقي، الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ مَحْمِلُ الْحَاجِّ، وَلَمْ يُصَلِّ العيد بمسجده إلا مرة أصابهم مطر- إِنْ ثَبَتَ الْحَدِيثُ - وَهُوَ فِي "سُنَنِ أبي داود ".

(الشرح)

يعني هذا هدي النبي r صلاة العيدين, والاستسقاء تكون في صحراء قريبة من البلد ما كان يصلي العيدين في المسجد r وإن كان المسجد أفضل الصلاة فيه بمائة صلاة, لكن كان يصلي العيدين في صحراء قريبة من البلد وهذا هو السنة, وكذلك الاستسقاء, وكذلك الجنائز لها مكان, ولكن إذا دعت الحاجة فلا بأس تصلى في المسجد كأن يكون هناك مطر, أو يكون هناك مثل المدن الكبار صعب كلهم يصلون في صحراء وبعيد هذا ما يمكن جمعهم كلهم في صحراء, ولكن كان في العيد عدة مصليات والجوامع أيضًا كلها تمتلئ.

(المتن)

وكان يلبس أجمل ثيابه، ويأكل في عيد الفطر قبل خروجه تمرات، ويأكلهن وترًا.

(الشرح)

كان يلبس أجمل ثيابه وهذا في العيدين وفي الجمعة, وأما في الاستسقاء فلا يلبس ثياب جميلة وإنما يخرج في ثياب البِذلة لأنها صلاة خضوع وخشوع لله عز وجل, أما في العيدين والجمعة يلبس أحسن ثيابه, وفي عيد الفطر يأكل ثمرات قبل الخروج إليها وتكون وترًا ثلاث أو خمس, وأما في عيد الأضحى فلا يأكل قبلها, ولهذا يُشرع التبكير في صلاة العيد في الأضحى والتأخر في عيد الفطر, يبكر في الأضحى حتى يكن هذا أسرع لذبح الأضاحي, وأما في عيد الفطر فليس فيه ذبح الضحايا ويتأخر قليلًا ويأكل ثمرات قبل خروجه إليها.

(المتن)

وأما في الْأَضْحَى فَكَانَ لَا يَطْعَمُ حَتَّى يَرْجِعَ مِنَ المصلى، فيأكل من أضحيته، وكان يغتسل للعيد - إن صح - وفيه حديثان ضعيفان، لكن ثَبَتَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَعَ شِدَّةِ اتَّبَاعِهِ للسنة.

(الشرح)

اغتسل في العيد هذا فيه حديث ضعيف, فعله بعض الصحابة كابن عمر, أما غُسل الجمعة هذا واجب عند جمع ومستحب عند آخرون, الجمعة لها غُسل أما العيد ففيه خلاف وفيه حديث ضعيف هل يُستحب له الغُسل؟ فعله بعض الصحابة.

(المتن)

وكان يَخْرُجُ مَاشِيًا وَالْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ.

(الشرح)

العنزة هي عصا في طرفها حديدة تُركز حتى تكون سترة له.

(المتن)

فَإِذَا وصل نصبت ليصلي إليها، فإن المصلى لم يكن فيه بناء.

(الشرح)

المصلى صحراء ما فيه بناء.

(المتن)

وَكَانَ يُؤَخِّرُ صَلَاةَ عِيدِ الْفِطْرِ، وَيُعَجِّلُ الْأَضْحَى, وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ مَعَ شِدَّةِ اتِّبَاعِهِ لِلسُّنَّةِ، لَا يَخْرُجُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَيُكَبِّرُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمُصَلَّى.

(الشرح)

ما يخرج من بيته إلا بعد طلوع الشمس فإذا وصل تكون الشمس طلعت, والسنة أن يكبر للعيد.

(المتن)

وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْتَهَى إِلَى الْمُصَلَّى، أَخَذَ فِي الصلاة، بغير أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، وَلَا قَوْلِ: " الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ".

(الشرح)

صلاة العيد ليس فيها أذان وإلا إقامة ولا نداء بخلاف صلاة الكسوف فإن فيها نداء الصلاة جامعة, صلاة الفرائض فيها أذان وإقامة, وصلاة الاستسقاء فيها نداء الصلاة جامعة, صلاة العيد ليس فيها أذان وإلا إقامة ولا نداء, وكذلك صلاة التراويح ما فيها نداء, إذا صلى الفريضة صلى بعدها الراتبة وتقدم الإمام وصلى.

(المتن)

وَلَمْ يَكُنْ هُوَ وَلَا أَصْحَابُهُ يُصَلُّونَ إِذَا انتهوا إلى المصلى، لا قبلها وَلَا بَعْدَهَا.

(الشرح)

يعني صلاة العيد ما في صلاة لا قبلها ولا بعدها لأنها ليس لها حكم المسجد, لكن إذا صُليت العيد في مسجد دخل المسجد ويصلي تحية المسجد, لكن إذا كان في صحراء يجلس ولا يصلي بعدها, وكذلك الاستسقاء الأفضل لا يصلي بعدها, لكن بعض الإخوان مما يحبون الخير إذا صلى الاستسقاء قام وتنفل يصلي صلاة الضحى, الأولى يصليها في البيت ما يصلها بصلاة الاستسقاء, كذلك صلاة العيد بعد فترة يصلي في البيت وهذا هو السنة.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد