مختصر زاد المعاد 15-4-1432هـ
أحسن الله إليك، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، قال المؤلف - رحمه الله تعالى - في مختصر زاد المعاد لابن القيم:
(المتن)
(وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمّروا أحدهم، ونهى أن يسافر الرّجل وحده).
الشيخ:
نعم، أمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة يؤمروا واحد، حتى لا يختلفوا، يرجعون إليه عند اختلافهم، وعليه هذا الأمير أن ينصح لهم، ويرجعوا إليه في مسائل الاختلاف، إذا كان هذا في الثلاثة اللي يسافرون، فكيف بأهل البلد؟ ولهذا فإن الإمام واجب، يجب على المسلمين أن يقيموا إمام، يجب على الأمة أن يقيموا إمام يختاروا إمام، سيقيم فيهم شرع الله، يقيم فيهم الحدود، وتقام الحدود، وتؤمن السبل، ويؤمهم للجمعة والعيد، أو من ينيبه، وهكذا، هذا واجب، واجب على الأمة أن تنصب إمامًا، هذا واجب على الأمة، لا يصبح الناس فوضى لا صراط لهم، ولا صراط إلا لجهلهم وإفسادهم، إقامة الإمام واجب، نعم، وإذا كانوا ثلاثة سافروا يؤمروا أحدهم، فكيف بالأمة، نعم.
(المتن)
أحسن الله إليك، (ونهى أن يسافر الرجل وحده).
الشيخ:
نعم، قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ»، نعم، هذا الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب، نعم.
(المتن)
(وأخبر أنّ «الرّاكب شيطان، والرّاكبان شيطانان، والثّلاثة ركبٌ»، وذكر عنه أنّه كان يقول حين ينهض للسّفر: «اللهم إليك توجّهت، وبك اعتصمت، اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتمّ له، اللهم زودني التّقوى، واغفر لي ذنْبِي، ووجّهني للخير أينما توجّهت».
الشيخ:
تخريجه؟
طالب:
أحسن الله إليك، الحديث رواه ابن السني وأبو يعلى وابن حبان في المجروحين، والبيهقي في السنن، والقضاعي في مسند الشهاب.
الشيخ:
ضعيف.
طالب:
وسنده ضعيف.
الشيخ:
إيش؟ اللهم إيش؟
طالب:
«اللهم إليك توجّهت، وبك اعتصمت، اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتمّ له، اللهم زودني التّقوى، واغفر لي ذنْبِي، ووجّهني للخير أينما توجّهت».
الشيخ:
نعم.
(المتن)
(وكان إذا قدمت له دابته ليركبها يقول: بسم الله، حين يضع رجله في الرّكاب، فإذا استوى على ظهرها قال: «الحمد لله الذي سخّر لنا هذا وما كان له مُقرنين، وإنا إلى ربّنا لمنقلبون»، ثم يقول: «الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله»، ثم يقول: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر»، ثم يقول: «سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنتَ»).
الشيخ:
تخريجه؟
طالب:
الحديث رواه الترمذي وأبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة، وأحمد، والطيالسي، وعبد بن حميد، وعبد الرزاق في مصنفه، والطبراني في الدعاء، والحاكم، والحديث صحيح.
الشيخ:
في صحيح الدعاء، التكبير، أن يقول بسم الله إذا خرج لغزو، ثم إذا استوى قال: الحمد لله ثلاثًا، أو يقول: {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}[الزخرف:13]، يقول الله أكبر ثلاثًا، هذا كله دعاء مشروع، عند السفر، نعم، يقول: {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}[الزخرف:13-14]، ويقول: «اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل»، هذا مشروع في السفر، نعم، هذا دعاء مشروع.
طالب:
يقال في السفر وفي؟
الشيخ:
لا، في السفر، هذا مشروع في السفر، في الحضر لا، ما هو مشروع، «اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى».
طالب:
(4:21).
الشيخ:
الركوب لا، التسمية، و {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}[الزخرف:13]، هذا في السفر، وإذا سمى وسبح هذا من الأدعية العامة لا بأس، الحضر والراكب بسم الله تسمية عامة، نعم.
طالب:
يا شيخ، قد إيش قياس المسافة؟
الشيخ:
من مفارقة البنيان، إذا فارق بنيان البلد بدأ السفر، إلى أن يصل إلى بنيان البلد الثاني، ثمانين كيلو، نعم.
طالب:
إذا صار على حد الثمانين؟
الشيخ:
خلاص سفر.
(المتن)
(وكان يقول: «اللهم إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتّقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا، وَاطْوِ عنّا بُعْده، اللهم أنتَ الصّاحب في السّفر، والخليفة في الأهل، اللهم إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال»، وإذا رجع قالهن، وزاد: «آيبون، تائبون، عابدون لربّنا حامدون»).
الشيخ:
آيبون تائبون، يعني راجعون آيبون، تائبون، عابدون حامدون، وفي بعضها ساجدون، «آيبون عابدون حامدون ساجوم لربنا حامدون»، نعم.
طالب:
آيبون إذا دخل المدينة يا شيه؟
الشيخ:
نعم، إذا أقبل، يعني راجعون، نعم.
طالب:
يقول في السفر كما يقول، يقول دعاء السفر ثم يقوله مباشرة؟
الشيخ:
أي نعم.
(المتن)
أحسن الله إليك، (وكان هو وأصحابه إذا عَلَوْا الثّنايا كبّروا، وإذا هبطوا الأودية سبّحوا).
الشيخ:
نعم، هذه السنة إذا صعد وارتفع كبر لأن الله أكبر من كل شيء، وإذا هبط سبح تنزيهًا لله عن السهول، نعم.
(المتن)
أحسن الله إليك، (وكان إذا أشرف على قريةٍ يريد دخولها يقول: «اللهم ربّ السّماوات السّبع وما أظللن، وربّ الأرضين السّبع، وما أقللن، وربّ الشّياطين وما أضللن، وربّ الرّياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرّها، وشرِّ أهلها، وشرّ ما فيها»).
الشيخ:
تخريجه؟
طالب:
أحسن الله إليك، الحديث أخرجه النسائي في الكبرى، وفي عمل اليوم والليلة، والبخاري في تاريخه الكبير، وعبد الرزاق في مصنفه، والحديث صحيح، نعم.
الشيخ:
نعم، هذا إذا وصل القرية، «اللهم ربّ السّماوات السّبع وما أظللن، وربّ الأرضين، وما أقللن، وربّ الشّياطين وما أضللن»، رب السماوات وما أظللن من الظل، يعني اللي تظله، ورب الشياطين وما أضللن من الضلال، رب السماوات وما تظله، ورب الشياطين وما تضله من الضلال، ضد الهدى، رب السماوات وما أظللن من الظل، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، أسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير؟
طالب:
ورب الرياح وما ذرين.
الشيخ:
ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شر هذه القرية، وشر أهلها، وشر ما فيها، نعم.
(المتن)
أحسن الله إليك، (وكان يقصر الرّباعية، وقال أُمية بن خالد: إنّا نجد صلاة الحضر، وصلاة الخوف في القرآن، ولا نجد صلاة السّفر، فقال له ابن عمر: يا أخي، إنّ الله بعث محمّدًا - صلّى الله عليه وسلّم - ولا نعلم شيئًا).
الشيخ:
السنة قصر الرباعية، وهي الظهر والعصر والعشاء، قصر ركعتين للمسافر، وقال إيش عمرو بن خالد؟ قال من؟
(المتن)
أحسن الله إليك، (وقال أُمية بن خالد: إنّا نجد صلاة الحضر، وصلاة الخوف في القرآن، ولا نجد صلاة السّفر، فقال له ابن عمر: يا أخي، إنّ الله بعث محمّدًا - صلّى الله عليه وسلّم - ولا نعلم شيئًا فإنّما نفعل كما رأينا محمّدًا - صلّى الله عليه وسلّم - يفعل).
الشيخ:
اللهم صل وسلم عليه، يعني نقتدي به هنا، نعم، عليه الصلاة والسلام، فإذا نقل فعله أنه كان يقصر، خلاص كفى، قوله سنة، وفعله سنة، عليه الصلاة والسلام، نعم.
طالب:
(8:40)
الشيخ:
لا، كان يقصر وتتم، وكان تقصر وتفطر.
طالب:
كان يقصر في السفر ويتم، ويفطر يصوم، فلا يصح، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ:
وفي بعضها أن عائشة قالت: يا ابنة أم، قصرت وأتممت، وصمت وأفطرت، قال: هذا (9:16) لم تكن أم المؤمنين تخالف النبي - صلى الله عليه وسلم - نعم.
(المتن)
أحسن الله إليك، (وكان من هديه - صلّى الله عليه وسلّم - الاقتصار على الفرض، ولم يحفظ عنه أنّه صلّى السّنة قبلها ولا بعدها إلاّ سنّة الفجر والوتر).
الشيخ:
نعم، كان - عليه الصلاة والسلام - هديه يترك راتبة الظهر القبلية والبعدية، وراتبة المغرب البعدية، وراتبة العشاء، هذه يتركها في السفر، وأما راتبة الفجر فإنه يصليها، لا يتركها في لحضر ولا سفر، وكذلك الوتر، فإذا قصر الصلاة فلا يتنفل، وإذا أتمها، أتم الصلاة فله أن يصلي الراتبة، نعم.
طالب:
(10:02).
الشيخ:
فيه الأسئلة كثيرة؟ عندك وإيش بعده؟
(المتن)
(ولكن لم يمنع من التّطوّع قبلها ولا بعدها).
الشيخ:
نعم، يصلي صلاة التطوع قبل الفريضة وعدها، تطوع، أما الراتبة فلا، نعم.
(المتن)
(فهو كالتّطوّع المطلق، لا أنّه سنة راتبة للصّلاة، وثبت عنه أنّه صلّى يوم الفتح ثمان ركعات ضحى).
الشيخ:
نعم، قيل إنها صلاة الفتح، وقيل إنها صلاة الضحى، والمسافر له أن يصلي الضحى، يصلي الليل، يصلي سنة الوضوء، تحية المسجد، وإن تنفل نوافل مطلقة لا بأس، واستثنيت راتبة الظهر القبلية والبعدية، وراتبة المغرب، وراتبة العشاء، نعم.
(المتن)
أحسن الله إليك، (وكان من هديه - صلّى الله عليه وسلّم - صلاة التّطوّع على راحلته أين توجهت له).
الشيخ:
نقف هنا، قف على هذا، نعم.
طالب:
أحسن الله إليك، بقي الحكمين.
الشيخ:
هو أصلًا التطوع فيه كلام، نعم.
طالب:
طيب في حديث استعاذة صلى الله عليه وسلم من كآبة المنقلب، والا كآبة المنظر؟
الشيخ:
هو استعاذ - صلى الله عليه وسلم - من كآبة المنقلب، طيب، المنظر؟