(المتن)
الحمد الله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, قال المؤلف رحمه تعالى: في مختصر زاد المعاد لابن القيم فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في زيارة المرضى.
كان يَعُودُ مَنْ مَرِضَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَعَادَ غُلَامًا كَانَ يَخْدِمُهُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَعَادَ عَمَّهُ وَهُوَ مُشْرِكٌ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ الْيَهُودِيُّ, وَكَانَ يَدْنُو مِنَ الْمَرِيضِ، وَيَجْلِسُ عِنْدَ رَأْسِهِ ويسأله عن حاله.
وَكَانَ يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى الْمَرِيضِ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ الْبَاسَ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يغادر سقما», وكان يدعو للمريض ثلاثا، كما قال: «اللهم اشف سعدا ثلاثا», وكان إذا دخل على المريض يقول: «لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَرُبَّمَا قال: كفارة وطهور».
وكان يرقي من كان بِهِ قُرْحَةٌ أَوْ جُرْحٌ أَوْ شَكْوَى فَيَضَعُ سَبَّابَتَهُ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا وَيَقُولُ: «بِسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ ربنا» وهذا فِي " الصَّحِيحَيْنِ " وَهُوَ يُبْطِلُ اللَّفْظَةَ الَّتِي جَاءَتْ في حديث السبعين ألفا " لا يرقون " وهو غلط من الراوي.
(الشرح )
في حديث السبعين ألفًا فيه لفظه هو الذين لا يرقون ولا يسترقون والذي يرقون هذه غلط من بعض الرواة بدليل النبي يرقي, يرقي المريض, والراقي محسن فيه فرق المسترقي فإنه طالب.
(المتن)
ولم يكن من هديه أن يخص يومًا بالعيادة، ولا وقتًا، بل شرع لأمته عيادة المريض ليلًا أو نهارًا.
(الشرح)
يعني ما فيه شيء مخصص يعني يوم أو ليل متى يتيسر يزر المريض .
(المتن)
وَكَانَ يَعُودُ مِنَ الرَّمَدِ وَغَيْرِهِ.
(الشرح )
الرمد اللي في العيون, لأنه نوع من المرض يعود يعني يزور لأنه مرض.
(المتن)
وَكَانَ أَحْيَانًا يَضَعُ يَدَهُ عَلَى جَبْهَةِ الْمَرِيضِ، ثُمَّ يَمْسَحُ صَدْرَهُ وَبَطْنَهُ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ اشْفِهِ» وَكَانَ يَمْسَحُ وجهه أيضًا، وإذا أيس مِنَ الْمَرِيضِ قَالَ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون».
تخريج الحديث, يقول أجد هذا الذكر في أذكار عيادة المريض, ولكني وجدت ما ذكره ابن أبي شيبه في مصنفه لما أصيب سعد أبن معاذ بالرمية يوم الخندق وجعل دمه يسيل على رسول r, فجاء أبو بكر فجعل يقول: واه وانقطاع ظهره.
فقال النبي r مه يا أبو بكر فجاء عمر فقال: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون», ومعلومًا أن سعد بن معاذ مات بعد الخندق بقليل.