بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد الله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه, قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في مختصران.
(المتن)
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاة الخوف
فَصْلٌ
فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاة الخوف أباح الله له قَصْرَ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ وَعَدَدِهَا إِذَا اجْتَمَعَ الْخَوْفُ والسفر، وقصر العدد وحده إذا كان سفرا لَا خَوْفَ مَعَهُ، وَقَصْرُ الْأَرْكَانِ وَحْدَهَا إِذَا كان خوفا لا سفر معه.
(الشرح)
يعنى الإنسان له ثلاث حالات:-
الحالة الأولى: أن يكون مسافر خائفًا من العدو فهذه الحالة قصر العدد وقصر الأركان, قصر الصلاة الرباعية ركعتان الأصل ركعتان, وكذلك يحصل الأركان يخفف الركوع والسجود.
ففي الحالة الثانية: أن يكون مسافر غير خائف وهنا يقصد العدد ولا يقصد الأركان مسافر بطمأنينة لكن صلي الرباعية ركعتين للكن بطمأنينة, لا تخاف الأركان.
الحالة الثالثة: أن يكون الخوف في البلد الخوف مثل الأحزاب, لما جاء الكفار جاءوا أحاطوا بالمدينة, فهم المسلمون في بلدهم فهنا تقصد الأركان ولا يقصد العدد سوف تكون أربع لكن خفض ,خفض الأركان والعدد ما يقصر لأنه غير مسافرين في بلدهم, الظهر أربعة والعصر أربعة لكن مع تخفيض الأركان من أجل الخوف.
(المتن)
وبهذا تعلم الحكمة في تقييد القصر في الآيات بِالضَّرْبِ فِي الْأَرْضِ وَالْخَوْفِ, قال: كَانَ مِنْ هَدْيِهِ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ إِذَا كَانَ الْعَدُوُّ بَيْنَهُ وبين القبلة أن يصف المسلمين خلفه صفين، فيكبر ويكبرون جميعا.
(الشرح)
{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} [النساء: 101], قال المؤلف قال رحمه الله اجتمع فيه الآن خوف وسفر, قال: {إِنْ خِفْتُمْ} [النساء: 101], فهنا يقتصر الأركان ويقتصر العدد.
وقال آخرون من العلم أن الخوف هذا الآية قيمت القصر الخوف, ولكن جاءت السنة بالتخفيف قد سأل عمر t النبي r فقد صدق الله عليه والرسول سلم به, فقصر الصلاة في السفر مع الخوف جاء في الآية, وقصر الصلاة بدون خوف جاء في السنة, لكن المؤلف هنا قال المراد إِذاْ اجتمع الأمران فإنه تُقصر الأركان وتقصر العدد و إِذاْ انتفى الخوف تُقصر الأركان ولا يُقصر العدد .
(المتن)
ثم يركعون ويرفعون جميعًا، ثم يسجد أول الصف الَّذِي يَلِيهِ خَاصَّةً، وَيَقُومُ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ مُوَاجِهَ العدو، فإذا نهض للثانية سجد الصف المؤخر سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامُوا فَتَقَدَّمُوا إِلَى مَكَانِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ، وَتَأَخَّرَ الصَّفُّ الْأَوَّلُ مَكَانَهُمْ، لِتَحْصُلَ فَضِيلَةُ الصف الأول للطائفتين، وليدرك الصف الثاني معه السجدتين في الثانية، وهذا غَايَةُ الْعَدْلِ، فَإِذَا رَكَعَ صَنَعَ الطَّائِفَتَانِ كَمَا صَنَعُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَإِذَا جَلَسَ لِلتَّشَهُّدِ سَجَدَ الصف المؤخر سجدتين، ولحقوه في التشهد، فسلم بِهِمْ جَمِيعًا.
(الشرح)
هذه صلاة الخوف, صلاة الخوف لها صفات قال الإمام جاءت صلاة الخوف عن النبي r ستة أوجه أو سبعة أوجه كلها جائزة وأنا أختار الصلاة ذات الرقاة, يعني هذه الصفة إذا كان العدو وجاه العدو أحيانًا يكون العدو في غير جهة القبلة إِذاْ كان العدو في جهة القبلة يتجه إلى القبلة ويصلون كصفين كبر وكبر الصفان جميعًا الإحرام ثم ركع, فركع الصفان جميعًا؟
ثم رفع رأسه من الركوع, فرفع الصفان جميعًا, ثم سجد وسجد الصف الأول الذي يليه وبقى الصف الثاني يحرس, لأن قد يهجم عليهم العدو ثم لما قام للركعة الثانية سجد الصف الثاني سجدتين ثم قاموا ثم تأخر الصف المقدم وتقدم الصف المؤخر جاءت الركعة الثانية.
ثم ركع النبي r ركعوا جميعًا ورفع رفعوا جميعًا ثم سجد وسجد الصف الذي يليه, الذي يليه كان الصف المؤخر ثم لما جلس للتشهد سجد الصف الثاني اللي كان هو الصف الأول سجدتين ثم قرء التشهد فسلم بهم جميعا هذه إحدى صلاة الخوف.