شعار الموقع

40- مختصر زاد المعاد

00:00
00:00
تحميل
9

مختصر زاد المعاد 15-1-1433هـ

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -:

(المتن)

(فصلٌ في هديه - صلّى الله عليه وسلّم - في صدقة التّطوّع:

وكان يتَنوع في أصناف إعطائه وصدقته، فتارةً بالهدية، وتارةً بالصّدقة، وتارةً بالهبة).

الشيخ:

إيش الفرق بين الهدية والهبة؟ هل هناك فرق بينهما؟ نعم، الهدية يهدي إليه، والهبة يهبه، وهبتك كذا؟ هل هناك فرق، محتمل يعني، يراجع، قد يقال أن الهبة يهبه الشيء وهو غير حاضر، والهدية يعطيه وهو حاضر، يراجع في هذا، مثل الفرق بين الخوف والخشية، الخشية خوف بعلم، قد يكون هناك فرق دقيق بين الهدية والهبة، نعم.

طالب:

عفا الله عنك، ولد الإنسان يعني لو أعطاه هدية، ولم يجز أن يعطيه هبة، هل يحصل التفريق؟ الولد الذي يرث، أن يعطيه يهديه المال هدية لابنه، ولا يهبه مالًا؟

الشيخ:

لا، واحد، لا يعطيه ولا يهبه، لا يفضله بين إخوانه، نعم.

(المتن)

(وتارةً يقترض الشيء فيردّ أكثر منه).

الشيخ:

نعم، إذا اقترض بكرًا، ويرد رباعيًّا، وتارة يشتري الشيء، ثم يرده، يعطيه صاحبه، يعطيه الثمن والمثمن، مثل جابر - رضي الله عنه - اشترى بعيره، ثم أعطاه الثمن وزاد له وأربح، ثم أعطاه الجمل، نعم.

(المتن)

(ويقبل الهدية، ويكافئ عليها بأكثر منها، تلطفًا وتنوّعًا في ضروب الإحسان بكلّ ممكنٍ، وكان إحسانه بما يملكه وبحاله وبقوله، فيخرج ما عنده، ويأمر بالصّدقة، ويحضّ عليها، فإذا رآه البخيل، دعاه حاله إلى البذل، وكان مَن خالطه لا يملك نفسه عن السّماحة، ولذلك كان أشرح الخلق صدرًا، وأطيبهم نفسًا، فإنّ للصّدقة والمعروف تأثيرًا عجيبًا في شرح الصّدر، فانضاف ذلك إلى ما خصّه الله به من شرح صدره بالرّسالة وخصائصها وتوابعها، وشرح صدره حسًّا، وإخراج حظّ الشّيطان منه.

وأعظم أسباب شرح الصّدر التّوحيد).

الشيخ:

الله أكبر، لاحظوا أعظم الناس المتقون، هم أولياء الله، الموحدون أعظم الناس، أوسع الناس صدرًا، وأشرح الناس وأنعم الناس، يتلذذون في هذه الدنيا، ويتنعم بالعبادة ومناجاة الله - عز وجل - نعم، ولهذا قال بعض السلف كما قال شيخ الإسلام: (في الدنيا جنة، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة) وهي لذة العبادة ومناجاة الله عز وجل، نعم.

(المتن)

عفا الله عنك، (قال جل وعلا: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} [الزّمر: 22]، وقال جل وعلا: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا}[الأنعام: 125].

ومنها: النّور الذي يقذفه الله في القلب، وهو نور الإيمان، وفي التّرمذي مرفوعًا: «إذا دخل النّورُ القلبَ انفسح وانشرح». الحديث.

ومنها: العلم، فإنّه يشرح الصّدر، ويوسّعه، وليس هذا لكلّ علمٍ، بل للموروث عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم).

الشيخ:

علم الكتاب والسنة يشرح الصدر، أما العلوم الأخرى كعلوم الطب والصيدلة والرياضة والحدادة والنجارة، هذه علوم أخرى دنيوية، نعم، لكن يشرح الصدر علوم الآخرة، نعم، علوم الكتاب والسنة، نعم.

(المتن)

عفا الله عنك، (ومنها: الإنابة إلى الله، ومحبّته بكلّ القلب، وللمحبّة تأثير عجيب في انشراح الصّدر، وطيب النّفس، وكلّما كانت المحبّة أقوى كان الصّدر أشرح، ولا يضيق إلاّ عند رؤية البطّالين.

ومنها: دوام الذّكر، فللذّكر تأثير عجيب في انشراح الصّدر.

ومنها: الإحسان إلى الخلق، ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه، والنّفع بالبدن، وأنواع الإحسان.

ومنها: الشّجاعة، فإنّ الشّجاع منشرح الصّدر.

وأمّا سرور الرّوح ولذّتها، فمحرّم على كلّ جبّان، كما هو محرّم على كلّ بخيلٍ، وعلى كلّ معرضٍ عن الله، غافلٍ عن ذكره، جاهلٍ به وبدينه).

الشيخ:

نسأل الله العافية.

(المتن)

(متعلق القلب بغيره، ولا عبرة في انشراح صدر هذا لعارضٍ، ولا بضيق صدر هذا لعارضٍ، فإنّ العوارض تزول بزوال أسبابها، وإنّما المعوّل على الصّفة التي قامت بالقلب توجب انشراحه وحبسه، فهي الميزان.

ومنها - بل من أعظمها - إخراج دغل القلب من الصّفات المذمومة، ومنها ترك فضول النّظر والكلام، والاستماع والخلطة، والأكل والنّوم)، انتهى أحسن الله إليك.

الشيخ:

إيش بعده؟

طالب:

فصل في هديه في الصيام.

الشيخ:

وهذا الفصل الأول؟

طالب:

قال: فصل في هديه - صلى الله عليه وسلم - في صدقة التطوع.

الشيخ:

نعم، هذا نعيده إن شاء الله الدرس القادم، هذا ينبغي أن يعاد ويكرر، وإن كان قصير.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد