شعار الموقع

54- مختصر زاد المعاد

00:00
00:00
تحميل
40

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ, وعلى آله وصحبه أجمعين, اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والسامعين.

(المتن)

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

في حجه صلى الله عليه وسلم وعمره

وأما نساؤه فأحللن، وكن قارنات إلا عائشة رضي الله عنها.

(الشرح)

قارنات أمرهن الرسول بالتحلل؛ لأن من لم يسق الهدي أمره الرسول بالتحلل, كل الصحابة ومنهم أ زواج النبي صلى الله عليه وسلم, إلا عائشة فإنها حاضت فأدخلت الحج على العمر.

(المتن)

 فإنها لم تحل من أجل تعذر الحل بالحيض، وأمر من أهل كإهلاله أن يقيم على إحرامه إن كان معه هدي، وأن يحل إن لم يكن معه هدي.

وكان يصلي مدة مقامه إلى يوم التروية بمنزله بالمسلمين بظاهر مكة، فأقام أربعة أيام يقصر الصلاة.

(الشرح)

وكان مقامه في الأبطح عمرة القضاء, بين مكة ومنى.

(المتن)

 فلما كان يوم الخميس ضحى توجه بمن معه من المسلمين إلى منى.

(الشرح)

وهو اليوم الثامن من ذي الحجة.

(المتن)

 فأحرم بالحج من كان أحل منهم من رحالهم، ولم يدخلوا إلى المسجد، بل أحرموا ومكة خلف ظهورهم.

(الشرح)

وهذا فيه الرد على من قال إنه يشرع الإحرام من المسجد الحرام بالمحلين, قال بعضهم: يشرع من تحت الميزاب, كل هذا لا أصل له, تحت الميزاب ميزاب الكعبة, إذا كان الحجاج مليون كيف يحرمون من تحت الميزاب.

(المتن)

فلما وصل إلى منى، نزل وصلى بها الظهر والعصر وبات بها، فلما طلعت الشمس، سار إلى عرفة، وأخذ على طريق ضب على يمين طريق الناس اليوم، وكان من الصحابة الملبي، ومنهم المكبر، وهو يسمع ولا ينكر، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة بأمره، وهي قرية شرقي عرفات، وهي خراب اليوم، فنزل فيها حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرحلت، ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عرنة.

فخطب الناس وهو على راحلته خطبة عظيمة، قرر فيها قواعد الإسلام، وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية، وقرر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحريمها وهي الدماء والأموال والأعراض، ووضع فيها أمور الجاهلية تحت قدميه، ووضع فيها ربا الجاهلية كله وأبطله، وأوصاهم بالنساء خيرًا وذكر الحق الذي لهن وعليهن، وأن الواجب لهن الرزق، والكسوة بالمعروف، ولم يقدر ذلك تقديرًا.

(الشرح)

يعني النفقة تختلف باختلاف الأوقات والأزمنة, لا تقدم بالدراهم وإنما تقدم بما يكفي بالمؤنة الكافية, في كل زمان بما يناسبه من الكفاية.

(المتن)

وأباح للأزواج ضربهن إذا أدخلن إلى بيوتهن من يكرهه أزواجهن، وأوصى فيها الأمة بالاعتصام بكتاب الله، وأخبر أنهم لن يضلوا ما داموا معتصمين به، ثم أخبرهم أنهم مسئولون عنه; واستنطقهم بماذا يقولون، وبماذا يشهدون ; فقالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فرفع أصبعه إلى السماء، واستشهد الله عليهم ثلاث مرات، وأمرهم أن يبلغ شاهدهم غائبهم وخطب خطبة واحدة ولم تكن خطبتين جلس بينهما.

(الشرح)

خطبة يوم عرفة خطبة واحدة ليست خطبتان, وكانت قبل الصلاة وقبل الأذان, وبعد الخطبة أمر بلال فأذن, وليست خطبة جمعة, فلو كانت خطبة جمعة لكانت بعد الأذان, ولكانت خطبتان.

(المتن)

فلما أتمها، أمر بلالًا فأذن، ثم أقام، فصلى الظهر ركعتين أسر فيهما القراءة.

(الشرح)

أسر فيها القراءة, ولو كانت جمعة لجهر في القراءة.

(المتن)

 وكان يوم الجمعة، فدل على أن المسافر لا يصلي الجمعة، ثم أقام، فصلى العصر ركعتين أيضًا.

(الشرح)

ولو كانت جمعة لم يجمع معها غيره أيضًا.

(المتن)

 ومعه أهل مكة، فصلوا بصلاته قصرًا وجمعًا.

(الشرح)

وصلاة أهل مكة إما نسك وإما للقصر, والعلماء اختلفوا في أهل مكة, هل يصلون قصرًا أم لا يصلون, كثير من الفقهاء يرون أن أهل مكة لا يقصرون؛ لأن المسافة ليست مسافة قصر, بل الصواب أنهم يقصرون, سواء قيل: إن هذا للسفر أو قيل: إنه نسك, والقول بأنه نسك هذا قول قوي.

(المتن)

 وفيه أوضح دليل على أن سفر القصر لا يتحدد بمسافة معلومة.

(الشرح)

شيخ الإسلام ابن القيم يرى أنها مسافة قصر, وأن القصر لا يتحدد, لكن ما يعد سفرًا, الآن بعد وسائل النقل الحديثة ما يعد الآن الذهاب من مكة إلى عرفة ما يعد سفرًا.

(المتن)

فلما فرغ من صلاته، ركب حتى أتى الموقف، فوقف في ذيل الجبل عند الصخرات، واستقبل القبلة، وجعل حبل المشاة بين يديه.

(الشرح)

حبل المشاة يعني طريق المشاة.

(المتن)

 وكان على بعيره، فأخذ في الدعاء والتفرع والابتهال إلى غروب الشمس، وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرنة، وأخبر أن «عرفة كلها موقف» وأرسل إلى الناس أن يكونوا على مشاعرهم، ويقفوا بها، فإنها من أثر إرث أبيهم إبراهيم، وكان في دعائه رافعًا يديه إلى صدره، كاستطعام المسكين، وأخبرتم أن «خير الدعاء يوم عرفة».

وذكر من دعائه صلى الله عليه وسلم في الموقف: «اللهم لك الحمد كالذي تقول، وخيرًا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، وإليك مآبي، ولك رب ترابي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ووسوسة الصدر، وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح» ذكره الترمذي.

ومما ذكر من دعائه هناك: «اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي ولا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنوبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذل جسده، ورغم أنفه لك، اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقيًا، وكن بي رءوفًا رحيمًا يا خير المسئولين، ويا خير المعطين» ذكره الطبراني.

وذكر أحمد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير» وأسانيد هذه الأدعية فيها لين.

(الشرح)

لكن يشد بعضها بعضًا.

(المتن)

وهنا أنزلت عليه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}[المائدة/3].وهناك سقط رجل عن راحلته، فمات فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفن في ثوبيه، ولا يمس بطيب وأن يغسل بماء وسدر، ولا يغطى رأسه ولا وجهه، وأخبر أن الله تعالى يبعثه يوم القيامة يلبي.

(الشرح)

هذه من الحوادث في ذلك الوقت, حوادث الرواحل, سقط عن دابته فمات, وهو محرم, فكفن في ثوبيه ويجنب الطيب ويبقى رأسه مكشوف؛ لأن الله يبعثه ملبيًا.

(المتن)

وفيه اثنا عشر حكمًا: الأول: وجوب غسل الميت. الثاني: أنه لا ينجس بالموت، لأنه لو تنجس، لم يزده غسله إلا نجاسة. الثالث: أن الميت يغسل بماء وسدر. الرابع: أن تغير الماء بالطاهرات لا يسلبه طهوريته. الخامس: إباحة الغسل للمحرم. السادس: أن المحرم غير ممنوع من الماء والسدر. السابع: أن الكفن مقدم على الميراث وعلى الدين، لأنه صلى الله عليه وسلم أمر أن يكفن في ثوبيه.

(الشرح)

والماء والسدر ما يعتبر من الطيب.

(المتن)

 ولم يسأل عن وارثه ولا عن دين عليه. الثامن: جواز الاقتصار في الكفن على ثوبين. التاسع: أن المحرم ممنوع من الطيب. العاشر: أن المحرم ممنوع من تغطية رأسه. الحادي عشر: منع المحرم من تغطية وجهه وبإباحته قال ستة من الصحابة.

(الشرح)

لأنه في خلاف في تغطية الوجه, في صحيح مسلم «لا تخمروا رأسه ولا وجهه».

(المتن)

 واحتج المبيحون بأقوال هؤلاء، وأجابوا عن قوله: «لا تخمروا وجهه» بأن هذه اللفظة غير محفوظة.

(الشرح)

وهي في صحيح مسلم.

(المتن)

 الثاني عشر: بقاء الإحرام بعد الموت.

(الشرح)

بركة قف على هذا وفق الله الجميع لطاعته.

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد