شعار الموقع

55- مختصر زاد المعاد

00:00
00:00
تحميل
95

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والسامعين.

(المتن)

قال المؤلف رحمه الله تعالى في "مختصر زاد المعاد":

فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَاسْتَحْكَمَ غُرُوبُهَا بِحَيْثُ ذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ، أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ خَلْفَهُ.

(الشرح)

هذا في حجة الوداع.

(المتن)

وَأَفَاضَ بِالسَّكِينَةِ وَضَمَّ إِلَيْهِ زِمَامَ ناقته حتى إن رأسها ليضرب طرف رحله، وهو يقول: «أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع» أي: بِالْإِسْرَاعِ.

وَأَفَاضَ مِنْ طَرِيقِ الْمَأْزِمَيْنِ.

(الشرح)

وهذا هو السنة, في عرفة ينبغي الرفق وعدم العجلة وعدم الإزعاج في السيارات, النبي r كان يمشي بسكينة ويرخي الزمام لناقته, فإذا وجد ضيق فإنه يأخذ بالزمام ويجر الزمام, فإذا وجد فجوة أرخى لها الزمام, ويقول: «أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع» أي: بِالْإِسْرَاعِ, وكذلك نقول لأصحاب السيارات: عليكم بالسكينة وعدم الإزعاج بأصوات السيارات, والرفق بالمشاة وعدم إيذائهم.

(المتن)

وَدَخَلَ عَرَفَةَ مِنْ طَرِيقِ ضَبٍّ، وَهَكَذَا كَانَتْ عَادَتُهُ صَلَوَاتُ الله وسلامه عليه في الأعياد أن يخالف بين الطريق، ثُمَّ جَعَلَ يَسِيرُ الْعَنَقَ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ المسير لَيْسَ بِالسَّرِيعِ وَلَا الْبَطِيءِ.

(الشرح)

العنق اسمٌ للسير يعني السير المتوسط, والنص هو السير السريع, إذا وجد متسع أسرع, وإذا لم يجد متسع جعل يسير العنق سيرًا متوسطًا وهو على راحلته.

(المتن)

فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً - وَهُوَ الْمُتَّسَعُ - نَصَّ سَيْرَهُ، أَيْ: رَفَعَهُ فَوْقَ ذلك، وكلما أتى ربوة من الرُّبَى أَرْخَى لِلنَّاقَةِ زِمَامَهَا قَلِيلًا حَتَّى تَصْعَدَ.

(الشرح)

الربوة هي المكان المرتفع إذا وجده أرخى لها الزمام حتى تصعد ثم يشد الزمام, لكن يرخي لها حتى تصعد الربوة.

(المتن)

وكان يلبي في مسيره ذلك لا يَقْطَعِ التَّلْبِيَةَ، فَلَمَّا كَانَ فِي أَثْنَاءِ الطَّرِيقِ نزل، فَبَالَ وَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقَالَ لَهُ أسامة: الصلاة يا رسول الله. قال: «المصلى أمامك».

(الشرح)

هذه في مزدلفة, يعني في أثناء الطريق نزل r وبال وتوضأ وضوءًا خفيفًا, فَقَالَ لَهُ أسامة: الصلاة يا رسول الله يعني صلاة المغرب غابت الشمس, قال: «المصلى أمامك» يعني السنة أن يصلي الحاج في مزدلفة إذا وصلها ولم يصلي المغرب في الطريق.

(المتن)

ثم سار حتى أتى مزدلفة فَتَوَضَّأَ وُضُوءَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْأَذَانِ، فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ حَطِّ الرِّحَالِ، وَتَبْرِيكِ الْجِمَالِ، فَلَمَّا حَطُّوا رِحَالَهُمْ أَمَرَ، فأقيمت الصلاة، ثم صلى العشاء بِإِقَامَةٍ بِلَا أَذَانٍ، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا.

(الشرح)

يعني لما وصل مزدلفة أمر بلالًا فأذن ثم أقام فصلى المغرب والإبل واقفة عليها الرحل, فلما سلم من المغرب أمر بحط الرحال وتبريك الجمال ثم أقام لصلاة العشاء وصلى العشاء, ولم يصلي بينهما يعني بين المغرب والعشاء الصلاتين مجموعتين ليس بينهما صلاة.

(المتن)

ثم نام حتى أصبح.

(الشرح)

يعني نام r من أول الليل ليلة العيد ليتقوى على وظائف يوم العيد, العيد فيه أربعة وظائف: رمي جمرة العقبة, وأيضًا عنده مسير على الإبل من مزدلفة إلى منى, ثم بعدها ذبح الهدي وذبح بيده الشريفة ثلاثة وستين على عدد سنين عمره, كل ناقة يضربها في الوهدة التي بين العنق وأصل الصدر بالسكين وهي واقفة على ثلاث ثم تسقط ثم يجهز عليها, ثم أمر عليًا فكمل الذبح اربع وثلاثين, ثم أمره r أن يتصدق بجلالها وجلودها على الفقراء, بالجلال والجلود واللحم, وأمر أن يأخذ لهم من كل بعير قطعة من اللحم وتُجعل في قدر وتُطبخ فشرب من مرقها وأكل شيئًا منها فكأنه أكل منها كلها r.

ثم الوظيفة الثالثة: حلق الرأس, حلق رأسه وكان شعره كثيف r ما يحلق إلا في حَج أو عمرة, ثم أعطاه أبا طلحة ليوزعه على الناس شعرة شعرة ليتبركوا به لما جعل الله في جسمه من البركة, وإذا توضأ كان الصحابة يغتسلون بوضوئه يأخذون فضلات الماء يتبركون بها, وإذا تنخم تنخم في يد واحد منهم فيدلك بها وجهه ورأسه يتبرك بها هذا خاص به r لا يقاس عليه غيره لما جعل الله في جسده من البركة, ولما نام عند أم سليم وكان بينه وبينها محرمية نام في القيلولة فعرق جعلت أم سليم تسلت العرق وتضعه في قارورة لها وجعلته طيب لها وقالت: «إنه لأطيب الطيب» هذا من خصائصه r, أما غيره فلا, لا يتبرك الناس بأبي بكر ولا عمر ولا عثمان لأن هذا من وسائل الشرك, هذا خاص به في حياته r.

الرابعة: طواف الإفاضة وكل هذه قبل الظهر من يستطيع هذا؟ مشى من مزدلفة على البعير ساعة أو ساعة ونصف, ثم رمى جمرة العقبة, ثم رجع وقت ضحى والصحابة يظللونه بثوب, ثم ذهب إلى المنحر فنحر ثلاث وستين جمل ثم حلق رأسه, ثم ركب راحلته ودخل مكة, وهو على بعير ليس سيارة, ثم طاف طواف الإفاضة وصلى الظهر في مكة, ثم لما رجع وجد أصحابه ينتظرونه في منى فصلى بهم تلك الصلاة فأصبحت الأولى فريضة والثانية نافلة, وجاء في الحديث أنه صلى الظهر بمنى, وجاء في حديث آخر أنه صلى الظهر بمكة, والجمع بينهما أنه أدركته الصلاة بمكة فصلى الفريضة في مكة, ثم لما رجع إلى أصحابه وجدهم ينتظرونه فصلى بهم تلك الصلاة له نافلة ولهم فريضة.

الطالب: هل ترك الوتر عندما نام؟.

الشيخ: الوتر هذا معروف من الأحاديث الأخرى والنبي r كان لا يترك الوتر لا حضرًا ولا سفرًا, مسكوت عنه لكن معروف من الأحاديث الأخرى.

(المتن)

ولم يحيي تِلْكَ اللَّيْلَةَ.

(الشرح)

يعني ما أحياها بالصلاة لأنه نام أول الليل.

(المتن)

وَلَا صَحَّ عَنْهُ فِي إِحْيَاءِ ليلتي العيدين شيء.

(الشرح)

ولا صح أن ليلة العيدين يُسن إحيائهما بالصلاة, ما في شيء يدل على هذا وإنما هما كغيرهما من سائر الليالي.

(المتن)

وأمر في تلك الليلة بضعفة أَهْلِهِ أَنْ يَتَقَدَّمُوا إِلَى مِنًى قَبْلَ طُلُوعِ الفجر.

(الشرح)

الضعفاء من النساء والصبيان بعد غيبوبة القمر, القمر يغيب يمكن الساعة اثنين ليلة العيد بعد مضي ثلثي الليل, فأمرهم أن يتقدموا ويرموا جمرة العقبة قبل الزحمة, وأما الأقوياء بقوا معه r فلم يرموا إلا بعد طلوع الشمس.

(المتن)

وكان عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الْقَمَرِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَرْمُوا الجمرة حتى تطلع الشمس.

(الشرح)

وهذا ضعيف, هذا جاء في رواية الحسن العُرني عن ابن عباس أنه قال للضعفاء: «لا ترموا حتى تطلع الشمس» هذا ضعيف لأنه منقطع هذا, الحسن العرني لم يسمع من ابن عباس, والمعنى يقتضيه لأن الفائدة من تقديمهم هو أن يرموا قبل الزحمة, كيف يتقدمون ولا يرموا إلا بعد طلوع الشمس! فهذا ضعيف, والصواب أنهم رموا في آخر الليل.

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد