شعار الموقع

56- مختصر زاد المعاد

00:00
00:00
تحميل
39

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا، والحاضرين والسامعين.

(المتن)

(ولم يحي تلك اللّيلة، ولا صحّ عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء).

الشيخ:

يعني الرسول - عليه الصلاة والسلام - ما أحيا ليلة العيد في حجة الوداع، نعم، ولم يصح في إحياء ليلة العيد حديث، يعني ما يشرع إحياء ليلة العيد، ليلة العيد كغيرها، سواء حاج أو غير حاج، يصلي ما يتيسر، ولا يحييها بالصلاة، نعم.

(المتن)

(وأذن في تلك اللّيلة لضعفة أهله أن يتقدموا إلى منى قبل طلوع الفجر).

الشيخ:

وكان في مزدلفة، وبقي هو عليه الصلاة والسلام هو والقادرون، ورخص للضعفة أن يتقدموا حتى برموا جمرة العقبة قبل خطوة الناس، نعم.

(المتن)

(وكان عند غيبوبة القمر).

الشيخ:

نعم، وهذا يقارب مضي ثلثي الليل، يقارب الساعة ثنتين تقريبًا، نعم.

(المتن)

(وأمرهم أن لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشّمس، وأمّا الحديث الذي فيه أنّ أمّ سلمة رمت قبل الفجر).

الشيخ:

الحديث الذي يقول أنه أمرهم أن يرموا قبل الشمس هذا رواية الحسن العرني عن ابن عروة، وهو لم يسمع منه، منقطع، والصواب أنهم يرمون قبل الشمس، نعم.

(المتن)

(وأمّا الحديث الذي فيه أنّ أمّ سلمة رمت قبل الفجر فحديث منكر أنكره أحمد وغيره، ثم ذكر حديث سَوْدة، وأحاديث غيره، ثم قال: "ثُمَّ تأملنا فإذا أنّه لا تعارض بين هذه الأحاديث، فإنّه أمَر الصّبيان أن لا يرمُوا الجمرة حتى تطلع الشّمس، فإنّه لا عذر لهم في تقديم الرّمي، أمّا من قدمه من النّساء: فرمين قبل طلوع الشّمس للعُذر).

الشيخ:

وهذا فيه نظر كما سبق أن الحديث الذي فيه أنه أمرهم أن يرموا قبل طلوع الشمس ضعيف، نعم.

طالب:

قال يا شيخ، إذا وصلوا الجمرة، نفروا من مزدلفة، ووصلوا الجمرة يرموا الجمار؟

الشيخ:

نعم، المقصود من تقديمهم رمي جمرة العقبة لحقبة الناس، كيف الصبيان يتأخرون لبعد طلوع الشمس يجيء الزحام! الحديث فيه ضعف، حديث ضعيف من رواية الحسن العرني، وهو منقطع، نعم.

(المتن)

(والخوف عليهن من المزاحمة، وهذا الذي دلّت عليه السّنة: جواز الرّمي قبل طلوع الشّمس لعذرٍ من مرضٍ أو كبرٍ، وأمّا القادر الصّحيح فلا يجوز له ذلك، والذي دلّت عليه السّنة إنّما هو التّعجيل بعد غيبوبة القمر لا نصف اللّيل، وليس مع مَن حدّه بالنّصف دليل).

الشيخ:

قال حده بالنصف يقول يتحقق، إنما يتحقق، يعني إنما النصف يتحقق، أنه إذا مضى النصف الأول يتحقق، كثير من الفقهاء من الحنابلة والشافعية وغيرهم يعتقدون بنصف الليل، لكن السنة جاءت أن الذي يرخص بعد غيبوبة القمر، نعم، وليس إيش؟ وليس مع من حده بنصف الليل؟

(المتن)

(وليس مع مَن حدّه بالنّصف دليل).

طالب:

يا شيخ، الذين يصلون بعد غيبوبة القمر إلى مزدلفة، يقال لهم امشوا مباشرة؟

الشيخ:

يمشون إلى..

طالب:

تأخروا في السير الآن، قد يصلون مزدلفة بعد غيبوبة القمر؟

الشيخ:

خلاص، إذا مروا فيها يكفي المرور، كما أجمع العلماء، لكن إذا جلسوا فيها فذلك أفضل إذا كانوا يستطيعون، ذكر العلماء أنه إذا كان مرورهم في النصف الأخير يكفي، نعم.

طالب:

إذا جاء بعد الفجر، ما استطاع أن يصل المزدلفة إلا بعد الفجر؟

الشيخ:

هذا لا يكلف الله نفسًا، يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن:16]، لا يستطيع، نعم.

(المتن)

(فلمّا طلع الفجر صلاّها في أوّل الوقت - لا قبله قطعًا - بأذانٍ وإقامةٍ).

الشيخ:

لكنه بادر - عليه الصلاة والسلام - بادر بأداء الصلاة حين انشق الفجر، ولهذا قال ابن مسعود: (ما رأيت النبي صلى صلاة لغير ميقاتها إلا هاتين الصلاتين: صلاة الفجر بمزدلفة، وصلاة العشاء) صلاة المغرب في مزدلفة، صلاها لغير ميقاتها يعني لغير ميقاتها المعتاد، وليس المراد أنها قبل دخول الوقت، لأنه كان من عادته يتأخر في صلاة الفجر حتى يؤذن بلال، ثم ينتظر ثم يأتي بلال، ويؤذن أن يصلي ركعتين، لكن في مزدلفة بادر بدارًا شديدًا، حتى قائل يقول: طلع الفجر، وقائل يقول: لم يطلع الفجر، حتى يتسع الوقت للوقوف بمزدلفة، نعم.

(المتن)

(ثم ركب حتى أتى موقفه عند المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، وأخذ في الدّعاء والتّضرّع والتّكبير والتّهليل والذّكر حتى أسفر جدًّا، ووقف - صلّى الله عليه وسلّم- في موقفه، وأعلم النّاس أنّ مزدلفة كلّها موقف، ثم سار مردفًا للفضل وهو يلبِّي في مسيره، وانطلق أُسامة على رجليه في سُبّاقِ قريش).

الشيخ:

في سُبَّاق قريش، شاب، الشباب الذين يمشون على أقدامهم، سهل، يعني ليس ببعيد، من المزدلفة إلى منى على الأقدام يمشون الشباب، حتى من غير الشباب، حتى من الحجاج شيوخ كبار يمشون، لأنه ليس ببعيد، وكان دفعه منها - عليه الصلاة والسلام - من مزدلفة قبل طلوع الشمس، بعد صلاة العيد يكون طلوع الشمس، نعم.

(المتن)

(وفي طريقه ذلك أمر ابن عبّاس - رضي الله عنهما - أن يلقط له حصى الجمار سبع حصيات).

الشيخ:

نقف على ذلك، بركة، وفق الله الجميع.

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد