بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.
(المتن)
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
وفي طريقه ذلك أمر ابن عباس أن يلقط له حصى الجمار سبع حصيات، ولم يكسرها من الجبل تلك الليلة، كما يفعله من لا علم عنده ولا التقطها بالليل.
(الشرح)
وهذا في طريقه عليه الصلاة والسلام إلى منى, وكان هذا بعد صلاة الفجر, فإنه عليه الصلاة والسلام صلى الفجر بمزدلفة ثم أتى المشعر وهو جبل بني عليه المسجد, جبل قزح ومزدلفة كلها تسمى مشعر, وكلها موقف, قال عليه الصلاة والسلام وجمع كلها موقف.
أمر ابن عباس وهو في طريقه إلى منى أن يلقط له سبع حصيات فأخذها بيده وقال: «هن حصى الخذف», وحصى الخذف هي التي يجعلها الإنسان بين أصبعيه ويحذفها, أكبر من الحمص قليلاً, فأخذها بيده وقال لأمثال هؤلاء: «فارموا», يعني لا تغلوا إياكم والغلو, فأخذ الحجارة الكبار دليل على أنه من الغلو والحديث عام, ولم يأخذها من الجبل أخذها من الأرض, في طريقه من مزدلفة إلى منى.
والعامة يلقطونها قبل صلاة العشاء, إذا جاءوا من مزدلفة يبدؤون بلقط الحصى قبل الصلاة, وهذا لا أصل له, الصواب -- ((@ كلمة غير مفهومة- 01:34)) – إن أخذها في الليل أو أخذها بعد وقت الصبح فالأمر واسع, أو في الطريق.
طالب: ومن أخذها من منى حتى يصل -- ((@ كلمة غير مفهومة- 01:42)) --؟
الشيخ: لا بأس, من الحرم, إذا أخذها من الحرم فلا حرج.
(المتن)
فالتقط له سبعًا من حصى الحذف، فجعل ينفضهن في كفه، ويقول: «أمثال هؤلاء فارموا، وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
(الشرح)
الغلو هو المبالغة والزيادة, فإذا أخذ حجارة كبار هذا من الغلو, وهذا يفعله بعض العامة يأتي بحجارة كبار وبعضهم يرمي بالحذاء كل هذا من الغلو, أو يأتي منفعل يشتم ويلطم, المفترض أن يأتي بسكينة ووقار فهي عبادة, يأتي يعظم الله عز وجل ويسبحه ويهلل, ويكبر مع كل حصاة, ولا ينبغي له أن يأتي بهذه الحال.
(المتن)
فلما أتى بطن محسر حرك ناقته وأسرع السير، وهذه كانت عادته في المواضع التي نزل بها بأس الله بأعدائه.
(الشرح)
لأن بطن محسر هو المكان الذي نزل فيه العذاب على أصحاب الفيل, فلهذا أسرع قدر رمية حجر, قدر ما يرمي الإنسان الحجر, وقيل: ليس هذا المكان الذي عذبوا فيه, وإنما في مغمس.
(المتن)
فإن هناك أصاب أصحاب الفيل ما قص الله، ولذلك سمي وادي محسر، لأن الفيل حسر فيه، أي: أعيا وانقطع عن الذهاب إلى مكة.
(الشرح)
هذا أحد القولين, وقيل: ليس هذا المكان.
(المتن)
وكذلك فعل في سلوكه الحجر. ومحسر: برزخ بين منى ومزدلفة، والمشعر الحرام لا من هذه، ولا من هذه.
(الشرح)
كذلك لما ذهب لتبوك ومر بمدائن صالح أسرع, وقال: «لا -- ((@ كلمة غير مفهومة- 03:48)) – الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم», ثم قنع رأسه وأسرع السير عليه الصلاة والسلام.
(المتن)
وعرنة برزخ بين عرفة والمشعر الحرام, فبين كل مشعرين برزخ ليس منهما.
(الشرح)
وادي محسر برزخ بين منى ومزدلفة وعرنة برزخ بين مزدلفة وعرفة, برزخ يعني فاصل, كما أن القبر برزخ بين الدنيا والآخرة.
(المتن)
فمنى من الحرم وهي مشعر، ومحسر من الحرم، وليس بمشعر، ومزدلفة: حرم ومشعر، وعرفة ليست مشعرًا، وهي من الحل، وعرفة حل ومشعر, وسلك الطريق الوسطى بين الطريقين وهي التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى منى.
(الشرح)
نعم يسلك الطريق الذي يوصله إلى الجمرة, الإنسان يسلك الطريق المناسب ما يسلك الطريق البعيد.
(المتن)
فأتى جمرة العقبة، فوقف في أسفل الوادي، وجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، واستقبل الجمرة وهو على راحلته، فرماها راكبًا بعد طلوع الشمس واحدة بعد واحدة يكبر مع كل حصاة.
(الشرح)
يعني يقول: الله أكبر, الله أكبر, وكان متكئ على جبل, كان في جمرة العقبة متكئ على جبل, ولهذا ما أتوا إلى من جهة واحدة, الجهة الثانية فيها الجبل, فرماها النبي صلى الله عليه وسلم هكذا مستقبلاً لها, جعل الكعبة عن يساره ومنى عن يمينه, رماها من بطن الوادي, الآن أزيل الجبل وبقي الجهة الثانية لا ترمى, الجهة الثانية ما ترمى صار فيها عمود بقيت مدة, ثم الآن صارت من جميع الجهات الآن.
طالب: لا إشكال في الرمي من جميع الجهات؟
الشيخ: لا, هو الجهة الثانية ما ترمى, لكن يمكن أنه إذا رماها من الجهة -- ((@ كلمة غير مفهومة- 06:32)) – من الجهة التي ترمى بها, لو رماها من الجهة الثانية -- ((@ كلمة غير مفهومة- 06:42)) – كما كان من بعض السلف.
(المتن)
وحينئذ قطع التلبية وبلال وأسامة معه أحدهما آخذ بخطام ناقته، والآخر يظلله بثوبه من الحر.
(الشرح)
نعم قطع التلبية لما بدأ في الرمي, إذا شرع في الرمي قطع التلبية, الحاج إذا شرع في رمي جمرة العقبة قطع التلبية, والمعتمر إذا شرع في الطواف, في طواف العمرة أو طواف القدوم قطع التلبية.
طالب: هل يبدأ بالتكبير من الليل؟
الشيخ: نعم إذا رمى بالليل يقطع التلبية.
طالب: الذي يأتي يتعجل من مزدلفة يرمي على طول؟
الشيخ: نعم إذا تعجل يرمي في آخر الليل, لكن ينبغي أن يكون تعجله بعد غيبوبة القمر, إذا مضى ثلث الليل, يقارب الساعة اثنين تقريبًا هو غيبوبة القمر.
(المتن)
وفيه جواز استظلال الحرم بالمحمل ونحوه.
(الشرح)
لأن النبي صلى الله عليه وسلم ظلل أسامة أو بلال أحدهما أخذ بخطام الناقة والثاني يظلله بالثوب, والثوب يتحرك بحركته, اختلف العلماء في هذا, فمن العلماء من لا بأس يظلل المحرم بأي ظل سواء كان متحرك بحركته أم لا, كالخيمة والشجرة هذه لا إشكال فيها, وسقف البيت هذا لا إشكال فيه؛ لأنها ثابتة, الشيء الثابت لا إشكال فيه, هذا بخلاف الشيء الذي يتحرك سقف السيارة والشمسية فالحنابلة وجماعة يمنعون منها, يقولون: ليس له أن يستظل بسقف السيارة, ولا شمسية, انظر إلى الرافضة, الرافضة الآن يحجون في سيارة مكشوفة, يطبقون مذهبهم, وهو مذهب الحنابلة.
والقول الثاني: وهو رواية عن الإمام أحمد أنه لا بأس الاستظلال بسقف السيارة والشجرة وهو الصواب, وأنه لا فرق بين ما يكون ثابتًا أو غير ثابت, الشجرة والخيمة لا إشكال فيها, والنبي صلى الله عليه وسلم ضربت له قبة بنمرة فكان تحتها, وكذلك أيضًا ظلله أحدهما بلال وأسامة أحدهما يظله بثوب والثوب يتحرك بحركته مثل الشمسية.
طالب: لو بدأ بالطوف طواف الإفاضة هل -- ((@ كلمة غير مفهومة- 09:58)) --؟.
الشيخ: الأقرب والله أعلم أنه إذا شرع في التحلل, العلماء يقولون: إذا فعل اثنين من ثلاثة تحلل, الأقرب أنه شرع في التحلل في هذه الحالة, سواء بدأ بالطواف أو بالرمي.