الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين
قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
علم أن الترمذي قسم في كتابه هذا ـ الحديث إلى صحيح، وحسن، وغريب وقد يجمع هذه الأوصاف الثلاثة في حديث واحد وقد يجمع منها وصفين في الحديث وقد يفرد أحدها في بعض الأحاديث
بدء ابتكار هذا التقسيم
وقد نسب طائفة من العلماء الترمذي إلى التفرد بهذا التقسيم ولا شك أنه هو الذي اشتهرت عنه هذه القسمة وقد سبقه البخاري إلى ذلك كما ذكره الترمذي عنه في كتاب العلل أنه قال في حديث "البحر هو الطهور ماؤه" هو حديث حسن صحيح وإنه قال في أحاديث كثيرة: هذا حديث حسن وكذلك ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال في حديث إبراهيم بن أبي شيبان عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، عن عبد الله بن حوالة، عن النبي صلى الله عليه وسلم "تجندون أجناداً ... الحديث" قال: هو صحيح حسن غريب وقد كان أحمد وغيره يقولون: حديث حسن
وأكثر ما كان الأئمة المتقدمون يقولون في الحديث أنه صحيح أو ضعيف، ويقولون: منكر وموضوع وباطل
وكان الإمام أحمد يحتج بالحديث الضعيف الذي لم يرد خلافه
الشيخ يعني يقدمه على الرأي العلماء (3,12) استخدموا الحسن ومنهم الإمام أحمد في المبتدأ لكن الترمذي هو الذي شهر ذلك وأكثر من استخدامه الحسن والحسن الصحيح والحسن الغريب (3,30)
سؤال لم يرد خلافه.. قول الإمام أحمد
الشيخ قدمه على العمل بالرأي وقد يطلق على الضعيف الحسن لغيره (3,56)
وكان الإمام أحمد يحتج بالحديث الضعيف الذي لم يرد خلافه ومراده بالضعيف قريب من مراد الترمذي بالحسن
الشيخ ... لأنه ما عنده إلا حديث صحيح أو ضعيف يدخل الحسن لذاته في الصحيح والحسن لغيره في الضعيف لا يحتج به والترمذي قسم (قال سبحانه,48)
وقد فسر الترمذي ههنا مراده بالحسن وفسر مراده بالغريب، ولم يفسر معنى الصحيح، ونحن نذكر ما قيل في معنى الصحيح، أولاً، ثم نشرح ما ذكره الترمذي في معنى الحسن والغريب، إن شاء الله تعالى
الشيخ وفق الله الجميع