شعار الموقع

شرح علل الترمذي 38

00:00
00:00
تحميل
2

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين

 قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-:

فقد تضمن كلامه أن الحديث لا يحتج به حتى يجمع رواته من أولهم إلى آخرهم شروطاً.

أحدهاالثقة في الدين، وهي العدالة، وشروط العدالة مشهورة معروفة في كتب الفقه.

والثانيالمعرفة بالصدق في الحديث ويعني بذلك أن يكون الراوي معروفاً بالصدق في رواياته فلا يحتج بخبر من ليس بمعروف بالصدق، كالمجهول الحال، ولا من يعرف بغير الصدق

وكذلك ظاهر كلام الإمام أحمد أن خبر مجهول الحال لا يصح، ولا يحتج به.

ومن أصحابنا من خرج قبول حديثه على الخلاف في قبول المرسل.

الشيخ يعني هذا شروط الحديث الثقة أن يكون عدلا في الدين موثوقا به دينا لا يكون مركبا للكبيرة ولا مداوم على صغيرة هذا عدل ويكون معروفا بالصدق ولا يكون معهودا منه الكذب الموصوف بالعدالة يكون أيضا سالما من خوارم المروءة ما يكون في أماكن غير مناسبة يجلس فيها يجلس مع الفساق (2.03) يخالف أهل البلد كأن يمشي مكشوف الرأس والناس يلبسون أو يأكل في الشارع والناس لا يأكلون أو يكشف أزاريره ويفتح صدره أمام الناس هذا من خوارم المروءة يكون ملتزم (2.22) ولو لم يكن محرما  

وقال الشافعي أيضاًكان ابن سيرين والنخعي وغير واحد من التابعين يذهب هذا المذهب في ألا يقبل إلا ممن عرف

الشيخ إلا من المعروف مجهول الحال لا يقبل حديثه

 قال: وما لقيت ولا علمت أحداً من أهل العلم بالحديث يخالف هذا المذهب

الثالث: العقل لما يحدث به وقد روي مثل هذا الكلام عن جماعة من السلف

 ذكر ابن أبي الزناد عن أبيه، قال: أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم شيء من الحديث يقال: ليس من أهله خرجه مسلم في مقدمة كتابه

وروى إبراهيم بن المنذر حدثني معن بن عيسى قال: كان مالك يقول: لا تأخذ العلم من أربعة وخذ ممن سوى ذلك لا تأخذ من سفيه معلن بالسفه وإن كان أروى الناس ولا تأخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس وإن كان لا يتهم أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه

الشيخ هوي يعني بدعة

 ولا من شيخ له فضل وعباده إذا كان لا يعرف ما يحدث به

الشيخ لابد (4.30) وكذلك أهل الثقة غير المأمون كل هذا لا يؤخذ من حديثه

قال إبراهيم بن المنذر فذكرت هذا الحديث لمطرف بن عبد الله (اليساري) مولى زيد بن أسلم فقال: ما أدري ما هذا ولكن أشهد أني سمعت مالك بن أنس يقول: لقد أدركت بهذا البلد يعني المدينة مشيخة لهم فضل وصلاح وعبادة يحدثون ما سمعت من واحد منهم حديثاً قط قيل: ولم يا أبا عبد الله؟ قال: لم يكونوا يعرفون ما يحدثون

الشيخ نعم قد يكونون صالحين في أنفسهم عندهم صلاح (5,18) ولابد من الصدق ولابد من العدالة ولابد (5.26)

سؤال المراد بالمعرفة فقهه أو ..

الشيخ يكون من أهل الحديث يعرف ما يحدث لا يكون من العوام الذين ليس لهم بصيرة 

وروى ضمرة: عنه سعيد بن عبد العزيز عن مغيرة، عن إبراهيم قال: لقد رأيتنا وما نأخذ الأحاديث إلا ممن يعرف حلالها من حرامها وحرامها من حلالها وإنك لتجد الشيخ يحدث بالحديث فيحرف حلاله عن حرامه وحرامه عن حلاله وهو لا يشعر

الشيخ لأنه ما عنده بصيرة يكون ما يعرف الحلال من الحرام ولا الحرام من الحلال يعرف الشيء الذي يحدث به يعرف اللغة عنده بصيرة أما الذي ما عنده بصيرة يقلب الحلال حراما والحرام حلالا يكون أحل الله البيع مثلا يقلب الفاعل مفعولا والمفعول فاعلا يكون الحلال حرام والحرام حلال لأنه ما عنده بصيرة   

وقال محمد بن عبد الله بن عمار الحافظ الموصلي وقد سئل عن علي بن غراب، فقال: كان صاحب حديث بصيراً به، فقيل له: أليس هو ضعيفاً؟ قال: إنه كان يتشيع، ولست بتارك الرواية عن رجل صاحب حديث يبصر الحديث بعد ألا يكون كذوباً للتشيع أو للقدر ولست براوٍ عن رجل لا يبصر الحديث ولا يعقله ولو كان أفضل من فتح يعني الموصلي

كل من لا يعرف صحيح الحديث من سقيمه لا أحدث عنه، وسمى منهم زمعة بن صالح وأيوب بن عتبة

وحكى الحاكم هذا المذهب عن مالك وأبي حنيفة

وحكى عن أكثر أهل الحديث الاحتجاج بحديث من لا يعرف ما يحدث به ولا يحفظه.

والظاهر ـ والله أعلم ـ حمل كلام الشافعي على من لا يحفظ لفظ الحديث، وإنما يحدث بالمعنى كما صرح بذلك فيما بعد

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد