الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه ولذريته يا رب العالمين
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى في شرحه على علل الترمذي
والتدليس مكروه عند الأكثرين لما فيه من الإيهام، وهو عن الكذابين أشد
الشيخ التدليس مكروه لما فيه من إيهام لأنه يوهم السامع أنه سمع منه يقول قال فلان أو عن فلان أو أن فلان فيوهم أنه والمدلس يقول قال فلان يعني أخبره غيره أنه قال كذا أو عنه بخلاف إذا صرح وقال سمعت أو أخبرني أو أنبأني هذا صريح لكن المدلس ما يقول سمعت إذا صرح بالسماع زال التدليس محمد بن إسحاق ثقة صاحب السيرة ولكنه مدلس فإذا قال عن فلان أو قال فلان أو أن فلان يكون هذا علة فإذا صرح بالسماع قال سمعت أنبأني أخبرني زال المحظور فالتدليس مكروه وإن كان عن الكذابين يكون حرام هذا لا يجوز يقول عن كذاب يقول إنه أنه قال أو عن فلان ما يدلس عن كذاب التدليس ليس عن كذاب التدليس عن ثقات عن ثقة سهل ما أسهل لكن التدليس عن الكذابين هذا مصيبة
والتدليس مكروه عند الأكثرين لما فيه من الإيهام
الشيخ يوهم أنه سمع منه ولم يسمع منه
سؤال يكون من قبيل الكذب
الشيخ تدليس دلسة ظلمة
وهو عن الكذابين أشد وقد صرح طائفة من العلماء منهم مسلم في مقدمة كتابه بأن من روى عن غير ثقة، وهو يعرف حاله ولم يبين ذلك لمن لا يعرفه أنه يكون آثماً بذلك
الشيخ صرح بعض أهل العلم أنه يأثم بذلك قال مسلم في مقدمته أعد
وقد صرح طائفة من العلماء منهم مسلم في مقدمة كتابه بأن من روى عن غير ثقة، وهو يعرف حاله ولم يبين ذلك لمن لا يعرفه أنه يكون آثماً بذلك
الشيخ مسلم في مقدمة الصحيح
يريدون أنه فعل محرما فإسقاط من ليس بثقة من الحديث أقبح من الرواية عنه من غير تبيين حاله
الشيخ بعض المدلسين يسقط إذا كان شيخه ضعيف أسقطه ويروي عن شيخ شيخه يسقط الضعيف هذا أشد ممن يروي عنه ربما يعرف ويسأل عن حاله لكن إذا أسقطه ما عرف إذا كان شيخه ثقة أسقطه وروى عن شيخ شيخه الثقة هذا بعض المدلسين التدليس يتفاوت
قال ورخص في التدليس طائفة قال يعقوب بن شيبة من رخص فيه فإنما رخص فيه عن ثقة سمع منه
الشيخ من رخص رخص عن ثقة سمع منه ولكن ما سمع منه هذا الحديث لكن سمع غيره وهو ثقة رخص بعضهم ما دام معروف أنه ثقة أما من غير الثقة فهذا لم يرخص دلس عن غير ثقة ليس له ذلك لكن إذا كان ثقة وسمع منه لكن ما سمع منه هذا الحديث فبناء على أنه ثقة دلس عنه
وأما من دلس عمن لم يسمع منه فلم يرخص فيه وكذا إذا دلس عن غير ثقة، كذا قال يعقوب
وقد كان الثوري وغيره يدلسون عمن لم يسمعوا منه أيضا
الشيخ يعني لكنهم ثقات
فلا يصح ما قال يعقوب
الحديث المعنعن وشروط قبوله
وقول الشافعي رحمه الله تعالى وأقبل الحديث حدثني فلان عن فلان إذا لم يكن مدلساً مراده أنه يقبل العنعنة عمن عرف منه أنه ليس بمدلس فإن الربيع نقل عنه أيضا قال في كلام له لم يعرف التدليس ببلدنا فيمن مضى ولا ممن أدركنا من أصحابنا إلا حديثاً فإن منهم من قبله عمن لو تركه عليه كان خيراً له وكان قول الرجل سمعت فلاناً يقول سمعت فلاناً وقوله حدثني فلان عن فلان سواء عندهم لا يحدث واحد منهم عمن لقي إلا ما سمع منه فمن عرفناه بهذا الطريق قبلنا منه حدثني فلان عن فلان إذا لم يكن مدلساً
الشيخ إذا لم يكن مدلسا تقبل العنعنة والإمام مسلم رحمه الله قال تقبل العنعنة من غير المدلس والإمام مسلم في مقدمة صحيحه أطال في هذا وشنع على من قال إنه لا يقبل وأطال في هذا وقال إن العلماء وجماهير العلماء يقبلونه حتى قال بعضهم أنه يقصد شيخه البخاري فالبخاري رحمه الله في الصحيح يشترط الملاقاة ولو مرة وبعضهم اشترط طول الصحبة أيضا المقصود أن جماهير العلماء يقبلون المعنعنة من غير المدلس أما المدلس فلا تقبل العنعنة منه حتى يصرح
نقف على شروط المعنعنة