الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه ولذريته يا رب العالمين
قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
وربما تعلق بعضهم بقول شعبة: كل إسناد ليس فيه حدثنا أو أنبأنا فهو خل وبقل وروى عن شعبة قال: فلان عن فلان ليس بحديث.
قال وكيع: وقال سفيان هو حديث.
قال ابن عبد البر: رجع شعبة إلى قول سفيان في هذا
وهذا القول شاذ مطرح.
وقد حكى مسلم وغيره الإجماع على خلافه
الشيخ يعني قبول الحديث المعنعن أو المؤنأن أو ما قال فيه إذا كان المحدث غير مدلس أنه يقبل حكى الإجماع مسلم في مقدمة صحيحه أن العلماء أجمعوا على قبول الحديث المعنعن أو المؤنأن ممن لم يكن مدلسا وهو قول الجماهير أنه يقبل أما إذا كان مدلسا فلابد أن يصرح بالسماع
وقال الخطيب: أهل العلم بالحديث مجمعون على أن قول المحدثين حدثنا فلان عن فلان صحيح معمول به، إذا كان شيخه الذي ذكره يعرف أنه قد أدرك الذي حدث عنه ولقيه وسمع منه
الشيخ هذا ما فيه إشكال إذا كان يعرف أنه لقيه وحدث عنه لكن إذا لم يعرف وكان المحدث غير مدلس يقبل
ولم يكن هذا المحدث ممن يدلس. انتهى
ومما استدل به مسلم على المخالف له: أن من تكلم في صحة الحديث من السلف لم يفتش أحد منهم على موضع السماع، وسمى منهم شعبة والقطان وابن مهدي، قال ومن بعدهم من أهل الحديث
وذكر أن عبد الله بن يزيد روى عن حذيفة وأبي مسعود حديثين ولم يرد أنه سمع منهما ولا رآهما قط ولم يطعن فيهما أحد وذكر أيضاً رواية أبي عثمان النهدي وأبي رافع الصائغ عن أبي بن كعب ورواية أبي عمرو الشيباني وأبي معمر عن أبي مسعود ورواية عبيد بن عمير عن أم سلمة ورواية ابن أبي ليلى عن أنس وربعي بن حراش عن عمران بن حصين ونافع بن جبير عن أبي شريح والنعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد وعطاء بن يزيد عن تميم الداري وسليمان بن يسار عن رافع بن خديج وحميد الحميري عن أبي هريرة وكل هؤلاء لم يحفظ لهم عن هؤلاء الصحابة سماع ولا لقاء يعني وقد قبل الناس حديثهم عنهم
وقال الحاكم: قرأت بخط محمد بن يحيى سألت أبا الوليد أكان شعبة يفرق بين أخبرني وعن؟ فقال: أدركت العلماء وهم لا يفرقون بينهما وحمله البيهقي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على من لا يعرف بالتدليس ويمكن حمله على من ثبت لقيه أيضا وكثير من العلماء المتأخرين على ما قاله مسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
الشيخ يعني يقولون عنعنة المحدث لما يكون مدلسا
من أن إمكان اللقى كاف في الاتصال من الثقة غير المدلس
الشيخ إذا كان يمكن اللقي يستطيع يسافر إليه وفي زمانه وعاش ممكن أما ما يمكن الوصول إليه لبعد المسافة هذا في الشرق وهذا في الغرب والمواصلات ما تمكن أو كان ما يمكنه السماع منه لأنه صغير فهذا لا يقبل
وهو ظاهر كلام ابن حبان وغيره
وقد ذكر الترمذي في كتاب العلم أن سماع سعيد بن المسيب من أنس ممكن لكن لم يحكم لروايته عنه بالاتصال وقد حكى بعض أصحابنا عن أحمد مثله وقال الأثرم: سألت أحمد قلت: محمد بن سوقة سمع من سعيد بن جبير؟ قال: نعم، قد سمع من الأسود غير شيء
كأنه يقول: إن الأسود أقدم، لكن قد يكون مستند أحمد أنه وجد التصريح لسماعه منه وما ذكره من قدم الأسود إنما ذكره ليستدل به على صحة قول من ذكر سماعه من سعيد بن جبير فإنه كثيراً ما يرد التصريح بالسماع ويكون خطأ
وقد روى ابن مهدي عن شعبة: سمعت أبا بكر بن محمد بن حزم فأنكره أحمد وقال: لم يسمع شعبة من أحد من أهل المدينة من القدماء ما يستدل به على أنه سمع من أبي بكر إلا سعيداً المقبري فإنه روى عنه حديثاً فقيل له: فإن المقبري قديم فسكت أحمد
وأما جمهور المتقدمين فعلى ما قاله ابن المديني والبخاري وهو القول الذي أنكره مسلم على من قاله
الشيخ يعني أنه لابد من اللقي ولو مرة واحدة
وحكى عن أبي المظفر السمعاني أنه اعتبر لاتصال الإسناد اللقى وطول الصحبة
الشيخ هذه زيادة طول الصحبة البخاري يكتفي باللقي ولو مرة واحدة بعضهم مثل أبي المظفر السمعاني يقول أيضا طول الصحبة
سؤال ومسلم
الشيخ مسلم يكتفي بالمعاصرة إذا كان يمكن اللقاء مع المعاصرة
وعن أبي عمرو الداني أن يكون معروفاً بالرواية عنه وهذا أشد من شرط البخاري وشيخه، الذي أنكره مسلم
الشيخ يعني يكون معروف بالرواية يكون معروف بطول الصحبة هذا أشد البخاري يقول اللقي ولو مرة واحدة هذا أنكره مسلم تلميذ البخاري حتى قيل أنه قصد البخاري في هذا وهو ما قصد البخاري إنما ذكر قول الجمهور أنه يكتفي بالمعاصرة البخاري رحمه الله شرطه أمتن وأقوى اشترط اللقي ولو مرة واحدة أبو المظفر السمعاني اشترط اللقي وطول الصحبة بعضهم اشترط أنه معروف بالرواية عنه يكون هذا أشد ولكن البخاري رحمه الله لم يلتزم هذا في غيره في الأدب المفرد وفي غير الصحيح هذا خاص بالصحيح الشرط
وما قاله ابن المديني والبخاري هو مقتضى كلام أحمد وأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهم من أعيان الحفاظ
الشيخ أنه لابد من إمكان اللقي لابد من اللقي ولو مرة واحدة
وما قاله ابن المديني والبخاري هو مقتضى كلام أحمد وأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهم من أعيان الحفاظ
وفق الله الجميع