الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
وأما الحديث الحسن فقد بين الترمذي مراده بالحسن: وهو ما كان حسن الإسناد
وفسر حسن الإسناد: بأن لا يكون في إسناده متهم بالكذب، ولا يكون شاذاً، ويروى من غير وجه نحوه فكل حديث كان كذلك فهو عنده حديث حسن
الشيخ هذا الحسن به ألا يكون فيه راو متهم بالكذب ولا يكون شاذا يعني شذوذ يخالف الأحاديث الصحيحة ويروى من وجه آخر هذا هو الحسن والحسن لغيره والحسن لذاته ما عدلت رواته إلا أن رواته أخف من رواة الصحيح يكون الحسن نوعان عند الترمذي النوع الأول الحسن لذاته وهو الذي خفض وشروطه شروط الصحيح يكون رواته عدولا ثقات ضابطين يكون متصل السند ولا يكون شاذ ولا معلل لكن خفضت بعض رواته والصحيح رواته ضابطون والحسن أخف هذا يسمى الحسن لذاته والثاني الحسن لغيره وهو الذي ليس في رواته متهم بالكذب وليس شاذا يخالف الصحيح ويروى من وجه آخر له طريقة أخرى يكون حسنا لغيره
وقد تقدم أن الرواة منهم من يتهم بالكذب، ومنهم من يغلب على حديثه الوهم والغلط
الشيخ المتهم بالكذب هذا لا يقبل ولا يكون شاهدا ولا متابعا ما فيه متهم بالكذب ويشد بعضه
وقد تقدم أن الرواة منهم من يتهم بالكذب، ومنهم من يغلب على حديثه الوهم والغلط ومنهم الثقة الذي يقل غلطه، ومنهم الثقة الذي يكثر غلطه على ما ذكره الترمذي كل ما كان في إسناده متهم فليس بحسن
الشيخ نعم هذا ما ينفع فيه متهم بالكذب هذا قريب من الموضوع
وما عداه فهو حسن بشرط ألا يكون شاذاً
الشيخ يكون مثلا فيه مدلس فيه انقطاع فيه جهالة هذا إذا لم يكن شاذا ويروى من طريق أخرى فهو حسن لغيره
والظاهر أنه أراد بالشاذ ما قاله الشافعي وهو أن يروي الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه
وبشرط أن يروى نحوه من غير وجه
الشيخ يعني الشاذ هو الذي يخالف الثقات الثقات يروون خلافه ولو كان ثقة هو لكنه خالف الثقات وهم أكثر منه هذا شاذ يكون ضعيفا ولو كان سنده متصلا شذ من جهة المتن مثلا الثقات يروون أحاديث في فضل صلاة وهو يروي حديثا في ضعفها خالف ولو كان السند متصلا الثقات يقدمون عليه
وبشرط أن يروى نحوه من غير وجه يعني أن يروي معنى ذلك الحديث من وجوه أخر
الشيخ يعني يكون له يروى من وجه آخر يعني على المعنى ولا يشترط لفظه يكون شاهدا أو يكون له متابع من طريق أخرى
يعني أن يروي معنى ذلك الحديث من وجوه أخر عن النبي صلى الله عليه وسلم بغير ذلك الإسناد فعلى هذا الحديث الذي يرويه الثقة العدل ومن كثر غلطه ومن يغلب على حديثه الوهم إذا لم يكن أحد منهم متهماً كله حسن
الشيخ ولا يكون شاذا ويروى معناه من طريق أخرى
فعلى هذا الحديث الذي يرويه الثقة العدل ومن كثر غلطه ومن يغلب على حديثه الوهم إذا لم يكن أحد منهم متهماً كله حسن بشرط ألا يكون شاذاً مخالفاً للأحاديث الصحيحة وبشرط أن يكون معناه قد روي من وجوه متعددة
الشيخ هذا الحسن لغيره
الاصطلاحات المركبة عند الترمذي
فإن كان مع ذلك من رواية الثقات العدول الحفاظ فالحديث حينئذ "حسن صحيح"
الشيخ هذا حسن لذاته نعم إذا خف ضبطه إذا تم ضبطه فهو صحيح
وإن كان مع ذلك من رواية غيرهم من أهل الصدق الذين في حديثهم وهم وغلط إما كثير أو غالب عليهم، فهو حسن ولو لم يرو لفظه إلا من ذلك الوجه لأن المعتبر أن يروى معناه من غير وجه لا نفس لفظه
الشيخ يعتبر معناه أو يكون له طريق أخرى يكون له متابع
وعلى هذا فلا يشكل قوله: "حديث حسن غريب"، ولا قوله: صحيح حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
الشيخ هذا يقوله في كتبه كثيرا
وعلى هذا فلا يشكل قوله: "حديث حسن غريب" ولا قوله: صحيح حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه لأن مراده أن هذا اللفظ لا يعرف إلا من هذا الوجه لكن لمعناه شواهد من غير هذا الوجه وإن كانت شواهد بغير لفظه
الشيخ يعني الحسن الغريب لا يروى إلا بهذا اللفظ يعني بلفظه لكن معناه حسن صحيح أو صحيح حسن لا يروى إلا من هذا الوجه يعني هذا اللفظ من هذا الوجه لكن له وجه آخر من جهة المعنى
طالب الغرابة أنه مروي من لفظ واحد
الشيخ هذا اللفظ من وجه واحد حسن غريب لأنه من هذا اللفظ رواه من وجه واحد لكن المعنى له وجه آخر هذا فيه تفصيل الحافظ ابن رجب وغيره لهم كلام في كلام الترمذي لأنه اصطلاح الترمذي أشكل على كثير من المحدثين مختلف فيه حسن فريب حسن لغيره صحيح حسن الحافظ ينقل حسن صحيح يقول حسن صحيح إما على حذف الواو حسن وصحيح أو على التردد هل هو السند حسن صحيح أو أن له سند آخر حسن أو صحيح
وهذا كما في حديث "الأعمال بالبينات" فإن شواهده كثيرة جداً في السنة، مما يدل على أن المقاصد والنيات هي المؤثرة في الأعمال وأن الجزاء يقع على العمل بحسب ما نوى به وإن لم يكن لفظ حديث عمر مروياً من غير حديثه من وجه يصح
الشيخ يعني حديث الأعمال بالنيات له شواهد كثيرة بغير اللفظ هذا المقاصد الحديث على المقصد والمراد
والإرادة إرادة وجه الله كل هذا يكون شاهد له
وبمعنى هذا الذي ذكرناه فسر ابن الصلاح كلام الترمذي في معنى الحسن غير أنه زاد ألا يكون من رواية مغفل كثير الخطأ وهذا لا يدل عليه كلام الترمذي لأنه إنما اعتبر ألا يكون راويه متهماً فقط
الشيخ نعم ما قال لا يكون مغفل كثير فاحش في الاصطلاح المغفل كثير الخطأ الترمذي قال لا يكون متهما بالكذب فقط أما يكون كثير الغفلة والخطأ فإن كان له طريق أخرى فهو حسن لغيره إذا كان يروى من وجه آخر
ولكن قد يؤخذ مما ذكره الترمذي قبل هذا أن من كان مغفلاً كثير الخطأ لا يحتج بحديثه ولا يشتغل بالرواية عنه عند الأكثرين
الشيخ يعني إذا كان وافقه الحافظ من طريق الاستنباط
"معنى قول الترمذي: ويروى من غير وجه نحو ذلك"
قف على هذا