الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين
قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
"معنى قول الترمذي: ويروى من غير وجه نحو ذلك"
وقول الترمذي رحمه الله يروى من غير وجه نحو ذلك ولم يقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيحتمل أن يكون مراده عن النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن يحمل كلامه على ظاهره وهو أن يكون معناه يروى من غير وجه ولو موقوفاً ليستدل بذلك على أن هذا المرفوع له أصل يعتضد به
الشيخ يعني ولو كان موقوفا يروى من غير وجه ولو كان موقوفا
وهذا كما قال الشافعي في الحديث المرسل إنه إذا عضده قول صحابي أو عمل عامة أهل الفتوى به كان صحيحاً
الشيخ يعني إذا المرسل قواه عمل الصحابي أو عامة أهل العلم يعملون به تقوى وهو مرسل وكذلك قول الترمذي يروى من غير وجه يعني عن الصحابة ولو روي هذا عن الصحابة موقوفا عليه يقويه يتقوى هذا يكون هذا يعني يجعل الحديث حسنا لغيره
وعلى هذا التفسير الذي ذكرناه لكلام الترمذي إنما يكون الحديث صحيحاً حسناً إذا صح إسناده برواية الثقات العدول ولم يكن شاذاً وروى نحوه من غير وجه وأما الصحيح المجرد فلا يشترط فيه أن يروى نحوه من غير وجه لكن لا بد ألا يكون أيضاً شاذاً وهو ما روت الثقات خلافه
الشيخ نعم الصحيح ما يحتاج يروى من غير وجه الحسن هو الذي يكون صحيح ومتصل ويروى عن غير وجه الصحيح فلا يشترط أن يروى من غير وجه لكن يشترط ألا يكون شاذا والشاذ هو المخالف للأحاديث الصحيحة يخالف الثقات ولو كان استقام سنده لو كان استقام سنده مثل الشمس لكنه شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة مخالف لأصول الشريعة يكون سقط شرط من شروط الصحيح يكون شاذا والفقهاء والأصوليون لا يعتنون بالشذوذ والعلة الصحيح عندهم عند الأصوليين يشترطون ثلاثة شروط أن يكون السند متصلا وأن يكون الرواة ثقات عدول ضابطون الضبط والعدالة واتصال السند فقط ولا ينظرون إلى الشذوذ ولذلك يصححون أحاديث شاذة الفقهاء والأصوليون يصححون أحاديث شاذة وأحاديث فيها علل بخلاف المحدثين المحدثون يزيدون شرطين وألا يكون شاذا وألا يكون معللا من ذلك حديث عبادة بن الصامت " خمس صلوات كتبهن الله على العباد من جاء بهن ولم ينتقص منهن شيئا كان له عهد من الله أن يدخله الجنة ومن انتقص منهن لم يكن له عهد من الله إن شاء أدخله الجنة وإن شاء عذبه هذا معناه أن من ترك الصلاة يمكن أن يدخل الجنة وهذا شاذ مع كونه شاذ فيه ضعف في مرويات المخدجين وهو فيه ضعف المقصود أنه لابد ألا يكون الحديث شاذا ولا معللا عند المحدثين عندهم دقة عندهم ضبط الشروط الخمسة الفقهاء والأصوليون ما يشترطون المرجئة في صحيح ابن خزيمة أحاديث فيها صححها بعض المحققين مع أن فيها شذوذ لابد ينظر إلى السند وإلى المتون المحدثون ينظرون إلى السند وإلى المتن الأسانيد يكون السند متصل والرواة عدول ثقات ضابطون والمتون ما يكون فيها شذوذ ولا علة لا يكون المتن شاذ ولا فيه علة
وجه وأما الصحيح المجرد فلا يشترط فيه أن يروى نحوه من غير وجه لكن لا بد ألا يكون أيضاً شاذاً وهو ما روت الثقات خلافه على ما يقوله الشافعي والترمذي فيكون حينئذ الصحيح الحسن أقوى من الصحيح المجرد
الشيخ الحسن الذي خف ضبط رواته ولم يكن شاذا أحسن من الحديث وهو شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة ما ينفع اختل شرط فيكون ضعيف يضعف ولو كان السند مستقيما ولو كان رواته عدول ثقات ضابطين لكن الحديث شاذ هذا الشذوذ يجعله ضعيفا من جهة المتن
وقد يقال إن الترمذي إنما يريد الحسن ما فسره به ههنا إذا ذكر الحسن مجرداً عن الصحة
الشيخ يعني الحسن ما يروى من غير وجه وليس فيه شاذ ولا متهم بالكذب ويروى من غير وجه هذا حسن لغيره أو الحسن الذي رواته ثقات عدول ولكن خف ضبطهم يكون الحسن الذي لم يقترب من الصحيح
وقد يقال إن الترمذي إنما يريد الحسن ما فسره به ههنا إذا ذكر الحسن مجرداً عن الصحة فأما الحسن المقترن بالصحيح فلا يحتاج إلى أن يروى نحوه من غير وجه
الشيخ يعني الحسن الذي خف ضبط رواته ما يحتاج يروى من غير وجه هو حسن في نفسه
لأن صحته تغني عن اعتضاده بشواهد أخر والله أعلم
الشيخ إذا الحسن نوعان عند الترمذي حسن صحيح في نفسه ولا يحتاج إلى أن يتقوى وهو ما اتصل سنده ورواته عدول وضابطه أنه خف ضبطه فإن تم ضبطه فهو صحيح وإن خف ضبطه فهو حسن وليس شاذا ولا معللا هذا ما يحتاج أن يتقوى والثاني ما في رواته حصل في سنده إما انقطاع أو جهالة أو غير ذلك فهذا يحتاج أن يروى من غير وجه حتى يتقوى وهذا يكون الحسن لغيره الحسن لذاته ما يحتاج أن يتقوى والحسن لغيره هو ما يحتاج أن يتقوى يروى من غير وجه ويكون له شاهد ومتابع
وفق الله الجميع