الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين
قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
وأما الزيادة في المتون وألفاظ الحديث، فأبو داود رحمه الله في كتاب السنن أكثر الناس اعتناء بذلك، وهو مما يعتني به محدثو الفقهاء قال الحاكم: هذا مما يعز وجوده
الشيخ محدثو الفقهاء يهتموا به أما الفقهاء غير المحدثين فلا يعتنون بالمتون ولا بالألفاظ لكن المحدثين من الفقهاء يعتنون بهذا قال الحاكم هذا مما يعز وجوده يعني هذا ما يعتني به أهل الاختصاص من الحديث هم الذين يعتنون بالألفاظ والمتون وأن ألفاظ المتون والأحاديث إذا خالفت الصول الأخرى الدليل على ضعفها لابد توافق المتون الأخرى فإن خالفتها تكون شاذة أما الفقهاء فإنهم يصححون الأحاديث إذا الصحيح السند وكان رواته ثقات عدول وكان متصلا صححوا الحديث ولا ينظرون إلى المتون وقد يكون المتن شاذ لذلك تجد كثير من الفقهاء يصححون أحاديث شاذة لأنهم لا يعتنون بالمتون ولا بألفاظ الحديث هذا إنما يعتني به محدث الفقهاء أما الفقهاء غير المحدثين فلا يعتنون بها وهذا مما يعز وجوده كما قال الحاكم يعني لا يعتني بها إلا أهل الاختصاص أعد
وأما الزيادة في المتون وألفاظ الحديث، فأبو داود رحمه الله في كتاب السنن أكثر الناس اعتناء بذلك، وهو مما يعتني به محدثو الفقهاء قال الحاكم: هذا مما يعز وجوده ويقل في أهل الصنعة من يحفظه:
يعز يعني يقل ويندر ويعز في أهل الصنعة صنعة الحديث قل من يعتني بهذا
وقد كان أبو بكر بن زياد النيسابوري الفقيه ببغداد يذكر بذلك، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني بخراسان، وبعدهما شيخنا أبو الوليد، يعني حسان بن محمد القرشي
الشيخ هذا من المحدثين الفقهاء الذين يعتنون بالألفاظ ومتون الحديث
وقد كان أبو بكر بن زياد النيسابوري الفقيه ببغداد يذكر بذلك، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني بخراسان، وبعدهما شيخنا أبو الوليد، يعني حسان بن محمد القرشي
وذكر الحاكم لذلك أمثلة منها: حديث الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل، قال: "الصلاة لأول وقتها" وقال: هذه الزيادة لم يذكرها غير بندار والحسن بن مكرم، وهما ثقتان، عن عثمان بن عمر، عن مالك بن مغول، عن الوليد بن العيزار، عن أبي عمر الشيباني
وقال الدارقطني: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن زياد: كان يعرف زيادات الألفاظ في المتون
قال وكنا في مجلس فيه أبو طالب والجعابي وغيرهما، فجاء فقيه فسأل: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم "وجعل تربتها طهوراً" فلم يجيبوه، ثم قاموا، وسألوا أبا بكر بن زياد، فقال: نعم، حدثنا فلان، وسرد الحديث والحديث خرجه مسلم في صحيحه، من حديث حذيفة، وخرجه ابن خزيمة في صحيحه ولفظه "وجعل ترابها لنا طهوراً" وقد تقدم الحديث في كتاب الصلاة، "في باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد" وهذا ـ أيضاً ـ ليس مما نحن فيه، لأن حديث حذيفة لم يرد بإسقاط هذه اللفظة وإثباتها، وإنما وردت هذه اللفظة فيه، وأكثر الأحاديث فيها "وجعلت لنا الأرض مسجداً وطهوراً" وليس هذا من باب المطلق والمقيد كما ظنه بعضهم وإنما هو من باب تخصيص بعض أفراد العموم بالذكر ولا يقتضي ذلك التخصيص: إلا عند من يرى التخصيص بالمفهوم ويرى أن للقب مفهوماً معتبراً
الشيخ يعني زيادة وجعلت لنا تربتها طهورا زيادة تربتها ليست في بعض الأحاديث هل يشترط تربة يشترط التيمم بالتراب وهو الذي له غبار أو لا يشترط من خرج الزيادة قال لا يصح التيمم على الأرض إذا كان ليس فيها غبار كانت تراب بالأحمر وكذلك الأحجار والطين وإنما لابد يكون تراب ومن هنا قال الفقهاء التراب مثل تراب الزرع لابد له من غبار فقالوا يتيمم على كل ما له غبار قالوا يتيمم على كيس شعير فيه غبار على البردعة التي تجعل على الدابة لأن فيها غبار وعلى البساط الذي فيها غبار لقوله وجعلت تربتها طهورا وقال آخرون من أهل العلم لا يشترط هذا كما ذكر المؤلف لأن هذا ليس من باب التخصيص هذا من باب ذكر بعض الأفراد هذا فرد من أفراد الأرض الأرض بعضها فيها تراب وبعضها فيه غير تراب بعضهم قال لا يحمل المطلق على المقيد يعني الحديث " وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا يحمل على التربة والمسألة فيها كلام لأهل العلم وكذلك الزيادة في الحديث الأول عن ابن مسعود سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل، قال: "الصلاة لأول وقتها" كلمة لأول الصلاة لوقتها هنا قال لأول وقتها كلمة أول هل هذه زيادة يعني مقصودة أو ليست مقصودة هذه اللفظة معتبرة ولا غير معتبرة
ومن الزيادات الغربية في المتون زيادة من زاد في حديث صفوان بن عسال "في المسح على الخفين": ثم يحدث بعد ذلك وضوءاً. وزيادة من زاد في حديث "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة"، قالوا: يا رسول الله، ولا ركعتي الفجر؟ قال: "ولا ركعتي الفجر" وقد ذكرنا الحديثين في موضعهما من الكتاب، وهما زيادتان ضعيفتان
الشيخ يعني زيادة غير معتبرة أعد
ومن الزيادات الغربية في المتون زيادة من زاد في حديث صفوان بن عسال "في المسح على الخفين": ثم يحدث بعد ذلك وضوءاً. وزيادة من زاد في حديث "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة"، قالوا: يا رسول الله، ولا ركعتي الفجر؟ قال: "ولا ركعتي الفجر"
الشيخ يعني الزيادة ولا ركعتي الفجر وكذلك الزيادة الأولى يعني غير معتبرة يرى أنها شاذة
وقد ذكرنا الحديثين في موضعهما من الكتاب، وهما زيادتان ضعيفتان
وقد ذكر مسلم في كتاب التمييز حديث أيمن بن نابل، عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في التشهد: بسم الله وبالله، والتحيات الله" الحديث وذكر أن زيادة التسمية في التشهد تفرد بها أيمن بن نابل، وزاد في آخر التشهد: "وأسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار"
الشيخ هذا شاذة مرت في النسائي يقول بسم الله والحمد لله في أوله وآخره أسأل الجنة وأعوذ بالله من النار (11.27)
وذكر أن الحفاظ رووه عن أبي الزبير، عن طاوس، عن أبي عباس بدون هاتين الزيادتين قال: والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يكثر عليهم الوهم في حفظهم
الشيخ قف على هذا وتراجع الحديثين الزيادة في مكانهما