الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين
قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
وأما الزيادة في المتون وألفاظ الحديث، فأبو داود رحمه الله في كتاب السنن أكثر الناس اعتناء بذلك وهو مما يعتني به محدثو الفقهاء قال الحاكم: هذا مما يعز وجوده
الشيخ يعز يعني يقل ويندر ولذلك تميز أبو داود في هذا أعد
وأما الزيادة في المتون وألفاظ الحديث، فأبو داود رحمه الله في كتاب السنن أكثر الناس اعتناء بذلك وهو مما يعتني به محدثو الفقهاء قال الحاكم: هذا مما يعز وجوده ويقل في أهل الصنعة من يحفظه:
وقد كان أبو بكر بن زياد النيسابوري الفقيه ببغداد يذكر بذلك وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني بخراسان وبعدهما شيخنا أبو الوليد يعني حسان بن محمد القرشي
وذكر الحاكم لذلك أمثلة منها: حديث الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال: "الصلاة لأول وقتها" وقال: هذه الزيادة لم يذكرها غير بندار والحسن بن مكرم وهما ثقتان عن عثمان بن عمر عن مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني
وقال الدارقطني: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن زياد: كان يعرف زيادات الألفاظ في المتون
قال وكنا في مجلس فيه أبو طالب الحافظ والجعابي وغيرهما فجاء فقيه فسأل: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم "وجعل تربتها طهوراً" فلم يجيبوه ثم قاموا وسألوا أبا بكر بن زياد فقال: نعم حدثنا فلان وسرد الحديث والحديث خرجه مسلم في صحيحه من حديث حذيفة وخرجه ابن خزيمة في صحيحه ولفظه "وجعل ترابها لنا طهوراً" وقد تقدم الحديث في كتاب الصلاة "في باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد" وهذا أيضاً ليس مما نحن فيه، لأن حديث حذيفة لم يرد بإسقاط هذه اللفظة وإثباتها وإنما وردت هذه اللفظة فيه وأكثر الأحاديث فيها "وجعلت لنا الأرض مسجداً وطهوراً" وليس هذا من باب المطلق والمقيد كما ظنه بعضهم وإنما هو من باب تخصيص بعض أفراد العموم بالذكر ولا يقتضي ذلك التخصيص: إلا عند من يرى التخصيص بالمفهوم ويرى أن للقب مفهوماً معتبراً
الشيخ وهم الأحناف
ومن الزيادات الغربية في المتون زيادة من زاد في حديث صفوان بن عسال "في المسح على الخفين": ثم يحدث بعد ذلك وضوءاً وزيادة من زاد في حديث "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة"، قالوا: يا رسول الله، ولا ركعتي الفجر؟ قال: "ولا ركعتي الفجر" وقد ذكرنا الحديثين في موضعهما من الكتاب وهما زيادتان ضعيفتان
وقد ذكر مسلم في كتاب التمييز حديث أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في التشهد: بسم الله وبالله والتحيات الله" الحديث وذكر أن زيادة التسمية في التشهد تفرد بها أيمن بن نابل
الشيخ ذكرها النسائي هكذا فيها زيادة بسم الله وبالله ثم باقي التشهد لا يعمل بها ضعيفة
الحديث وذكر أن زيادة التسمية في التشهد تفرد بها أيمن بن نابل وزاد في آخر التشهد: "وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار"
والشذوذ يعتبر ضعف في الحديث والضعيف لا يعمل به
وذكر أن الحفاظ رووه عن أبي الزبير، عن طاوس، عن أبي عباس بدون هاتين الزيادتين
الشيخ بدون بسم الله وبالله وبدون أسأل الله في آخره في التشهد
قال: والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يكثر عليهم الوهم في حفظهم
الشيخ الحفاظ الكبار
وذكر مسلم ـ أيضاً ـ في هذا الكتاب رواية من روى من الكوفيين ممن روى حديث ابن عمر في سؤال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام فأسقطوا من الإسناد عمر، وزادوا في المتن ذكر الشرائع قال مسلم في هذه الزيادة: هي غير مقبولة لمخالفة من هو أحفظ منهم من الكوفيين كسفيان ولمخالفة أهل البصرة لهم قاطبة فلم يذكروا هذه الزيادة وإنما ذكرها طائفة من المرجئة ليشيدوا بها مذهبهم
الشيخ ما الزيادة التي أسقطها زيادة عمر؟
طالب كلمة شرائع
الشيخ شرائع الإسلام لأن المرجئة يرون الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان أعد
وذكر مسلم ـ أيضاً ـ في هذا الكتاب رواية من روى من الكوفيين ممن روى حديث ابن عمر في سؤال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام فأسقطوا من الإسناد عمر، وزادوا في المتن ذكر الشرائع قال مسلم في هذه الزيادة: هي غير مقبولة لمخالفة من هو أحفظ منهم من الكوفيين كسفيان
الشيخ مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه تعتبر ضعف شذوذ أما إذا خالف الضعيف الثقة هذا زيادة منكرة أعد
قال مسلم في هذه الزيادة: هي غير مقبولة لمخالفة من هو أحفظ منهم من الكوفيين كسفيان ولمخالفة أهل البصرة لهم قاطبة فلم يذكروا هذه الزيادة وإنما ذكرها طائفة من المرجئة ليشيدوا بها مذهبهم
وأما زيادة عمر في الإسناد فقال: أهل البصرة أثبت وهم له أحفظ من أهل الكوفة إذ هم الزائدون في الإسناد عمر، ولم يحفظه الكوفيون، والحديث للزائد الحافظ، لأنه في معنى الشاهد الذي حفظ في شهادته ما لم يحفظه صاحبه وهذا القياس الذي ذكره ليس بجيد، لأنه لو كان كذلك لقبلت زيادة كل ثقة، زاد في روايته كما يقبل ذلك في الشهادة وليس ذلك قول مسلم ولا قول أئمة الحفاظ ـ والله أعلم ـ
الشيخ يعني يقول ما كل زيادة ثقة الزيادة تدرس لها حكمها
وإنما قبل زيادة أهل البصرة في الإسناد لعمر لأنهم أحفظ وأوثق ممن تركه من الكوفيين
الشيخ لأنهم أوثق وأحفظ لا لأنها زيادة من ثقة
وفي كلامه ما يدل على أن صاحب الهوى إذا روى ما يعضد هواه فإنه لا يقبل منه
الشيخ صاحب هوى يعني صاحب بدعة الكوفيون رأوا شرائع الإسلام لأنها تؤيد مذهب المرجئة صاحب الهوى يعني صاحب البدعة
وفي كلامه ما يدل على أن صاحب الهوى إذا روى ما يعضد هواه فإنه لا يقبل منه لا سيما إذا انفرد بذلك.
وفق الله الجميع