الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين
قال الإمام الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
قال أبو عيسى رحمه الله تعالى حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو مزاحم: أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط، ومن تبعها حتى يقضي قضاؤها فله قيراطان"، قالوا: يا رسول الله، وما القيراطان؟ قال: "أصغرهما مثل أحد"
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أنبأنا مروان بن محمد، عن معاوية بن سلام، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي مزاحم سمع أبا هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تبع جنازة فله قيراط" فذكره بمعناه
قال عبد الله بن عبد الرحمن: وأخبرنا مروان عن معاوية بن سلام قال: قال يحيى: وحدثني أبو سعيد مولى المهري عن حمزة بن سفينة عن السائب سمع عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
قلت: لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن ما الذي استغربوا من حديثك بالعراق؟ فقال: حديث السائب عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث
وسمعت محمد بن إسماعيل يحدث بهذا الحديث عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: وهذا حديث قد روي من غير وجه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يستغرب هذا الحديث لحال إسناده لرواية السائب عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال الحافظ العلامة ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
هذا نوع آخر من الغريب
وهو أن يكون الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم معروفاً من رواية صحابي عنه، من طريق أو من طرق ثم يروى عن ذلك الصحابي من وجه آخر، يستغرب من ذلك الوجه خاصة عنه، مثل ما ذكر الترمذي ههنا من حديث يحيى بن أبي كثير، عن أبي سعيد مولى المهري، عن حمزة بن سفينة عن السائب، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث إنما يعرف من رواية عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي الحافظ الذي خرجه الترمذي هنا عنه وذكر أن البخاري كان يحدث به عنه
وقد ذكره البخاري في تاريخه عنه فقال: قال عبد الله أخبرنا مروان عن معاوية فذكره
وخرجه بقي بن مخلد في مسنده عن عبد الله الدارمي أيضاً
وذكر الترمذي عن الدارمي أن أهل العراق كانوا يستغربون من حديثه هذا الحديث
طالب 5.33
الشيخ هنا مروان
الطالب عندي أخبرني مروان عن معاوية
الشيخ ذكر التصحيح
الطالب سهو قائم ومروان هو ابن محمد عن معاوية بن سلام اللذين سبق ذكرهما
الشيخ الأصل ماذا؟
الطالب يقول الأصل سهو قائم ومروان هو ابن محمد عن معاوية بن سلام اللذين سبق ذكرهما
الشيخ وهنا يقول عن مروان عن محمد
الطالب مروان عن معاوية وفي نسخة مروان بن محمد بن معاوية
طالب كلام الترمذي ذكر هو مروان بن محمد عن معاوية
الشيخ مروان بن محمد عن معاوية
قال رحمه الله تعالى وحمزة بن سفينة الذي يرويه عن السائب بن يزيد شيخ بصري ذكره ابن حبان في ثقاته
وهذا الحديث مروي من وجوه متعددة عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنها صدقت أبا هريرة بما حدث به عن النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث
وأما من حديث السائب بن يزيد عنها فلا يعرف إلا من هذا الوجه
الشيخ يعني هو غريب الحديث صحيح من حيث هو ولكن من هذا الوجه رواية السائب بن يزيد عن عائشة من هذا الوجه غريب لكن ثابت من وجوه أخرى الحديث ثابت هذا مثال للغريب سندا وهو رواية السائب عن عائشة لكن مروي عن أبي هريرة من طرق متعددة قصد المؤلف التمثيل
وقال رحمه الله ومما كان يستغرب من حديث الدارمي أيضاً بالعراق حديثه عن يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم "نعم الإدام الخل"
وقد خرجه الترمذي في كتاب الأطعمة من كتابه هذا ومسلم في صحيحه كلاهما عن الدارمي به
وقد سبق الكلام عليه في موضعه وذكرنا أن كثيراً من الحفاظ استنكروه على سليمان بن بلال منهم أحمد وأبو حاتم وأحمد بن صالح وغيرهم
وكذلك قال جماعة منهم في حديث: "بيت لا تمر فيه جياع أهله" بهذا الإسناد، ولكن هذا من نوع الغريب المذكور قبل هذا فإنه غريب من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم على أنه قد روي من وجه آخر عنها وهو ضعيف والحديث معروف من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ جابر معروف من طريق أخرى غريب نعم بيت ما فيه تمر أهله جياع
وفق الله الجميع