الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين
قال الإمام الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
ولما انتهى الكلام على ما ذكره الحافظ أبو عيسى الترمذي رحمه الله رحمة واسعة في كتاب الجامع وآخره كتاب العلل أحببت أن أتبع كتاب العلل بفوائد أخر مهمة وقواعد كلية تكون للكتاب تتمة وأردت بذلك تقريب علم العلل
الشيخ رحم الله الحافظ الترمذي ورحم الله الحافظ ابن رجب رحمهما الله
وأردت بذلك تقريب علم العلل على من ينظر فيه فإنه علم قد هجر في هذا الزمان
الشيخ إذا كان في زمانه هجر ففي زماننا أشد هجرانا
فقد ذكرنا في كتاب العلم أنه علم جليل قل من يعرفه من أهل هذا الشأن وأن بساطه قد طوي منذ أزمان وبالله المستعان وعليه التكلان فإن التوفيق كله بيديه ومرجع الأمور كلها إليه
اعلم أن معرفة صحة الحديث وسقمه تحصل من وجهين:
أحدهما: معرفة رجاله وثقتهم وضعفهم ومعرفة هذا هين لأن الثقات والضعفاء قد دونوا في كثير من التصانيف وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التواليف
الوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف إما في الإسناد وإما في الوصل والإرسال وإما في الوقف والرفع ونحو ذلك وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه وكثرة ممارسته الوقوف على دقائق علل الحديث
الشيخ يعني الأول سهل معرفة الرواة جرحهم وتعديلهم وضبط.. لكن الثاني هو المهم الذي لا يعرفه إلا الخواص معرفة مراتب الثقات الوصل والقطع والرفع والوقف هذي علم دقيق أعد
اعلم أن معرفة صحة الحديث وسقمه تحصل من وجهين:
أحدهما: معرفة رجاله وثقتهم وضعفهم ومعرفة هذا هين لأن الثقات والضعفاء قد دونوا في كثير من التصانيف وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التواليف
الشيخ التقريب والتهذيب والخلاصة وغيرها كل هذه تحدث عن الرواة وضبطهم ثقتهم وعدالتهم
والوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف
الشيخ كلهم ثقات لكن إذا اختلفوا كيف يكون الترجيح
إما في الإسناد وإما في الوصل والإرسال
الشيخ بعضهم بعض الثقات وصله وبعضهم أرسله أيهما يقدم بعضهم أوقفه وبعضهم قطعه أيهما يقدم هذا العلم الدقيق وهم كلهم ثقة وبعضهم أوقفه وبعضهم وصله كلهم ثقات
وإما في الوقف والرفع ونحو ذلك وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه وكثرة ممارسته الوقوف على دقائق علل الحديث ونحن نذكر ـ إن شاء الله تعالى ـ من هذا العلم كلمات جامعة مختصره يسهل بها معرفته وفهمه، لمن أراد الله ـ تعالى ـ به ذلك
ولا بد في هذا العلم من طول الممارسة وكثرة المذاكرة فإذا عدم المذاكرة به فليكثر طالبه المطالعة في كلام الأئمة العارفين كيحيى القطان ومن تلقى عنه كأحمد وابن المديني وغيرهما فمن رزق مطالعة ذلك وفهمه وفقهت نفسه فيه وصارت له فيه قوة نفس وملكة صلح له أن يتكلم فيه
قال الحاكم أبو عبد الله: الحجة في هذا العلم عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير
وذكر ابن مهدي رحمه الله تعالى معرفة الحديث إلهام فإذا قلت للعالم بعلل الحديث من أين قلت هذا؟ لم تكن له حجة
الشيخ أعد قال الحاكم
قال الحاكم أبو عبد الله: الحجة في هذا العلم عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير
الشيخ الحفظ والفهم والمعرفة
وذكر ابن مهدي رحمه الله تعالى معرفة الحديث إلهام فإذا قلت للعالم بعلل الحديث من أين قلت هذا؟ لم تكن له حجة
الشيخ لأنه مع الممارسة والمدارسة والبحث والتنقيب يصير عنده في نفسه ملكة يدرك هذا بمجرد ما يسمع الحديث يقول هذا من كلامه أو ليس من كلام النبي ﷺ صار له ممارسة وخبرة بخلاف البعيد عنه والأجنبي والذي ممارسته قليلة ما يكون عنده هذا الإدراك
وذكر ابن مهدي رحمه الله تعالى معرفة الحديث إلهام فإذا قلت للعالم بعلل الحديث من أين قلت هذا؟ لم تكن له حجة
وقد قسمته قسمين:
القسم الأول: في معرفة مراتب كثير من أعيان الثقات وتفاوتهم وحكم اختلافهم وقول من يرجح منهم عند الاختلاف
والقسم الثاني: في معرفة قوم من الثقات لا يوجد ذكر كثير منهم أو أكثرهم في كتب الجرح قد ضعف حديثهم إما في بعض الأماكن أو في بعض الأزمان أو عن بعض الشيوخ دون بعض
قف على وقد قسمته نعيد التقسيم
وفق الله الجميع لطاعته