الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين
قال الإمام الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
وقد قسمته قسمين:
القسم الأول: في معرفة مراتب كثير من أعيان الثقات، وتفاوتهم، وحكم اختلافهم وقول من يرجح منهم عند الاختلاف
والقسم الثاني: في معرفة قوم من الثقات لا يوجد ذكر كثير منهم أو أكثرهم في كتب الجرح، قد ضعف حديثهم، إما في بعض الأماكن، أو في بعض الأزمان، أو عن بعض الشيوخ دون بعض
القسم الأول في معرفة مراتب أعيان الثقات، الذين تدور غالب الأحاديث الصحيحة عليهم وبيان مراتبهم في الحفظ وذكر من يرجح قوله منهم عند الاختلاف
[أصحاب ابن عمر]
أشهرهم سالم ابنه، ونافع مولاه، وقد اختلفا في أحاديث ذكرناها في باب رفع اليدين في الصلاة، وقفها نافع، ورفعها سالم
وسئل أحمد: إذا اختلفا، فلأيهما تقضي؟ فقال: كلاهما ثبت ولم ير أن يقضي لأحدهما على الآخر نقله عنه المروذي ونقل عثمان الدارمي عن ابن معين نحوه مع أن المروذي نقل عن أحمد أنه مال إلى قول نافع في حديث: "من باع عبداً له مال" وهو وقفه وكذلك نقل غيره عن أحمد أنه رجح قول نافع، في وقف حديث "فيما سقت السماء العشر" ورجح النسائي والدارقطني قول نافع في وقف ثلاثة أحاديث "فيما سقت السماء العشر"، وحديث "من باع عبداً له مال" وحديث "تخرج نار من قبل اليمن". وكذا حكى الأثرم عن غير أحمد أنه رجح قول نافع في هذه الأحاديث، وفي حديث "الناس كإبل مائة" أيضاً
وذكر ابن عبد البر أن الناس رجحوا قول سالم في رفعها
الشيخ المشهور أنها مرفوعة المعروف عند عامة العلماء أنها مرفوعة فيكون يقدم قول سالم
سؤال قوله وقد اختلفا في أحاديث ذكرناها في باب رفع اليدين في الصلاة
الشيخ محتمل يكون هو شرح الأربعين النووية (4.35)
أصحاب نافع مولى ابن عمر
وقد تقدم عن علي بن المديني أنه قسمهم تسع طبقات
وذكر أن أعلاهم أيوب السختياني وعبيد الله بن عمر ومالك وعمر بن نافع
وأن بعدهم ابن عون ويحيى الأنصاري وابن جريج
وبعدهم أيوب بن موسى وإسماعيل بن أمية
وبعدهم موسى بن عقبة
وذكر أن أثبت أصحاب نافع عنده أيوب السختياني
وروى نحو ذلك عن ابن عيينة ووهيب
وخالفهم في ذلك يحيى بن معين وقال: أثبت أصحاب نافع مالك وهو أثبت من أيوب وعبيد الله بن عمر والليث بن سعد
وقال يحيى القطان: أثبت أصحاب نافع أيوب وعبيد الله بن عمر ومالك وابن جريج أثبت في نافع من مالك
وعن أحمد روايتان إحداهما قال: أثبت أصحاب نافع عبيد الله نقلها عنه المروذي وابن هانئ
والثانية قال أوثق أصحاب نافع عندي أيوب ثم مالك ثم عبيد الله نقلها ابن هانئ أيضاً وزاد في روايته قال ومحمد بن إسحاق ليس بذلك القوي وموسى بن عقبة صالح الحديث وصخر بن جويرية صالح أيضا قال: والعمري الصغير يعني عبد الله بن عمر أحب إلي من عبد الله بن نافع
الشيخ العمري الصغير عبيد الله
الطالب قال المحشي نورالدين عتر أي سنا لكنه معروف بالمكبر اسما ولفظا مقابل المصغر وهو عبيد الله العمري
الشيخ فيه التباس المصغر
الطالب قال (ابن رجب) والعمري الصغير يعني عبد الله بن عمر
الشيخ ليس المصغر نعم
أحب إلي من عبد الله بن نافع
وقال ابن معين: موسى بن عقبة ثقة وكانوا يقولون: ليس هو في نافع مثل مالك
وروي عن يحيى بن معين أنه لم يفضل من أصحاب نافع الكبار أحداً
قال عثمان بن سعيد: قلت ليحيى: أيوب أحب إليك عن نافع أو عبيد الله؟
قال: كلاهما ولم يفضل
قلت: فمالك أحب إليك عن نافع أو عبيد الله
قال: كلاهما ولم يفضل
قلت: فعبد الله العمري ما حاله في نافع
قال: صالح
قلت: فالليث بن سعد، كيف حديثه عن نافع
قال: صالح ثقة
ومما اختلف فيه أصحاب نافع حديث "من حلف، فقال: إن شاء الله فلا حنث عليه" رفعه أيوب ووقفه مالك وعبيد الله واختلف الحفاظ في الترجيح وأكثرهم رجح قول مالك
الشيخ وهو المشهور أنه مرفوع
قف على هذا وفق