الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين
قال الإمام الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
أصحاب ابن جريج
قال يحيى بن معين: قال لي المعلى الرازي: قد رأيت أصحاب ابن جريج بالبصرة، ما رأيت فيهم أثبت من حجاج بن محمد
الشيخ حجاج بن محمد أثبت أصحاب ابن جريج
قال يحيى: وكنت أتعجب منه فلما تبينت ذلك إذا هو كما قال: كان أثبتهم في ابن جريج
وقد قوى أحمد رواية يحيى بن سعيد عنه وضعف رواية أبي عاصم عنه
قال الأثرم: قال أبو عبد الله: كان يحيى بن سعيد يقول: كان ابن جريج يحدثهم بما لا يحفظ يشير إلى أنه كان يحدث من كتب غيره قال: وما كنا نحن نسمع من ابن جريج إلا من حفظه قال: فقال له إنسان: فلعل ابن جريج حدثكم شيئاً من حفظه من كتب الناس
ثم قال أبو عبد الله: كان ابن جريج يحدثهم من كتب الناس سماع أبي عاصم
وذكر غيره قال: إلا أيام الحج فإنه كان يخرج كتاب المناسك فيحدثهم به من كتابه
الشيخ الحفاظ إما يكون حفظهم حفظ في الصدر أو في كتاب الضبط ضبط الصدر وإما ضبط الكتاب فإذا جمع بينهما ضابط الصدر وضبط الكتاب هذا أقوى ثم ضبط الحفظ وضبط الصدر وضبط الكتاب أيضا كذلك هو الأصل ثم ضبط الصدر
ونقل ابن أبي مريم عن يحيى بن معين قال: عبد الحميد بن عبد العزيز بن أبي رواد ثقة وكان أعلم الناس بحديث ابن جريج
ونقل عبد الله بن أحمد الدورقي، عن ابن معين، قال: عبد الله بن وهب ليس بذاك في ابن جريج، كان يستصغر يعني لأنه سمع منه وهو صغير
وقال الحسن بن محمد الصباح: سئل يحيى بن معين عن حجاج بن محمد وأبي عاصم أيهما أحب إليك في ابن جريج؟ قال: حجاج
الشيخ أحب إليك من جهة الرواية والضبط يعني
وقال مسلم في كتاب التمييز: عبد الرزاق وهشام بن سليمان أكبر في ابن جريج من ابن عيينة وعبد الله بن فروخ
قال الجوزجاني: يروي عن ابن جريج عن عطاء غير حديث لم نجده عند الناس أحاديثه معضلة ووثقه غيره، وأثنى عليه ابن أبي مريم ثناء عظيماً
أصحاب عمرو بن دينار
قال أحمد في رواية الأثرم: أعلم الناس بعمرو بن دينار ابن عيينة ما أعلم أحداً أعلم به من ابن عيينة
قيل له: كان ابن عيينة صغيراً. قال: وإن كان صغيراً، فقد يكون صغيراً كيساً
الشيخ يعني فطنا ذكيا مستوفى الحفظ
وقال عبد الله بن أحمد: قال أبي: سفيان أثبت الناس في عمرو بن دينار وأحسنهم حديثاً
الشيخ هذه تزكية من الإمام لسفيان
قال عباس الدوري: سألت يحيى بن معين عن حديث شعبة عن عمرو بن دينار والثوري عن عمرو بن دينار وابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: سفيان بن عيينة أعلمهم بحديث عمرو بن دينار وهو أعلم بعمرو ابن دينار من حماد بن زيد
ونقل عثمان الدارمي عن ابن معين أن ابن عيينة أعلم بعمرو بن دينار من سفيان الثوري وحماد بن زيد قيل: فشعبة؟ قال: وأي شيء روى عنه شعبة إنما روى عنه نحواً من مائة حديث
وقال ابن المديني: ابن جريج وابن عيينة من أعلم الناس بعمرو بن دينار
الشيخ علي ابن المديني إمام في الجرح والتعديل
وقال ابن المديني: ابن جريج وابن عيينة من أعلم الناس بعمرو بن دينار وقال أيضاً: ابن عيينة أعلم بعمرو من حماد بن زيد
وقال أبو حاتم: ابن عيينة أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة وقيل لابن عيينة في حديث لعمرو بن دينار اختلف فيه ابن جريج وهشيم فقال ابن عيينة: أنا أحفظ لهذا منهما
وقال الدارقطني: أرفع الرواة عن عمرو بن دينار، ابن جريج، وابن عيينة، وشعبة، وحماد بن زيد
الشيخ الدارقطني والإمام أحمد كلاهما أئمة زكوا ابن جريج في الرواية عن عمرو بن دينار نعم
وقال الدارقطني: أرفع الرواة عن عمرو بن دينار، ابن جريج، وابن عيينة، وشعبة، وحماد بن زيد
وذكر مسلم في كتاب التمييز أن حماد بن سلمة يخطئ في روايته عن عمرو بن دينار كثيراً
ذكر أهل البصرة أصحاب الحسن بن أبي الحسن رحمه الله
ذكر ابن البراء في تاريخه عن علي بن المديني: يونس أثبت في الحسن من ابن عون، ويزيد بن إبراهيم ثبت في الحسن، وابن سيرين وهشام عن الحسن عامتها تدور على حوشب يعني هشام بن حسان
وروى صالح بن أحمد عن علي بن المديني قال سمعت عرعرة بن البرند قال: قال لي عباد بن منصور: ما رأيت هشام بن حسان عند الحسن قط. قال: سألت جرير بن حازم، فقال: قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاماً عنده قط، فقلت: يا أبا النضر، قد حدثنا عن الحسن بأشياء، ورويناها عنه، فعمن تراه أخذها؟ قال: أراه أخذها عن حوشب
وقال يعقوب بن سفيان: قال ابن المديني: أصحاب الحسن حفص المنقري ثم قتادة، وحفص فوقه ثم قتادة بعده ويونس وزياد الأعلم وكان حفص في الحسن مثل ابن جريج في عطاء، وبعد هؤلاء أشعث بن عبد الملك ويزيد بن إبراهيم وقرة طبقة وأبو الأشهب وجرير بن حازم طبقة، وأبو حرة وهشام بن حسان في الحسن طبقة وسلام بن مسكين والسري
بن يحيى طبقة وأبو هلال فوق مبارك، ومبارك أحب إلي من الربيع، يعني ابن صبيح
وقال أحمد: ما في أصحاب الحسن أثبت من يونس، ولا أسند عن الحسن من قتادة قال حرب: سئل أحمد عن أصحاب الحسن فقال: لا يعدل أحد يونس
قال: وأيوب، وابن عون، وهشام، هؤلاء أصحاب محمد، يعني ابن سيرين
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى بن معين: يونس بن عبيد أحب إليك في الحسن أو حميد؟
قال: كلاهما. قال عثمان: يونس أكبر بكثير
قلت ليحيى: فحميد أحب إليك فيه أو حبيب بن الشهيد؟ قال: كلاهما
قال عثمان: وحبيب أحب إلينا
قال: قلت: سلام بن مسكين؟ قال: ثقة
قلت: سلام أحب إليك في الحسن، أو المبارك؟ قال: سلام
الشيخ على كل حال هذا فيه سرد للرواة والأئمة والمحدثين ورواتهم يحتاج إلى تكرار وحفظ
وفق الله الجميع لطاعته