الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالدينا يا رب العالمين
قال الإمام الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
أصحاب قتادة بن دعامة السدوسي
قال إبراهيم بن الجنيد عن يحيى بن معين: سعيد بن أبي عروبة أثبت الناس في قتادة.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: أثبت الناس في قتادة ابن أبي عروبة وسمعته يقول: همام في قتادة أحب إلي من أبي عوانة
وسئل يحيى بن معين عن أبان وهمام أيهما أحب إليك؟ فقال: كان يحيى القطان يروي عن أبان وكان أحب إليه وأما همام فهو أحب إلي
وقال أحمد في رواية الأثرم: إذا خالف أبو عوانة وأبان العطار سعيداً أعجبني ذلك يعني حديثهما قال: لأنه يكون مما قد حفظاه
قال أحمد: قال عفان: قال أبو عوانة: كان قتادة يقول لي: لا تكتب عني شيئاً فسمعت منه وحفظت ثم نسيت بعد فجلست إلى سعيد فجعل يحدث عن قتادة بما أعرف أو نحو هذا
وقال إسحاق بن هانئ: سألت أبا عبد الله قلت: أيما أحب إليك في حديث قتادة؟ سعيد بن أبي عروبة أو همام أو شعبة أو الدستوائي؟
فسمعته يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: سعيد عندي في الصدق مثل قتادة وشعبة ثبت ثم همام
قلت: والدستوائي؟ قال: والدستوائي أيضاً
وقال عثمان بن سعيد: قلت ليحيى بن معين: شعبة أحب إليك في قتادة أو هشام؟ قال: كلاهما
الشيخ يحيى بن معين من الأئمة النقاد
قال عثمان بن سعيد: هشام في قتادة أكبر من شعبة
وقال البرديجي: شعبة وهشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس صحيح فإذا ورد عليك حديث لسعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعاً وخالفه هشام وشعبة حكم لشعبة وهشام على سعيد وإذا روى حماد بن سلمة وهمام وأبان ونحوهم من الشيوخ عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وخالف سعيد أو هشام أو شعبة فإن القول قول هشام وسعيد وشعبة على الانفراد فإذا اتفق هؤلاء الأولون وهم همام وأبان وحماد على حديث مرفوع وخالفهم شعبة وهشام وسعيد أو شعبة وحده أو هشام وحده أو سعيد وحده توقف عن الحديث لأن هؤلاء الثلاثة شعبة وسعيد وهشام أثبت من همام وأبان وحماد
قلت: مراده أن الحفاظ من أصحاب قتادة ثلاثة: شعبة وسعيد وهشام والشيوخ من أصحابه مثل حماد بن سلمة وهمام وأبان ونحوهم
فأما الحفاظ الثلاثة فإذا روى سعيد حديثاً عن قتادة وخالفه فيه شعبة وهشام فالقول قولهما
وسيأتي فيما بعد قوله إن القول قول رجلين من الثلاثة من غير تعيين وقوله أيضاً: إنه إذا روى هشام وسعيد بن أبي عروبة شيئاً وخالفهما شعبة فالقول قولهما وأما إذا اختلف الثلاثة فسيأتي قوله: إنه يتوقف عن الحديث وإن خالف هشام شعبة فقد حكى فيما بعد فيه قولين:
أحدهما: القول قول شعبة والثاني: التوقف
وأما الشيوخ فإذا روى أحدهم حديثاً وخالفه واحد من الحفاظ الثلاثة فالقول قول ذلك الحافظ فإذا اتفق الشيوخ الثلاثة على حديث وخالفهم الحفاظ الثلاثة أو أحدهم توقف عن الحديث ففرق بين أن ينفرد شيخ بحديث يخالفه فيه حافظ فإنه حكم بأن القول قول الحافظ وبين أن يجتمع الشيوخ على حديث ويخالفهم الحفاظ أو بعضهم فقال: يتوقف فيه
وهذا بخلاف قول أحمد إنه إذا اختلف سعيد بن أبي عروبة مع أبي عوانة وأبان أنه يعجبه قول الشيخين كما سبق عنه
وقال البرديجي: أيضاً أصح الناس رواية عن قتادة شعبة كان يوقف قتادة على الحديث
قلت: كأنه يعني بذلك اتصال حديث قتادة لأن شعبة كان لا يكتب عن قتادة إلا ما يقول فيه حدثنا ويسأله عن سماعه
فأما حفظ حديثه فقد تقدم عن أحمد وغيره أن سعيد ابن أبي عروبة أحفظ له ولكن ظاهر كلام البرديجي خلاف هذا وأن شعبة أثبت في قتادة وسيأتي من كلامه ما يبينه
ثم قال البرديجي: فإذا أردت أن تعلم صحيح حديث قتادة فانظر إلى رواية شعبة وسعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي فإذا اتفقوا فهو صحيح وإذا خالف هشام قول شعبة فالقول قول شعبة وقال بعضهم: يتوقف عنه وإذا اتفق هشام وسعيد بن أبي عروبة من رواية أهل الثبت عنهما وخالفهما شعبة كان القول قول هشام وسعيد غير أن شعبة من أثبت الناس في قتادة ولا يلتفت إلى رواية الفرد عن شعبة ممن ليس له حفظ ولا تقدم في الحديث من أهل الإتقان
وقال البرديجي أيضاً أحاديث شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها صحاح وكذلك سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي إذا اتفق هؤلاء الثلاثة على الحديث فهو صحيح وإذا اختلفوا في حديث واحد فإن القول فيه قول رجلين من الثلاثة فإذا اختلف الثلاثة توقف عن الحديث وإن انفرد واحد من الثلاثة في حديث نظر فيه: فإن كان لا يعرف متن الحديث إلا من طريق الذي رواه كان منكراً وأما أحاديث قتادة التي يرويها الشيوخ مثل حماد بن سلمة وهمام وأبان والأوزاعي فينظر في الحديث فإن كان الحديث يحفظ من غير طريقهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أنس بن مالك من
وجه آخر لم يدفع وإن كان لا يعرف عن أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا من طريق عن أنس إلا من رواية هذا الذي ذكرت لك كان منكراً انتهى
سؤال 9
الشيخ ما يعرف انفرد يعني المتن هذا ما له أصل إلا من هذا الطريق يكون شاذة لشذوذه
سؤال
الشيخ لكن الآن ما يعرف إلا من طريقه منكرته يكون شاذ لكن لو كان يعرف من طريق أخرى يصير شاهد له
وقد سبق ذكر ذلك في الكلام على المنكر وما فيه من اختلاف الحفاظ في ذلك
وقال ابن معين: قال شعبة: هشام الدستوائي أعلم بقتادة وأكثر مجالسة له مني
قال أحمد في رواية حرب: أصحاب قتادة شعبة وسعيد وهشام إلا أن شعبة لم يبلغ علم هؤلاء كان سعيد يكتب كل شيء
قال أحمد: وقال عفان: وذكر حديثاً فقال: أصاب همام وأخطأ هشام وسعيد
وذكر مسلم في كتاب التمييز أن حماد بن سلمة عندهم يخطئ في حديث قتادة كثيراً
وقال الدارقطني في العلل: معمر سيئ الحفظ حديث قتادة والأعمش
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا صغير فلم أحفظ عنه الأسانيد
ونقل الأثرم عن أحمد قال: عمرو بن الحارث روى عن قتادة مناكير وقال في جرير بن حازم: كان يحدث بالتوهم أشياء عن قتادة يسندها بواطيل وكذلك ضعف يحيى وغيره حديث جرير عن قتادة خاصة وسليمان التيمي
قال الأثرم: حديثه عن قتادة مضطرب
وفي تاريخ الغلابي: يزيد بن إبراهيم عن قتادة ليس بذاك والظاهر أنه حكاه عن ابن معين
الشيخ هذه كلها تحتاج إلى تكرار وإعادة حتى توضح الشيوخ والتلاميذ من ليس له دربة
وفق الله الجميع