الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين، أيها الأحبة في الله يسر إخوانكم في تسجيلات الراية الإسلامية أن يقدموا لكم شرح كتاب العقيدة الواسطية، لشيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله تعالى-، والذي قام بشرحه فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله تعالى، سائلين المولى عز وجل أن ينفع المسلمين بهذا الشرح، وأن يجزي الشيخ خير الجزاء
(المتــن) الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، قال الامام شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله تعالى- في ((العقيدة الواسطية)):
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
(الشـرح) بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد و علي اله وصحبه اجمعين قال شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية، هذه العقيدة عقيدة عظيمة مع صغر حجمها اشتملت على معتقدات السنة والجماعة بإيجاز واختصار، وبيان أن مذهب أهل السنة وسط بين المذاهب الباطلة، قد كتبها رحمه الله جوابا لطلب أحد القضاة، قضاة واسط ولهذا سميت بالعقيدة الواسطية، بالعراق فكتب هذه الرسالة في جلسة واحدة بعد العصر رحمه الله، هي من أجمع ما كتب في اعتقاد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات، مع اختصارها وإيجازه ووضوحها.
قال رحمه الله: (الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا).
الحمد: هو الثناء على المحمود بصفاته، ولابد أن يكون مع الثناء حب وتعظيم، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله، ان الحمد يكون بالثناء على المحمود بصفاته الجميلة مع حبه وأجلاله وتعظيمه، و (الـ) للاستغراق، والمراد أن الله تعالى له الحمد المستغرق، الحمد لله، (الـ) الألف واللام للاستغراق، وهو الثناء على المحمود بصفاته الجميلة، فإن خلع عن الحب والأجلال سمي مدح، فقد تمدح الأسد فتقول أن الأسد به كذا وفيه كذا ولا تحبه، فلا يسمى مدحا ولا يسمى حمدا فإذا كان معه حب وإجلال وتعظيم صار حمدا، فالحمد أبلغ من الثناء وأبلغ من المدح، والأنسان قد يُمدح بصفاته التي لا اختيار له فيها بخلاف الحمد بأن يقول ثناء على الصفة الاختيارية، مع الحب والأجلال.
الحمد لله: الله علم على الرب سبحانه وتعالى لفظ الجلالة، وهو أعرف المعارف على الأطلاق، جميع الأسماء ترجع إليه، الله مشتق من أله يعني: هو المألوه والمعبود، والمستحق للعبادة، التي تألهه القلوب محبة وإجلالا وتعظيما، ومشتمل على صفة الألوهية، أسماء الله مشتقة، الله علم على الرب سبحانه وتعالى، لا يسمى به غيره، وهو أعرف المعارف على الأطلاق، وفيه إثبات صفة الألوهية لله عز وجل، جميع الأسماء ترجع إليه.
الذي أرسل رسوله: يعني بعث رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
بالهدى: بالعلم النافع ودين الحق والعمل الصالح، بعثه بالعلم والعمل، يدعوا الناس إلى العلم والعمل، وخص وبعث رسوله بالهدى ودين الحق.
ليظهره على الدين كله: على جميع الأديان.
وكفى بالله شهيدا: أي شاهدا، هو سبحانه وتعالى كفى به شاهدا على جميع خلقه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له: أشهد يعني: أقر وأعترف بأنه لا معبود بحق إلا الله، لا إله إلا الله يعني: معناها لا معبود بحق إلا الله، أشهد أقر وأعترف بأنه لا معبود حق في الأرض ولا في السماء إلا الله، ولا إله إلا الله: ((لا)) نافيه للجنس، من أخوات إن تنصب الاسم وترفع الخبر، ((إله)) أسم وخبره محذوف تقديره حق، ((الله)) بدل(....) ، وهذا هو الصواب ولا يتبين عظمته بالكلمة، وأن الكلمة لا توحي إلا بتقديرالخبر حق، أما الأشاعرة فاعترضوا في هذا، الألة معناه هو المعبود، لا إله: لا معبود بحق، وأما الأشاعرة فسروا الاله: بأنه قادر على الاختلاط، وهذا معناه فسروه بتحديد الربوبية، لو كان معناه لا خالق الا هو: لا قادر الا الله ما حصل نزاع بين الأنبياء وبين أممهم، كفار قريش اعترفوا بأنه لا خالق إلا الله، لكن الاله معناه المعبود لا معبود حق إلا الله.
لكن هناك معبودات كثيرة عبدت بالباطل، لكن العبادة بالحق لله وحده، والمعبودات الأخرى كلها معبودات بالباطل الشمس والقمر والنجوم وغيرها.. كلها معبودات باطلة قال في ذلك (بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير) ولا يتبين عظمة هذه الكلمة وأن كلمة التوحيد التي تنفي الشرك إلا بتقدير الخبر حق، وتفسير الله بأنه المعبود، كما قال سبحانه وتعالي: (فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيءٍ لما جاء أمر ربك) فالأله معبودة فالاله كثيرة موجودة، لكن كلها معبودة بالباطل.
وقوله (وحده): وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تأكيد، قوله وحده تأكيد للأثبات، لا شريك له تأتي بالنفي، فهو وحده المعبود بحق وغيره المعبود بالباطل، (لا شريك له) في ملكه كما أنه لا شريك له في ألوهيته، ولا شريك له في ربوبيته، لا شريك له في الربوبية، فهو الرب وهو المربوب، ولا شريك له في الملك فهو المالك وغيره المملوك، ولا شريك له في الخلق فهو الخالق وغيره المخلوق، ولا شريك له في العبادة والألوهية فهو المعبود بحق وغيره معبود بالباطل، (أشهد أن لا إله إلا الله) إقرارا به وتوحيدا، إقرارا باللسان، وتوحيدا باللسان والقلب والجوارح، (وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له) إقرارا به وتوحيدا.
(وأشهد أن محمد عبده ورسوله): وأشهد: أقر أن محمدا بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي العربي ثم المكي ثم المدني، هو رسول الله حقا، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، جمع الله له بين العبودية والرسالة، وصلى بالعبودية والرسالة وهي أشرف المقامات، أشرف صفاته عليه الصلاة والسلام العبودية والرسالة، وفد وصفه الله بها في أشرف المقامات، في مقام الإسراء وصفه بالعبودية والرسالة، (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا )، في مقام الدعوة: (وأنه لما قام عبد الله) وصفه بالعبودية، في مقام التحدي: (وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله) فأشرف مقامات عليه الصلاة والسلام، أشرف صفاته العبودية والرسالة، (وأشهد أن محمد عبده ورسوله)، فجمع بين العبودية والرسالة للرد على الغلاة والجفاة دفعا للأفراط والتفريض، قوله ((عبده)) هذا فيه الرد على الغلاة الذين عبدوا النبي صلى الله عليه وسلم وادّعوا أنه يعلم الغيب، ورفعوه فوق منزلته، وأطروه، قال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم)) إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسول، ورسوله كذلك رد على الجفاة، الذين لم يقروا برسالته ولم يعظموه ويطيعوه عليه الصلاة والسلام، من النصارى واليهود والصوفية وغيرهم من العباد الذين لم يعرفوه لم يقدروه حق قدره، ولم يعطوه الحق عليه الصلاة والسلام، فهو عبد ورسول نبي كريم، يطاع ويتبع ولا يعبد، فالعبادة حق الله من فوقه وتعظيمه عليه الصلاة والسلام وأتباعه ومحبته، وتقديم قوله على قول غيره لكن لا يعبد فالعبادة حق الله عز وجل، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله.
(صلى الله عليه) والصلاة صلاة الله على عبده أصح ما قيل فيها، أصح ما قيل صلاة الله على عبده ثنائه عليه في الملأ الأعلى، كما ثبت في صحيح البخاري، عن أبن عالية أنه قال: ((صلاة الله على عبده ثنائه عليه في الملأ الأعلى))، وقيل الرحمة، فصلاة الله عليه ثنائه عليه في الملأ الأعلى، دعاء عليه الصلاة والسلام، دعاء له بالرحمة، وقيل الثناء والرحمة، صلاة الله ثنائه عليه ورحمته له، فالله تعالى يثنوا عليه في الملأ الأعلى والملائكة يثنون عليه ويدعون له، والأدميون يثنون عليه ويدعون له،
(صلى الله عليه وعلى آله)، الآل: أتباعه، أصح ما قيل آله أتباعه على دينه، من الصحابة وغيرهم ويدخل في هذا دخول الأولية من أزواجه وذريته، هذا هو الصواب، الآل هم الأتباع على دينه إلى يوم القيامة، ويدخل في ذلك الصحابة دخول الأولية وكذلك أزواجه وذريته، أزواجه وذريته من آله فهم أخص آله، ولا يدخل في ذلك غير المسلمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، والصلاة على الأصحاب بعد الآل بعطف الخاص على العام،وصلى عليهم مرتين مرة في قوله ((وآله)) ومرة في قوله ((وأصحابه)).
(وسلم تسليما مزيدا) تأكيد، دعاء له ثناء عليه، عليه الصلاة والسلام، ودعاء له بالسلامة، والسلامة مشروعة في التشهد، (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله) دعاء له بالسلامة، والرحمة والبركة فقد أستن بالعلماء على أنه جعالة بالسلامة، فإذا كان جعالة بالسلامة فلا يستحق شمل العبادة فالذي يدعى له محتاج، لا يستحق شيء من العبادة فيه الرد على من عبده عليه الصلاة والسلام، سلم تسليما (تأكيد) مزيدا، يعني: زائدا كثيرا، لأن الأمة مأمورة بالصلاة والسلام عليه والإكثار من ذلك، عليه الصلاة والسلام، نقرأ الشرح ( التنبيهات السنية ) شرح كتاب التوحيد (....) صلي الله علي محمد
بسم الله الرحمن الرحمن، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ عبدالعزيز الرشيد - رحمه الله تعالى- في شرح العقيدة الواسطية: قوله (الحمد لله)
نعم أستهل بالمقدمة بالتعريف عن الشيخ رحمه الله قال: ثم نقل إلى مثواه الأخير في مقبرته مقبرته.
(الشـرح) مثواه الأخير هذا شائع بين الناس، يعني: في الدنيا، المثوى الأخير في الآخرة ينتقل من هذا إلى.. الإنسان إذا وضع في قبره ينتقل إلى جزاءه والحساب ثم الجنة أو إلى النار.
ذكر في المقدمة بعد الحمد لله، أما بعد فقد طلب مني بعض أبنائنا طلبة المعهد العلمي، التعليق على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام بن تيمية، فاعتذرت لقصر الداعي وقلة الاطلاع، فلم يفد فيهم معذرة ولا إقناع، فإسعافا لرغبتهم ونزولا على رغبتهم، أقدمت عل التعليق ملتقطا ما نقلته من كتب أهل الإتقان والتحقيق، وكان غالب استنتاجي من كتب الشيخين شيخ الاسلام بن تيمية وبن القيم الجوزية -رحمهم الله تعالى- وسميت هذا التعليق (التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية) والله أسأل أن يجعله خالصا لوجه الكريم وموجبا بفوز(....) جنته النعيم
(المتــن) قوله: ( الحمد لله ): الألف واللام للاستغراق، فجميع أنواع المحامد كلها لله سبحانه ملكا واستحقاقا.
(الشـرح) كلها للاستغراق يعني: يستغرق جميع أنواع الحمد، الحمد لله رب العالمين، جميع أنواع الحمد كلها مستغرقة لله، بخلاف غيره سبحانه فإنه قد يستحق نوعا من الحمد لكن لا يستحق جميع أنواع المحامد. نعم.
(المتــن) فجميع أنواع المحامد كلها لله سبحانه ملكا واستحقاقا. وهو لغة الثناء بالصفات الجميلة، والأفعال الحسنة.
(الشـرح) هذا معنى (الحمد) الثناء بالصفة الجميلة والأفعال الحسنة، تثني بالصفة الجميلة والأفعال الحسنة على الإنسان أو على الشخص، هذا يقال له الحمد تثني عليه بصفاته الجميلة وأفعاله الحسنة، نعم.
(المتــن) وعرفا فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما.
(الشـرح) ينبأ يعني: يخبر ويدل، نعم.
(المتــن) قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: الحمد هو ذكر صفات المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله
(الشـرح) هو شيخ الإسلام بن تيمية، تقي الدين هذا لقب له.
وهذا كلام عظيم، ذكر صفات المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه، وهذا يكون فرق بينه وبين المدح، المدح قد تذكر صفات الشيء ولا يلزم من ذلك الحب والإجلال والتعظيم، فأنت تثني على الأسد تقول أسد قوي، ملك الحيوانات قوية للافتراس، شديد العضلات، تثني عليه لكن ما تحبه، ما يلزم من ذلك المحبة، تثني على الإنسان الفاجر بأنه قوي، قوي الجسم محصور الساعدين، هذا ثناء، لكن ما يأتي معه حب، الحمد يكون معه حب وإجلال وتعظيم، الثناء مع حب وإجلال وتعظيم، نعم.
(المتــن) قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: الحمد هو ذكر صفات المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله، فإن تجرد عن ذلك فهو مدح.
(الشـرح) إن تجرد عن الحب والإجلال صار مدحا، وإن صار معه حب وإجلال صار حمدا، ولهذا جاء في حق الرب الحمد، (الحمد لله رب العالمين) وليأتي فيه أمدح الله، نعم.
وإن كان جاء في بعض الأحاديث ((لا أحد أحب اليه من المدح إلا الله)) ولذلك مدح نفسه، لكن لا أحد أحب اليه بالمدحة من الله. نعم.
(المتــن) فالفرق بينهما أن الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون إخبارا مجردا من حب وإرادة أو مقرونا بحبه وإرادته. فإن كان الأول فهو مدح، وإن كان الثاني فهو الحمد.
(الشـرح) هذا الكلام عظيم، (أحمد الله إليكم) يعني: نحمد لله ونبدأ بالحمد بين يدي هذا المقال أو الرسالة نعم.
يعني يخرج الثناء الذي ليس اختيارا، الذي هو خَلقي، الاختياري باختيارك، تفعل المعروف باختيارك تصل الرحم، هذا تثنى عليه، لكن صفته كونك طويل كونك أبيض، كونك كذا هذه الصفة، لكن هل لك اختيار فيها أم ليس لك اختيار؟ اضطراري، الصفة الاختيارية التي يفعلها الأنسان باختياره، والاضطراري، - الغير اختياري هو: الصفات التي تكون بالإنسان لا اختيار له فيها، هذا كون الانسان طويل كون الانسان قصير كون الأنسان أبيض كون الأنسان سمين أو غير سمين، هذه كلها صفات ليست اختيارية ما للإنسان اختيار فيها، لكن كون الأنسان يصل رحمه يحسن الي الناس هذه صفات اختيارية. نعم.
(المتــن) قوله: (لله) لفظ الجلال علم على ذاته سبحانه وهو أعرف المعارف على الأطلاق.
(الشـرح) نعم علم على الرب سبحانه وتعالى، الله علم على الله، والله: ذو الألوهية على الخلق أجمعين، ومتضمن لصفة الألوهية، وأصل (الله) أصلها الآله، الآله ثم حذفت اللام الأولى الهمزة ++ بالأخرى فحذفت الهمزة فصارت الله، هذه الآله، الله أصلها الآله.
والله هو الذي تألهه القلوب محبة وأجلالا وتعظيما، وهو ذو الألوهية والعبودية على الخلق أجمعين، ومشتق، متضمن لصفة الألوهية، كل أسم من أسماء الله مشتق، الله مشتق لصفة الألوهية، الرحمن متضمن لصفة الرحمة، القادر متضمن لصفة القدرة، وهكذا.. ، وهذا أعرف المعارف على الأطلاق هو أسم الكريم: الله، وكل أسماء الله كلها ترجع إلى هذا الاسم، فهو أعرف المعارف، ليس هناك أعرف من هذا الاسم، ولا يطلق إلا على الله عز وجل، وكذلك الرحمان لا يطلق إلا على الله. ومعنى الله يعني: ذو الألوهية والعبودية على الخلق أجمعين، متصل، ذو الألوهية المألوه الذي تأله القلوب محبة وإجلالا وتعظيما، نعم.
(المتــن) قوله: ( لله ): لفظ الجلالة علم على ذاته سبحانه وهو أعرف المعارف على الإطلاق.
(الشـرح) وعلم علي علامة الرفع. نعم
(الشـرح) وقال بعض العلماء: إنه الاسم الأعظم وذكر في القرآن في (2360) ألفين وثلاثمائة وستين موضعا.
(الشـرح) ألفين وثلاثمائة وستين، هذا على حسب العد، نعم.
(المتــن) وهو يتناول معني سائر الأسماء بطريق التضمن، وهو مشتق من أله يأله إذا عبد
(الشـرح) أله يأله عبد ، أله يأله ألاه عبد يعبد عبادة، نعم. وهو متضمن لجميع الصفات
(المتــن) وهو يتناول معني سائر الأسماء بطريق التضمن، وهو مشتق من أله يأله إذا عبد
فهو إله بمعنى مألوه أي معبود، فالإله هو المألوه الذي تألهه القلوب، وكونه مستحقا للألوهية مستلزما لصفات الكمال فلا يستحق أن يكون معبودا محبوبا لذاته إلا هو
(الشـرح) نعم. كونه مستحق للألوهية لكونه سبحانه وتعالي هو الكامل، لكماله في ذاته و صفاته وأفعاله، مستحق أن يكون معبود بالحق وغيره معبود بالباطل، كما قال تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وأنه على كل شيءٍ قدير).
(المتــن) وكونه مستحقا للألوهية مستلزما لصفات الكمال فلا يستحق أن يكون معبودا محبوبا لذاته إلا هو، وكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل، وعبادة غيره وحب غيره يوجب الفساد كما قال تعالى: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا).
(الشـرح) نعم فلو كانت السماوات والأرض إله غير الله لفسدت السماوات والأرض، وكذلك الخلق إذا كان فيه عبادة غير الله يفسد الخلق، ولا صلاح له ولا يرجى صلاحه إلا إذا خرجت منه العبادة الفاسدة وهي عبادة غير الله، فالسماوات والأرض لا صلاح لهما إلا أن يكون الإله واحد، بأن يكون هذا الإله هو الله سبحانه وتعالى، وكذلك الخلق لا صلاح له إلا أن يكون المعبود هو الله، إذا عبد غير الله دخلت فيه عبادة غير الله فسد الخلق، وكذلك السماوات لا صلاح لها إلا بأن يكون فيهما أله واحد، وأن يكون هذا الإله الواحد هو الله عز وجل، فكما أن السماوات تفسد بوجود أله غير الله فكذلك القلب يفسد بدخول عبادة غير الله فيه، نعم.
(المتــن) قوله: ( الذي أرسل رسوله): أي بعث رسوله. والرسول إنسان ذكر أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، وأما النبي فهو مأخوذ من النبأ وهو الإخبار؛ لأنهم مخبرون عن الله
(الشـرح) هذا دخول النبي والرسول هو إنسان ذكر، وغيره، في الشرع اُمِر بتبليغه، نعم. والقول الثاني: الرسول هو الذي أرسل إلى أمه مشركون أمن به بعضهم وكفر به بعضهم. نعم.
(المتــن) وأما النبي فهو مأخوذ من النبأ وهو الإخبار؛ لأنهم مخبرون عن الله أو من النَبوة وهي الرفعة؛ لارتفاع رتب الأنبياء عليهم السلام
(الشـرح) يعني: النبي مشتق من النبأ وهو الخبر، لأنه يخبر عن الله عز وجل، أو من النَبوة وهو الارتفاع في مرتبة الأنبياء عليه الصلاة والسلام. نعم.
(المتــن) وهو إنسان أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه
(الشـرح) هذا قول، إنسان أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والقول الثاني: أن النبي هو الذي كلف بالعمل بشريعة سابقة، نعم. ويبعث إلى قوم مؤمنين ليس فيهم كفار، كداود وسليمان وغيرهم من الأنبياء من بني إسرائيل. نعم.
(المتــن) فكل رسول نبي ولا ينعكس
(الشـرح) كل رسول نبي وليس كل نبي رسول,
(المتــن) وعدد الأنبياء عليهم السلام مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا كما جاء في حديث أبي ذر
(المتــن) وعدد الأنبياء عليهم السلام مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه
(الشـرح) هذا زاد زيادة حقيقة، لكن يحتاج إلى مراجعة السند كما سبق، والأقرب أنه لا يثبت، فالحديث ضعيف. هذا يحتاج الي التحقيق فلا يعلم عدد الأنبياء والرسول، إلا الله عز وجل
(المتــن) كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه وقيل لا يعرف عددهم بدليل قوله سبحانه: (منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) الآية، وأما عدد الرسل فهم ثلاثمائة وثلاثة عشر كما في الحديث المذكور.
(الشـرح) اذن لا بأس فالحديث لكن لا يعلم عددهم الا الله
(المتــن) نعم ولكنه حديث ضعيف قال تعالى: (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك)
(المتــن) وأولو العزم منهم خمسة كما ذكر ذلك البغوي عن ابن عباس وغيره وهم: محمد، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونوح عليهم السلام.
(الشـرح) ذكرهم الله في آيتان في كتابه سورة الأحزاب وسورة الشورى، (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا) هذه آية الشوري وايه الاحزاب كذلك (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) نعم.
(المتــن) ونظمهم بعضهم بقوله:
محمد ابراهيم موسى كليمه |
|
فعيسى فنوح هم أولوا العزم فاعلم.
|
وهم في الفضل على هذا الترتيب المذكور في البيت.
(الشـرح) أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم بعد ذلك عيسى ويونس.
وهذا ظاهر أن عيسى مقدم على نوح، لأنه جاء في الثلاثة الأول محمد ثم إبراهيم ثم موسى، أما عيسى ونوح فيحتاج إلى دليل، عيسى على نوح.
(المتــن) قوله: ( بالهدى ): أي العلم النـافع.
قوله: (ودين الحق ): أي العمل الصالح.
(الشـرح) أي بعث الله نبيه بالعلم النافع والعمل الصالح، الهدى: العلم النافع، ودين الحق: والعمل الصالح، نعم.
(المتــن) قوله: ( ليظهره ): أي يعليه وينصره ظهورا بالحجة والبيان، والسيف والسنان، حتى يظهر على مخالفيه.
(الشـرح) الحجه والبيان والجهاد ليظهره في البيان وفي الجهاد نعم.
(المتــن) وقد وقع ذلك، فإن المسلمين جاهدوا في الله حق جهاده حتى فتح الله عليهم فاتسعت رقعة البلاد الإسلامية شرقا وغربا في مدة يسيرة مع قلة عددهم وعُدتهم.
(الشـرح) مع قلة عدده يعني: الأفراد وعدتهم أي العدة الحربية، عددهم قليل وسلاحهم أيضا الامكانيات محدودة، بعضهم أكثر منه عددا وأكثر منه عدة، ومع ذلك نصرهم الله، بقوة إيمانهم وثباتهم، وثقتهم بالله وتوكلهم عليه، نعم.
(المتــن) مع قلة عددهم وعدتهم بالنسبة إلى جيوش سائر الأقاليم من الروم والفرس والترك والبربر وغيرهم، فقهروا الجميع حتى علت كلمة الله، وظهر دينه على سائر الأديان وامتدت الممالك الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في أقل من ثلاثين عاما.
قوله: ( على الدين كله ): أي على سائر الأديان، كما ثبت في الصحيح من حديث ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها )). وما في هذا الحديث أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في أول الأمر, وأصحابه في غاية القلة قبل فتح مكة فكان كما أخبر.
(الشـرح) هذا من علامات النبوة، أخبر بهذا وهم في قلة، في غاية من القلة والضعف، ومع ذلك أخبر بأن أمتنا ستملك المشارق والمغارب، هذه من المعجزات، ودلائل نبوته عليه الصلاة والسلام. نعم.
(المتــن) فإن ملكهم انتشر في المشرق والمغرب ما بين أرض الهند أقصى المشرق إلى بحر طنجة في المغرب، حيث لا عمارة وراءه وذلك مالم تملكه أمة من الأمم، وفي حديث جابر: (( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله )) أخرجاه في الصحيحين.
(الشـرح) نعم. وأنفقت أتي بهما في زمن عمر بن الخطاب وأنفقت، نعم.
(المتــن) قوله: (وكفى بالله شهيدا ): أي شاهدا أنه رسوله، وهو ناصره ومعليه، وكفى بشهادته سبحانه إثباتا لصدقه، وكفى بالله شهيدا أي في علمه، واطلاعه على أمر محمد، كفاية في صدق هذا المخبر عنه، إذ لو كان مفتريا لعاجله بالعقوبة البليغة، كما قال تعالى: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل ) الآية.
ومن أسمائه سبحانه الشهيد، قال الله تعالى: (أولم يكف بربك أنه على كل شيءٍ شهيد) أي أنه لا يغيب عنه شيء، ولا يعزب عنه، بل هو مطلع على كل شيء مشاهد له عليم بتفاصيله، فشهد سبحانه لرسوله أن ما جاء به حق وصدق، فلا يليق به سبحانه أن يقر من يكذب عليه أعظم الكذب، ويخبر عنه بخلاف ما الأمر عليه ثم ينصره, ويؤيده, ويعلي شأنه، ويجيب دعوته، ويظهر على دينه من الآيات والبراهين ما يعجز عن مثله قوى البشر، وهو مع ذلك كاذب عليه ومفتر، ومعلوم أن شهادته سبحانه على كل شيء، واطلاعه وقدرته وحكمته وعزته وكماله يأبى ذلك أشد الإباء، ومن جوز ذلك فهو من أبعد الناس عن معرفته سبحانه. انتهى من كلام ابن القيم رحمه الله سبحانه وتعالى باختصار.
قوله: ( أشهد ): أي أقر وأعترف أن لا معبود بحق في الوجود إلا الله، وتأتي ( شهد ) بمعنى أخبر كما في حديث ابن عباس: (( شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر )) أي: أخبرني، وتأتي بمعنى حضر، كما في قوله سبحانه: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) أي حضر، وتأتي بمعنى اطلع كما في قوله سبحانه: (والله على كل شيءٍ شهيد) أي مطلع. أفاده ابن القيم رحمه الله في كتابه (( بدائع الفوائد))
(الشـرح) تأتي بمعني حضر، وأشهد بمعنى: أقر وأعترف بأنه لا معبود بحق إلا الله، تأتي بمعنى شهد بمعنى: حضر، وبمعنى: أخبر، وتأتي بمعنى حضر وبمعنى أقر وأعترف، نعم.
قوله أن لا معبود بحق في الوجود: صفة كاشفة، سواء حذفت أو ذكرت بمعنى واحد، المراد في الأشياء الموجودة، يعني: في الالهة الموجودة، ليس هناك حق للآلهة إلا لله عز وجل، كل الآلهة الموجودة باطلة، والآلهة الحق هي الله عز وجل، نعم
(المتــن) قوله: (أن لا إله إلا الله ): أن مخففة من الثقيلة.
(الشـرح) يعني أنه، نعم.
(المتــن) قوله: (لا إله إلا الله) أي لا معبود بحق في الوجود إلا الله سبحانه، وهذا معنى هذه الكلمة العظيمة التي تدل عليه الأدلة.
(الشـرح) لا معبود خبر حق، في الوجود هذه صفة كاشفة، لا معبود بحق إلا الله. سواء كان في (....)
(المتــن) قوله: (لا إله إلا الله) أي لا معبود بحق في الوجود إلا الله سبحانه، وهذا معنى هذه الكلمة العظيمة التي تدل عليه الأدلة، خلافا لمن زعم أن معناها القدرة على الاختراع.
(الشـرح) نعم. هذا قول الأشاعرة، الأشاعرة يقولون: القدرة على الاختراع، لو كانت معناها القدرة على الاختراع صار كفار قريش موافقين للنبي صلى الله عليه وسلم، من يقول معنا لا اله الا الله لا حاجة الا لله(...) كما ما يحدث نزاع بين المشركين وبين الرسل، نعم.
(المتــن) فإن المشركين الذين بعث إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لجميع الأمر ولم يدخلهم ذلك في الإسلام، بل قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم وأموالهم، ولما قال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم : اعبدوا الله واتركوا ما كان يعبد آباؤكم، قولوا لا إله إلا الله، أنكروا ذلك ونفروا، وقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا، فدل على أن معنى هذه الكلمة هو إفراد الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه.
وهذه الكلمة هي أول واجب وأعظم واجب على الإطلاق، كما في الصحيح من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن (( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله )) وفي رواية (( إلى أن يعبدوا الله )) فدل على أن التوحيد هو أول واجب على العباد، خلافا لمن زعم أن أول واجب معرفة الله بالنظر أو القصد إلى النظر أو الشك كما هي أقوال لأهل الكلام المذموم.
(الشـرح) هذه أيضا باطلة، فأهل البدعة يقول: أول واجب على الإنسان إما النظر أو قصر النظر، أو الشك، قالوا: أول واجب أن تشك فيما حولك، أن تشك في كل شيء، ثم تنتقل بالشك إلى اليقين، تتأمل، تنظر، تقضي بين النظر، هذا باطل، بل أول الواجب توحيد الله هذا اول ما تدعوهم اليه ، ففي حديث معاذ لما ذهب إلى اليمن قال: (( فليكن أول ما تدعوهم إليه كلمة التوحيد))، ولم يقل أول واجب الشك، أدعوهم إلى أن يشكوا أو ينظروا، ثم ينتقلوا من الشك إلى اليقين فهذا باطل، نعم.
(المتــن) فإن معرفة الله فطرية فطر الله عليها عباده، قال تعالى: (أفي الله شك فاطر السموات والأرض) أي أفي وجوده شك؟، فإن الفطر شاهدة بوجوده مجبولة على الإقرار به، فإن الاعتراف به ضروري في الفطر السليمة كما قال صلى الله عليه وسلم: (( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه )).
ولهذه الكلمة أركان وشروط إلى غير ذلك من الأبحاث المتعلقة بهذه الكلمة العظيمة.
فأركان لا إله إلا الله اثنان: النفي، والإثبات، فـ ( لا إله ) نافيا لجميع المعبودات، و ( إلا الله ) مثبتا العبادة لله سبحانه، وشروطهما سبعة: العلم، واليقين، والإخلاص، والصدق، والمحبة، والانقياد، والقبول، ونظمها بعضهم بقوله:-
علم يقين وإخلاص وصدقك مع |
|
محبة وانقياد والقبول لها
|
وزيد ثامنها الكفران منك بما |
|
غير الإله من الأوثان قد ألها
|
(الشـرح) (قد ألها) وهذا الشرط الثامن معروف، نعم.
قوله: لا إله نافيا لجميع المعبودات؟ إلا الله نافية لجميع نافية لجميع أنواع المعبودات عن غير الله، إلا الله تثبتها لله. (لا إله) أي لا معبود في جميع أنواع المعبودات التي من الدعاء، والخوف والرجاء، أي لا معبود في نوع من أنواع العبادة إلا الله.
(المتــن) وتحقيقها أن لا يعبد إلا الله, كما أن تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله أن لا يعبد الله إلا بما شرع.
وحق هذه الكلمة هو فعل الواجبات وترك المحرمات، وأما فائدتها.
(الشـرح) هذه الحقوق والواجبات والمحرمات، الوقوف على الواجبات والمحرمات، هذه حقوق التوحيد، نعم.
(المتــن) وأما فائدتها، وثمرتها فسعادة الدارين لمن قالها عارفا بمعناها، عاملا بمقتضاها، وأما مجرد النطق بها فقط فإنه لا ينفع.
(الشـرح) نعم إذا كان يخالفها قال: ما ينفع، إذا كان يقول لا إله إلا الله ويفعل شرك لا ما ينفع، المراد المعنى والعمل.
(المتــن) قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى: من اعتقد أنه بمجرد تلفظه بالشهادة يدخل الجنة ولا يدخل النار فهو ضال مخالف للكتاب والسنة والإجماع.
وأما فضلها فقد تكاثرت الأحاديث في فضل هذه الكلمة. منها حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل )). وفي حديث أبي سعيد الخدري أن موسى عليه السلام قال: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. الحديث.
وفي هذا الحديث وغيره رد على من زعم أن الذكر بالاسم المفرد ( الله الله ) أفضل من الذكر بالجملة المركبة، كقوله: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
(الشـرح) كما يقوله الصوفية، الصوفية يقولون: الذكر بالاسم المفرد يكفي، لا اله إلا الله هذا ذكر العامة، أما ذكر الخاصة الاسم المفرد (الله الله الله الله الله) يكررونها، وخاصة الخاصة يزعمون هي الهاء، يقولون: الهاء من لفظ الجلالة، (هو هو هو هو) هذه كلها من كلام التلاعب الشيطان بهم، الذكر لا يكون إلا بجملة مفيدة، الله أكبر، سبحان الله، الحمد لله، كلمة واحدة، بعض الناس تكتب الله، وهناك ناس تكتب محمد، هذا ما يفيد، جملة الله أكبر، الله أعظم، الله أجل، محمد رسول الله، نعم.
(المتــن) وهذا فاسد، فإن الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلا، ولا مفيد شيئا، ولا هو كلام، ولا يدل على مدح ولا تعظيم.
(الشـرح) ولا يسمى كلام، ولا دعاء ولا تعظيم، الجملة كلمة واحدة ما تفيد، لابد أن تضم لها جملة ثانية، حتى تفيد الله أكبر، الله أعظم، ليس كلاما ولا ذكرا، ما هو مشروع، نعم.
(المتــن) فإن الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلا، ولا مفيد شيئا، ولا هو كلام، ولا يدل على مدح ولا تعظيم، ولا يتعلق به إيمان ولا ثواب، ولا يدخل الذاكر به في عقد الإسلام جملة.
(الشـرح) في عقد يعني: ما يدخل في دائرة الإسلام، عقد يعني: دائرة الإسلام، ولا يدخل، نعم.
(المتــن) ولا يدخل الذاكر به في عقد الإسلام جملة، فلو قال الكافر: ( الله الله ) طول عمره لم يصر بذلك مسلما، فضلا أن يكون من جملة الذكر، أو يكون أفضل الأذكار، إلى آخر ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - في كتابه (( سفر الهجرتين )).
(الشـرح) سفر الهجرتين، يسمى طريق، أو سفر الهجرتين، الهجرة إلى الله والهجرة إلى رسوله ، نعم.
(المتــن) وأما نواقض لا إله إلا الله فكثيرة جدا، ذكرها العلماء في باب حكم المرتد، وأعظمها الشرك بالله.
وأما إعراب هذه الكلمة: فـ ( لا ) نافية للجنس تعمل عمل إن ( وإله ) اسمها مبني معها على الفتح، وخبرها محذوف، والتقدير "حق" و ( إلا ) أداة استثناء ملغاة, ولفظ الجلالة مرفوع على البدلية.
(الشـرح) لا إله حق إلا الله نعم.