قال ابنُ القيم رحمهُ اللهُ تعالى: فدل على أن النبي -صلى اللهُ عليه وسلم- مُبلغ عن الله، فكان مُقتضى البلاغ التام أن يقول: (((قُل هُو اللهُ أحد) ففيه الردُ على الجهمية والمعتزلة وإخوانهم ممن يقولُ هو كلامُه ابتدأهُ من قبل نفسه، ففي هذا أبلغُ رد لهذا القول، وأنه -صلى اللهُ عليه وسلم- بلغ ما أُمر بتبليغه، على وجهه ولفظه، فقيل له: (قُل) فقال: (قُل) لأنه مبلغ محض، فما على الرسول إلا البلاغُ المبينُ، وفيه دليل على الجهر بالعقيدة والتصريح بها.
قولُه: (اللهُ الصمدُ): قال أبو وائل: الصـمدُ: السـيـدُ الذي انتهى سُؤدُده، والعربُ تـُسمي أشرافها: الصمد، لكثرة الأوصاف المحمودة للمسمى به، قال الشاعرُ:
ألا بكر الناعي بخير بني أسد |
|
بعمر بن مسعود وبالسيد الصمد
|
فإن الصمد من تُصمدُ إليه القلوبُ بالرغبة والرهبة، وذلك لكثرة خصال الخير فيه. انتهى.
(الشـرح) وهذا لا يصح إلا لله، والصمد هو صمدٌ في نفسه تصمد إليه الخلائق، هو الصمد في نفسه يعني: قائمٌ بنفسه لا يحتاج إلى أحد، وهو صمدٌ تصمد إليه الخلائق في حوائجهم، بعد أن كان صمدٌ في نفسه، والأصل أنه صمد قائم بنفسه لا يحتاج إلى شيء ولا يحتاج إلى أحد، والملائكة صُمُد، يعني: لا يأكلون ولا يشربون، لا يحتاجون أكل ولا شرب، فهو صمد في نفسه ثم تصمد إليه الخلائق في حوائجهم، فمعنيان للصمدُ، الصمد في نفسه دليل على أنه لا يحتاج إلى شيء، والثانية تصمد إليه الخلائق، والثاني مبني على الأول، تصمد إليه الخلائق لأنهُ صمد في نفسه، مقيم لغيره، لا يحتاج إلى شيء، فلذلك تصمُد إليه الخلائق في حوائجهم، نعم.
(المتــن) وقال عكرمةُ عن ابن عباس: معنى الصمد: هو الذي يصمدُ إليه الخلائقُ في حوائجهم ومسائلهم.
وقال الربيعُ بنُ أنس: هو الذي لم يلد ولم يولد، كأنه جعل ما بعدهُ تفسيرًا له، وهو تفسير جيد، وقد تقدم الحديثُ من رواية ابن جرير عن أُبي بن كعب في ذلك وهو صريح في ذلك. انتهى. من ابن كثير.
قال الشيخُ تقيُ الدين رحمهُ اللهُ تعالى: ومن قال: إن الصمد هو الذي لا جوف له، فقولُه لا يُناقضُ هذا التفسير، فإن اللفظة من الاجتماع، فهو الذي اجتمعت فيه صفاتُ الكمال ولا جوف له، فإنما لم يكن أحد كفوًا له لما كان صمدًا كاملاً في صمدانيته، فلو لم يكن له صفاتُ كمال ونعوتُ جلال ولم يكن له علم ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا يقومُ به فعل ولا يفعلُ شيئًا ألبتة ولا له حياة ولا كلام ولا وجه، ولا يد ولا فوق عرشه ولا يرضى ولا يغضبُ ولا يُرى ولا يمكنُ أن يُرى ولا يُشارُ إليه لكان العدمُ المحضُ كفوًا له.
(الشـرح) يعني كما تقول الجهمية، الجهمية كذلك يصفونه بصفة العدم -نعوذ بالله.
(المتــن) فإن هذه الصفة منطبقة على المعدوم، فلو كان ما يقولُه المعطلون هو الحق لم يكن صمدًا وكان العدمُ كفوًا له، فاسمُه الأحدُ دل على نفي المشاركة والمماثلة، واسمُه الصمدُ دل على أنه مُستحق لصفات الكمال، فصفاتُ التنـزيه ترجعُ إلى هذين المعنيين: نفي النقائص عنه، وذلك من لوازم إثبات صفات الكمال، فمن ثبت له الكمالُ التامُ انتفى عنه النُقصانُ المضادُ له، والكمالُ من مدلول اسمه الصمد.
والثاني: أنه ليس كمثله شيء في صفات الكمال الثابتة له، وهذا من مدلول اسمه الأحد، فهذان الاسمان العظيمان يتضمنان تنـزيههُ عن كل نقص وعيب، وتنـزيهه في صفات الكمال ألا يكون له مُماثل في شيء منها، فالسُورةُ تضمنت كُل ما يجبُ نفيُه عن الله، وما يجبُ إثباتُه لله من وجهين: من جهة اسمه الصمد، ومن جهة أن كل ما نُفي عنهُ من الأصول والفروع والنظير استلزم ثُبوت صفات الكمال.
(الشـرح) (لم يلد ولم يولد)، لم يلد: أن لا يكون لهُ فروع، ولم يولد: نفي الأصول نعم. يعني لم يتفرع من شيء ولم يتفرع منهُ شيء، ليس لهُ أصل ولا فرع، فهو سبحانه وتعالى الأحد الصمد القائم بنفسه المقيم لغيره، واجب الوجد لذاته -سبحانه وتعالى-، نعم.
(المتــن) فإن ما يمدحُ به من النفي فلابد أن يتضمن ثبوتًا، وإلا فالنفيُ المحضُ عدم محض، والعدمُ المحضُ ليس بشيء، فضلاً عن أن يكون صفة كمال. انتهى من كلام الشيخ تقي الدين بن تيمية بتصرُف.
(الشـرح) يعني النفي الوارد في باب الأسماء والصفات لابد أن يتضمن أثبات ضده من الكمال، (لم يكن له كفوا أحد) لكماله، (لا يظلم ربُك أحدا) لكمال عدله، (لا تأخذه سنة ولا نوم) لكمال حياته وقيوميته، وهكذا الجميع جميع النفي يتضمن إثبات ضده من الكمال، (لا يؤده حفظهما) لكمال قوته واقتداره، نعم.
(المتــن) قولُه: (لم يلد): فيه الردُ على اليهود والنصارى والمُشركين، فإن اليهود قالُوا: عُزير ابنُ الله، وقالت النصارى: المسيحُ ابنُ الله، ومشركوا العرب زعموا: أن الملائكة بناتُ الله، تعالى اللهُ عن قولهم.
قولُه: (ولم يكُن لهُ كُفُوًا أحد) الكفوُ: المثلُ والشبيهُ، فهذه السُورةُ تضمنت توحيد الاعتقاد والمعرفة وما يجبُ إثباتُه للرب من الأحدية المنافية لمطلق المشاركة بوجه من الوجوه، والصمدية المثبتة له جميع صفات الكمال.
(الشـرح) الأحدية: قل هو الله أحد، والصمدية: الصمد فهو صمد في نفسه لا يحتاج إلى أحد، وتصمد إليه الخلائق في حوائجهم -سبحانه وتعالى-، نعم.
(المتــن) الذي لا يلحقُه فيها نقص بوجه من الوجوه، ونفي الولد والوالد الذي هو من لوازم صمديته وغناهُ وأحديته، ونفي الكفؤ المتضمن لنفي التشبيه والتمثيل، فتضمنت هذه السُورةُ إثبات كل كمال، ونفي كل نقص عنه.
(الشـرح) ولهذا صارت تعدل ثُلث القرآن لاشتمالها على تنزيه الرب عن النقائص والعيوب وإثبات الصفة لكمال الله، نعم.
(المتــن) ونفي إثبات مثل له، أو شبيه له في كماله، ونفي مطلق الشريك عنه، فهذه الأصولُ هي مجامعُ التوحيد العلمي الاعتقادي، الذي يباينُ به صاحبُه جميع فرق الضلال والشرك، ولهذا كانت تعدلُ ثلث القرآن، فأخلصت سورةُ الإخلاص الخبر عنه، وعن أسمائه وصفاته، فعدلت ثلث القرآن، وخلصت قارئها المؤمن بها من الشرك العلمي. انتهى من كلام ابن القيم رحمه اللهُ تعالى ملخصًا.
(الشـرح) يعني: في العلم والاعتقاد، اعتقاده سليم ما فيه شك، وسورة (قل يا أيها الكافرون) تُخلص صاحبُها من الشرك العملي، وسورة (الإخلاص) تُخلص صاحبها من الشرك العلمي الاعتقادي، اعتقاده سليم، (وقل يا أيها الكافرون) تخلص صاحبها من الشرك العملي فيكون عمله سليم، نعم.
(المتــن) وفي هذه السُورة الجمعُ بين النفي والإثبات، وفيها الإجمالُ في النفي، والتفصيلُ في الإثبات.
(الشـرح) (لم يكن لهُ كفؤاً أحد) هذا الإجمال، والتفصيل في الإثبات (قل هو الله احد) إثبات الأحادية (الله الصمد) إثبات الصمدية، نعم. وأما لم يلد ولم يولد وإن كانت نفي، نفي تفصيل ولكن المقصود منها الرد على من نسب الولد إلى الله، للنصارى واليهود وغيرهم من المشركين، نعم.
(المتــن) وهذه طريقةُ أهل السُنة والجماعة خلافًا لأهل الكلام المذموم، وتضمنت هذه السُورةُ أنواع التوحيد الثلاثة.
قولُه: (وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتاب الله): وهي آيةُ الكرسي، وذلك لما اشتملت عليه من العلوم والمعارف، كما في الصحيح أن النبي -صلى اللهُ عليه وسلم- قال لأُبي بن كعب: ((يا أبا المُنذر أتدري أي آية في كتاب الله أعظمُ؟)) فقال: اللهُ ورسُولُهُ أعلمُ، فرددها مرارًا ثُم قال أُبي: هي آيةُ الكُرسي (اللهُ لا إله إلا هُو الحيُ القيُومُ) فقال((: ليهنك العلمُ يا أبا المُنذر)).
(الشـرح) يعني هنيئاً لك بالعلم، يُهنئه بالعلم، حيثُ عرف أن آية الكرسي أعظم آية في القرآن، وأفضل سورة في القرآن سورة الفاتحة، نعم.
(المتــن) قولُه: (آية): هي لُغةً: العلامةُ، واصطلاحًا: طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل. سُميت هذه الآيةُ آية الكرسي لذكر الكرسي فيها. وفيه دليل على فضل هذه الآية، وأنها أعظمُ آية في كتاب الله.
(الشـرح) ولهذا من قرأها لم ينزل على الله منه حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يُصبح كما ذكر في الحديث الصحيح، نعم.
(المتــن) وفيه دليل -كما تقدم- على فضل علم التوحيد. وأن القرآن يتفاضلُ بل آياتُ الصفات تتفاضلُ.
(الشـرح) نعم. فهي تتفاضل بعضُها أفضل من بعض، (قل هو الله أحد) تعدل ثُلث القرآن، فهي تتفاضل، فآية الصفات تتفاضل، نعم.
(المتــن) قولُه: (اللهُ لا إله إلا هُو) أي لا معبود بحق إلا هُو، قولُه: (الحيُ) أي الدائمُ الباقي الذي لا سبيل للفناء عليه، قولُه: (القيُومُ) أي القائمُ بنفسه، المُقيمُ لما سواهُ، فهذان الاسمان عليهما مدارُ الأسماء الحُسنى، وإليهما ترجعُ معانيها جميعًا.
(الشـرح) نعم ولهذا قيل أن هذا هو أسم الله الأعظم، (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، ذُكر هذا الجمع بينهما في ثلاث آيات في القرآن الكريم، آية الكرسي (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، وفي أول آل عمران (الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )، وفي سورة طه (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا) ، قيل هو أسم الله الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دعي به اجاب ، نعم.
(المتــن) فإن الحياة مستلزمه لصفات الكمال، والقيُومُ متضمن لكمال غناه وكمال قدرته، فإنه القائمُ بنفسه لا يحتاجُ إلى من يُقيمُه بوجه من الوجوه، وهذا من كمال غناه بنفسه عما سواهُ، وهو المقيمُ لغيره، فلا قيام لغيره إلا بإقامته، وهذا من كمال قدرته وعزته. انتهى من كلام ابن القيم بتصرُف.
قولُه: (لا تأخُذُهُ سنة ولا نوم): السنةُ: النُعاسُ، وهو النومُ الخفيفُ، والنومُ ثقل في الرأس، والسنةُ في العين، والنومُ في القلب، وهو تأكيد للقيُوم، أي أنه -سُبحانهُ- لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول ولا يغيبُ عنه شيء ولا تخفى عليه خافية، كما في الصحيح من حديث أبي موسى قال: قام فينا رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلم- بأربع كلمات، فقال: ((إن الله لا ينامُ، ولا ينبغي لهُ أن ينام، يخفضُ القسط ويرفعُهُ، يُرفعُ إليه عملُ الليل قبل عمل النهار، وعملُ النهار قبل عمل الليل، حجابُه النارُ – أو النُورُ- لو كشفهُ لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصرُهُ من خلقه، لهُ ما في السماوات وما في الأرض مُلكًا وخلقًا وعبيدًا)).
(الشـرح) نعم وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه. وقيل أنهُ لا يستطيع لأحد أن يرى الله في الدنيا، وهذا عام ويدخل في ذلك نبينا -صلى الله عليه وسلم-، (...) الحق فهو الحق الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}[الشورى: 51]، وفي هذا دليل على أن نبينا عليه الصلاة والسلام لم يرى ربه بعين رأسه ليلة المعراج، وإنما رآه بعين قلبه، هذا هو الصواب الذي عليه محققون من أهل العلم، ما يستطيع أحد أن يرى الله في الدنيا، الملائكة ولا غيرهم، لكن في يوم القيامة ينشأ الله الناس تنشئة قوية ، ولهذا لما سئل موسى ربه الرؤيا قال الله: {لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}[الأعراف: 143]، فدك الجل ما أستطاع، فكيف ببشر ضعيف يستطيع، نعم.
السنة والنوم، (لا تأخذه سنةٌ ولا نوم) هذا لبيان كماله وقيومته والحياة، نفى السنة والنوم لكمال حياته وقيومته -سبحانه وتعالى- من كماله، فهذا نقص وضعف فالنوم أخو الموت وضعف في الإنسان، الله تعالى لا يلحقه ضعف، نعم.
(المتــن) قولُه: (من ذا الذي يشفعُ عندهُ إلا بإذنه) أي ليس لأحد أن يشفع عنده لعظمته وكبريائه إلا بإذنه: أي بأمره, قولُه: (ولا يُحيطُون بشيء من علمه إلا بما شاء) أي لا يُحيطُ الخلقُ بشيء من علمه إلا بما شاء أن يعلمهُم إياهُ، ويطلعهُم عليه، كما قال -سُبحانهُ- عن الملائكة: (سُبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا).
قولُه: (وسع كُرسيُهُ السماوات والأرض): أي ملأ وأحاط، والكرسيُ مخلوق عظيم، وهو موضعُ القدمين لله سُبحانهُ وتعالى، كما يُروى عن ابن عباس وغيره.
(الشـرح) وهذا جاء في الصحيح عن بن عباس ثابت، أنهُ قال: ((الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدرُ قدرهُ إلا الله))، نعم.
(المتــن) وقد قيل: إنهُ العرشُ، والصحيحُ أنه غيرُهُ، كما روى ابنُ أبي شيبة والحاكمُ وقال إنه على شرط الشيخين، عن ابن عباس في قوله: (وسع كُرسيُهُ السماوات والأرض): أنه قال: الكُرسيُ موضعُ القدمين، والعرشُ لا يُقدرُ قدرهُ إلا اللهُ، وقد رُوي مرفوعًا، والصوابُ أنه موقوف على ابن عباس، وذكر ابنُ جرير عن أبي ذر: سمعتُ رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم- يقولُ: ((ما الكُرسيُ في العرش إلا كحلقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض)).
هذا نسبة الكرسي إلى العرش، نسبة الكرسي إلى العرش كحلقة مُلقاة في صحراء، هذا العرش مخلوقٍ عظيم، ونسبة السموات السبع إلى الكرسي كحلقة في فلاك، نسبة السماوات السبع والأراضين السبع إلى الكرسي كحلقة وقعت في صحراء، ونسبة العرش إلى الكرسي كحلقة وقعت في أرضٍ فلاك، العرش أعظم المخلوقات، مخلوق عظيم ثم عليه الكرسي، هذه السماوات العظيم مع سعتها وعظمها بالنسبة للكرسي كحلقة في فلاك، هذه عظمة المخلوقات والخالق أعظم –سبحانه وتعالى-، نعم.
(المتــن) وأما ما زعمهُ بعضُهُم أن معنى (كُرسيُهُ) علمُهُ، ونسبهُ إلى ابن عباس فليس بصحيح، بل هو من كلام أهل البدع المذموم.
(الشـرح) وهذا باطل مروي عن بن عباس لأن الكرسي فيه ثلاثة أقول: القول الأول: أنه العلم هذا باطل، والقول الثاني: أنهُ العرش وهذا ضعيف، والقول الثالث: أنهُ مخلوق مستقر وهذا هو الصواب، أما القول بهذا يُنسب إلى بن عباس لكن ما يُثبت عن بن عباس، قال: الكرسي علمه لأنهُ يفسد المعنى، إذا قيل العلم (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ) وسع علمه السماوات والأرض، هذا غلط، فعلم الله يسع السماوات والأرض وغيرها {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا }[غافر: 7]، علم الله واسع السماوات والأرض وغيرها، يشمل ما كان ، وما يكون وأما لم يكن لو كان كيف يكون، إذا قيل: وسع الكرسي العلم علم السماوات والأرض فسد المعنى، هذا باطل، نعم.
(المتــن) وإنما هو كما قال غيرُ واحد من السلف: الكرسيُ بين العرش كالمرقاة إليه.
قولُه: (ولا يؤُودُهُ حفظُهُما) أي لا يُكرثُه ولا يُثقلُه ولا يُعجزهُ حفظُهما، أي حفظُ السماوات والأرض وما بينهما، بل ذلك عليه سهل يسير، وهذا النفيُ في قوله: (ولا يؤودُه حفظهُما) لثبوت كمال ضده، وكذلك كلُ نفي يأتي في صفات الله، وقد تقدمت الإشارةُ إلى ذلك.
قولُه: (وهُو العليُ العظيمُ): (ال) في قوله: (وهُو العليُ) للشُمول والاستغراق، فله -سُبحانهُ- العُلوُ الكاملُ من جميع الوجوه: عُلوُ القدر، وعلوُ القهر، وعلوُ الذات، كما تواترت بذلك الأدلةُ، وطابق على ذلك دليلُ العقل، فدليلُ العلو عقلي ونقلي، وهو من الصفات الذاتية كصفة الفوقية.
(الشـرح) نعم. وهذا لا شك في هذا، أنهُ لهُ علو القدر والعظمة والشأن، وله علو القهر والملك والسلطان، ولهُ علو الذات وهو -سبحانه وتعالى- فوق العرش، وقد وافق أهل البدع على نوعين من العلو: وافقوا على علو القهر والسلطان ووافقوا على علو القدر والشأن، وخالفوا في علو الذات، وقالوا: أن الله ليس فوق العرش، وقالوا: لو أنه فوق العرش لكان جسماً محجوزاً ومتحيزاً، وقالوا: أنه في كل مكان –نعوذ بالله- وهذا كفر وضلال، والصواب أن الله فوق العرش، الصواب الذي عليه النصوص وعليه أهل السنة والجماعة قاطبة أن الله فوق العرش، وأنهُ له علو الذات وله علو القدر والشأن والعظمة وعلو القهر والسلطان، نعم.
(المتــن) فوصفُهُ -سُبحانهُ- بالعلو يجمعُ معاني العلو جميعها: علو القهر، أي أنه -سُبحانهُ- علا كل شيء، بمعنى: أنه قاهر له قادر عليه مُتصرف فيه، كما قال سُبحانهُ: (إذًا لذهب كُلُ إلـه بما خلق ولعلا بعضُهُم على بعض) وعلو القدر، أي أنه عال عن كل عيب ونقص، فهو عال عن ذلك مُنزه عنه، كما قال سُبحانهُ: (ما اتخذ اللهُ من ولد وما كان معهُ من إلـه) الآية، وفي دعاء الاستفتاح ((وتعالى جدُك)). وعلو الذات، أي أنهُ -سُبحانهُ- عال على الجميع فوق عرشه، فتبين أن أنواع العلو ثلاثة، وأن اسمه العليُ يتضمنُ اتصافه بجميع صفات الكمال والتنـزيه له -سُبحانهُ- عما ينافيها من صفات النقص. انتهى. من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
قولُه: (العظيمُ) أي الذي لا أعظم منه ولا أجل، لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته وأفعاله، فهذه الآيةُ اشتملت على فوائد عظيمة.
الأولى: إثباتُ ألوهيته -سُبحانهُ- وانفرادُه بذلك، وبطلانُ ألوهية كل من سواه.
الثانية: إثباتُ صفة الحياة له -سُبحانهُ- وتعالى، الحياة التامة الدائمة التي لا يلحقُها فناء ولا اضمحلال، فهي صفة ذاتية تواطأ على إثباتها النقلُ والعقلُ.
الثالثة: إثباتُ صفة القيُوم، أي قيامه بنفسه وقيامه بتدبير أمور خلقه، كما قال -سُبحانهُ- وتعالى: (أفمن هُو قائم على كُل نفس بما كسبت) وهذان الاسمان أعني الحي والقيُوم – ذُكرا معًا في ثلاثة مواضع من القرآن، وهما من أعظم أسماء الله وصفاته، وورد أنهما الاسمُ الأعظمُ، فإنهما مُتضمنان لصفات الكمال أعظم تضمُن، فالصفاتُ الذاتيةُ كلُها ترجعُ إلى اسم الحي، والصفاتُ الفعليةُ ترجعُ إلى اسم القيُوم، ويدُلُ القيُومُ على معنى الأزلية والأبدية، وعلى قيامه بذاته وعلى قيام كل شيء به، وعلى أنه موجود بنفسه، وهذا معنى كونه واجب الوجود.
الرابعة: تنـزيهُهُ -سُبحانهُ- عن صفات النقص، كالسنة والنوم والعجز والفقر ونحو ذلك، وهو تأكيد للقيُوم؛ لأن من جاز عليه السنةُ والنومُ استحال أن يكون قيُومًا.
الخامسة: سعةُ ملكه -سُبحانهُ وتعالى-، له ما في السماوات والأرض مُلكًا وعبيدًا تحت قهره وسلطانه.
السادسة: فيه دليل على عظمته وسلطانه، وأن أحدًا لا يشفعُ عندهُ إلا بعد إذنه -سُبحانهُ- ورضاه عن المشفوع له.
السابعة: فيه إثباتُ الشفاعة بقيودها، وهو إذنُ الله للشافع أن يشفع ورضاهُ عن المشفوع له.
الثامنة: فيه الردُ على المشركين الذين يزعمون أن أصنامهم تشفعُ لهم، فظهر أن الشفاعة تنقسمُ إلى قسمين: شفاعة منفية وشفاعة مُثبتة.
التاسعة: فيه إثباتُ صفة الكلام لله -سُبحانهُ- وأنه يتكلمُ متى شاء، إذا شاء، وأنه يتكلمُ -سُبحانهُ- بحرف وصوت يليقان بجلاله وعظمته، وأن كلامهُ -سُبحانهُ- يُسمعُ لقوله (إلا بإذنه).
العاشر: فيها إثباتُ صفة العلم لله -سُبحانهُ- وإحاطته بكل معلوم، وأنه يعلمُ ما كان وما يكونُ وما لم يكن لو كان كيف يكونُ.
الحادي عشر: في ذكر إحاطة علمه -سُبحانهُ- بالماضي والمستقبل إشارة إلى أنه لا ينسى، ولا يغفلُ، ولا يحدثُ له علم، ولا يتجددُ.
الثاني عشر: فيه الردُ على القدرية والرافضة ونحوهم الذين يزعمون أن الله لا يعلمُ الأشياء إلا بعد وقوعها، والردُ على من زعم أن الله لا يعلمُ إلا الكليات، تعالى اللهُ عن قولهم.
(الشـرح) وهم الفلاسفة، يقولون أن الله لا يعلم الجزئيات، ويعلم الكليات، والأمور الكلية في الذهن، يعلم إجمالاً، يعلم الكواكب إجمالاً، أما تفصيل النجم الفلاني المخلوق الفلاني يقول ما يعلمه –نعوذ بالله-، هذا قول فلاسفة المتأخرين كأبن سينا والفارابي، نعم.
(المتــن) الثالث عشر: فيها اختصاصُه بالتعليم، وأن الخلق لا يعلمون إلا ما علمهم، كما قالت الملائكةُ: ( سُبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا).
الرابع عشر: فيه إثباتُ عظمته -سُبحانهُ- بعظمة مخلوقاته، فإذا كان عظمةُ كرسيه هذه العظمة التي جاءت بها الأدلةُ، فمن باب أولى أن يكون الخالقُ أعظم وأجل.
الخامس عشر: فيها إثباتُ الكرسي وعظمته، وأنه مخلوق لله -سُبحانهُ وتعالى- والردُ على من زعم أن كرسيهُ علمُه.
السادس عشر: فيه إثباتُ صفة المشيئة لله سُبحانهُ.
(المتــن) الرابع عشر: فيه إثباتُ عظمته -سُبحانهُ- بعظمة مخلوقاته، فإذا كان عظمةُ كرسيه هذه العظمة التي جاءت بها الأدلةُ، فمن باب أولى أن يكون الخالقُ أعظم وأجل.
الخامس عشر: فيها إثباتُ الكرسي وعظمته، وأنه مخلوقٌ لله -سُبحانهُ وتعالى- والردُ على من زعم أن كرسيهُ علمُه.
السادس عشر: فيه إثباتُ صفة المشيئة لله سُبحانهُ.
السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر: فيه إثباتُ عظمته واقتداره، وفيه إثباتُ السماوات وتعدُدها، وإثباتُ عُلوه -سُبحانهُ- على خلقه، وإثباتُ عظمته -سُبحانهُ- ذاتًا وصفات وأفعالاً.
قال ابنُ القيم رحمهُ اللهُ: قرن بين هذين الاسمين الدالين على عُلوه وعظمته -سُبحانهُ- في آخر آية الكرسي، وفي سورة الشُورى، وفي سورة الرعد، وسورة سبأ.
ففي آية الكرسي ذكر الحياة التي هي أصلُ جميع الصفات، وذكر معها قيُوميته المقتضية لدوامه وبقائه، وانتفاء الآفات جميعها عنه من السنة والنوم والعجز وغيرها، ثم ذكر كمال مُلكه ثم عقبهُ بذكر وحدانيته في مُلكه، وأنهُ لا يشفعُ عندهُ أحدٌ إلا بإذنه، ثم ذكر سعة علمه وإحاطتهُ، ثم عقبهُ بأنهُ لا سبيل للخلق إلى علم شيء من الأشياء إلا بعد مشيئته لهم أن يعلموه، ثم ذكر سعة كرسيه منبهًا على سعته -سُبحانهُ- وعظمته وعلوه، وذلك توطئةً بين يدي علوه وعظمته، ثم أخبر عن كمال اقتداره وحفظه للعالم العلوي والسُفلي من غير اكتراث ولا مشقة ولا تعب، ثم ختم الآية بهذين الاسمين الجليلين الدالين على علو ذاته وعظمته. انتهى من الصواعق.
قولُه: (ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظٌ، ولم يقربه شيطانٌ ).
هذا الحديث في صحيح البخاري، عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه، قال: وكلني رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثُو من الطعام فأخذتُهُ، وقلتُ: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم-.
(الشـرح) وهذا من الأدلة على أن الشيطان يتمثل للناس، هذا إضافة في الحديث السابق، الشيطان يتمثل في صورة إنسان وجعل يحثو الطعام ويأخذ من الطعام، أبو هريرة وكله النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ زكاة الفطر طعام مجموع وكله، فجاء آت على صورة إنسان وجعل يأخذ من الطعام، وهو شيطان فرأه الناس ورأه ابو هريرة
، فدل على أن الشيطان قد يُرى في بعض الأحيان الجن، قد يتمثل لهُ في سورة إنسان يأكل طعام، فرآه أبو هريرة ثلاثة أيام، كل مرة يأخذ من الطعام، نعم مثلنا يأكلون ويشربون .
س: (...)
ج: نعم. لو حمل حمامه أو دجاجة في يده (....) ، الجرة طاهرة -أيضاً- قد تأتي ما في داعي إلى حملها، نعم.
(المتــن) قال: دعني فإني مُحتاجٌ، وعلي عيالٌ، لا أعودُ فرحمتُه وخليتُ سبيلهُ، فأصبحتُ فقال لي رسولُ الله: ((يا أبا هُريرة، ما فعل أسيرُك البارحة؟ )) قُلتُ: يا رسول الله شكا حاجةً وعيالاً فرحمتهُ وخليتُ سبيله، قال: ((أما إنهُ قد كذبك وسيعُودُ)) فعرفتُ أنهُ سيعُودُ، لقول النبي -صلى اللهُ عليه وسلم-: إنه سيعودُ، فرصدتُهُ فجاء يحثُو من الطعام فأخذتُهُ فقلتُ: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم- قال: دعني فإني مُحتاجٌ وعلي عيالٌ، لا أعودُ، فرحمتُهُ وخليتُ سبيلهُ، فأصبحتُ فقال رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((ما فعل أسيرُك البارحة؟)) فقلتُ: يا رسول الله شكا عيالاً وحاجةً فرحمتُهُ فخليتُ سبيله، قال: ((أما إنهُ قد كذبك وسيعُودُ)) فرصدتُهُ الثالثة فجاء يحثُو من الطعام فأخذتُهُ فقلتُ: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم- وهذه آخرُ ثلاث مرات تزعُمُ فيها أنك لا تعودُ ثم تعودُ، فقال: دعني أُعلمك كلمات ينفعك اللهُ بها، قُلتُ: وما هي؟ فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكُرسي: (اللهُ لا إلـه إلا هُو الحيُ القيُومُ) حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تُصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبيُ -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((أما إنهُ قد صدقك وهُو كذوبٌ، تعلمُ من تُخاطبُ مُنذُ ثلاث ليال؟)).
(الشـرح) يعني: أنهُ ذو صفة الكذب لكن صدق في هذه المرة، ولهذا قال: ((صدقك وهو كذوب))، ولذلك صدق الشيطان في هذه الحالة حتى يتخلص من أبي هريرة، لأن أبي هريرة قال في المرة الثالثة: ما أتركك، ثلاث مرات تكذب علي ثم تقول ..، فلما رأي أنه لم يوجد حيلة، قال: دعني أُعلمك كلمات، كان الحديث..، فأطلقه فصدقه النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه المقالة ، يدل على أن الحق ما جاء به ولو من الشيطان، ولو من كافر، من جاء بالحق قُبل منه، هذا جاء بالحق وصدق في هذه المرة فقُبل منه، نعم.
(المتــن) فقال النبيُ -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((أما إنهُ قد صدقك وهُو كذوبٌ، تعلمُ من تُخاطبُ مُنذُ ثلاث ليال؟)) قُلتُ: لا. قال: ((ذاك الشيطانُ)) كذا رواهُ البخاريُ معلقًا بصيغة الجزم، وقد رواه النسائيُ في اليوم والليلة عن إبراهيم بن يعقوب عن عثمان بن الهيثم فذكره، وقد رُوي عن أبي هريرة بسياق آخر قريب من هذا.
قولُه: (لم يزل عليه من الله حافظٌ): أي يحفظُهُ من الشياطين وغيرهم، وفي رواية: ((إذا قُلتهُن لم يقربك ذكرٌ ولا أُنثى من الإنس ولا من الجن)) وفي حديث علي رضي اللهُ عنهُ عن رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((من قرأها – يعني آية الكُرسي – حين يأخُذُ مضجعهُ أمنهُ اللهُ على داره ودار جاره وأهل دُويرات حولهُ)). رواه البيهقيُ في شُعب الإيمان.
قولُه: (شيطانٌ): الشيطانُ يُطلقُ على كل متمرد عات من الجن والإنس، من شطن إذا بعُد.
(الشـرح) من الجن والأنس والحيوان -أيضاً- يطلق عليه، كلٌ متمرد ، خرج عن طبيعة جنسه يُسمى شيطان، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الكلبُ الأسود شيطان))، سماه شيطان، لكونه متمرد خرج عن طبيعة يُسمى شيطان، من إنسان أو حيوان، من الأنس أو الجن يُسمى شيطان، ولهذا من أسلم من الجن لا يُسمى شيطان، من أسلم منه لا يُسمى شيطان، نعم.
(المتــن) من شطن إذا بعُد لبعده عن رحمة الله. أو من شاط يشيطُ إذا هلك واحترق.
في هذا الحديث فضلُ آية الكرسي، وعظمُ منفعتها وتأثيرُها العظيمُ في التحرُز من الشيطان، وذلك لما اشتملت عليه من العلوم والمعارف، ولذلك إذا قرأها الإنسانُ عند الأحوال الشيطانية بصدق أبطلتها، مثلُ من يدخلُ النار بحال شيطاني، أو يحضرُ المُكاء والتصدية وتنـزلُ عليه الشياطينُ، وتتكلمُ على لسانه كلامًا لا يُعلمُ، وربما لا يُفقهُ، وربما كاشف بعض الحاضرين بما في قلبه، إلى غير ذلك من الأحوال الشيطانية، فأهلُ الأحوال الشيطانية.
(الشـرح) كُل هذا تقرأ آية الكُرسي ويزول، بعض السحرة يدخُل النار، يدخل النار بالأحوال الشيطانية، يزعمون أنها لا تضره، أو يفعل أفعال: يضرب نفسه بالسكين، ويخرج الدم أمام الناس، لأنه سحر أعيُن الناس، وكذلك من يعمل أعمال يتكلم الشيطان على لسانه، إذا قرأت آية الكرسي أبطل هذه الأشياء، إذا قرئها بصدق بتدبُر، نعم.
(المتــن) فأهلُ الأحوال الشيطانية تنصرفُ عنهم شياطينُهم إذا ذُكر عندهُم ما يطردُها. مثلُ آية الكرسي، أشار إلى ذلك الشيخُ تقيُ الدين في كتابه ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان)).