الطالب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
قوله تعالى: (ما منعك أن تسجُد لما خلقتُ بيدي): أي يقولُ -سُبحانهُ وتعالى- مخاطبًا لإبليس لما امتنع من السُجود لآدم: (ما منعك أن تسجُد لما خلقتُ بيدي) أي إنه -سُبحانهُ- باشر خلقه بيده، كما في الحديث: ((لم يخلُق اللهُ بيده إلا ثلاثًا خلق آدم بيده)) الحديث، ففيه إثباتُ اليدين لله -سُبحانهُ وتعالى-، وأنهما يدان حقيقةً لائقتان بجلاله وعظمته، وفيها الردُ على من زعم غير ذلك ممن صادم أدلة الكتاب والسُنـة، واتبع هواهُ وعطل هذه الصفة.
(الشـرح) نعم. المعتزلة يؤولون اليد بالقدرة، ومنهم من يؤولها بالنعمة، وهذا غلط، لما خلقت بيدي، ليس معنى بقدرتي أو بنعمتي يفسد المعنى، نعم.
(المتــن) وزعم أن المراد باليد القدرةُ أو النعمةُ كما تقولُهُ الجهميةُ والمعتزلةُ وأشباهُهم، وهذا التـأويلُ الذي زعموه تأويلٌ فاسدٌ مصادمٌ لأدلة الكتاب والسُنـة المتكاثرة الصريحة في إثبات اليدين صفةً لله سُبحانهُ وتعالى، فلو كان المرادُ باليد القدرة لوجب أن يكون له -سُبحانهُ- قُدرتان، وقد أجمع المُسلمون على أنه لا يجوزُ أن يكون له قُدرتان، وكذلك لا يجوزُ أن يُقال خلق آدم بنعمتين؛ لأن نعم الله على آدم وغيره لا تُحصى.
قال ابنُ القيم رحمه اللهُ تعالى: ورد لفظُ اليد في الكتاب والسُنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع ورودًا متنوعًا متصرفًا فيه مقروناً بما يدلُ على أنها يدٌ حقيقةً من الإمساك والطي والقبض والبسط والنضح باليد والخلق باليدين والمباشرة بهما، وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده.
وقولُهُ: (بل يداهُ مبسُوطتان ): فقطع بالضـرورة أن المراد يدُ الذات، لا يدُ القدرة والنعمة، فإن السياق والتركيب لا يحتملُه ألبتـة، انتهى.
الشيخ: قطع بالضرورة. نعم:
وقد رد ابنُ القيم رحمه اللهُ على المبتدعة الذين عطلُوا صفة اليد، وزعموا أن المراد باليد: القدرةُ أو النعمةُ، أو غيرُ ذلك من التأويلات الفاسدة من وجوه عديدة أنهاها إلى عشرين وجهًا، وساق الأدلة الكثيرة الصريحة في إثبات اليد لله -سُبحانهُ وتعالى- حقيقةً، كما يليقُ بجلاله وعظمته.
الشيخ: نعم إيش؟
الطالب: (.....)
س ج: النضح مثل الرش، مثل الإنسان إذا رش بيده، نعم.
(المتــن) قولُهُ: (يدُ الله مغلُولةٌ): قال ابنُ عبـاس: المرادُ بُخلـُه. فالغُلُ كنايةٌ عن البُخل.
قولُهُ: (غُلت أيديهم): أي أمسكت عن الخير.
وقوله: بل يداه مبسوطتان أي بالفضل والعطاء.
الشيخ: نعم، غلت..
الطالب: (يدُ الله مغلُولةٌ): قال ابنُ عبـاس: المرادُ بُخلـُه. فالغِلُ كنايةٌ عن البُخل.
الشيخ: الغل بالضم نعم الغُلُ بالضم، أما الغَلّ هذا الحاصل أن يكون في النفس، {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلّ}[الأعراف: 43]، الغِلَّ الحقد، والغُلُ بالضم البُخل، {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلّ} يعني: من بغضاء وشحناء، وأما الغُلُ فهو البُخلُ، اليهود -قبحهم الله- وصفوا الله بالبخل، قالت اليهود: يد الله مغلولة، من الغل وهو البخل – نعوذ بالله-، كما قال تعالى: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}[الإسراء: 29] لا تكُن بخيل ولا مُبذر، نعم.
(المتــن) وقولُهُ: (بل يداهُ مبسُوطتان): أي بالفضل والعطاء، فهذه الآيةُ كسابقاتها فيها إثباتُ صفة اليدين لله -سُبحانهُ وتعالى- كما يليقُ بجلاله وعظمته، فعلينا أن نُثبت له -سُبحانهُ وتعالى- ذلك، كما أثبته لنفسه وكما أثبته له رسولُه -صلى اللهُ عليه وسلم-، وهذا مذهبُ أهل السُنـة والجماعة، وفي حديث عبد الله بن عمرو: ((إن الله لم يُباشر بيده أو لم يخلُق بيده إلا ثلاثًا: خلق آدم بيده، وغرس جنة عدن بيده، وكتب التوراة بيده)).
وقال ابنُ القيم رحمه اللهُ تعالى: هل يصحُ في عقل أو نقل أو فطرة أن يُقال لم يخلق بقدرته إلا ثلاثًا، أو لم يخلق بنعمته إلا ثلاثا؟ وأيضًا فلو كان المرادُ به ههنا القدرة لبطل تخصيصُ آدم، فإنه وجميع المخلوقات حتى إبليس مخلوقٌ بقدرته، فأيُ مزية لآدم على إبليس في قوله تعالى: (أن تسجُد لما خلقتُ بيدي). انتهى.
وقال البيهقيُ في كتاب (الأسماء والصفات)، ((بابُ ما جاء في إثبات اليدين صفتين، لا من حيثُ الجارحةُ)) فذكر الآيات ثم قال: قال بعضُ أهل النظر: قد تكونُ اليدُ بمعنى القوة.
(الشـرح) كلمة (لا) من حيث الجارحة، البيهقي رحمه الله مؤول على طريقة الأشاعرة فكلمة لا من حيث الجارحة الجارحة ما تُطلق، ما يُقال جرح ولا غير جارحة، نعم.
(المتــن) قال بعضُ أهل النظر: قد تكونُ اليدُ بمعنى القوة، كقوله (ذُو الأيد والأبصار)، أي ذو القوة، وبمعنى المُلك والقدرة والنعمة، وتكونُ صلةً أي زائدةً، ثم أبطل البيهقيُ ذلك كله، وأثبت أن اليدين صفتان تعلقتا بخلق آدم تشريفًا له، دون إبليس تعلُق القدرة بالمقدور، لا من طريق المُباشرة ولا من حيثُ المماسةُ، وليس لذلك التخصيص وجهٌ غير ما بينه بقوله: (لما خلقتُ بيدي). انتهى.
(الشـرح) كذلك من صفة المماسة وعدم المماسة الأولى السكوت على هذا، نعم.
(المتــن) قولُهُ تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}[الطور: 48]
الشيخ: نقف على هذا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال المؤلف رحمه الله تعالى:
قولُهُ تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}[الطور: 48]
وقولُهُ تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ 13 تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ 14}[القمر]
وقولُهُ تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}[طه: 39]
(الشـرح) نعم. هذه الآيات فيها إثبات أن الله سبحانه وتعالى إثبات الرؤية لله عز وجل، وأنهُ لا يحجبهُ شيءٍ من خلقه -سبحانه وتعالى-،يُرى أحوال عباده، وأما إثبات العينين لله فهو مأخوذ من حديث الدجال ((إن ربكُم ليس بأعور وإن الدجال أعور العين اليُمنى))، وهُنا (بأعيُنِنَا) فيه إثبات يعني: بمرأىً منا، (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ، يعني: على مرأىً مني وكلأ وحفظ، أما إثبات العينين فيؤخذ من حديث الدجال، فهُنا أعين جُمعت وأُضيفت إلى ضمير الجمع، مثل قوله تعال: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}[الذاريات: 47]، فهذه ليست من آيات الصفات، من آد يأيد أي بقوة وقدرة فيُقال: ليس فيها أثبات صفة اليد، لأن من أد يؤود.
قال:( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) لما جمع الأعيُن وأضافها إلى الجمع، فالمراد بمرأىً منا، لكن إثبات العينين إنما يؤخذ من حديث الدجال، وإثبات اليدين يؤخذ من الآية من قوله (خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) ، وبين أن اليدين اثنتين، (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) يداهُ، أما أيدٍ (والسماء بنيناها بأيد) ليست من آيات الصفات بل المراد بقوةٍ وقدرة، صفة القوة والقدرة، لكن ليس فيه إثبات اليد، لأنها من أد يأيدو.
(تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) يعني: بمرأىً منا، وإثبات صفة العينين من حديث الدجال ((إن ربكُم ليس بأعور وإن الدجال أعور العين اليُمنى كأن عينه عنبة طافية))، نعم.
الطالب: (....)
س ج: نعم. مرأىً منا فيه تعظيم لله عز وجل، وفيه إثبات أن الله تعالى لا يحجبه شيءٌ من خلقه، (تجري بأعيننا) يعني: على مرأىً منا وعناية وكلأ وحفظ، نعم.
(المتــن) قولُهُ: (واصبر): الصـبرُ لغةً: الحبسُ والمنعُ، وهو حبسُ النفس عن الجزع، وحبسُ اللسان عن التشكي والتسخُط، وحبسُ الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب، وذكره ابنُ القيم رحمه اللهُ تعالى، أفادت الآيةُ وجوب الصبر قال ابنُ القيم رحمه اللهُ تعالى: هو واجبٌ بالإجماع، انتهى.
(الشـرح) نعم. الصبر هذا واجب عل المصائب، الصبر يعني حبس النفس عن الجزع، حبس اللسان عن التشكي، وحبس الجوارح عن فعل المحرمات، هذا واجب، يجب على الإنسان أن يصبر وليس له أن يسخط، أما الرضا فهو مُستحب، الرضا بالمُصيبة مستحبة، أما الصبر فواجب، نعم.
(المتــن) وينقسمُ الصبرُ إلى ثلاثة أقسام:
صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة.
زاد الشيخُ تقيُ الدين ابنُ تيمية رحمه اللهُ: وصبرٌ على الأهواء المضلة، والنوعان الأولان أفضلُ من الأخير، وهو الصبرُ على أقدار الله المؤلمة، صرح بذلك السلفُ منهم سعيدُ بنُ جبير وميمونُ بنُ مهران وغيرُهما، والنوعُ الأولُ أفضلُ من النوع الثاني.
(الشـرح) وهو الصبر على طاعة الله، ثم الصبر عن معصية الله، ثم الصبر على أقداره المؤلمة، النوعان الأولان أفضل من النوع الثالث، الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله، بعدها الصبر على أقدار الله، لأن الله تعالى خلق الناس لعبادته، والعبادة لهم الخيار الصبر على الطاعة والصبر على المعصية، والنوع الأول أفضل، يعني: الصبر على طاعة الله أفضل من المعصية، الصبر عن المعصية بقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}[العنكبوت: 45]، فالصلاة فيها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وفيها إقامة ذكر الله، وذكر الله أكبر هو الأكبر والأعظم، الثالث الصبر على الأهواء المضلة، نعم.
(المتــن) قال ابنُ رجب رحمه اللهُ: وأفضلُ أنواع الصبر: الصيامُ، فإنهُ يجمعُ أنواع الصبر الثلاثة.
الشيخ: قال ابن رجب أي الحافظ الحنبلي المعروف نعم:
قال ابنُ رجب رحمه اللهُ: وأفضلُ أنواع الصبر: الصيامُ، فإنهُ يجمعُ أنواع الصبر الثلاثة.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب المدارج
(الشـرح) لأن الصائم يصبر على طاعة الله، ويصبر عن معصية الله، وهو يجتبي الأوامر ويبتعد عما..، يلتزم بما أوجب الله عليه، ويبتعد عما حرم الله عليه في الصيام، فيصدُق عليه صبرٌ على الطاعة وصبرٌ عن المعصية، وهو أيضاً يصبر على ما يصيبه من الألم، ألم الجوع والظمأ، هذا صبرٌ على أقدار الله، فاجتمعت أنواع الصبر الثلاثة كلها في الصيام، نعم.
(المتــن) قال ابنُ القيم رحمه اللهُ في كتاب ((المدارج)): وتمامُ الصبر أن يكون كما قال اللهُ: (والذين صبرُوا ابتغاء وجه ربهم) الآية وأقواه أن يكون بالله معتمدًا عليه لا على نفسه، ولا على غيره من الخلق. انتهى.
(الشـرح) يعني: الصبر يكون ابتغاء وجه الله، يعني أكمل الصبر ابتغاء وجه الله وأكمله أن يكون معتمداً على الله، يعني يصبر عليه، نعم.
(المتــن) وأقواه أن يكون بالله معتمدًا عليه لا على نفسه، ولا على غيره من الخلق. انتهى.
وقد تكاثرت الأدلةُ على الحث على الصبر والترغيب فيه والثناء على أهله، قال الإمامُ أحمدُ: ذكر اللهُ الصبر في تسعين موضعًا من كتابه، وفي الآية إثباتُ صفة الحُكم لله -سُبحانهُ- وتعالى،
الشيخ: (واصبر لحكم لربك) فيها إثبات الحكم نعم
وقد تقدمت الإشارةُ إلى تقسيمه إلى قسمين: حُكمٌ شرعيٌ دينيٌ، وحكمٌ قدريٌ كونيٌ، فالشرعيُ متعلقٌ بأمره، والكونيُ متعلقٌ بخلقه وهو -سُبحانهُ- له الخلقُ والأمرُ، وحكمُه الدينيُ الطلبيُ نوعان بحسب المطلوب، فإن المطلوب إن كان محبوبًا له فالمطلوبُ فعلُه إما وجوبًا وإما استحبابًا، وإن كان مبغوضًا له فالمطلوبُ تركُه إما تحريما وإما كراهةً.
(الشـرح) لأن الطلب نوعان: طلب الفعل وطلب الترك، وطلب الفعل هذا الواجبات والمستحبات، وطلب الترك هذه المحرمات والمحذورات، نعم.
(المتــن) والكونيُ متعلقٌ بخلقه وهو -سُبحانهُ- له الخلقُ والأمرُ، وحكمُه الدينيُ الطلبيُ نوعان بحسب المطلوب، فإن المطلوب إن كان محبوبًا له فالمطلوبُ فعلُه إما وجوبًا وإما استحبابًا، وإن كان مبغوضًا له فالمطلوبُ تركُه إما تحريما وإما كراهةً.
وذلك أيضا موقوفٌ على الصبر، فهذا حكمُه الدينيُ الشرعيُ.
(الشـرح) يعني طلب الفعل وطلب الترك موقوفٌ على الصبر، ما يفعل الإنسان الأوامر إلا بالصبر، ويترك النواهي سواء كانت تحريماً أو تنزيهاً بالصبر، نعم. دل على أن الصبر فضلٌ عظيم، ولهذا ذكر الله الصبر في تسعين موضعاً من الكتاب، ومنزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد، كان علي -رضي الله عنه- يُنادي (ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له)، نعم.
(المتــن) وذلك أيضا موقوفٌ على الصبر، فهذا حكمُه الدينيُ الشرعيُ، وأما حكمُه الكونيُ -وهو ما يقتضيه وما يقدرُه على العبد من المصايب التي لا صُنع له فيها- ففرضُه الصبرُ عليها.
(الشـرح) يعني: بالنسبة للعبد، أو كانت بغرضه، لكن يعود إلى الرب، يعني: لحكمته لكن لا فرق،
الشيخ: نعم قل في الحاشية لعلها ففرضه نعم.
الطالب: (....)
الشيخ: الفرض على الإنسان والواجب عليه أن يصبر نعم
(المتــن) ففرضُه الصبرُ عليها،
الشيخ: الفرض يعني الفرض على العبد أن يصبر نعم:
ففرضُه الصبرُ عليها،وفي وجوب الرضا بها قولان للعُلماء أصحُهما: إنه مستحبٌ. فرجع الدينُ كلُه إلى هذه القواعد الثلاث: فعلُ المأمور وتركُ المحظور، والصبرُ على المقدور.
(الشـرح) فرجع الدين إلى فعل هذه القواعد الثلاث: القاعدة الأولى فعل المأمور، والقاعدة الثانية ترك المنهي والقاعدة الثالثة الصبر على المكروه نعم. أما الرضا بالمصيبة ففيه قولان: مٌستحب أو واجب والراجح أنها مُستحب، نعم.
(المتــن) انتهى. من كلام ابن القيم.
قولُهُ تعالى: (فإنك بأعيُننا): أي بمرأى منا، وتحت حفظنا وكلاءتنا (واللهُ يعصمُك من الناس).
قال ابنُ القيم رحمه اللهُ: وهذا يتضمنُ الحراسة والكلاءة والحفظ للصابر لحكمه -سُبحانهُ وتعالى-، وفيها معيةُ الله -سُبحانهُ وتعالى- للصابر لحكمه -سُبحانهُ- وحفظُه.
(الشـرح) نعم. فيه إثبات المعية، لأنه وصفه تعالى بقول: (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)، المراد مننا وفي حفظنا وكلائتنا، ويتضمن هذا معية الله، للصابر، كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: 153]، فهو مع الصابريين -سبحانه وتعالى- بعونه ونصره وحفظه وتأييده وكلائته وحفظه وهو فوق العرش، -سبحانه وتعالى-، هذه معية خاصة، هناك معية عامة مثل معهم باطلاعه ورؤيته لأحوالهم، ونفوذ قضائه وقدره، وسمعه لكلامهم، هذه معية عامة، نعم.
(المتــن) وفيها إثباتُ فعل العبد حقيقةً، وأدلةُ ذلك أكثرُ من أن تُحصر.
(الشـرح) نعم فيه إثبات أن للعبد فعل، (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) خلافاً للجبرية، الذين يقولون: أن العبد لا فعل له، وأن الأفعال أفعالُ الله، وهو مجبور على أفعاله، نعم.
(المتــن) قولُهُ تعالى: (وَحَمَلْنَاهُ): أي نوحٌ عليه الصـلاةُ والسلامُ.
قولُهُ تعالى: (عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ): أي على سفينة ذات ألواح، المرادُ خشبُ السفينة العريضُ.
قولُهُ: (وَدُسُرٍ): أي المساميرُ التي تُشدُ بها الألواحُ.
(الشـرح) نعم. يعني: سفينة نوح مُركبة من أواح خشب ومسامير تشُد بها الألواح، حمل الله نوح ومن أمن به على هذه السفينة المصنوعة من خشب ومسامير، بارك الله في الأرض، كانت السفينة تمشي على الماء بأمر الله عز وجل، نعم.
(تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) يعني بمرأى من الله وكلائته وحفظه، يكلؤها الله ويحفظها نعم.
(المتــن) قولُهُ: (وَدُسُرٍ): أي المساميرُ التي تُشدُ بها الألواحُ.
يقال: دسرتُ السفينة، إذا شددتُها بالمسامير.
قولُهُ: (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا): أي بأمرنا بمرأى منا تحت حفظنا وكلاءتنا، والنونُ للتعظيم.
(الشـرح) (بِأَعْيُنِنَا) للتعظيم، ليس المراد إثبات أن الله تعالى له أعين لا، ولكن يؤخذ إثبات العين من حديث الدجال، لأنهُ لما جمع الأعيُن وأضافها إلى نون الجمع فدل على أن المراد التعظيم، نعم.
الطالب: (.....)
الشيخ: نعم لا إثبات الرؤية إثبات العين من الحديث آخر، وأن الله له عينان سليمتان، والدجال لهُ عينان إحداهُما عوراء، (( إن ربكم ليس بأعور وإن الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية)) نعم.
الطالب: (....)
س:ج: لا هذه يؤخذ منه (بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ) يعني: بقوةٍ وقدرة، لأنه من اد يأيدو فهي ليست من آيات الصفات، فيؤخذ الأيدي من قوله (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) تثنى اليدين وأضفنا إليه، (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ)، نعم.
(المتــن) قولُهُ تعالى: (جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ): أي جزاءً لهم على كُفرهم، وانتصارًا لنوح عليه السلامُ عليهم.
قولُهُ: (وَأَلْقَيْتُ): أي وصنعتُ (عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي): أي إن الله أحبه وحببهُ إلى خلقه.
قولُهُ: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي): أي بمرأى ومنظر مني، والمعنى أن الله أحب موسى وحببه إلى خلقه، ورباه بمرأى منه سُبحانهُ.
(الشـرح) نعم فيه إثبات المحبة، (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)، أفرد العين، المراد يعني: على مرأى مني وحفظك، ولكن إثبات العينين يؤخذ من حديث الدجال، نعم.
(المتــن) قال ابنُ القيم رحمه اللهُ تعالى: والفرقُ بين قوله: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)، وقولُهُ تعالى: (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) أن الآية الأولى وردت في إظهار أمر كان خفيًا، وإبداء ما كان مكتُومًا، فإن الأطفال إذ ذاك كانوا يتغذون ويُصنعُون سرًا.
(الشـرح) نعم. يعني: الأولى جمع الأعيُن وأضافها إلى ضمير الجمع، والثانية أفرد العين وأضافها إلى ضمير نفسه، نعم.
(المتــن) أن الآية الأولى وردت في إظهار أمر كان خفيًا، وإبداء ما كان مكتُومًا، فإن الأطفال إذ ذاك كانوا يتغذون ويُصنعُون سرًا، فلما أراد أن يُصنع موسى ويُغذى ويُربى على حال أمن وظهور دخلت(على)في اللفظ تنبيهًا على المعنى، لأنها تُعطي الاستعلاء
(الشـرح) الآية الأولى (ولتصنع على عيني) لأن فرعون كان يُقتّل أبنائهم، ولهذا لما ولدت موسى أُمهُ أخفتهُ وأرضعتهُ، وألقتهُ في التابوت في البحر، قال: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) يعني: ظهر، فـ(على) تُفيد الاستعلاء، موسى رُبيِ على الظهور ظاهر لكل أحد تربيته، لأن الأطفال كانوا يُربون سراً، وموسى رُبي علانية، لأنهُ جاء إلى بيت فرعون أو مثل بيت فرعون، نعم. وهذا من آيات الله الباقية، فرعون يُقتّل الأطفال، خوفًا من الطفل الذي ينشأ ويكون هلاكه على يده، فرُبي موسى في بيته في حجر أمرأته، والآن يُقّتل الأطفال، فرأى رؤية أنه سيكون هلاكه على رجل من واحد من بني إسرائيل، فقال: لا يولد ذكر من بني إسرائيل إلا قتلته، ومعه كان ولد من بني إسرائيل، ورُبي في بيته، وتحت حجر امرأته، وكان هلاكُه على يده، ولله الأمر من قبل ومن بعد، والله الغالب على أمره، نعم.
(المتــن) فلما أراد أن يُصنع موسى ويُغذيه ويُربيه على حال أمن وظهور دخلت (على) في اللفظ تنبيهًا على المعنى، لأنها تُعطي الاستعلاء.
(الشـرح) وهي: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)، ولم يقل في عيني أو بعيني، (على) تُفيد الاستعلاء، نعم.
(المتــن) والاستعلاءُ ظهورٌ وإبداءٌ، فكأنه يقولُ: وتُصنعُ على أمن لا تحت خوف، وذكر العين لتضمُنها معنى الرعاية والكلاءة، وأما قولُهُ: (تجري بأعيُننا) فإنه يريدُ برعاية منا وحفظ، ولا يريدُ إبداء شيء ولا إظهاره بعد كتم، فلم يحتج في الكلام إلى معنى(على)بخلاف ما تقدم. انتهى.
وفي هذه الآية الكريمة إثباتُ محبة الله -سُبحانهُ- لعبده موسى، وتحبيبه لخلقه، وفيها عنايةُ الله -سُبحانهُ وتعالى- بعبده موسى وتربيتُه على مرأًى منه، وهذه عنايةٌ خاصةٌ ومعيةٌ لعبده موسى تقتضي حفظه وكلاءته وعنايته.
(الشـرح) نعم. وهو نبيٌ كريم من أولوا العزم الخمسة، نعم.
(المتــن) وفي هذه الآيات إثباتُ صفة العينين لله -سُبحانهُ وتعالى-، كما يليقُ بجلاله وعظمته، فيجبُ على المؤمن أن يُثبت لخالقه وبارئه ما أثبته لنفسه من العينين والسمع والبصر وغيرها، وغيرُ المؤمن من ينفي عن الله ما أثبته في مُحكم تنـزيله، وكذلك أثبته له رسولُه -صلى اللهُ عليه وسلم-.
الشيخ: نقف وفق الله الجميع