شعار الموقع

شرح التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية 18

00:00
00:00
تحميل
21

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

قولُهُ تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}[المجادلة: 1]

وقولُهُ تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا}[آل عمران: 181]

وقولُهُ تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}[الزخرف: 80]

وقولُهُ تعالى:{ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}[طه: 46]

وقولُهُ تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}[العلق: 14]

وقولُهُ تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ 218 وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ 219 إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ220}[الشعراء]

وقولُهُ تعالى:  {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[التوبة: 105]

 (الشـرح)      هذه الآيات فيها إثبات السمع والرؤية، وأن الله تعالى يسمع أقوال عباده ويراهم يسمع أقوالهم ويراهم من فوق عرشه -سبحانه وتعالى-، (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) قالت عائشة رضي الله عنها: (( سبحان من وسع سمعه الأصوات)) فقد كانت المُجادلة -خولة بنت حكيم- تُجادل النبي صلى الله عليه وسلم، وإنهُ يخفى عليه بعض قولها، فسمع الله شكواها من فوق سبع سماوات وأنزل: (

قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا)، فيه إثبات أن الله يسمع أقوال عباده ويراهم من فوق عرشه.

(الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ 218 وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) فيه إثبات المراقبة ، وأن الله تعالى مراقبٌ لعباده، نعم. وأن الله تعالى لا يخفى عليه شيءٌ من أعمال عباده وأقوالهم، نعم.

(المتــن) قولُهُ: (قد سمع اللهُ قول التي تُجادلُك في زوجها): أي تراجُعك أيُها النبيُ في شأن زوجها، وهي خولةُ بنتُ ثعلبة، وزوجُها أوسُ بنُ الصامت،

الشيخ: نعم خولة بنت ثعلبة ليست بنت حكيم نعم:

 وذلك حين ظاهر منها زوجُها، وقال لها: أنت علي كظهر أمي، فأتت النبي -صلى اللهُ عليه وسلم- فقال: ((قد حرُمت عليه)) فقالت: إن لي صبيةً صغارًا إن ضممتُهُم إلي جاُعوا، وإن ضممتُهم إليه ضاعُوا، فقال: ((قد حرُمت عليه)) فقالت: أشكو إلى الله فاقتي وجهدي، وكُلما قال حرُمت عليه جعلت تهتفُ وتشكُو.

قولُهُ: (وتشتكي): أي تُظهرُ ما بها من المكروه.

الشيخ: من المكروه بالهاء ولا بالباء؟ نعم:

قولُهُ: (وتشتكي): أي تُظهرُ ما بها من المكروه.

وقولُهُ: (واللهُ يسمعُ تحاوُركُما): أي مراجعتكُما الكلام، من حار إذا رجع.

قولُهُ: (إن الله سميعٌ بصيرٌ): أي أحاط سمعُه بجميع المسموعات، وبصرُه بجميع المُبصرات، فلا يخفى عليه خافيةٌ، وكثيرًا ما يقرنُ -سُبحانهُ- بين هذين الاسمين (السميعُ والبصيرُ) فكلٌ من السمع والبصر محيطٌ بجميع متعلقاته الظاهرة والباطنة، فالسميعُ: هو الذي أحاط سمعُه بجميع المسموعات، والبصيرُ: هو الذي أحاط بصرُه بجميع المبصرات.

(الشـرح)       وهذه -أيضاً- من الأسماء المشتركة، السميع والبصير من أسماء الله المشتركة، المخلوق يُسمى سميع ويُسمى بصير، قال سُبحانه: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}[الإنسان: 2]، وصفه بما يُسمى السمع والبصر المخلوق، ولكن ليس السميعُ كالسميع وليس البصيرُ كالبصير، نعم.

(المتــن) وفي هذه الآية الكريمة إثباتُ السمع لله -سُبحانهُ وتعالى-، وأنه سميعٌ، ويسمعُ، أحاط سمعُه بجميع المسموعات، وكلُ ما في العالم العلوي والسُفلي من الأصوات يسمعُه -سُبحانهُ وتعالى-، سواءً السرُ والعلانيةُ، قالت عائشةُ رضي اللهُ عنهُا: الحمدُ لله الذي وسع سمعُه الأصوات، لقد جاءت المجادلةُ تشتكي إلى رسول الله وأنا في جانب الحُجرة يخفى علي بعضُ كلامها فأنزل اللهُ قولهُ: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) الآية، وقال ابنُ القيم في (النُونية):

وهو السميعُ يرى ويسمعُ ما    
   

 

في الكون من سر ومن إعـلان
 

 

ولكل صوت منهُ سمعٌ حاضـرٌ
       

 

فالسرُ والإعلانُ مُستويــان
 

 

والسمعُ منهُ واسعُ الأصوات لا    
   

 

يخفى عليه بُعدُها والدانــي
 

 

 

قال البيهقيُ في كتاب (الأسماء والصفات): السمعُ الذي له سمعٌ يدركُ به المسموعات،

الشيخ: السميع.

 السميعُ الذي له سمعٌ يدركُ به المسموعات، والبصيرُ من له بصرٌ يدرك به المرئيات، ولكل منهما في حق الباري صفةٌ قائمةٌ بذاته، وقد أفادت الأحاديثُ الرد على من زعم أنه سميعٌ بصيرٌ بمعنى عليم، كما أخرج أبو داود بسند قوي على شرط مسلم من حديث أبي هريرة قال: رأيتُ رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم- يقرأ قولهُ سُبحانهُ: (إن الله يأمُرُكُم أن تُؤدُوا الأمانات إلى أهلها) – إلى قوله – (إن الله كان سميعًا بصيرًا) ويضعُ أُصبعيه، قال أبو يونس: وضع أبو هُريرة إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه.

(الشـرح)       يفعل كذا..، من باب تحقيق الصفة، يعني: الصفة مُحققة، فهي حقيقية، الله تعالى ما أنكرها وهي تؤول بالعلم، افتراضاً بزعمهم أن هذا فيه إثبات الآلهة، فهذا من باب التحقيق، أنهُ أشار إلى أذُنه وعينه من باب التحقيق، وليس المراد التشبيه، نعم.

الطالب: (....)

الشيخ: نعم (....) على طريقة الأشاعرة لكن له كلام يوافق أهل السنة نعم

(المتــن) قال البيهقيُ: وأراد بهذه الإشارة تحقيق إثبات السمع والبصر لله ببيان محلهما من الإنسان، يريدُ أن له سمعًا وبصرًا، لا أن المراد بها العلمُ، فإنه لو كان المرادُ بها العلم لأشار إلى القلب، لأنه محلُ العلم، ولم يُرد الجارحة، فإن الله منـزهٌ عن مشابهة المخلوقين.

(الشـرح)       ولفظة الجارحة هذه من الإطلاقات التي لا تنبغي، ما يُقال جارحة أو غير جارحة، البيهقي على طريقة الأشاعرة، أنه يثبت السمع والبصر من الصفات السبع، هذه من الكلمات التي لا ينبغي إطلاقُها، لا يُقال لا جارحة ولا غير جارحة، نعم.

(المتــن) ثم ذكر لحديث أبي هريرة شاهدًا من حديث عقبة بن عامر: سمعتُ رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم- يقولُ على المنبر: ((ربنا سميعٌ بصيرٌ)) وأشار إلى عينيه، وسندُه حسنٌ.

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنهُ: ((إن الله لا ينظُرُ إلى صُوركُم وأموالكُم ولكن ينظُرُ إلى قُلُوبكُم)). انتهى.

ولا شك أن من سمع وأبصر أدخلُ في صفة الكمال ممن انفرد بأحدهما دون الآخر.

(الشـرح)       نعم. فمن أدخلُ وأبُصر يعني: أمكن، يعني الذي يسمع ويبصر أمكن في صفة الكمال، تمكن من صفة الكمال، مالا يتمكن منه من الاتصاف بأحدهما بأحدهما بالسمع والبصر، فالأعمى الذي لا يُبصر ناقص عنده نقص، بخلاف السميع البصير أكمل، وكذلك -أيضاً- البصير ولكنه لا يسمع عنده نقص، الذي يسمعُ أمكن، فالكمال إما فقد إحداهُم، نعم.

(المتــن) ولا شك أن من سمع وأبصر أدخلُ في صفة الكمال ممن انفرد بأحدهما دون الآخر، فصح أن كونهُ سميعًا بصيرًا يفيدُ قدرًا زائدًا على كونه عليمًا، وكونه سميعًا بصيرًا يتضمنُ أنه يسمعُ بسمع ويبصرُ ببصر.

(الشـرح)       نعم. يسمعُ بسمع، ويُبصر ببصر، خلافاً لمن نفى ذلك وقال: يسمع ولم يُثبت السمع ولم يُثبت البصر، نعم.

(المتــن) كما تضمن كونه عليمًا: أنه يعلمُ بعلم، ولا فرق بين كونه سميعًا بصيرًا.

(الشـرح)       نعم. يعلمُ بعلم، ويُبصر ببصر، ويسمعُ بسمع، ويقدرُ بقدرةٍ، نعم.

(المتــن) ولا فرق بين كونه سميعًا بصيرًا وبين كونه ذا سمع وبصر، وقال وهذا قولُ أهل السُنة قاطبةً ذكره في (فتح الباري).

(الشـرح)       نقل هذه من الفتح؟، الأول نقل من البيهقي، ذكر هذا في المتن؟

ج: نعم. وقال:  وقال هذا قولُ أهل السُنة قاطبةً ذكره في (فتح الباري).

س: تفسيره بالعلم، المراد به العلم، تفسير الأشاعرة؟

ج: معروف الأشاعرة يثبتون السمع يثبتون السمع والبصر، قد يكون غيرهم من المعتزلة وغيرهم ممن يثبت بعض الصفات، نعم.

(المتــن) وفي هذه الآية وغيرها دليلٌ على ثبوت الأفعال الاختيارية لله وقيامها به، كقوله سُبحانهُ وتعالى: (كُل يوم هُو في شأن)، وقولُهُ: (فسيرى اللهُ عملكُم ورسُولُهُ) الآية. وفي هذه الآية الشكوى إلى الله سُبحانهُ وتعالى، وأن الشكوى إليه -سُبحانهُ- لا تُنافي الصبر كهذه الآية.

(الشـرح)       إنما تُنافي إذا كانت الشكوى للمخلوق، وكما قال سبحانه في قصة يعقوب {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}[يوسف: 86]، في هذه الآية قال: {وتشتكي إلى الله}، فالشكوى إلى الله لا تُنافي الصبر، بخلاف الشكوى إلى المخلوق، هذه تُنافي الصبر، نعم.

(المتــن) وكشكاية يعقوب إلى الله، وأما الشكوى إلى مخلوق فإنها تُنافي الصبر، والشكوى نوعان: شكوى بلسان المقال، وشكوى بلسان الحال.

(الشـرح)       نعم. لكل إنسانٌ مقال، يشتكي ويقول كذا أنا فعلت كذا.. أنا كذا.. حصل لي كذا. وكذا..، لماذا حصل لك ذلك..، لماذا كذا وابتليت بكذا وشكوى بالفعل كأن يتأفف وكأنهُ يُشير بيديه، ويتسخط من المصيبة، هذا شكوى بالفعل تكون شكوى بالقول، نعم.

(المتــن) والشكوى نوعان: شكوى بلسان المقال، وشكوى بلسان الحال، وفعلُها أعظمُ،

الشيخ: وفعلها، كذا وفعلها أعظم؟

الطالب: وفعلها أعظم.

الشيخ: يحتمل أن يكون والفعل أعظم، أو فعلها يكون فعل الشكوى نعم.

وفعلُها أعظمُ، وأما إخبارُ المخلوق بالحال فإن كان للاستعانة بإرشاده أو مُعاونته لم يقدح ذلك في الصبر كإخبار المريض للطبيب، وقد كان النبيُ إذا دخل على مريض يسألُه عن حاله.

(الشـرح)       يعني: من باب الشكوى، إذا سأله عن حاله أخبره بكذا وكذا..، أو يُخبر الطبيب بحاله حتى يُخرج لهُ العلاج، هذا لا يُنافيه، لا يُعتبر شكوى، نعم.

(المتــن) وأما إخبارُ المخلوق بالحال فإن كان للاستعانة بإرشاده أو مُعاونته لم يقدح ذلك في الصبر كإخبار المريض للطبيب، وقد كان النبيُ إذا دخل على مريض يسألُه عن حاله،

الشيخ: إخبار الطبيب إلى المريض يعني: من جهة المريض، أو الأصل إخبار المريض إلى الطبيب، نعم. وقد كان النبيُ إذا دخل على مريض يسألُه عن حاله، ويقولُ: كيف تجدُك، انتهى. من كلام ابن القيم بتصرُف.

قولُهُ: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا): الآية، سببُ نزول هذه الآية: أن اليهود حين سمعوا قولهُ :

نقف على هذا وفق الله الجميع

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

قوله تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا): الآية، سببُ نزول هذه الآية: أن اليهود حين سمعوا قولهُ: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا): قالوا: إن إله محمد يستقرضُ منا، فنحنُ إذًا أغنياءُ وهو فقيرٌ.

(الشـرح)       -قبحهم الله-، قبح الله اليهود، يعني كلام لولا أن الله أخبر عنه وقال ذلك ما صدقنا أن أحد يقول بهذا الكلام، يتنقص الرب بهذا، لكن الله يكره هذا -قبحهم الله-، قالوا: إن الله فقير، وقالوا: إن يد الله مغلولة -قبحهم الله وأخذاهم-، نعم.

وفيه إثبات السمع لله عز وجل، وأن الله يسمع، يسمع بسمع يليق بجلاله وعظمته، نعم.

(المتــن) قولُهُ: (سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا): أي سنأمرُ الحفظة بكتابة ما قالوا في الصحائف.

أفادت هذه الآيةُ كغيرها من الآيات والأحاديث إثبات صفة السمع لله كما يليقُ بجلاله.

(الشـرح)       هذا الوعيد الشديد، تهديدُ ووعيدُ لهم، (سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا) يعني: سنُجازيهم على هذه المقالة الكاذبة، نعم.

(المتــن) قولُهُ: (سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا): أي سنأمرُ الحفظة بكتابة ما قالوا في الصحائف.

أفادت هذه الآيةُ كغيرها من الآيات والأحاديث إثبات صفة السمع لله كما يليقُ بجلاله.

وفي قوله: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ) تحذيرٌ وتخويفٌ، فإنه ليس المرادُ به مجرد الإخبار بالسمع، لكن المراد مع ذلك الإخبارُ بما يترتبُ على ذلك من المجازاة بالعدل،

الشيخ: ولذلك قال: {سنكتب ما قالوا} تهديد، نعم

 وأفادت إثبات وجود الحفظة وأنهم يكتُبون ما يُقالُ، وسيأتي الكلامُ على الحفظة.

قولُهُ تعالى: (أم يحسبُون أنا لا نسمعُ سرهُم ونجواهُم): السـرُ: هو حديثُ الإنسان بينه وبين نفسه أو غيره في خفية، والنجوى: هو ما يتحدثُ به الإنسانُ مع رفيقه ويُخفيه عن غيره.

(الشـرح)       السر هو ما يُخفيه الإنسان عن غيره أو بينه وبين نفسه، والنجوى ما يتحدث به مع غيره إلا أنه لا يرفع صوته، أعد.

(المتــن) قولُهُ: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ): السـرُ: هو حديثُ الإنسان بينه وبين نفسه أو غيره في خفية، والنجوى: هو ما يتحدثُ به الإنسانُ مع رفيقه ويُخفيه عن غيره.

(الشـرح)       أنه يتناجى، يتناجى إتنان فيما بينهما  لكن البعيد لا يسمع، أما السر إما حديث النفس أو السر الذي يُخفيه عن غيره ويتحدث به مع غيره لكنه يُسرهُ ويُخفيه، نعم.

(المتــن) قولُهُ: (بَلَى): أي نسمعُ سرهم ونجواهم، فهو -سُبحانهُ- السميعُ الذي أحاط سمعُهُ بجميع المسموعات.

قولُهُ: (وَرُسُلُنَا): أي الملائكةُ الحفظةُ للأعمال (لَدَيْهِمْ): أي عندهم.

قولُهُ: (يَكْتُبُونَ): أي يكتبون ما يقولون وما يفعلون.

فهذه الآيةُ فيها تحذيرٌ وتخويفٌ، فإن طريقة القرآن بذكر العلم والقدرة تهديدًا وتخويفًا لترتُب الجزاء عليها كهذه الآية.

(الشـرح)       (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) فالمراد: المُجازاة، الرُسل سيكتبون الحفظة سيكتبون سرهم ونجواهم وسيُجازون على ذلك، نعم. فيه تهديد ووعيد، نعم.

والشاهد من الآيات إثبات السمع لله، وأن الله يسمع، كما يليق بجلاله وعظمته، {يسمع السر وأخفى} نعم.

(المتــن) وقولُهُ: (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) الآية، وليس المرادُ به مجرد الإخبار بالقدرة والعلم، لكن الإخبار مع ذلك بما يترتبُ عليهما مع الجزاء بالعدل، انتهى. من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.

وفي هذه الآية دليلٌ على إثبات صفة السمع وإحاطته إحاطةً تامةً بكل مسموع، وفيها دليلٌ على وجود الملائكة الحفظة، وأنهم يكتبون كل ما قال العبدُ أو فعل أو نوى أو هم به.

(الشـرح)       نعم. (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) يكتبون الأقوال والأفعال والنيات، تجعل لهم علامة يعلمون ما في القلب من النية، نعم.

(المتــن) وفي هذه الآية دليلٌ على إثبات صفة السمع وإحاطته إحاطةً تامةً بكل مسموع، وفيها دليلٌ على وجود الملائكة الحفظة، وأنهم يكتبون كل ما قال العبدُ أو فعل أو نوى أو هم به؛ لأن النية فعلُ القلب، فدخلت في عموم قوله: (يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) ويشهدُ لذلك قولُهُ -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتُبُوها عليه، فإن عملها فاكتُبُوها عليه، وإذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتُبُوها لهُ حسنةً، وإن عملها فاكتُبُوها لهُ عشرًا)).

(الشـرح)       دل على أنهُ تكتُب القول والفعل، والنية فعل القلب، والهم هو إرادة الشيء، إذا أستقر على إرادة فيؤاخذ به، أما مجرد حديث النفس فلا، ولهذا الله تعالى في كتابه العظيم {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الحج: 25]، يتحول الهم إلى إرادة، صار يؤاخذ به، أما مجرد حديث النفس، كما جاء في الحديث: ((أن الله أعطى للأمة ما حدثت به أنفُسها مالم تتكلم أو تعمل))، نعم.

س: أحسن الله إليك. إذا ترك فعل السيئة عجزاً؟

ج: يؤاخذ، إذا ترك فعل السيئة عجزاً فإنهُ يُحاسب عليها ويُعاقب عليها، لأنهُ منعه العجز، وقد فعل الأسباب التي تمكنه، مثل لو جاء إنسان يُريد أن يسرق، وضع السُلم، ثم أحس بذنب فهرب فيُعاقب، لكن إذا تركها خوفاً من الله، هذا تُكتب له حسنة، تركها خوفًا وإذا تركها إرادة لا خوفاً ولا عجزاً، هذا ما تكتب له ولا عليه، أعرض عنها، نعم.

فهي ثلاثة أحول تُكتب له حسنة إذا تركها خوفاً من الله، يعني: إذا ترك السيئة خوفاً من الله كُتبت له حسنة كما جاء في الحديث: ((إنما تركها خوفاً من جرائي))، وإذا تركها عجزاً كُتبت عليه سيئة، وإذا تركها إعراضاً لا تُكتب لهُ ولا عليه، نعم.

الطالب: (....)

الشيخ: نعم، (....) إذا هم معناها هم جازم وهي أقوى من حدث النفس فالحديث تردد.

الطالب: (....)

س ج: إذا هم إيش؟ فيه تفصيل الحديث، إذا تركها من أجل الله تُكتب لهُ حسنة، وإذا تركها عجزاً تُكتب عليه سيئة، نعم. وإذا تركها إعراضاً فلا تكتب لهٌ ولا عليه، نعم.

(المتــن) ويجبُ الإيمانُ بالحفظة، والأدلةُ على إثبات وجودهم من الكتاب والسُنة كثيرةٌ، قال تعالى: (ما يلفظُ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيدٌ) وقولُهُ: (وإن عليكُم لحافظين كرامًا كاتبين يعلمُون ما تفعلُون).

قال علماؤُنا منهم ابنُ حمدان في (نهاية المُبتدئين): الرقيبُ والعتيدُ ملكان موكلان بالعبد،

الشيخ: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} رقيب ملك وعتيد ملك ملكان نعم:

الرقيبُ والعتيدُ ملكان موكلان بالعبد، يجبُ أن نؤمن بهما ونُصدق بأنهما يكتبان أفعالهُ، واستدل بالآيتين المذكورتين، قال ولا يُفارقان العبد بحال.

الشيخ: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} وقوله: {لقد سمع الله قول الذين قالوا .. سنكتب ما قالوا} استدل بالآيتين على أن الحفظة يكتبون، نعم

واستدل بالآيتين المذكورتين، قال ولا يُفارقان العبد بحال.

وقيل بل عند الخلاء، وقال الحسنُ: إن الملائكة يجتنبون الإنسان على حالين: عند غائطه وعند جماعه، ومفارقتُهما للمكلف حينئذ لا يمنعُ من كتابتهما ما يصدرُ منه في تلك الحالة، كالاعتقاد القلبي يجعلُ اللهُ لهما أمارةً على ذلك.

(الشـرح)       نعم. يعني: يجتنبانه تكريمًا لهما، ولكن مع ذلك إذا عمل السيئة يكتُبها عليه ولو أجتنبها،  إذا أعتقد اعتقاد فاسد يكتُبان هذا الاعتقاد، يجعل الله علامة ولو تخليا عنه في حال الجماع والغائط، نعم.

المتن: قوله {إنني معكما} أي يقول سبحانه

الشيخ: توقف بارك الله فيك.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد