شعار الموقع

شرح التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية 19

00:00
00:00
تحميل
11

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

قوله تعالى: {إنني معكما اسمع وأرى} وقوله: {إنني معكما} أي يقول سبحانه وتعالى لكليمه موسى عليه السلام.

الشيخ: المتن المتن اقرأ الآيات.

وقوله تعالى: {إنني معكما أسمع وأرى} وقوله تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى} وقوله تعالى: {الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم} وقوله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} وقوله تعالى: {وهو شديد المحال} وقوله تعالى: {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين} وقوله تعالى: {ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون} وقوله تعالى: {إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا} وقوله تعالى: {إن تبدوا خيرًا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوًا قديرًا} وقوله تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}

الشيخ: اقرأ الآيات التي فيها إثبات المعية للرب عز وجل، المعية نوعان معية عامة للمؤمن والكافر وهي معية اطلاع وإحاطة وتأتي في سياق المحاسبة والمجازاة والتخويف كقوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} وقوله: {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} ثم قال: {إن الله بكل شيء عليم} وهناك معية خاصة تأتي في سياق المدح والثناء، كقوله تعالى: {إنني معكما أسمع وأرى} وقوله: {إن الله مع الصابرين} {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}، فتجتمع المعيتان في حق المؤمنين، تجتمع المعية العامة والخاصة تجتمعان في حق المؤمن التقي، والمعية العامة {وهو معكم أينما كنتم} مع المؤمن والكفر، اما المعية الخاصة تنفرد تخص المؤمن والأنبياء، نعم. تجتمعان يعني في حق المؤمن، تجتمعان في حق المؤمن وأما الكافر ليس لهُ إلا المعية العامة، نعم.

قولُهُ: (إنني معكُما): أي يقولُ -سُبحانهُ- لكليمه موسى عليه السلامُ وأخيه هارون: (إنني معكُما) أي بحفظي ونصري وكلاءتي وتأييدي.

هذه معية خاصة لموسى وهارون نعم

قولُهُ: (أسمعُ وأرى): أي أسمعُ كلامكُما وكلامه وأرى مكانكُما ومكانه، ولا يخفى علي شيءٌ من أمركُم، فأنا معكُما بحفظي ونصري، وهذه المعيةُ الخاصةُ التي تقتضي الحفظ والنصر والتأييد والإعانة، كقوله تعالى: (كلا إن معي ربي سيهدين).

نعم. كما أن المعية العامة تقتضي المحاسبة والمجازة والاطلاع ونفوذ القدرة والمشيئة وروئيته سبحانه وتعالى لهم. والمعية الخاصة تأتي في سياق المدح، تقتضي النصر والحرص والكلائة والتأييد والتسديد والتوفيق، نعم.

وقول النبي -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((ما ظنُك باثنين اللهُ ثالثُهُما لاتحزن إن الله معنا)).

نعم، لا تحزن إن الله معنا، هذه المعية الخاصة نعم.

وقول النبي -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((ما ظنُك باثنين اللهُ ثالثُهُما لاتحزن إن الله معنا)).

 يعني: بنصره وتأييده وأطلاعه وهو فوق العرش، سبحانه وتعالى، نعم.

والمعيةُ تنقسمُ إلى قسمين: معية خاصة ومعية عامة، فالعامةُ: هي معيةُ العلم والإحاطة، كقوله سُبحانهُ: (وهُو معكُم أينما كُنتُم ).

والثانيةُ: وهي المعيةُ الخاصةُ، وهي معيةُ القُرب. كما تقدم، كقوله: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هُم مُحسنُون) والفرقُ بينهما أنها إذا جاءت المعيةُ في سياق المحاسبة والمجازاة والتخويف فهي عامةٌ، وإذا أتت في سياق مدح أو ثناء فهي معيةٌ خاصةٌ، وكلا المعيتين منه -سُبحانهُ- مصاحبةٌ للعبد.

يعني كل معية مصاحبة، المعيةُ الخاصة لموسى هو أنني معكما أسمع وأرى، ثم لما دخل معهم فرعون في الخطاب قال: {إنا معكم مستمعون} جاءت المعية العامىة، إنا معكم مستمعون، لما كان موسى وهارون وحده أتت المعية قال: إنني معكما أسمع وأرى، فلما دخل فرعون معهم الخطاب قال: إنا معكم مستمعون، فهي عامة، نعم. كل ما في الأصل معية مصاحبة، مصاحبة عامة ومصاحبة فيها إطلاع وإحاطة، وتخويف وتهديد، مصاحبة خاصة مصاحبة تأييد وتسديد وتوفيق وكلائة وحفظ ونصر، نعم.

وكلا المعيتين منه -سُبحانهُ- مصاحبةٌ للعبد، لكن هذه مصاحبةُ اطلاع وإحاطة،

هذه العامة، نعم

 وهذه مصاحبةُ موالاة ونصر وحفظ،

هذه الخاصة، نعم

 فمع في لغة العرب للصُحبة اللائقة لا تُشعرُ بامتزاج ولا اختلاط ولا مجاورة ولا مجانبة، كقوله سُبحانهُ: (اتقُوا الله وكُونُوا مع الصادقين) وتقولُ: زوجتي معي.

ولو كانت في المشرق وأنت في المغرب هذه معية، يعني: الزوجية باقية ما يلزم من ذلك محاذاة نعم، واتقوا الله وكونوا مع الصادقين، يعني: كن صادقا معهم فلو صادقاً في بلد وصادقاً في بلد آخر كُن معهم، كُن صادقاً مثلهم يعني، نعم.

وتقولُ: زوجتي معي، وهذه المعيةُ لا تُنافي علُو الله على عرشه، فإن قُربه ومعيته ليست كقرب الأجسام بعضها من بعض، ليس كمثله شيءٌ؛ كما قال مالكٌ رحمه الله: الاستواءُ معلومٌ والكيفُ مجهولٌ.

نعم، وكذلك المعية معلومة، نعم

قال شيخُ الإسلام رحمه اللهُ: وهذا شأنُ جميع ما وصف اللهُ به نفسهُ، فلو قال في قوله: ((إنني معكُما أسمعُ وأرى ) كيف يسمعُ وكيف يرى؟ لقلنا: السمعُ والرؤيةُ معلومٌ والكيفُ مجهولٌ، ولو قال كيف يتكلمُ؟ لقلنا الكلامُ معلومٌ والكيفُ مجهولٌ.

وهنا لو قال كيف معيته نقول: المعية معلوم والكيف مجهول، وهكذا، نعم.

الطالب: (....)

الشيخ: (....) نعم

وقولُهُ: (ألم يعلم بأن الله يرى): أي أما علم هذا الناهي عن الهُدى أن الله يراه ويسمعُ كلامه؟! وسيُجازيه على فعله أتم الجزاء، وهذا وعيدٌ.

قولُهُ: (يراك):أي يبصرُك وينظرُ إليك لا تخفى عليه خافيةٌ، فتوكل عليه فإنه سيحفظُك وينصُرُك ويعزُك، وتضمن ذلك الوعدُ بالإثابة على ذلك أتم الثواب.

وقولُهُ: (حين تقُومُ): أي يراك حين تقومُ للصلاة وغيرها، (وتقلُبك في الساجدين): أي يرى تقلُبك في الساجدين من قيام وقعود وركوع وسجود، ففيه فضيلةُ صلاة الجماعة.

الشيخ: {وتقلبك في الساجدين} يعني مع الساجدين أي الجماعة لست وحدك، فيه فضل صلاة الجماعة {وتقلبك في الساجدين} نعم

استُفيد من هذه الآيات: إثباتُ صفة السمع والبصر

{الذي يراك حين تقوم} نعم

 وإثباتُ علمه المحيط، واستُفيد منها كما تقدم: الإشارةُ إلى فضيلة السمع على البصر لتقديمه عليه.

لتقديمه عليه في قوله {وهو السميع البصير}، إنني معكما أسمع وأرى، قدم السمع على البصر، وهو السميع البصير، ولاشك أن السمع أفضل من البصر، الإنسان إذا لم يسمع شيء يفوته، ولذلك إذا كان لا يُبصر ولا يسمع ما يحفظ العلم، بخلاف كفيف البصر يسمع يكون عالم، كفيف يسمع، لكن إذا كان يُبصر ولا يسمع ما يسمع العلم، ما يتعلم، ما يستفيد ولا يعرف الأشياء التي حوله، السمع أفضل، نعم.

الطالب: قد يتكلم؟

الشيخ: قد يتكلم نعم لكن ما يسمع وما يبصر، نعم

وقولُهُ: (وقُل اعملُوا فسيرى اللهُ عملكُم ورسُولُهُ والمُؤمنُون وستُردُون إلى عالم الغيب والشهادة فيُنبئُكُم بما كُنتُم تعملُون). أي قل يا محمـدُ لهؤلاء المُنافقين: اعملوا ما شئتم واستمرُوا على باطلكم ولا تحسبُوا أن ذلك سيخفى عليه، وهذا وعيدٌ شديدٌ لمن خالف أوامره.

قولُهُ: (فسيرى اللهُ عملكُم) الآية، أي سيُظهرُ أعمالكم للناس في الدُنيا، وهذا وعيدٌ للمخالف أوامره

نعم، هذه الآية فيها وعيد {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} بعض الناس لا يعرفون معناها يقرؤنها في الحفلات يظنون أن فيها مدح وهي فيها وعيد فيها الوعيد وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله، نعم.

قولُهُ: (فسيرى اللهُ عملكُم) الآية، أي سيُظهرُ أعمالكم للناس في الدُنيا، وهذا وعيدٌ للمخالف أوامره بأن أعمالهم ستُعرضُ عليه وعلى الرسول وعلى المؤمنين، وهذا كائنٌ لا محالة يوم القيامة، كما قال سُبحانهُ: (يومئذ تُعرضُون لا تخفى منكُم خافيةٌ ).

نعم تٌعرض أعماله على الله وعلى رسوله وعلى المؤمنين يوم القيامة، فضيحة، هذه فضيحة، للمخالفين، للمجرمين، نعم.

وقال: (يوم تُبلى السرائرُ) وقد يُظهرُ اللهُ ذلك للنـاس في الدُنيا، كما روى الإمامُ أحمدُ عن أبي سعيد مرفوعًا: ((لو أن أحدكُم يعملُ في صخرة ليس لها بابٌ ولا منفذٌ لأخرج اللهُ عملهُ للناس كائنًا ما كان))

ما رواه الأمام أحمد ما عليه تعليق؟

الطالب: لا.

يحتاج إلى تخريج، لو أن أحدكم.

((لو أن أحدكُم يعملُ في صخرة ليس لها بابٌ ولا منفذٌ لأخرج اللهُ عملهُ للناس كائنًا ما كان)) وقد ورد أن أعمال الأحياء تُعرضُ على الأموات من الأقارب والعشائر في البرزخ.

ضعيف هذا الحديث ضعيف، الحديث هذا ضعيف، وكذلك العرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد إيش؟

وقد ورد أن أعمال الأحياء تُعرضُ على الأموات من الأقارب والعشائر في البرزخ.

الطالب: خاص بالأعمال الصالحة ولا جميع الأعمال؟

الشيخ: ضعيف هذا، وهو يحتاج إلى مراجعة، نعم

ففي هذه الآية إثباتُ الكلام، وفيها دليلٌ على ثبوت الأفعال الاختيارية للرب وقيامها به،

لقوله: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم} نعم

 وأدلةُ ذلك كثيرةٌ تزيدُ على الألف، كما ذكر شيخُ الإسلام ابنُ تيمية وتلميذهُ ابنُ القيم رحمهما اللهُ تعالى.

يعني ما قاله الشيخ أن الله يفعل باختياره ويتكلم باختياره، نعم

 وقال شيخُ الإسلام تقيُ الدين بنُ تيمية في كتاب (الرد على المنطقيين) قولُهُ: (فسيرى اللهُ عملكُم) وقولُهُ: (إلا لنعلم من يتبعُ الرسول) أي لنرى أو لنُميز، وهكذا قال عامـةُ المفسـرين إلا لنرى ونميز، وكذلك قال جماعةٌ من أهل العلم. قالوا: لنعلمهُ موجودًا واقعًا بعد أن كان قد عُلم أنه سيكونُ، ولفظُ بعضهم قال العلمُ على منـزلتين: علم بالشيء قبل وجوده، وعلم به بعد وجوده، والحكمُ للعلم به بعد وجوده؛ لأنه يوجبُ الثواب والعقاب، قال: فمعنى قوله: (إلا لنعلم)، أي لنعلم العلم الذي يستحقُ به العاملُ الثواب والعقاب، ولا ريب أنه كان عالمًا -سُبحانهُ- بأنه سيكونُ، لكن لم يكن المعلومُ قد وُجد، والقرآنُ قد أخبر أنه -سُبحانهُ- يعلمُ ما سيكونُ في غير موضع، وأخبر بما أخبر به من ذلك قبل أن يكون، وقد أخبر بعلمه المتقدم على وجوده، ثم لما خلقهُ علمه كائنًا

ثم لما خلقه علمه كائنًا يعني علمه موجودًا، نعم

 ثم لما خلقهُ علمه كائنًا مع علمه الذي تقدم أن سيكونُ، فهذا هو الكمالُ، وقد ذكر اللهُ علمهُ بما سيكونُ بعد أن يكون في بضع عشرة آيةً من القرآن كقوله سُبحانهُ: (وما جعلنا القبلة التي كُنت عليها إلا لنعلم من يتبعُ الرسول) مع إخباره في مواضع كثيرة منه أنه يعلمُ ما سيكونُ قبل أن يكون.

وفي هذه الآيات دليلٌ واضحٌ على أن الله موصوفٌ بصفات الكمال من العلم والقُدرة والإرادة والحياة والكلام والسمع والبصر والوجه واليدين والغضب والرضا والفرح والضحك والرحمة والحكمة، وبالأفعال كالمجيء والإتيان والنُزول إلى سماء الدُنيا ونحو ذلك، والعلمُ بمجيء ذلك عن الرسول -صلى اللهُ عليه وسلم- ضروريٌ، وإخبارُه به ضروريٌ فوق العلم بوجوب الصلاة والزكاة وتحريم الفواحش، وفرض على الأمة تصديقهُ فرضًا لا يتمُ أصلُ الإيمان إلا به، خلافًا للجهمية والمعتزلة وأشباههم.

وفي هذه الآيات أيضًا إشارةٌ إلى أنه ينبغي للعبد أن يعبد الله -سُبحانهُ وتعالى- على استحضار قُربه واطلاعه، وأنه بين يديه، وذلك يوجبُ للعبد الخشية والخوف والهيبة والتعظيم ويوجبُ النُصح في العبادة، وهذا هو مقامُ الإحسان كما في حديث عمر: ((الإحسانُ أن تعبُد الله كأنك تراهُ، فإن لم تكُن تراهُ فإنهُ يراك)) وقد دل القرآنُ على هذا المعنى في مواضع كثيرة، وكذلك وردت أحاديثُ صحيحةٌ بالندب إلى استحضار هذا القرب في حال العبادات، كقوله -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((إذا قام أحدُكُم يُصلـي فإنهُ يُناجي ربهُ)). انتهى. من كلام ابن رجب بتصرُف.

وقَوْلُهُ: ( وَهُوَ شَديِدُ المِحَالِ )

بارك الله فيك نقف هنا إن شاء الله

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،

وقَوْلُهُ: ( وَهُوَ شَديِدُ المِحَالِ )

اقرأ الآيات

 و قَوْلُهُ: ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ )، وقَوْلُهُ: ( وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْناً مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ )، وقَوْلُهُ: ( إِنَّهُمْ يَكِيْدُون كَيْداً وَأَكِيْدُ كَيْداً )

كل هذا من آيات الصفات، وهذا من المكر والكيد، هذه من الصفات التي لا تُطلق على لله إطلاقاً وإنما تُطلق على الله كما جاءت في النصوص، فالمكر في مقابل مكر الماكرين، ومكروا ومكر الله، {إنهم يكيدون كيدًا}، ولا يُشتق لله منه أسماء، لا يٌقال: أن من أسماء الله الماكر، وإنما يمكر الله بالماكرين، {إنهم يكيدون كيدًا}، إنما يكيد الكائد، ولا يُقال: أن من أسماء الله الكائد فيُشتق له منه اسما، وإنما تبقى على الأصل {يخادعون الله وهو خادعهم} يخدعه الله أو الخادع، ولا يُشتق لله منه أسم فيُقال: ان من أسماءه الخادع، نعم.

الطالب: (.....)

الشيخ: نعم، في مقابلته إنما يكون الكمال في المقابلة، فتثبت لله في مقابلة من فعل ذلك، يقال: يمكر الله بالماكرين {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين} لأن الكمال في هذا، أما المكر بدون مقابل فليس كمالًا، لكنه في مقابلة الماكر كمال، ولا يشتق لله منه فيقال الماكر، نعم

قولُهُ: (وهُو شديدُ المحال): أي شديدةٌ مماحلتُه في عقوبة من طغى عليه وعتى وتمادى في كُفره، وعن علي رضي اللهُ عنهُ: شديدُ المحال: أي شديدُ الأخذ، ورُوي شديدُ القوة، قال النسفيُ في تفسيره: والمعنى أنهُ شديدُ المكر والكيد لأعدائه يأتيهم بالهلكة من حيثُ لا يحتسبون. انتهى.

(76) وقولُهُ: (ومكرُوا): أي كفـارُ بني إسرائيل حين أرادُوا قتل عيسى وصلبه، والمكرُ فعلُ شيء يُرادُ به ضدُه.

قولُهُ: (ومكر اللهُ): أي جازاهم على مكرهم، بأن رفع عيسى إلى السماء وألقى شبههُ على من أراد اغتيالهُ حتى قتل، كما روى ذلك.

قوله: {والله خير الماكرين}

هذا من مكر الله بهم، مكروا يريدون قتل عيسى فرفعه الله وألقى شبهه على أحد أصحابه فقتلوه، فظنوا أنهم قتلوا عيسى، وهم لم يقتلوه، فهذا من مكر الله لهم، مقابل مكرهم، نعم، فالكيد كذلك قال تعالى: {كذلك كدنا ليوسف} لما كاده أخوته كاد الله له {كذلك كدنا ليوسف}، يعني: لما أخذ أخاه وجعل الصواع في رحله، وأذن مؤذن أيتها العير أنكم لسارقون، وقال لهم: لما أنكروا،فما جازائه، قالوا: جزائه من وجد في رحله ف هو جزائه حكموا على أنفسهم، فأخذ بحكمهم عليه، لمتا قالوا: جزائه من وجد في رحله فهو جزائه، فوجدوه، قالوا: خذ واحد بدله، قال: لا أنتم حكمتم على أنفسكم {من وجد في رحله فهو جزاؤه} قال الله: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} في شريعتهم ما كان يأخذه، لكنهم حكموا على أنهسهم، وهذا من كيد الله ليوسف، قال: {كذلك كدنا ليوسف} في مقابل كيد إخوته نعم

قولُهُ: (واللهُ خيرُ الماكرين): أي أقوى المُجازين وأقدرُهم على العقاب من حيثُ لا يشعرُ المعاقبُ، انتهى. نسفيٌ.

قولُهُ: (ومكرُوا): أي دبروا أمرهُم على قتل صالح عليه السلامُ وأهله على وجه الخفية حتى من قومهم، خوفًا من أوليائه.

قولُهُ: (ومكرنا مكرًا): أي بنصر نبينا صالح عليه السلامُ، وإهلاك قومه المُكذبين، وقال تعالى: (أفأمنُوا مكر الله فلا يأمنُ مكر الله إلا القومُ الخاسرُون ).

هذه الآياتُ فيها التحذيرُ من الأمن من مكر الله، قال الحسنُ رحمهُ اللهُ تعالى: من وسع اللهُ عليه فلا يرى

الشيخ: فلا يرى ولا فلم يرى؟

الطالب: فلا يرى،

الشيخ: المعروف أن لفظه فلم يرى، من وسع الله عليه فلم يرى أنه يمكُرُ به فلا رأي له، نعم

 فلا يرى أنه يمكُرُ به فلا رأي له، وفي الحديث: ((إذا رأيت الله يُعطي العبد على معاصيه ما يُحبُ فاعلم أنما هُو استدراجٌ)) رواه أحمدُ وابنُ جرير، وابنُ أبي

لا حول ولا قوة إلا بالله قال: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين}، فالعاصي يعطيه الله من الدنيا من باب الاستدراج، فيظن أن هذا بحسن عمله وهو مكر به ولا حول ولا قوة إلا بالله ((إذا رأيت الله يُعطي العبد على معاصيه ما يُحبُ فاعلم أنما هُو استدراجٌ)) كما قال بعض السلف وقرأ هذه الآية {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين} يعني: أمهلم، نعم

وفي الحديث: ((إذا رأيت الله يُعطي العبد على معاصيه ما يُحبُ فاعلم أنما هُو استدراجٌ)) رواه أحمدُ وابنُ جرير، وابنُ أبي حاتم،

نعم، هذا الحديث ((إذا رأيت الله يُعطي العبد على معاصيه ما يُحبُ فاعلم أنما هُو استدراجٌ))، نعم

 وهذا هو تفسيرُ المكر في قول بعض السلف، يستدرجُهُمُ اللهُ بالنعم إذا عصوهُ، ويُملي لهم ثم يأخذُهم أخذ عزيز مُقتدر، وهذا معنى المكر والخديعة ونحو ذلك، ذكرهُ ابنُ جرير بمعناه. انتهى. من ((فتح المجيد)).

قولُهُ: (إنهُم يكيدُون كيدًا): أي إن كفار قريش يكيدون كيدًا، وكيدُهم هو ما دبروه في شأن رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم- من الإضرار به وإبطال أمره.

قولُهُ: (وأكيدُ كيدًا): أي أُجازيهم على كيدهم، والكيدُ استدراجُهم كما في الآية: (سنستدرجُهُم من حيثُ لا يعلمُون) قال ابنُ القيم رحمهُ اللهُ تعالى: إن الله -سُبحانهُ وتعالى- يكيدُهم كما يكيدون دينهُ ورسولهُ وعبادهُ، وكيدُه سُبحانهُ: استدراجُهم من حيثُ لا يعلمون، والإملاءُ لهم حتى يأخذهم على غرة، فإذا فعل ذلك أعداءُ الله بأوليائه ودينه كان كيدُ الله لهم حسنًا لا قُبح فيه، فيُعطيهم ويستدرجُهم من حيثُ لا يعلمون. انتهى. بتصرُف.

هنا كادوا للنبي صلى الله عليه وسلم، وكادوا لدين الإسلام، الله تعالى يُجازيهم على كيدهم، سموه كيداً في مقابل كيدهم، وهذا كمال في مقابل كيدهم، لكن كيد بدون مقابل ليس كمال، ولهذا ما يوصف الله إلا بما فيه كمال، المكر فيه مقابلة مكرهم، والكيد فيه مقابلة كيدهم، والاستهزاء فيه مقاببلة استهزائهم، نعم.

وقال ابنُ القيم رحمهُ اللهُ تعالى: المكرُ ينقسمُ إلى قسمين: محمود، ومذموم. فإن حقيقتة إظهار أمر وإخفاء خلافه ليُتوصل إلى مراده , فمن المحمود مكرُه -سُبحانهُ- بأهل المكر مقابلةً لهم بفعلهم، وجزاءً لهم من جنس عملهم، قال تعالى: (ويمكُرُون ويمكُرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين )

نعم، المكرُ أظهار شيء وأخفاء شيءٌ آخر, يظهر شيء وهو يُريد شيئاً آخر في الباطن، ليصل به إلى المطلوب، هذا المكر، نعم، قال ابن القيم.

قال ابنُ القيم رحمهُ اللهُ تعالى: المكرُ ينقسمُ إلى قسمين: محمود، ومذموم. فإن حقيقتة إظهار أمر وإخفاء خلافه ليُتوصل إلى مراده , فمن المحمود مكرُه -سُبحانهُ- بأهل المكر مقابلةً لهم بفعلهم، وجزاءً لهم من جنس عملهم، قال تعالى: (ويمكُرُون ويمكُرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين ) وكذلك الكيدُ ينقسمُ إلى نوعين، قال تعالى: (وأُملي لهُم إن كيدي متينٌ) وقولُهُ: (وكذلك كدنا ليُوسُف

كذلك بدون واو، نعم

 (كذلك كدنا ليُوسُف ما كان ليأخُذ أخاهُ في دين الملك) وكذلك الخداعُ ينقسمُ إلى محمود، ومذموم. فإن كان بحق فهو محمودٌ، وإن كان بباطل فهو مذمومٌ. انتهى.

وهذه التفاسيرُ المتقدمةُ للمكر والكيد والخداع ونحو ذلك ليست من باب التأويل الذي ينكرُه أهلُ السُنـة والجماعة، بل من باب التفسير، فإن جميع الصحابة والتابعين يصفون الله -سُبحانهُ وتعالى- بأنه شديدُ القوة، وكذلك شديدُ المكر وشديدُ الأخذ، كما وصف اللهُ -سُبحانهُ- نفسهُ بذلك في غير آية من كتابه، كقوله: (إن أخذهُ أليمٌ شديدٌ)، وقوله: (إن الله هُو الرزاقُ ذُو القُوة المتينُ)، وقولُهُ: (إن ربك لشديدُ العقاب) فيُمرُوُن هذه الآيات على ظواهرها، ويعرفُون معناها، ولكن لا يُكيفُونها ولا يُشبهونها بصفات المخلُوقين، وهذا مُجمعٌ عليه بين أهل السُنة. انتهى. ملخصًا من رد الشيخ عبد الله بن محمد على الزيدية.

الشيخ: هذا من كلام ابن القيم؟

الطالب: لا يا شيخ، من كلام المؤلف.

الشيخ: قوله إيش؟

الطالب: انتهى. ملخصًا من رد الشيخ عبد الله بن محمد على الزيدية.

الشيخ: وهذا بدأ من أين؟

الطالب: بدأ من قوله: وهذه التفاسيرُ المتقدمةُ.

الشيخ: أعد من: وهذه التفاسير.

الطالب: وهذه التفاسيرُ المتقدمةُ للمكر والكيد والخداع ونحو ذلك ليست من باب التأويل الذي ينكرُه أهلُ السُنـة والجماعة، بل من باب التفسير، فإن جميع الصحابة والتابعين يصفون الله -سُبحانهُ وتعالى- بأنه شديدُ القوة، وكذلك شديدُ المكر وشديدُ الأخذ، كما وصف اللهُ -سُبحانهُ- نفسهُ بذلك في غير آية من كتابه، كقوله: (إن أخذهُ أليمٌ شديدٌ)، وقوله: (إن الله هُو الرزاقُ ذُو القُوة المتينُ)، وقولُهُ: (إن ربك لشديدُ العقاب) فيُمرُوُن هذه الآيات على ظواهرها، ويعرفُون معناها، ولكن لا يُكيفُونها ولا يُشبهونها بصفات المخلُوقين، وهذا مُجمعٌ عليه بين أهل السُنة. انتهى. ملخصًا من رد الشيخ عبد الله بن محمد على الزيدية.

عبد الله بن محمد بن عبدالوهاب، نعم.

الطالب: (...)

الشيخ: موجود هذا؟، نعم مجموع الرسائل والمسائل النجدية، كلها على حده، وفيه جمع رسائل ثانية للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكذا لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهذه تسمى مجموع الرسائل والمسائل، نعم.

وقال ابنُ القيم رحمه اللهُ تعالى في ((الصواعق)): واللهُ -سُبحانهُ وتعالى- لم يصف نفسهُ بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقًا، ولا ذلك داخلٌ في أسمائه الحُسنى، فإن هذه الأفعال ليست ممدوحةً مطلقًا، بل تُمدحُ في موضع وتُذمُ في موضع، فلا يجوزُ إطلاقُ أفعالها على الله -سُبحانهُ وتعالى- مطلقًا، فلا يقالُ: إن الله يمكرُ ويخادعُ ويستهزئُ، فكذلك بطريق الأولى أن لا يُشتق له منها أسماءٌ يُسمى بها؛ بل إذا كان لم يأت في أسمائه الحُسنى المريدُ ولا المتكلمُ ولا الفاعلُ ولا الصانعُ؛ لأن مسمياتها تنقسمُ إلى ممدوح ومذموم، فكيف يكونُ منها الماكرُ والمخادعُ والمستهزئُ، وهذا لا يقولُهُ مسلمٌ ولا عاقلٌ، والمقصودُ أن الله لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء

الشيخ: والمقصود، هذا من كلام ابن القيم؟

الطالب: أي نعم يا شيخ (....)

الشيخ: (....) نعم، والمقصود

والمقصودُ أن الله لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق، وقد عُلم أن المُجازاة حسنةٌ من المخلوق فكيف من الخالق سُبحانهُ وتعالى.

قوله: (إن تُبدُوا خيرًا): أي تُظهرُوه.

قولُهُ: (أو تُخفُوهُ): أي

الشيخ: قال إيش؟ اقرأ الآيات

الطالب: أي نعم، {إن تبدوا خيرًا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوًا قديرًا}.

الشيخ: إيش بعده؟

الطالب: وقوله تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} وقوله تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} وقوله تعالى: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين}، وقوله: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} وقوله تعالى: {فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميًا} وقوله: {ولم يكن له كفوًا أحد}

الشيخ: قف على قوله هنا.

الطالب: (....)

الشيخ: لا هذا ما فيه مشابهة للمعتزلة (....) وفق الله الجميع.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد