قولُهُ: (ما اتخذ الله من ولد كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم علي بعض سبحان الله عما يصفون):
قال علي قوله (ما اتخذ الله من ولد) منزهٌ عن المثل والشبيه والنظير، والولد يُشبه والده فلم يتخذ ولدًا لكمال صمديته وغناهُ وملكه.
يعني: انه لا مثيل له، والولد يشبه اباه فالله تعالى ليس له مثيل، نعم.
وتعبد كل شيء له، فاتخاذُ الولد ينافي ذلك كما قال سُبحانهُ: (وقالُوا اتخذ اللهُ ولدًا سُبحانهُ هُو الغني لهُ ما في السماوات وما في الأرض ).
فنسبة الولد إلى الله من أعظم الكفر والضلال، ولهذا قال الله تعالى(لقد جئتم شئ ادا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا) نعم.
ففيه الردُ على من زعم أن له ولدًا، كاليهود والنصارى والمشركين وغيرهم، والردُ على المشبهة الممثلة.
وقولُهُ: (وما كان معهُ من إله): أي ليس معه -سُبحانهُ- شريكٌ في الألوهية، لتفرُده -سُبحانهُ- بالألوهية والربوبية وتوحده بصفات الكمال التي لا يُوصفُ بها غيرُه -سُبحانهُ- فيكونُ شريكًا له، وكذا كل سلب وُجد فهو لتضمنه إثبات كمال ضده، وإلا فالسلبُ المحضُ ليس بمدح ولا ثناء.
يعني: كل نفي يتضمن اثبات ضده من الكمال،زذلك يقول (لا تاخذه سنة ولانوم) لكمال حياته وقوميته،(لا يؤده حفظهما) لكمال قوته وإقتداره، (لا يظلم ربك احدا) لكمال عدله، فالنفي إذا جاء في أحد من الصفات لإثبات ضده من الكمل، أما النفي الصرف المحض هذا لا ينفى الكمال، يعني هو كالمعدوم والمعدوم لا يمدح، نعم.
انتهى. من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
وقولُهُ: (إذًا لذهب كُل إله بما خلق): أي لو كان معهُ إلهٌ لذهب كل إله بما خلق، أي انفرد به ومنع غيره من الاستيلاء عليه.
كما يفعل ملوك الدنيا ، إذا لم يقدر علي الاستيلاء علي ملك غيره أنفرد في ملكه وسلطانه، ولحال، كل (...) ما هو موجود الان كل دولة لها قائد نعم.
فلو قُدر ذلك لما كان ينتظمُ الوجودُ، والمشاهدُ أن الوجود مُنتظمٌ مُتسقٌ
نعم لو كان هناك شيء مع الله لما تضمن الوجود، يحصل نزاع بين الأهين – تعالى الله- فهذا لا يمكن مستحيل ان يكون مع الله إله، نعم.
ما ترى في خلق الرحمن من تفاوُت).
قولُهُ: (ولعلا بعضُهُم على بعض): أي لو كان معه إلهٌ لعلا بعضُهم على بعض مُغالبةً، كفعل ملوك الدُنيا، فكلُ واحد منهم يطلبُ قهر الآخر، والمتكلمون ذكرُوا هذا المعنى وعبروا بدليل التمانع.
وإذا عجز أنحجز ملكه وسلكانه، يعني: إذا كان معه هناك، يحاول يقهر إن إستطاع، وإن لم يستطع إنحجز ملكه وسلطانه كما يفعل ملوك الدنيا، نعم.
قولُهُ: (سُبحان الله): أي تنزيهًا لله -سُبحانهُ-، والتسبيحُ: التنزيهُ عن كل نقص وعيب.
قولُهُ: (عما يصفُون): أي تنزيهًا لله -سُبحانهُ- عما يصفُه به المخالفون للرسل عليهم السلامُ.
وقال ابنُ القيم رحمهُ اللهُتعالى: تأمل هذا البرهان الباهر بهذا اللفظ الوجيز البين.
يعني:قوله (ما اتخّّذ الله من ولد وما كان معه من اله) هذه الآية فهي برهان البحث، برهان الدليل القاطع، نعم.
وقال ابنُ القيم رحمهُ اللهُ تعالى: تأمل هذا البرهان الباهر بهذا اللفظ الوجيز البين، فإن الإله الحق لا بد أن يكون خالقًا فاعلا يُوصلُ إلى عابديه النفع ويدفعُ عنهم الضر، فلو كان معه إلهٌ آخرُ لكان له خلقٌ وفعلٌ، وحينئذ فلا يرضى شركة الإله الآخر معه؛ بل إن قدر على قهره والتفرد بالألوهية دونه فعل، وإن لم يقدر على ذلك انفرد بخلقه وذهب به، كما ينفردُ ملوكُ الدُنيا بعضُهم عن بعض بممالكهم إذا لم يقدر المنفردُ على قهر الآخر والعلو عليه، فلا بُد من أحد أمور ثلاثة:
إما أن يذهب كل إله بخلقه وسلطانه، وإما أن يعلو بعضُهم على بعض، وإما أن يكونوا كلهم تحت قهر إله واحد يتصرفُ بهم ولا يتصرفون فيه، فيكونُ وحده هو الإلهُ الحقُ، وهم العبيدُ المربوبون المقهورون، وانتظامُ أمر العالم العلوي والسفلي وارتباطُ بعضه ببعض وجريانه على نظام محكم لا يختلفُ ولا يفسدُ من أدل دليل على أن مُدبرهُ واحدٌ لا إله غيرُه، كما دل دليلُ التمانع على أن خالقه واحدٌ لا رب غيرُه، فذلك تمانعٌ في الفعل والإيجاد، وهذا تمانعٌ في الغاية والألوهية، فكما يستحيلُ أن يكون للكون ربان خالقان متكافئان، كذلك يستحيلُ أن يكون له إلهان معبودان.انتهى.
يعني معبودان هذا كماله في الالوهيه (لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا)، (ما اتخذ الله من ولد) هذا كمال الربوبية، نعم.
(87) قولُهُ: (عالم الغيب والشهادة): أي يعلمُ ما غاب عن العباد وما شاهدوه، والغيبُ ينقسمُ إلى قسمين: غيب مطلق، وغيب مقيد.
فالمطلقُ: لا يعلمه إلا اللهُ، وهو ما غاب عن جميع المخلوقين الذين قال فيه: (فلا يُظهرُ على غيبه أحدًا).
والغيبُ المقيدُ: ما علمه بعضُ المخلوقات من الجن والإنس، فهو غيبٌ عمن غاب عنه وليس هو غيبا عمن شهدهُ، والناسُ قد يغيبُ عن هذا ما يشهدُه هذا فيكون غيبًا مقيدًا، أي غيبًا عمن غاب عنه من المخلوقين لا عمن شهده، وليس هو غيبًا مطلقا عن المخلوقين قاطبةً. انتهى. من كلام شيخ الإسلام بتصرف.
قولُهُ: (فتعالى اللهُعما يُشركُون): قولُهُ: (فتعالى) أي علا وتنزه وتقدس عما لا يليقُ بجلاله، فله -سُبحانهُ- العلوُ الكاملُ المطلقُ من جميع الوجوه، علو القهر، أي إنه علا على كل شيء بمعنى أنه قاهرٌ له، قادرٌ عليه متصرفٌ فيه، كما قال تعالى: (إذًا لذهب كُل إله بما خلق ولعلا بعضُهُم على بعض ) انتهى. وله -سُبحانهُ وتعالى- علو القدر، فتعالى -سُبحانهُ- وتنزه عن المثيل والنظير، وتنزه عن النقائص والعيوب، كما قال: (سُبحانهُ عما يُشركُون) وفي دعاء الاستفتاح: ((وتعالى جدك))، وله -سُبحانهُ- علو الذات، أي أنه عال على الجميع فوق عرشه, وإثباتُ علوه -سُبحانهُ- على ما سواه وقدرته عليه وقهره يقتضي ربوبيته له وخلقه له، وذلك يستلزمُ ثبوت الكمال، وعلو عن الأمثال يقتضي أنه لا مثل له في صفات الكمال فاسمُه العلي الأعلى يتضمنُ اتصافه بجميع صفات الكمال، وتنزيهه عما يُنافيها من صفات النقص، وعن أن يكون له مثلٌ، وأنه لا إله إلا هو ولا رب سواه، انتهى. ملخصًا من كلام شيخ الإسلام.
بسم الله وصلي الله علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه وبعد غفر الله لك قال عبد العزيز الرشيد-رحمه الله تعالي-علي قول تعالي
(فلا تضربُوا لله الأمثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون*قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركو بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولو علي الله ما لاتعلمون)(فلا تضربو لله الامثال) يعني: الأشباه فتُشبهونهُ بخلقه، وتجعلون له شريكًا فإنه -سُبحانهُ- لا مثل له ولا ند له لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته ولا في أفعاله، وضربُ المثل هو تشبيهُ حال بحال، فلا يُمثلُ -سُبحانهُ وتعالى-بخلقه، ولا يشبهُ بهم -سُبحانهُ وتعالى-، فإنهُ -سُبحانهُ- لا مثل له.
قال الشيخُ تقيُ الدين بنُ تيمية-رحمه الله- في أثناء كلام له: واللهُ -سُبحانهُ- لا تُضربُ له الأمثالُ التي فيها مماثلةٌ لخلقه فإن الله لا مثل له، بل له المثلُ الأعلى، فلا يجوزُ أن يُشرك هو والمخلوقُ في قياس تمثيل ولا قياس شمول تستوي أفرادُه، بل يُستعملُ في حقه المثلُ الأعلى، وهو أن كل ما اتصف به المخلوقُ من كمال فالخالقُ أولى به، وكل ما يُنزهُ عنه المخلوقُ من نقص فالخالقُ أولى بالتنزيه، قال تعالى: (قُل هل يستوي الذين يعلمُون والذين لا يعلمُون ) وهذا يبينُ أن العالم أكملُ ممن لا يعلمُ، وحينئذ فالمتصفُ به أولى، ولله المثلُ الأعلى، وقال تعالى: (وإذ قال لأبيه يأبت لم تعبُدُ ما لا يسمعُ ولا يبصرُ ولا يُغني عنك شيئًا) فدل على أن السميع البصير الغني أكملُ، وأن المعبود يجبُ أن يكون كذلك، فمن جعل الواجب الوجود لا يقبلُ الاتصاف بصفات الكمال المذكورة فقد جعله من جنس الأصنام الجامدة التي عابها الله وعاب عابديها، والله -سُبحانهُ- لم يذكر هذه النصوص لمجرد تقرير صفات الكمال، بل ذكرها لبيان أنه المستحق للعبادة دون من سواه، فأفاد الأصلين اللذين بهما يتم التوحيدُ، وهو إثباتُ صفات الكمال ردًا على أهل التعطيل، وبيانُ أنه المستحقُ للعبادة لا إله إلا هو ردًا على المشركين. انتهى.
وقولُهُ: (إن الله يعلمُ وأنتُم لا تعلمون): أي يعلمُ أنه لا مثل له ولا ند، وأنه الإلهُ الحق لا إله غيرُه، وأنتم بجهلكُم تشركون به غيره من الأوثان والأنداد وتشبهونها به.
قولُهُ: (قُل): أي قل يا محمدُ، ففيه دليلٌ على أن القرآن كلامُ الله ليس كلام محمد ولا غيره، وإنما محمدٌ عليه الصلاةُ والسلامُ مُبلغٌ لكلام الله.
لأنه قال: قل، هذا أمرٌ من الله لنبيه صلى الله عله وسلم، فدل على أنهُ كلام الله، قال: هو الله، لو كان كلامه كيف يقول، لنفسه قل: هذا كلام الله، كلام اله فيه الرد على الكفرة الذين يقولون: اختلقه محمد وتكلم به من عند نفسه، نعم.
قولُهُ: (إنما): أداةُ حصر تثبتُ المذكور وتنفي ما سواه.
قولُهُ: (حرم): أي جعله حرامًا ومنع منه، والحرامُ شرعًا: هو ما أُثيب تاركُهُ وعُوقب فاعلُه، وبمعناه المحظورُ والممنوعُ، والتحريُم ينقسمُ إلى قسمين: شرعي كما في هذه الآية، وكوني قدري كما في قوله تعالى: (وحرامٌ على قرية أهلكناها أنهُم إلينا لا يرجعُون).
قولُهُ: (ربي): الرب هو الخالقُ الرازقُ المحيي المميتُ المدبرُ لجميع الأمور، وإذا أُفرد أو عُرف لم يطلق إلا على الله -سُبحانهُ- وتعالى، أما إذا أُضيف فيطلقُ على غيره.
في فرق بين رب والرب الرب هذا لا يطلق الا علي الله، كذلك أما إذا أُضيف هذه يريد بها غيره، ربُ الدار ورب الأبل، كما قال عبد المطلب أنا ربُ أبلي وربُ البيت، يعني: صاحب البيت، ربث الأبل يعني: مالك الأبل، لأن الأضافة يُطلق على غير الله، اما إذا أُفرد ك الرب او ب ال فلا يطلق الا علي الله، قوله تعالى عن يوسف: (انه ربي احسن مثواي)اي سيدي نعم.
أما إذا أُضيف فيطلقُ على غيره.كما يقالُ ربُ الدار، ورب الدابة ونحوُ ذلك.
قولُهُ: (الفواحش): هي جمعُ فاحشة، وهو ما استعظم من الذنوب والمعاصي كالزنا واللواط وقتل النفس ونحو ذلك، سماه الله فاحشةً لتناهي قبحه.
قال ابنُ القيم رحمه الله في كتابه ((المدارج)): فيه دليلٌ على أن الأفعال التي تُوصفُ بأنها حسنةٌ وقبيحةٌ، كما أنها نافعةٌ وضارةٌ ولكن لا يترتبُ عليها ثوابٌ ولا عقابٌ إلا بالأمر والنهي، قال تعالى: (وما كُنا مُعذبين حتى نبعث رسُولا) وقال: (ذلك أن لم يكُن ربك مُهلك القُرى بظُلم وأهلُها غافلُون) وعلى أحد القولين هو أن المعنى لم يهلكهم بظلم قبل إرسال الرسل، فتكونُ الآيةُ دالةً على الأصلين، أن أفعالهم وشركهُم قبيحٌ قبل البعثة، وأنه لا يُعاقبُهُم إلا بعد الإرسال.
قولُهُ: (ما ظهر منها وما بطن): أي ما أُعلن منها وما أسر.
قولُهُ: (والإثم): أي الذنب تعميمٌ بعد تخصيص، وقيل المرادُ بالإثم: الخمرُ كما قال الشاعرُ:
شربتُ الإثم حتى ضل عقلي كذاك الإثمُ تذهبُ بالعُقول
قولُهُ: (والبغي): هو التعدي على الناس.
قال ابنُ القيم في ((المدارج)): وأما الإثمُ والعدوانُ فهما قرينان، قال تعالى: (ولا تعاونُوا على الإثم والعُدوان) فكل منهما إذا انفرد تضمن الآخر، فكل إثم عدوانٌ، إذ فعل ما نهى الله عنه وتركُ ما أمر اللهُ به فهو عدوانٌ على أمره ونهيه، وكل عدوان إثمٌ، فإنه يأثمُ به صاحبُه، ولكن عند اقترانهما فهما شيئان بحسب متعلقهما ووصفهما، فالإثمُ: ما كان مُحرم الجنس، كالكذب والزنا وشرب الخمر، والعدوانُ: ما كان مُحرم القدر والزيادة، فالعدوانُ تعدي ما أبيح منه إلى القدر المحرم، كالاعتداء في أخذ الحق ممن هو عليه، إما أن يتعدى على ماله أو بدنه أو عرضه وهذا نوعان: عدوانٌ في حق الله، وعدوانٌ في حق العبد.
فالعدوانُ في حق الله كما إذا تعدى ما أبيح له من الوطء الحلال في الأزواج والمملوكات إلى ما حُرم عليه من سواهما، والإثمُ والعدوانُ هما الإثمُ والبغيُ المذكوران في سورة الأعراف، مع أن الغالب استعمالُه في حقوق العباد والاستطالة عليهم، وعلى هذا فإذا اقترن بالعدوان كان البغيُ ظلمهم بمحرم الجنس، كالسرقة والكذب والبهت، والعدوان تعدي الحق في استيفائه إلى أكبر منه، فيكونُ البغيُ والعدوانُ في حقهم كالإثم والعدوان في حدود الله. انتهى. بتصرف.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم وسلم وبارك علي نبينا محمد:قال الشيخ عبدالعزيز الرقيب علي قوله تعالي
قولُهُ: (وأن تُشركُوا بالله): أي تصرفوا شيئًا من حق الله -سُبحانهُ- إلى غيره من الأوثان والأنداد، والشركُ بالله هو أعظمُ الذنوب على الإطلاق وأجهلُ الجهل وأظلمُ الظلم، كما في الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ألا أُخبرُكُم بأكبر الكبائر؟)) قُلنا: بلى يا رسُول الله، قال: ((الإشراكُ وعُقُوقُ الوالدين))، وكان مُتكئًا فجلس وقال: ((ألا وقولُ الزور ألا وشهادةُ الزور)) فما زال يُكررُها حتى قُلنا ليتهُ سكت، وفي الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود أنهُ قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أيُ الذنب عند الله أعظمُ؟ فقال: ((أن تجعل لله ندًا وهُو خلقك)) قال: قُلتُ: ثُم أي؟ قال: ((أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك)) قال: قلتُ: ثُم أي؟ قال: ((أن تُزاني بحليلة جارك)).
والشركُ ينقسمُ إلى قسمين: أكبر وأصغر، فحدالشرك الأكبر "هو تسويةُ غير الله بالله فيما هو خاصٌ بالله".
يُساويه في الربوبية أو في الالوهية أو في الأسماء والصفات فالشرك غير الله بالله لما هو مختص بالله أو ما هو من خصائص الله، أو هو التشبه، تشبيه غير الله بالله، نعم.
قال ابنُ القيم رحمه اللهُ: هو التشبهُ بالله أو تشبيهُ غيره به.
نعم الشخص يتشبه بالله لما هو م خصئص الله، أو التشبيه غير الله بالله، كما فعل النصارى شبهوا عيسى بالله وجعلوه إله فكفروا، نعم.
والتعريفان متقاربان. وأما الشركُ الأصغرُ فحده ما ورد في النصوص تسميتُه شركًا، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر.
نعم مثل اللحلف بغير الله، مثل تشبيه الخالق بالمخلق فيما نهي الله عنه، يُسمى هذا شرك لكن لا يصل الي حد الشرك الاكبر ليس شركا في العبادة ولا ناقضا من نواقض الاسلام ولذلك سماه الشارع شركا اصغر
وينقسمُ الشركُ الأكبرُ إلى قسمين: شرك يتعلقُ بذات المعبود وأسمائه وصفاته، وقسم يتعلقُ بمعاملته.
فالنوعُ الأولُ ينقسم إلى قسمين: شرك تعطيل وشرك تمثيل.
فشركُ التعطيل ينقسمُ إلى ثلاثة أقسام: تعطيل المخلوق من خالقه، وتعطيل الصانع من كماله المقدس بتعطيل أسمائه وصفاته، وتعطيل حق معاملته، وقد تقدمت الإشارةُ إلى ذلك.
القسم الثاني: شركُ التمثيل وينقسمُ إلى قسمين: تشبيه المخلوق بالخالق، كشرك النصارى وعبدة الأوثان، شبهوا أوثانهم بالله وعبدُوها معه، القسم الثاني: تشبيهُ الخالق بالمخلوق، كأن تقول: يدُ الله كأيدينا. وعينُ الله كأعيننا ونحوُ ذلك، وقد تقدمت الإشارةُ إلى ذلك.
نعم كما قالوا المُشبهة، نعم.
النوعُ الثاني: شركٌ يتعلقُ بمعاملته -سُبحانهُ- وهذا ينقسمُ إلى أقسام:
الأول: شركُ الدعوى، كقوله تعالى: (فإذا ركبُوا في الفُلك دعوُا الله مُخلصين لهُ الدين).
الثاني: شركُ المحبة كقوله سُبحانهُ: (ومن الناس من يتخذُ من دُون الله أندادًا يُحبونهُم كحُب الله ) الآية.
الثالث: شركُ الطاعة، كقوله سُبحانهُ: (اتخذُوا أحبارهُم ورُهبانهُم أربابًا من دُون الله ) الآية.
الرابع: شركُ الإرادة والقصد، كقوله سُبحانهُ: (من كان يُريدُ الحياة الدُنيا وزينتها نُوف إليهم أعمالهُم فيها وهُم فيها لا يُبخسُون * أُولـئك الذين ليس لهُم في الآخرة إلا النارُ وحبط ما صنعُوا فيها وباطلٌ ما كانُوا يعملُون ).
ويفترقُ الشركُ الأكبرُ عن الشرك الأصغر في أمور، منها أن الشرك الأكبر لا يُغفرُ لصاحبه، لقوله تعالى: (إن الله لا يغفرُ أن يُشرك به ويغفرُ ما دُون ذلك لمن يشاءُ ). أما الشركُ الأصغرُ فهو تحت مشيئة الله سُبحانهُ، ومنها أن الشرك الأكبر محبطٌ لجميع الأعمال، لقوله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملُوا من عمل فجعلناهُ هباءً منثُورًا) وقوله: (ولقد أُوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملُك ) الآية. وأما الشركُ الأصغرُ فلا يُحبطُ إلا العمل الذي قارنه.
ومنها أن الشرك الأكبر مُخرجٌ من الملة الإسلامية، والأصغر لا يُخرجُ من الملة الإسلامية.
ومنها أن المشرك الشركً أكبر خالدٌ مخلدٌ في النار، وأما المشركُ الشركً الاصغر فهو كغيره من الذُنوب.
صلي الله وسلم علي رسول الله اما بعد فغفر الله لك قال الشيخ عبدالعزيز الرقيب-رحمه الله تعالي-
والشركُ ينقسمُ إلى قسمين: أكبر وأصغر، فحد الشرك الأكبر "هو تسويةُ غير الله بالله فيما هو خاص بالله".
نعم. تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله، هذا هو الشرك الأكبر، تسوية غير الله في الله في الربوبية او في الألوهية أو في الأسماء او في الصفات أو في الأفعال، فيما هو من خصائص الله يسوي غير الله بالله في خصائص الله، خصائص الله هو المدبر-سبحانه-الرب الخالق المُحي المُميت المالك، فإذا سوى غير الله في الله فقال: إن له في غير الأحكام من التدبير او الملك او الربوبية هذا شرك اكبر، او سوى غير الله بالله في الأسماء أو في الصفات او في الألوهية العبادة، تسوية غير الله بالله فيما هو خصائص الله، نعم.
يُساويه في الربوبية أو في الالوهية أو في الأسماء والصفات فالشرك غير الله بالله لما هو مختص بالله أو ما هو من خصائص الله، أو هو التشبه، تشبيه غير الله بالله، نعم.
قال ابنُ القيم رحمه اللهُ: هو التشبه بالله أو تشبيهُ غيره به.
نعم الشخص يتشبه بالله لما هو م خصائص الله، أو التشبيه غير الله بالله، كما فعل النصارى شبهوا عيسى بالله وجعلوه إله فكفروا، نعم.
والتعريفان متقاربان. وأما الشركُ الأصغرُ فحده ما ورد في النصوص تسميتُه شركًا، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر.
نعم مثل الحلف بغير الله، سُمي شرك ولم يكن شركاً في العبادة ولا ناقضا في الاسلام، مثل: ما شاء الله أنت، هذا يُسمى شرك، ففهو يتشبه بالله، يعني: يدعي ان لهُ صفات الربوبية، أو تشبيه غير الله( ) بالله فيرفعه إلى مقام الألوهية والعبادة، نعم.
وينقسمُ الشركُ الأكبرُ إلى قسمين: شرك يتعلقُ بذات المعبود وأسمائه وصفاته، وقسم يتعلقُ بمعاملته.
نعم. قسم يتعلق بذات الرب، يعني: أسمائه وصفاته، تعلق بأسماءء الرب وأسمائه وصفاته هذا توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات، وقسم يتعلق بالمعاملة بالعبادة، فإذا صرف العبادة لغير الله وقع في الشرك، نعم.
فالنوعُ الأولُ ينقسم إلى قسمين: شرك تعطيل وشرك تمثيل.
فشركُ التعطيل ينقسمُ إلى ثلاثة أقسام: تعطيل المخلوق من خالقه، وتعطيل الصانع من كماله المقدس بتعطيل أسمائه وصفاته.
تعطيل المخلوق من خالقه، يعني: تعطيل هذا الكون من خالقه، والقول: بأن هذا الكون ليس لهُ خالق. والثاني تعطيل الصانع من صفات كماله، هذا هو الرب، تعطيل من صففات كماله، يعني: نفي الأسماء والصفات، نعم.
وتعطيل حق معاملته، وقد تقدمت الإشارةُ إلى ذلك.
القسم الثاني: شركُ التمثيل وينقسمُ إلى قسمين: تشبيه المخلوق بالخالق، كشرك النصارى وعبدة الأوثان، شبهوا أوثانهم بالله وعبدُوها معه، القسم الثاني: تشبيهُ الخالق بالمخلوق، كأن تقول: يدُ الله كأيدينا. وعينُ الله كأعيننا ونحوُ ذلك-هذاالشرك المشبه نعم- وقد تقدمت الإشارةُ إلى ذلك.
النوعُ الثاني: شركٌ يتعلقُ بمعاملته -سُبحانهُ- وهذا ينقسمُ إلى أقسام:
الأول: شركُ الدعوة، كقوله تعالى: (فإذا ركبُوا في الفُلك دعوُا الله مُخلصين لهُ الدين)الدعوة يعني الدعاء لغير الله نعم.
الثاني: شركُ المحبة كقوله سُبحانهُ: (ومن الناس من يتخذُ من دُون الله أندادًا يُحبُونهُم كحُب الله ) الآية.
والمراد: محبة العبادة، التي يستلزم الطاعة والذثل والخضوع، اما المحبة الطبيعية مثل: محبة المال والولد هذه محبة طبيعية، نعم.
الثالث: شركُ الطاعة، كقوله سُبحانهُ: (اتخذُوا أحبارهُم ورُهبانهُم أربابًا من دُون الله ) الآية.
طاعة التحديد والتحريم، نعم عفا الله عنك.
الرابع: شركُ الإرادة والقصد، كقوله سُبحانهُ: (من كان يُريدُ الحياة الدُنيا وزينتها نُوف إليهم أعمالهُم فيها وهُم فيها لا يُبخسُون * أُولـئك الذين ليس لهُم في الآخرة إلا النارُ وحبط ما صنعُوا فيها وباطلٌ ما كانُوا يعملُون ).
ويفترقُ الشركُ الأكبرُ عن الشرك الأصغر في أمور، منها أن الشرك الأكبر لا يُغفرُ لصاحبه، لقوله تعالى: (إن الله لا يغفرُ أن يُشرك به ويغفرُ ما دُون ذلك لمن يشاءُ ). أما الشركُ الأصغرُ فهو تحت مشيئة الله سُبحانهُ، ومنها أن الشرك الأكبر محبطٌ لجميع الأعمال، لقوله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملُوا من عمل فجعلناهُ هباءً منثُورًا) وقوله: (ولقد أُوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملُك ) الآية. وأما الشركُ الأصغرُ فلا يُحبطُ إلا العمل الذي قارنه.
ومنها أن الشرك الأكبر مُخرجٌ من الملة الإسلامية، والأصغر لا يُخرجُ من الملة الإسلامية.
ومنها أن المشرك الشرك الأكبر خالدٌ مخلدٌ في النار، أما المشركُ شركًا أصغر فهو كغيره من الذنوب