شعار الموقع

شرح التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية 31

00:00
00:00
تحميل
15

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم وبارك علي رسول الله واله وصحبه اجمعين اما بعد فغفر الله لك

يقول شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- وقوله: صلى الله عليه وسلم (( ما مِنْكُمْ مِن أَحَدٍ إِلا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ وَلَيْسَ بينَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمانٌ ))متفق عليه

قال الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله تعالي

قولُهُ: ((ما منكم من أحد)): إلخ هذا الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ثم ينظر فلا يرى شيئا قدامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة)) هذا لفظ البخاري.

(الشرح)وهذا فيه إثبات الكلام لله عز وجل، وأن الله تعالى سيُكلمك بلا واسطة كما قال ((بلا تُرجمان))، التُرجمان: هو الذي ينقل الكلام بلغة (...)، المترجم، والمعنى أن الله تعالى يكلم عبادة بلا واسطة، لا في واسطة مخلوق ولا غيره، ((ما منكم من أحد إلا سيُكلمُهُ ربُهُ يوم القيامة ليس بينه وبينهُ ترجمان)) يُقال ترجمان بفتح التاء والجيم، وتُرجمان بضم التاء و الجيم،وترجمان بضم التاء وفتح الجيم، (...)نعم.

(المتن)وفي رواية لهما قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((اتقوا النار))، ثم أعرض وأشاح، ثم قال: ((اتقوا النار)) ثم أعرض وأشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها، ثم قال: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة)).

قولُهُ: ((ما منكم من أحد)): الحديث ظاهر الخطاب للصحابة، ويلتحق بهم المؤمنون كلهم سابقهم ومقصرهم، انتهى. والمراد أنه يكلمهم بلا واسطة، فتكليمه -سُبحانهُ وتعالى- نوعان:

الأول: بلا واسطة، كما في هذا الحديث.

الثاني: بواسطة وقد تقدمت الإشارة إليه.

قولُهُ: ((ترجمان)): هو من يعبر بلغة عن لغة كما قال بعضهم:

ومن يفسر لغة بلغة        

 

مترجم عند أهيل اللغة

 

 

أفاد هذا الحديث إثبات صفة الكلام لله -سُبحانهُ وتعالى-، والرد على الجهمية والأشاعرة من نفاة صفة الكلام، فإن الكلام صفة كمال، وأدلة ذلك من الكتاب والسنة أظهر شيء وأبينهُ، وأفاد هذا الحديث: أنه يكلم جميع الناس، وأما قولُهُ سُبحانهُ وتعالى: (لا يُكلمُهُم ولا يُزكيهم) الآية، فالمراد لا يكلمهم كلاما يسرهم.

قال شيخ الاسلام -رحمه الله تعالي-

وقولُه صلي الله عليه واله وسلم: ((في رقية المريض ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء اغفر لنا حيبنا وخطيانا انت رب الطيبين انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك علي هذا الوجع)):حديث حسن رواه ابو داود وغيرة قال الشيخ الرشيد رحمه الله في رقية المريض إلى أخره. هذا الحديث، رواه أبو داود من حديث أبي الدرداء قال-رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من اشتكى منكم شيئا فليقل ربنا الله الذي في السماء)) الحديث، وأخرجه النسائي أيضا من حديث أبي الدرداء أنه أتاه رجل يذكر أن أباه احتبس بوله وأصابته حصاة فعلمه هذا فرقاه بها فبرأ، هذا لفظ النسائي اظن الحديث تكلم عليه  (...) وقد رواه البيهقي والحاكم والطبرانيُ.

قولُهُ: ((في رقية المريض)): أي القراءة على المريض من رقاه برقية إذا قرأ عليه، ففيه دليل على إباحة الرقية لهذا الحديث وغيره، كما روى مسلم وأبو داود من حديث عوف بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا))، وقولُهُ -صلى الله عليه وسلم- وقد سئل عن الرقى: ((من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعهُ)) رواه مسلم وأحمدُ وابن ماجة من حديث جابر، وأما ما رواه مسلم في صحيحه من حديث جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الرقى، فالمراد بها الرقى التي تتضمن الشرك وتعظيم غير الله، كغالب رقى الجاهلية، فلا يعارض ما تقدم من الأحاديث في إباحة الرقى، وقال السيوطي: قد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط:

أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته.

أن تكون باللسان العربي وما يعرف معناهُ.

 أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله. انتهى.

اعد الشروط

(المتــن) قال الشيخ عبد العزيز الرشيد -رحمه الله- على قولُهُ: ((ربُنا اللهُ الذي في السماء)): فيه إثباتُ العلو لله -سُبحانهُ وتعالى- على الخلق، وفسر قولهُ سُبحانهُ: ((في السماء)) بتفسيرين:

الأول: أن في بمعنى على، فقولُهُ في السماء، أي على السماء، كقوله -سُبحانهُ- وتعالى: (فامشُوا في مناكبها)، وقولُهُ: (فسيحُوا في الأرض) أي عليها.

(الشـرح)       وتفسير السماء المراد بها الطباق المدرية، والثاني أن تكون ((في)) ظرفية وتكون السماء المراد بها العلو، والأصل أن المراد بالسماء العلو، نعم.

(المتــن) الثاني: أن المراد بالسماء: العلوُ، فقولُهُ: ((في السماء))، أي العلوُ، والسماءُ كلُ ما علاك وأظلك، فهو -سُبحانهُ- في جهة العلو.

قولُهُ: ((تقدس اسمُك)): أي تنزه من التقديس، وهو التنـزيهُ عما لا يليقُ، فأسماؤه -سُبحانهُ وتعالى- مُنزهة عن العيوب والنقائص، وعن تأويل المحرفين وتشبيه الممثلين.

قولُهُ: ((أمرُك في السماء والأرض)): أي أمرُك الكونيُ القدريُ، وأمرُك الدينيُ الشرعيُ، فأمرُه -سُبحانهُ وتعالى- ينقسمُ إلى قسمين:

الأول: أمر كوني قدري كقوله سُبحانهُ: (إنما أمرُهُ إذا أراد شيئًا أن يقُول لهُ كُن فيكُونُ)، وقولُهُ سُبحانهُ: (وإذا أردنا أن نُهلك قريةً أمرنا مُترفيها) الآية‍.

الثاني: الأمرُ الدينيُ الشرعيُ كقوله سُبحانهُ: (إن الله يأمُرُ بالعدل والإحسان) الآية، فأمرُه -سُبحانهُ- الكونيُ نافذ لا راد له، في السماء والأرض فلا راد لأمره ولا معقب لحُكمه.

قولُهُ: ((كما رحمتُك في السماء)): فيه إثباتُ صفة الرحمة لله -سُبحانهُ وتعالى- كما يليقُ بجلاله.

قولُهُ: ((أنزل رحمةً من رحمتك)): فيه إثباتُ العلو، وهذه الرحمةُ مخلوقة.

(الشـرح)       لأن النزول يكون من أعلى إلى أسفل هذه رحمة الله نعم ، فيه إثبات العلو، نعم.  

(المتــن) فإن الرحمة المضافة إليه تنقسمُ إلى قسمين: الأول: رحمة تضافُ إليه -سُبحانهُ وتعالى- من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، كقوله: (ورحمتي وسعت كُل شيء)، وقولهُ في الحديث: ((برحمتك أستغيثُ)). الثاني: رحمة تضافُ إليه -سُبحانهُ- من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، كما قال في هذا الحديث: ((أنزل رحمةً من رحمتك))

(الشـرح)       وفي الحديث قال: (( إن الله خلق مائة رحمة من رحمته، فأنزل واحدة وأبقى عندهُ تسعة وتسعين)) نعم.

(المتــن) وكما في حديث: ((ان الله خلق اللهُ مائة رحمة)) وقولُهُ -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((قال -سُبحانهُ- للجنة: أنت رحمتي أرحمُ بك من أشاءُ)) وقد تقدم الكلامُ على هذا البحث في الكلام على الآيات.

قولُهُ: ((اغفر لنا حُوبنا)): هذا فعلُ دعاء من الغفر، وهو السترُ ووقايةُ الأثر، ومنه المغفرُ والجمعُ الغفيرُ.

قولُهُ: ((حُوبنا)): الحُوب هو الإثمُ، ومنه قولُهُ: (إنهُ كان حُوبًا كبيرً).

قولُهُ: ((وخطايانا)): الخطايا هي الذُنوبُ والآثامُ.

قولُهُ: ((أنت ربُ الطيبين)): جمعُ طيب، وخصهُم بالذكر لما اتصفُوا به من الطيب، ومعلوم أنه ربُ كل شيء، ما يتصفُ بالطيب والخُبث وغيرها، ولكن هذه ربوبية خاصة بأنبيائه وعباده الصالحين، لها اختصاص على الرُبُوبية العامة للخلق، فإن من أعطاهُ اللهُ من الكمال أكثر مما أعطى غيره، فقد ربهُ ورباه رُبُوبيةً وتربيةً أكمل من غيره، فالرُبوبيةُ تنقسم إلى قسمين:

الأول: ربوبية عامة، وهي لسائر الخلق.

الثاني: ربوبية خاصة، وهي ربوبية لأنبيائه وعباده الصالحين. وفي هذا الحديث إشارة إلى التوسُل بربوبيته -سُبحانهُ- للطيبين، وهذا التوسُلُ الشرعيُ، وهو التوسُلُ بربوبيته -سُبحانهُ- وأسمائه وصفاته، وهذا التوسُلُ من أعظم الوسائل للحصول على المقصود، ولا يكادُ يردُ دعاء من توسل بها، فلهذا دعا الله بعدها بالشفاء الذي هو شفاءُ الله الذي لا يدعُ مرضًا إلا أزاله، وفيه أنهُ ينبغي أن يأتي من صفاته في كل مقام بما يناسبُه، كلفظ الغفور عند طلب المغفرة، والرازق عند طلب الرزق ونحو ذلك، والقرآنُ والأدعيةُ النبويةُ مملوءة بذلك.

قولُهُ: ((على هذا الوجع)): بكسر الجيم أي المصابُ بالمرض.

قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- وقولُهُ -صلى الله عليه وسلم-: (( ألا تأمنُوني وأنا أمينُ من في السماء )). حديث صحيح

قال الشيخ عبد العزيز الرشيد -رحمه الله- تعالي قولُهُ: ((ألا تأمنُوني)): إلى أخره هذا الحديثُ أخرجه في الصحيحين عن أبي سعيد الخُدري قال: بعث علي من اليمن بذُهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها، فقسمها رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلم- بين أربعة: زيد الخير، والأقرع بن حابس، وعُيينة بن حصن، وعلقمة بن علاثة أو عامر بن الطُفيل وهذا كله معتقد واحد

(الشـرح)       وهؤلاء كلهم رؤساء قبائل دخلوا في الإسلام حديثًا، قسمها بينهم حتى يتألفوا على الإسلام حتى يتقوى إيمانهم، النبي يقول .. انما يعطي لله ، والمهاجرين والأنصار ما أعطاهم، وكلهم إلى إيمانهم، ايمانهم  قوي، أما هؤلاء رؤساء القبائل الذين دخلوا في الإسلام حديثًا، ولم يمكن الإسلام في قلوبهم، قسم بينهم هذه الذُهيبة التي جاءت، جاءت من اليمن ذُهيبة بها تُراب، لم تُفصل من تُرابها، قطعها من الأرض بها تُراب، قسمها أربعة كل واحد من رؤساء القبائل الذي اسلموا حديثًا أعطاه قسم ليتقوى إيمانهم، فاعترض عليه رجل من الخوارج، فقال: ان هذه قسمة ما أُريد بها وجه الله، فقال النبي: ((ألا تأمنُوني وأنا أمينُ من في السماء، يأتيني خبرُ السماءُ صباحًا ومساءًا، نعم فيه إثبات العلو، وان الله تعالى في العلو، فالمراد بالسماء العلو، وأختلف السماء على الطباق المدرية، تكون في بمعنى ((على)) يعني: على السماء، فإذا أُريد بها العلو تكون ((في )) إضافية على العلو، والله تعالى أعلى العلو ما فوق العرش، نعم. 

 (المتــن)        شك عمارةُ، فوجد من ذلك بعض الصحابة من الأنصار وغيرهم، فقال رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((ألا تأمنُوني وأنا أمينُ من في السماء، يأتيني خبرُ السماء صباحًا ومساءً)) أخرجه البخاريُ ومُسلم.

قولُهُ: ((ألا تأمنُوني)): ألا: أداةُ استفتاح.

قولُهُ: ((وأنا أمينُ من في السماء)): أي أمينُ الله -سُبحانهُ وتعالى- الذي في السماء على تبليغ شرعه ودينه.

(الشـرح)       نعم. يعني الرسول أمين ائتمنه الله على تبليغ الشرع والدين، فإذا كان الرسول -عليه الصلاةُ والسلام- ائتمنهُ الله على تبليغ الشرع والدين، فكيف يأمنونه هؤلاء ويُخونونه، أعدل يا محمد فإنك لم تعدل وهذه القسمة لم يبتغي بها وجه الله، خونه، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كيف تُخونوني وأنا أمين وحي السماء، أمين الله في تبليغ شرعه ودينه، يأمنني سُبحانه، وأنت تُخونني وتقول لي لم تعدل، -نسأل الله العافية-، نعم

(المتــن) قيل إن القائل للنبي -صلى اللهُ عليه وسلم- هو ذو الخويصرة اليمنيُ، فاستأذنه بعضُ الصحابة في قتله، فقال النبيُ -صلى اللهُ عليه وسلم-: ((دعهُ فإنهُ يخرُجُ من ضئضئ هذا، -أي من جنسه– قوم تُحقرُون صلاتكُم مع صلاتهم، وقراءتكُم مع قراءتهم، يمرُقُون من الدين كما يمرُقُ السهمُ من الرمية، فأينما لقيتُمُوهُم فاقتُلُوهُم فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهُم)) الحديث.

(الشـرح)       وهم الخوارج، لكن الحديث يُراجع، نعم.

(المتــن) فأولُ بدعة وقعت في الإسلام فتنةُ الخوارج، وكان مبدؤُهم بسبب الدُنيا حين قسم النبيُ -صلى اللهُ عليه وسلم- غنائم حُنين، فكأنهم رأوا في عقولهم الفاسدة أنه لم يعدل في القسمة.

(الشـرح)       هذا مبدأهم، وقد يُقال الحكم حكم بالخوارج، والخوارج الصحابة لم يحكمُوا عليهم بالكُفء، وإنما عاملوهم معاملة المبتدئة، الصحابة عاملوا الخوارج معاملة المبتدئة، لأنهم متأولون، قد يكون هذا متأول، لكن يكون حكمه كم الخوارج، والخوارج الجمهور على أنهم مبتدئة، والقول الثاني: وهم كُفار، وهو الذي عند الأمام أحمد -رحمهُ الله- وهذا من جنس هذا، قال: انه(...) هذا من جنس هذا، دل على أن الحكم حكمه وهو الخوارج والخوارج مبتدعة، الخوارج الجمهور على أنهم مبتدعة، كما قال شيخ الإسلام -رحمه الله- وهذا يعاملونهم معاملة المبتدعة، والعلماء ما(...) لما قاتلوهم ولا(...)، ومن العلماء من كفرهم في آخر الحديث، وأختار شيخ (...) -رحمه الله- كُفرهم، نعم.

(المتــن) ففاجئوه بهذه المقالة، ثم كان ظهورُهُم في أيام علي بن أبي طالب فقتلهُم في النهروان، ثم تشعبت منهم شعوب وآراء وأهواء ومقالات ونحل كثيرة منتشرة، ثم حدثت بعدهم بدعةُ القدرية، ثم المعتزلة، ثم الجهمية، وغير ذلك من البدع التي أخبر عنها الصادقُ المصدوقُ -صلى اللهُ عليه وسلم- في قوله: ((وستفترقُ هذه الأمةُ على ثلاث وسبعين فرقةً كُلُها في النار إلا واحدةً)) قالُوا: وما هُم يا رسُول الله؟ قال: ((من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)) أخرجهُ الحاكمُ في مستدركه، أفاد هذا الحديثُ فوائد:

أولاً: ما كان عليه -صلى اللهُ عليه وسلم- من الصبر والتحمُل لأذى المُنافقين.

ثانيًا: تركُ النبي -صلى اللهُ عليه وسلم- هذا المنافق وغيره استبقاءً لانقيادهم وتأليفًا لقلوبهم، فإنه -صلى اللهُ عليه وسلم- لما استأذنه

(الشـرح)       حكم عليه بأنهُ منافق كعبد الله بن أُبي، نعم.   

(المتــن) ثانيًا: تركُ النبي -صلى اللهُ عليه وسلم- هذا المنافق وغيره استبقاءً لانقيادهم وتأليفًا لقلوبهم، فإنه -صلى اللهُ عليه وسلم- لما استأذنه بعضُ الصحابة في قتل بعض المنافقين قال: ((معاذ الله أن يتحدث الناسُ أن مُحمدًا يقتُلُ أصحابهُ)).

ثالثًا: فيه دليل لمن لم يُكفرُ الخوارج، قال النوويُ - رحمه الله- : ومذهبُ الشافعي وجماهير أصحابه وجماهير العلماء أن الخوارج لا يُكفرون، وكذلك القدريةُ والمعتزلةُ وسائر أهل الأهواء. انتهى.

رابعًا: فيه دليل على علو الله على خلقه، فقولُهُ: ((في السماء)) فُسرت "في" بمعنى على، أو أن المراد بالسماء العلوُ، ولا تنافي بين التفسيرين، وقد تقدم، فليس معنى قوله ((في السماء)) أن السماء تُظلُه أو تُقلُه أو تحيطُ به أو تحويه، فإن هذا ما لا تُوجبُه اللُغةُ، وخلافُ ما فطر اللهُ عليه الخلق.

(الشـرح)       هذا يحتاج إلى تحقيق نُعيده -إن شاء الله- في الدرس القادم، نعم.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد