(المتن) يقول شيخ الإسلام بعد الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
(قال شيخ الإسلام: ويغلو فيها قومٌ من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته وخياره، ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها)
(الشرح) نعم هم الجبرية الذين يحتجون بالقدر الجبرية، والذين يقولون بالقدر النفاة، النفاة يقولون العبد هو الذي يخلق فعل نفسه استقلالاً، والجبرية يقولون: العبد مجبور على فعله ليس له قدرة ولا اختيار متقابلان ويقولون الفعل فعل الله فالله هو المصلي والصائم، ويقولون الله يفعل بالمشيئة وليس هناك علة ولا حكمة نعم يغلون.
(المتن) (يقول الشيخ عبد العزيز الرشيد على قوله: ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها، إلى آخره، أي أن هؤلاء الجهمية يزعمون أن الله تعالى لا يفعل لعلة ولا لحكمة)
(الشرح) وكذلك الأشاعرة كلهم جبرية.
(المتن) ( وإنما هو محض مشيئة وصرف إرادة مجردة عن الحكمة والرحمة، وكان شيخهم الجهم بن صفوان يقف على الجزماء فيقول أرحم الراحمين يفعل مثل هذا إنكارًا للرحمة والحكمة)
(الشرح) نعوذ بالله، نسأل الله العافية، هذا تناقص للرب والعياذ بالله؛ لأنه لا يثبت الحكم والأسرار والعلل، يقف على الجزامى ويقول أرحم الراحمين يفعل هذا، أنه يفعل بالمشيئة وإنكار للرحمة، نعوذ بالله من زيغ القلوب.
(المتن) (وأدلة الكتاب والسنة تبطل هذا المذهب، قال ابن القيم)
(الشرح) مذهب الجبر، الجبرية بأن العبد مجبور وأن العبد مسلوب القدرة والاختيار وأن أفعاله كلها اضطرارية وأن الأفعال أفعال الله وإنما العباد وعاء لها تمر عليه والأفعال أفعال الله هو المصلي والصائم وهي تمر على العباد مرور فقط كما يصب الماء في الكوز والكوز لا اختيار له فكذلك الرب يصب الأفعال فيه صبًا بدون اختياره.
(المتن) (قال ابن القيم: ولهذا الأصل لوازم وفروع كثيرة فاسدة وذكرها وردها من تسعين وجهًا، انتهى، والذي عليه أهل السنة والجماعة)
(الشرح) نعم أصل الجبرية أنه ليس لك حكمة.
(المتن) (وذكرها وردها من تسعين وجهًا، انتهى، والذي عليه أهل السنة والجماعة هو إثبات العلة والحكمة في أفعاله سبحانه وتعالى وشرعه وقدره، فما خلق شيئًا ولا قضاه ولا شرعه إلا لحكمة بالغة وإن تقاصرت عنها عقول البشر، والأدلة في إثبات ذلك كثيرة جدًا فإنه سبحانه حكيم شرع الأحكام لحكمة ومصلحة فما خلق شيئًا عبثًا ولا خلقه سدى كما قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون:115] ، وقال: {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة:36]، وقال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ(38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الدخان:38-39]، وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، وقال: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1] إلى غير ذلك من الأدلة على إثبات هذا الأصل)
(الشرح) وهي كثيرة فيها إثبات الرحمة والحكمة والعلة فالقرآن مملوء من هذا {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} [المنافقون:3]، {وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ} [النمل:60] سبب، {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ} [الإسراء:59]، {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الطلاق:12] ، مملوء القرآن بمثل هذا لكن الجبرية قوم لا يعقلون.
(المتن) (قال شيخ الإسلام: فصل: ومن أصول أهل السنة أن الدين والإيمان قولٌ وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه في آية القصاص: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة:178] وقال: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات:9-10] ، ولا يسلبون الفاسق الملية الإيمان بالكلية، ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة، بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان المطلق ، كما في قوله:{ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ } وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالي {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}وقوله صلي الله عليه وسلم { لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ونقول هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسقا بكبيرته فلا يعطي الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم .
(الشرح) نعم هذه (....) السنة والجماعة في الايمان، وهذا الايمان قول وعمل، قوله القلب والتصديق والاقرار، وعمل القلب و(...) والاخلاص ، وقول لسانه :النطق ، وعمل الجوارح ،يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، خلافا للمرجئة الذين يقولون (...) مسمي الايمان. نعم
(المتن) قال الشيخ عبد العزيز الرشيد رحمه الله: ان الدين معناه لغة : الذل ، يقال دنته فدان :اي اذللته فذل وشرعا