شعار الموقع

شرح التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية 54

00:00
00:00
تحميل
20

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين, أما بعد:

المتن

قال شيخ الإسلام: ويَقْبَلُونَ مَا جَاءَ بهِ الكِتَابُ والسُّنَّةُ والإِجْماعُ مِنْ فَضائِلِهِمْ ومَراتِبِهِمْ.

قال الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله: هذا فيه الرد على الروافض والنواصب 

الشرح

هؤلاء أهل السنة والجماعة يقبلون ما جاء به الكتاب والسنة من فضائلهم ومراتبهم وعدلهم ووعدهم بالجنة وعدهم قال:{وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}, وعد الصحابة بدخول الجنة قال:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}, قوله تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}, فالله تعالى عدلهم وزكاهم ووعدهم بالجنة فمن كفرهم وفسقهم فقد كذب الله ومن كذب الله فقد كفر فالله تعالى يزكيهم ويعدلهم ويعدهم بالجنة وهؤلاء يكفرونهم ويفسقونهم نسأل الله السلامة والعافية.

نعم:

(....)

أحسن الله إليك

المتن

قولُه: (ويقبلونَ ما جاءَ بِهِ الكتابُ) هَذَا فيه الرَّدُّ على الرَّوافِضِ والنَّواصِبِ، فقد أَثنى اللَّهُ -سُبْحَانَهُ- على أصحابِ رسولِ اللَّهِ -رضي اللَّهُ عنهم- ووَعَدَهُم بالجَنَّةِ كما قال -سُبْحَانَهُ-: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} الآيةَ، وقال: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} وقال: {لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}.

الشرح

يعني الجنة,{وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}وهم السابقون الأولون المهاجرين والأنصار الأولون الذين أسلموا قبل صلح الحديبية فهم أسبق من غيرهم, كل من أسلم قبل فتح مكة كخالد بن الوليد, والذين أسلموا بعد الفتح يسموا مسلمة الفتح كأبي سفيان وابناه يزيد ومعاوية (....)

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

والآياتُ والأحاديثُ في فضلِ الصَّحابةِ كثيرةٌ جِداًّ، منها ما في "الصَّحيحَيْنِ" مِن حديثِ عِمرانَ وغيرِه: «خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي» الحديثَ.

وروى ابنُ بطَّةَ بإسنادٍ صحيحٍ عن ابنِ عبَّاسٍ -رضي اللَّهُ عنهما- أنَّه قال: «لا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَلَمُقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً – يعني مع النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- – خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً».

الشرح

مقام ساعة في الجهاد مع النبي محمد r وجهادهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وصحبتهم له, كل من سمع من النبي r ورآه والقرآن ينزل والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لهم معناه فهم يسألونه عما أشكل عليهم هذه مزية وبلغوا دين الأسلام في مشارق الأرض ومغاربها كونهم يفدون النبي صلى الله عليه وسلم بأنفسهم وأموالهم اختارهم الله لصحبة النبي r,ليتنا نكون مثلهم فأفضل الناس هم الأنبياء ولولا أنهم خير (....) لما اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم لصحبة نبيه وإن كانوا غير معصومين لكنهم أفضل الناس وهم أولى الناس بالخير والمال والعدالة , لهذا فإن الصحابة كلهم عدول ومحدثون كل الصحابة عدول لا يبحث عنهم أما من جاء بعدهم يبحث عنه هل هو عادل هل هو ثقة هل هو حافظ أما الصحابة فكلهم عدول بتعديل الله لهم.

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

وفي روايةِ وكيعٍ: «خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ» والأدِلَّةُ في فَضْلِ الصَّحابةِ كَثِيرةٌ لا يَرتابُ فيها إلا زائغٌ، فلا شَكَّ أنَّهم حَازُوا قَصباتِ السَّبقِ واسْتَولوا على الأَمدِ وبَلَغوا في الفَضلِ والمعروفِ والعِلمِ وجميعِ خصالِ الخيرِ ما لم يَبلُغُه أحدٌ، فالسَّعيدُ مَن اتَّبعَ صِراطَهم واقْتَفى آثارَهم، تاللَّهِ لقد نَصَروا الدِّين، ووطَّدُوا قواعِدَ المِلَّةِ، وفَتَحوا القلوبَ والأوطانَ، وجاهَدوا في اللَّهِ حقَّ جهادِه، فرَضِيَ عنهم وأَرْضاهم.

قولُه: (مِن فضائِلِهم) هُوَ جمعُ فضيلةٍ وهُوَ الخَصلةُ الجميلةُ التي يَحصُلُ لصاحِبِها بَسبَبِها شَرَفٌ وعُلُوُّ مَنْزِلَةٍ. انتهى.

قولُه: (ومَراتِبِهم) جمعُ مرتبةٍ، والمرتبةُ بالضمِّ هي المنْزِلةُ والمكان، وفيه جوازُ المفاضَلةِ بين الصَّحابةِ، وهُوَ الذي تَدُلُّ عليه الأدِلَّةُ، وبِهِ قال الجمهورُ، فعندَ أهلِ السُّنَّةِ أَفْضلُ الصَّحابةِ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، ثم عُمرُ الفاروقُ، ثم عثمانُ ذو النُّورَيْنِ، ثم عَلِيٌّ المُرْتَضَى، ثم بقيَّةُ العشَرةِ المشهودِ لهم بالجَنَّةِ، ثم أهلُ بدرٍ، ثم بيعةُ الرِّضوانِ، ثم أُحدٌ،  

ترتيبهم في الفضيلة كما هو هنا هذا هو الصوب وروي عن الإمام أبو حنيفة رواية أن علي أفضل من عثمان كلاهما خليفة لكن عثمان مقدم في الخلافة وروي عنه أنه رجع عن هذه الرواية ووافقه الجمهور فكان ترتيبهم في الخلافة لفضيلتم في الخلافة هذا هو الصواب الذي عليه الجماهير والخلاف الأول (....) الخلاف إنما هو في الفضيلة لا في الخلافة (....) لأنه في رواية، رواية أنه روي عن أبي حنيفة أن علي أفضل من عثمان ولكن الخلافة مقدمة.

ولهَذَا ذَهَبَ جمهورُ العلماءِ إلى أَنَّ السَّابِقِين في قولِه، والسَّابقون الأوَّلون، هم الذين أنْفَقُوا مِن قبلِ الفتحِ وقاتَلوا وأهلُ بيعةِ الرِّضوان كُلُّهم منهم، وذَهَبَ بعضُهم إلى أَنَّ السَّابِقِينَ مَن صلَّى إلى القِبلتَيْنِ وهَذَا ضعيفٌ، وأطالَ الكلامَ في رَدِّ هَذَا القولِ في كتابِه المنهاجِ. انتهى.

وكانتْ بيعةُ الرِّضوانِ عامَ الحديبيةِ سَنةَ سِتٍّ مِن الهجرةِ، وبِذَلِكَ الصُّلْحِ حَصَلَ مِن الفتحِ والخيرِ ما لا يَعلَمُه إلاَّ اللَّهُ، مع أنَّه كَرِهَه خَلْقٌ كثيرٌ مِن المسلِمِينَ، ولم يَعلَموا ما فيه مِن حُسنِ العاقبةِ، وكان عددُ الصَّحابةِ الذين بايعوا النَّبيَّ –صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- تحت الشَّجرةِ أكثرَ مِن ألْفٍ وأربعِمائةٍ، وهم الذين فتَحوا خَيْبَرَ، وسورةُ الفتحِ أَنْزَلها اللَّهُ قبلَ فتحِ مكةَ، إنَّما سمِّي صلحُ الحديبيةِ فتحًا؛ لِمَا حَصلَ فيه مِن الخيرِ الكثيرِ الذي لا يَعلَمُه إلاَّ اللَّهُ.

قال في الهدى: وسمِّي صلحُ الحديبيةِ فتحًا، في اللغةِ عبارةٌ عن فتحِ المُغلَقِ، والصُّلحُ الذي حَصلَ مع المشركين في الحديبيةِ كان بابُه مَسدوداً مُغلَقاً، حتى فَتحَه اللَّهُ. انتهى.

وقال ابنُ كثيرٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: والجمهورُ على أَنَّ المرادَ بالفتحِ ها هنا: فتحُ مكةَ. ا.هـ.

الشرح

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}, يعني هذا فتح آخر القول الثاني قول كثير وقول الجمهور على أنه فتح مكة ولكن النصوص تدل على أن المراد صلح الحديبية، فتح مكة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}هذا فتح مكة.

نعم:

المتن

والجمهورُ على أَنَّ المرادَ بالفتحِ ها هنا: فتحُ مكةَ.

قولُه: (الحديبيةُ) كدُوَيْهِيَةَ، وقدْ تشَدَّدُ، بئرٌ قُرْبَ مكةَ انتهى.

في هَذِهِ الآيةِ دليلٌ على أَنَّ الصَّدقةَ – وَكَذَلِكَ سائرُ الأعمالِ – تَتفاضَلُ بحسَبِ الزَّمانِ والمكانِ، وفيها دليلٌ على فَضْلِ النَّفقةِ في سبيلِ اللَّهِ، وفَضلِ الجِهادِ في سبيلِ اللَّهِ،

الشيخ: قد استدلوا بهذا على فضل النفقة في مكة بحسب الزمان والمكان في الزمان في رمضان والمكان مكة هذا دليل على أن النفقة تتفاضل

هَذِهِ الآيةِ دليلٌ على أَنَّ الصَّدقةَ – وَكَذَلِكَ سائرُ الأعمالِ – تَتفاضَلُ بحسَبِ الزَّمانِ والمكانِ،

الشيخ: الآية وهي:{لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ}

نعم:

 وفيها دليلٌ على تفاضُلِ الصَّحابةِ رِضوانُ اللَّهِ عليهم، واستُدِلَّ بهذه الآيةِ على أَنَّ الصَّحابةَ كُلَّهُم مِن أهلِ الجَنَّةِ، قال ابنُ حزمٍ: الصَّحابةُ مِن أهلِ الجَنَّةِ قَطْعًا واستدَلَّ بهذه الآيةِ.

الشيخ:الصحابة تفاضلو والأنبياء تفاضلوا كما في قوله فضلنا بعض النبين على بعض.

نعم: والأمم تفاضلوا فقد فضل بني إسرائيل على أمم زمانهم لأن إيمانهم من أفضل الناس.

نعم:

المتن:

واستُدِلَّ بهذه الآيةِ على أَنَّ الصَّحابةَ كُلَّهُم مِن أهلِ الجَنَّةِ، قال ابنُ حزمٍ: الصَّحابةُ مِن أهلِ الجَنَّةِ قَطْعًا واستدَلَّ بهذه الآيةِ.

الشرح

الله أكبر، رضي الله عنهم إن الله تعالى وعدهم الجنة قال: {لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}كل له وعد سواء من كانوا قبل الفتح أو بعد الفتح فالصحابة كلهم موعودون بالجنة واضح من هذه الآية

نعم:

القارئ: قال رحمه الله: ويقدمون المهاجرين على الأنصار.

 

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد