الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين, أما بعد:
المتن
فيقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في عقيدته:
الشيخ: العقيدة الوسطية
وبأَنَّهُ لا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تحتَ الشَّجَرَةِ؛ كَمَا أَخْبَرَ بهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَلْ لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ، وكَانُوا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وأَرْبَعِ مِئَةٍ، ويَشْهَدُونَ بالجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ كالعَشَرَةِ
الشرح
يعني كانوا ألف وأربعمائة وكسر, فمن قال من العلماء ألف وخمسمائة وكسر, ومن قال ألف وأربعمائة حذف الكسر, هم أهل الحديبية هم الذين رضي الله عنهم قال: لا يدخل النار من بايع تحت الشجرة, هذا البحث في العقيدة الوسطية في بيان فضل الصحابة ومزيتهم, واختلف العلماء أيهم أفضل أهل بيعة الرضوان أو أهل بدر, ومشهور أن أفضل الصحابة العشرة المبشرون بالجنة, ثم أهل بدر, ثم أهل بيعة الرضوان,
نعم:
أحسن الله إليك
قال النبي r: « لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة », رواه الإمام مسلم من حديث حفصة رضى الله عنها, وقال الله تعالي في كتابه العظيم {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }, الله تعالى رضي عنهم وكانوا ألف وأربعمائة.
نعم:
المتن
قولُه: «وبأنَّه لا يَدْخُلُ النَّارَ» إلخ: قال اللَّهُ تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّه عَلَى النَّبيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} وقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} الآيةَ، وفي صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ جابرٍ -رضي اللَّهُ عنه- أَنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: «لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ»، وفي "الصَّحيحَيْنِ" وغيرِهما مِن حديثِ جابرٍ -رضي اللَّهُ عنه- قال: كنَّا في الحديبيةِ ألْفًا وأربعَمائةٍ،
الشيخ: هذا حذف الكسر
فقال لنا رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: «أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ)) أفادَ هَذَا الحديثُ أنَّ عَدَدَ مَن بايعَ تحتَ الشَّجرةِ ألْفٌ وأربعُمائةٍ.
الشرح
قال: أنتم خير أهل الأرض, هذا فيه مزية ومنقبة, هذه بيعة الرضوان ما في أحد أفضل منهم في ذلك الوقت الصحابة ومعهم نبيهم ما في أفضل منهم هم السابقون الأولون, والسابقون الأولون والمهاجرون هم الذين أسلموا قبل صلح الحديبية فلا أحد أفضل منهم رضى الله عنهم.
نعم:
المتن
وفي روايةٍ مِن حديثِ جابرٍ أنَّهم ألْفٌ وخمسُمائةٍ، وفي حديثِ البراءِ أنَّهم ألْفٌ وأربعُمائةٍ أو أكثرُ، وجُمِعَ بين هَذِهِ الرِّواياتِ بأنَّ مَن قال ألْفٌ وخمسُمائةٍ جَبَرَ الكَسْرَ، ومَن قال ألْفٌ وأربعُمائةٍ ألْغَاه.
الشرح
هذا هو المعتمد لأن العدد ألف وأربعمائة وزيادة, فمن قال ألف وخمسمائة جبر الكسر ومن قال ألف وأربعمائة ألغى الكسر.
نعم:
أحسن الله إليك
المتن
وكان سببُ هَذِهِ البَيعةِ أنَّهُ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قَصَدَ مكَّةَ ليَعتَمِرَ فصدَّهُ المشركونَ، وكان قد بَعثَ عثمانَ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- إلى مكةَ فشاع أنَّ عثمانَ قُتِلَ، فطَلَبَ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- البيعةَ فبايَعوه تحت الشَّجرةِ، ثم صالَحَ المشركين صُلحَ الحديبيةِ المعروفِ، وَذَلِكَ في سَنةِ سِتٍّ مِن الهجرةِ في ذي القَعدةِ، ثم رجع بهم إلى المدينةِ وغَزا بهم خيبرَ ففَتحَ اللَّهُ عليهم في أوَّلِ سَنةِ سبعٍ وقَسَمها بينهم.
الشرح
هذه غزوة خيبر سنة 7 من الهجرة قسم الغنائم بينهم بين الصحابة.
نعم:
المتن
قولُه: (شجرةٌ) هي شجرةٌ خضراءُ مِن سِدرٍ، كانت البيعةُ تحتها، ويقالُ لها شَجرةُ البيعةِ،
الشيخ: هي شجرة خضراء من سدر
ولما كان في خِلافةِ عُمرَ، رأى أناسًا يَذْهَبون إليها فيُصلُّون تحتها، فقَطَعَها -رضي اللَّهُ عنه- مخافةَ الفِتنةِ بها، واختَفى مكانُها.
الشرح
وقُطعت لأجل ألا يتعلق بها الناس, بعض الناس يصلون تحتها خاف عليهم من الفتنة خاف عليهم من الغلو والبدعة خاف أن تكون وسيلة إلى الشرك فلهذا أمر بقطعها رضى الله عنه.
المتن
وأمَّا الحديبيةُ فهي قريبةٌ مِن مكَّةَ أكثرُها في الحَرمِ.
الشيخ: على حدود الحرم (....) على طريق جدة على الحدود
والحديبيةُ بئرٌ كانت هناكَ وسُمِّيَ المكانُ بها، بينها وبين مكةَ نحوُ مرحلةٍ واحدةٍ، ومِن المدينةِ تِسعُ مراحِلَ.
الشرح
يعني أصل الحديبية اسم البئر ثم سُمي المكان وما حولها بالحديبية, بينها وبين مكان مرحلة كذا وكذا يعني هذه إبل يعني يمشي عليها مرحلة, والمرحلة يعني في الليل مرحلة وفي النهار مرحلة, والأن السيارات الأن المسافات قريبة جداً ما تأخذ وقت, لكن في الأول على الإبل كانت تأخذ مرحلة النهار كامل يسيرون طوال النهار, ومن المدينة تسع مراحل أي تسعة أيام يعني النبي خرج في حجة الوداع في يوم السبت الخامس والعشرين ووصل إلى مكة في ذي القعدة في اليوم الرابع لذي الحجة تسعة أيام كل يوم مرحلة, ومن الحديبية إلى مكة يوم على الإبل مرحلة,
نعم:
أحسن الله إليك
الأن المسافة أقل من ساعة نصف ساعة بالسيارات.
نعم:
أحسن الله إليك
المتن
قولُه: (ونَشهَدُ بالجَنَّةِ …) إلخ، أي ويَشهَدُ أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَةِ بالجَنَّةِ لِمَن شَهِدَ له الرَّسولُ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كالعشَرةِ،وثابت بن قيس وغيرهم من الصحابة.
الشرح
هذا مذهب أهل السنة والجماعة أنهم يشهدون بالجنة لمن شهدت لهم النصوص ولمن شهد لهم النبي r بالجنة كالعشرة المبشرين, وابن القيس ابن شماس قال إنه من أهل الجنة ليس من أهل النار, وابن عمر وعبدالله بن سلام وجماعة شهد لهم النبي r بالجنة عكاشة بن محصن وجماعة, أما من لبس درع النبي محمد لا تشهد له بعينه بل اشهد له بالعموم.
نعم:
المتن
أي ويَشهَدُ أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَةِ بالجَنَّةِ لِمَن شَهِدَ له الرَّسولُ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كالعشَرةِ،وثابت بن قيس وغيرهم من الصحابة.
وهم: أبو بكرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، وعليٌّ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ، والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، وسعيدُ بنُ زيدٍ، وأبو عُبيدةَ بنُ الجرَّاحِ، وطلحةُ، كما روى الترمذيُّ في جامِعه عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ -رضي اللَّهُ عنه- عن النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: «أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ في الجَنَّةِ، وعَلِيٌّ في الجَنَّةِ، والزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ في الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ في الجَنَّةِ، وَسَعْدُ بنُ أبي وقَّاصٍ في الجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ في الجَنَّةِ، وأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ في الجَنَّةِ»، ورواه أحمدُ في مسنَدِه، والضِّياءُ عن سعيدِ بنِ زيدٍ، وتبشيرُ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- العشَرةَ بالجَنَّةِ لا يُنافي مَجِيءَ تبشيرِ غيرِهم في أخبارٍ أخرى؛ لأنَّ العَدَدَ لا ينفي الزَّائِدَ.
وعن عليٍّ -رضي اللَّهُ عنه- أَنَّ النَّبيَّ –صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: «أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلاَّ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ»، أَخرجَه أحمدُ والترمذيُّ وابنُ ماجهْ، وأَخرجَه أبو يعلى والضِّياءُ في المختارةِ عن أنسٍ، وأَخرجَه الطَّبرانيُّ في الأوسطِ عن جابرٍ وأبي سعيدٍ، وقد اتَّفقَ أهلُ السُّنَّةِ على تعظيمِ هؤلاءِ العشَرةِ وتقديمِهم، لِمَا اشتُهِرَ مِن فضائِلهم ومناقِبهم، خِلافًا للرَّافِضَةِ الذين يُبْغِضُونَهم ويَسُبُّونَهم، بل يَكرهون لفظَ العَشَرةِ أو فِعلَ شيءٍ يكونُ فيه عشَرةٌ.
الشرح
هذا يدل على بُعد الرافضة هذه على الإسلام, الرافضة يكرهون العشرة المبشرون بالجنة ويبغضونهم أشد البغض حتى من شدة بغضهم كرهوا اسم العشرة ولفظ العشرة اسم العشرة يكرهونه من كرههم لاسم العشرة المبشرون بالجنة, رد عليهم العلماء وقالوا: هذا من جهلهم وضلالهم وإلا فإن الأعداد والأسماء لا تمح ولا تذم ولما قال الله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ}, لم يكرهوا لفظ التسعة وهم كانوا يفسدون في الأرض وهم قوم صالح تقاسموا على القتل, وأيضاً من جهل الرافضة أنهم يخرجون علي من العشرة فالذي على حد زعمهم يكرهون لفظ التسعة؛ لأن علي منهم ما يكرهون ينبغي أن يكرهوا لفظ التسعة لا لفظ العشرة وهذا من جهلهم وضلالهم, يكرهون لفظ العشرة ويخرجون علياً منهم فيكون تسعة هذا من جهلهم والأعداد لا تمدح ولا تذم ولكن هذا من شدة كراهتهم وجهلهم فصاروا يكرهون اسم العشرة.
المتن
بل يَكرهون لفظَ العَشَرةِ أو فِعلَ شيءٍ يكونُ فيه عشَرةٌ.
ويتشاءَمون بِهِ لموافَقَتِه لاسمِ العشَرةِ المبشَّرةِ بالجَنَّةِ، لكنَّهم يَسْتَثْنُون عَلياًّ -رضي اللَّهُ عنه-، ولَدَيهِم مِن الجهالاتِ والعوائدِ الذَّميمةِ وسَفاهَةِ العُقولِ ما يَقْضِى بعَزلِهم عن زُمرةِ العقلاءِ.
نعم:
الشرح
معنى لديهم الجهالات ما يخرجهم من العقلاء عقولهم فاسدة دينهم فاسد وعقلهم فاسد نسأل الله السلامة والعافية هذا يدل على فساد العقل ما علا قة الأعداد أن تكره والأعداد لا تمدح ولا تذم, وأيضاً من فساد العقول أنهم يخرجون علي ويكرهون العشرة كان المفروض يكرهون التسعة ما يكرهون العشرة لو أخرجوا علياً فهذا من فساد عقولهم.
نعم:
المتن
إلا فما ذَنْبُ هَذَا النَّوعِ من العدَدِ؟! لكنَّه البُغضُ المتأصِّلُ والعداوةُ البالِغةُ لخيارِ المؤمنينَ وساداتِهم، وأفضْلُ قُرونِهم رِضوانُ اللَّهِ عليهم أجمعين.
قولُه: (وثابتُ بنُ قَيْسٍ) هُوَ خَطيبُ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كما رواه البخاريُّ في "صحيحِه" عن أنسٍ -رضي اللَّهُ عنه- أَنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- افْتقدَ ثابتَ بنَ قيسٍ، فقال رجُلٌ يا رسولَ اللَّهِ أنا أَعْلمُ لَكَ عِلْمَهُ، فأَتاه فوَجَدَه في بَيتِه منَكِّسا رأسَه، فقال له: ما شأنُكَ؟ قال: شرٌّ، كان يَرفَعُ صوْتَه فوقَ صوتِ النَّبيِّ –صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فقد حَبِطَ عَملُه فهُوَ مِن أهلِ النَّارِ، فأتى الرَّجُلُ النَّبيَّ –صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فأخبَرَه أنَّهُ قال كذا وكذا، قال فرَجعَ إليه المرَّةَ الأخيرةَ فأخبَرَه ببشارةٍ عظيمةٍ، فقال: «اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَلِكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ»، تفرَّدَ بِهِ البخاريُّ مِن هَذَا الوجهِ، وفي روايةِ أحمدَ عن أنسٍ: فكنَّا نَراهُ يَمشِي بين أظْهُرِنا ونحن نَعلَمُ أنَّه مِن أهلِ الجَنَّةِ، ورواه مسلمٌ بلفظٍ آخَرَ، ورواهُ ابنُ جريرٍ وغيرُه، ورَوَى ابنُ أبي حاتمٍ عن ثابتٍ عن أنسٍ في قصَّةِ ثابتِ بنِ قيسٍ، فقال في آخرِها: فكُنَّا نراهُ يمشي بين أظْهُرِنا ونحن نَعلَمُ أنَّه مِن أهلِ الجَنَّةِ، فلمَّا كان يومَ اليَمامَةِ كان في بَعْضِنا بَعضُ الانكِشافِ، فأَقبلَ قد تَكفَّنَ وتحنَّطَ، فقاتَلَ حتى قُتِلَ -رضي اللَّهُ عنه-.
الشرح
وذلك أنه كان خطيب النبي r يخطب بين يديه في الوفود والخطيب مطر إلى رفع الصوت فلما أنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}, نزل في بيته وقال أنه حبط عمله أنه يرفع صوته بالخطبة أمام النبي r, ففقده النبي r فأرسل إليه فرآه منكساً رأسه ويقول: أنه حبط عمله وأنه من أهل النار, فرجع إليه الرسول ببشارة فقال: أخبره أنه من أهل الجنة وليس من أهل النار, رضى الله عنه وأرضاه قال: كانوا يرونه من أهل الجنة وهو يمشي على الأرض, ولما كان يوم اليمامة في حرب المرتدين بنو حنيفة أظهر شجاعة t ولبس كفنه وتحنط واستعد للموت حتى قُتل شهيداًt.
نعم:
المتن
قولُه: (وغيرُهم مِن الصَّحابةِ) وَذَلِكَ كَعَبدِ اللَّهِ بنِ سَلاَمٍ والحسَنِ- الشيخ:الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة-، فقد شَهِدَ النَّبيُّ للمذكورَيْنِ، كما روى البخاريُّ في "صحيحِه" عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، قال: ما سمعتُ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقولُ لأحدٍ يَمْشِي إنَّه مِن أهلِ الجَنَّةِ إلا لعبدِ اللَّهِ بنِ سَلاَمٍ، وفي حديثِ أبي سعيدٍ الخدريِّ أَنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ»، وفي حديثِ عُكَّاشَةَ بنِ مِحصنٍ: لمَّا ذَكَرَ السَّبعِينَ ألْفًا الذين يَدخُلونَ الجَنَّة مِن غيرِ حسابٍ ولا عذابٍ، فقال: ادْعُ اللَّهَ أنْ يجعلَني منهم، فقال: ((أَنْتَ مِنْهُمْ …)) الحديثَ، ولا يُشْهَدُ لغيرِ مَن شَهِدَ لهُ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بجنَّةٍ ولا نارٍ.
نعم:
الشرح
يعني بعينه ولكن يُشهد بالعموم, وكل مؤمن في الجنة, وكل كافر في النار على العموم أما بعينه فلا يشهد إلا ما شهدت له النصوص هذا هو الصواب الذي عليه المحققون, وقال بعض العلماء: إنه لا يشهد إلا للأنبياء, وقال آخرون: إن من شهد له اثنان عدلان يُشهد له بالجنة, ولذلك أبو ثور كان يشهد للإمام أحمد بالجنة على هذا يستدلون بالحديث « أن النبي r كان جالساً ومر بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال: وجبت ثم مرت جنازة آخرة فأثنوا عليه شراً فقال: وجبت فسئلوا النبي r فقال هذا وجبت له الجنة وهذا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض», أخذوا من هذا أنه من شهد له اثنان عدلان فإنه يشهد له بالجنة, لكن المعتمد القول الوسط أنه من شهد له بالجنة الأنبياء ومن شهد له بالنصوص هذا هو الصواب المعتمد.
نعم:
المتن
لغيرِ مَن شَهِدَ لهُ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بجنَّةٍ ولا نارٍ.
لأنَّه لا يُعلَمُ ماذا يُختَمُ له به، وأَلْحَقَ بعضُ العلماءِ بمَنْ تَقدَّمَ مَن اتَّفَقَتِ الأمَّةُ على الثَّناءِ عليه، كعُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ والحسَنِ البصريِّ وغيرِهما، وكان أبو ثورٍ يَشْهَدُ لأحمدَ بنِ حنبلٍ بالجَنَّةِ، وفي المسنَدِ: «يُوشِكُ أَنْ تَعْلَمُوا أَهْلَ الجَنَّةِ مِن أَهْلِ النَّارِ»، قالوا: بماذا يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: «بالثَّناءِ الحَسَنِ وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ».
وفي "الصَّحيحَيْنِ" أَنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- مُرَّ عليه بجنازةٍ فأَثنَوْا عليها خيرًا، فقال: ((وَجَبَتْ))، ومُرَّ عليه بجنازةٍ فأَثْنَوْا عليها شَراًّ فقال: ((وَجَبَتْ))، فقيل يا رسولَ اللَّهِ ما قَوْلُكَ وجَبَتْ؟ فقال: «هَذِهِ الجِنَازَةُ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهَا بِالْخَيْرِ فَقُلْتُ وَجَبَتْ لَهَا الجَنَّةُ، وَهَذِهِ الْجِنَازَةُ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهَا شَراًّ فَقُلْتُ وَجَبَتْ لَهَا النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ».
يقول رحمه الله: ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة.
الشيخ:بارك الله فيك
القارئ: أحسن الله إليك
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك