شعار الموقع

شرح التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية 58

00:00
00:00
تحميل
17

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين, أما بعد:

المتن

فغفر الله لك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وَيَتَوَلَّوْنَ أَزْواجَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّهَاتِ المُؤمِنينَ، ويُؤمِنُونَ بأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ في الآخِرَةِ, خُصوصاً خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها أُمَّ أَكْثَرِ أَوْلادِهِ، وأَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَعَاضَدَهُ عَلى أَمْرِهِ، وكَانَ لَهَا مِنْهُ المَنْزِلَةُ العَالِيَةُ.

والصِّدِّيقَةَ بِنْتَ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، الَّتي قَالَ فِيها النِّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيْدِ عَلى سَائِرِ الطَّعَامِ ».

الشرح

أهل العقيدة الوسطية لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله بين فيها معتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة وفي أزواج النبي r, وأن من عقيدة أهل السنة والجماعة تولي أصحاب النبي ,r ومحبتهم والسكوت عن مسوائهم وعما جرى بينهم, ونتولي أمهات المؤمنين أزواج النبي r وإعتقاد أنهم أزواجه في الآخرة فيجب الترضي عنهم خلاف للروافض الذين يسبون الصحابة ويشتمونهم ويعادون أزواج النبي r ويرمون عائشة بما براءها الله به, وهذا كفر وردة ومن قذف عائشة بما براءها الله به فقد كفر بالله قولاً واحداً؛ لأنهم كذبوا بالله نسأل الله السلامة والعافية.

ويجب على المسلم أن يتولى أصحاب النبي r وزوجاته, وأن يكون لسانه سليماً من السلب فإن هذا من النفاق والزندقة نسأل الله السلامة والعافية.

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

قال الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله: (ويَتولَّوْن أزواجَ رسولِ اللَّهِ) إلخ أي: أنَّ أهلَ السُّنَّةِ والجَماعَةِ يتولَّون جميعَ أزواجِ رسولِ اللَّهِ الطَّاهِراتِ المُبَرَّءاتِ مِن كُلِّ سوءٍ، ويَتَرضَّوْن عنهن، ويُعظِّمون قَدْرَهُنَّ، ويعرِفون فَضلَهُنَّ، ويَتبرَّءونَ ممَّن آذاهُنَّ أو سَبَّهُنَّ.

قولُه: (أزواجَ) جَمعُ زوجٍ، وقد يقالُ: زوجته والأوَّلُ أَفْصَحُ، كما قال اللَّهُ -سُبْحَانَهُ-: {اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} الآيةَ.

الشرح

الزوج أفصح من الزوجة, يقال للمرآة زوج الرجل والرجل زوج المرآة كلاهما زوج المرآة زوج, والرجل زوج أفصح ويقال زوجة لكن زوج أفصح, لكن في الفرائض قسم المواريث يقال الزوجة والزوج لأجل الفرق بينهما لمعرفة أن الزوجة لها كذا من الميراث والزوج له كذا من الميراث في باب المواريث أما في غير باب المواريث فقول الزوج أفصح من زوجة.

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

قولُه: (أُمَّهاتِ المؤمنين) أي: في الاحترامِ والتَّعظيمِ، وتحريمِ نكاحِهِنَّ على التَّأبيدِ، لا في النَّظرِ والخَلوةِ بهنَّ، فإنَّه يَحرُمُ في حقِّهِنَّ كالأجانبِ.

الشرح

ليس طبعاً تكون زوجة النبي محمد يخلو بها أو ينظر إليها ويسافر بها وحده لا إنما المراد بالأفضلية التقدير والاحترام وتحريم الزواج بهن بعد وفاة النبي r لأنهم أزواجه في الآخرة.

المتن

قال اللَّهُ -سُبْحَانَهُ- وتعالى: {النَّبيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} أي في الاحترامِ والتَّعظيمِ، فيَجِبُ احترامُهُنَّ وتعظيمُهنَّ، ويَحرُمُ الطَّعنُ فيهنَّ وقذْفُهنَّ لا سِيَّما عائشةُ أمُّ المؤمنين، فمَنْ قَذَفَها بما برَّأَها اللَّهُ منه فَهُوَ كافرٌ، وأمَّا مَن قَذَفَ غيرَها مِن نِساءِ النَّبيِّ ففيه قولان: قال ابنُ كثيرٍ: والأصحُّ أنَّهنَّ كعائِشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهن أجمعينَ.

الشرح

الصواب أن من قذف أي واحدة من زوجات النبي فهو كافر, لأنه طعن في النبي r وعيب للنبي r وهذا في القرآن الكريم نص في عائشة وغيرها, كذلك نسأل الله السلامة والعافية, لأنه طعن في النبي الله تعالي لم يكن يختار لنبيه إلا الطاهرات ولقوله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ}, فالله تعالى لا يختار لنبيه إلا الطيبات.

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

وقولُه: {ويؤمِنون بأنَّهنَّ أزواجُه في الآخِرةِ} وَذَلِكَ لِمَا في صحيحِ البُّخاريِّ وغيرِه: لما بَعثَ عليٌّ عمَّارا والحسَنَ إلى الكوفةِ ليَستَنْفِرَهم خطَبَ عمَّارٌ فقال: إِنِّي لأَعلَمُ أنَّها زَوجَتُه – أي عائشةُ – في الدُّنْيَا والآخرةِ، ولكنَّ اللَّهَ ابْتَلاكُم لتَتَّبِعُوه أو إيَّاها، وعندَ ابنِ حِبَّانَ مِن طريقِ سعيدِ بنِ كثيرٍ عن أبيه حدَّثَتْنا عائشةُ -رضي اللَّهُ عنها- أَنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال لها: «تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» وفي حديثِ سَودةَ لمَّا أرادَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فِراقَها أنها قالت: يا رسولَ اللَّهِ، واللَّهِ مَا لِي بِالرِّجالِ مِن حاجةٍ، ولكن أُحِبُّ أنْ أُبعثَ مع نسائِكَ يومَ القِيامةِ، الحديثَ.

الشرح

وكل هذه النصوص تدل على أنهن زوجاته في الآخرة, ولما ذهبت عائشة رضى الله عنها وطلحة وجاءت تطالب بدم عثمان مجتهدة رضى الله عنها خطب الناس عمار وبين لهم قال: إني أعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم حتى تتبعونها أو تتبعون النبي, غلطت رضى الله عنها مجتهدة ماهي معصومة اجتهدت وجاءت بطلحة والزبير وذهبوا يطالبوا بدم عثمان وعددهم لا يبالي ولكنها اجتهدت وحصلت فتنة تجمع حول الجمل حتى قتل خلق كبير في موقعة الجمل ابتلاء وامتحان هي مجتهدة, عمار خطب الناس قال: إني أعلم أنها زوج النبي في الدنيا والآخرة وهي أم المؤمنين ولكنها غلطت والله ابتلاكم بها أتتبعونها أو تتبعون الحق علي t هو الخليفة.

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

وأوَّلُ زوجاتِه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- خَديجةُ بنتُ خويلدِ بنِ أسدٍ، تَزوَّجَها رسولُ اللَّهِ بمكةَ، وهُوَ ابنُ خمسٍ وعشرينَ سنةً، وبَقِيَتْ معه إلى أنْ أَكرمَه اللَّهُ برسالَتِه، فآمَنَتْ بهِ ونَصَرَتْهُ، وماتتْ قبلَ الهجرةِ بثلاثِ سنينَ، ومِن خصائِصها -رضي اللَّهُ عنها- أنَّه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لم يَتزوَّجْ عليها غيرَها، وأولادُه كُلُّهم منها إلا إبراهيمُ فإنَّهُ مِن سَريَّتِه ماريةَ، ومنها أنها خيرُ نساءِ الأُمَّةِ، واختُلِفَ في تَفضِيلِها على عائشةَ على ثلاثةِ أقوالٍ: منها: أَنَّ اللَّهَ بَعثَ إليها السَّلامَ مع جبريلَ فبَلَّغَها النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ذَلِكَ، ومنها: أنَّها لم تَسُؤْه قطُّ، ولم تُغاضِبْه.

الشرح

وهذه منقبة عظيمة لخديجة رضى الله عنها ففي الحديث أن جبريل جاء إلى النبي فقال: « اقرأ خديجة السلام من ربها ومني » هذه منقبة, منقبة عظيمة من يصل إليها من تحصل لها, أما عائشة رضى الله عنها جاء جبريل فقال هذا جبريل يقرئك السلام وقالت له وعليه السلام وقالت ماذا أرى فعائشة يقرئك السلام جبريل أم خديجة فيقرئها السلام قال: من ربها ومني منقبة عظيمة ولهذا حجة من يفضل خديجة رضي الله عنها هذه المناقب ومن العلماء من قال إن خديجة أفضل في أول الإسلام وعائشة في آخر الإسلام.

خديجة ثبتت النبي r وأول من آمن به, وعائشة رضى الله عنها نقلت السنن والأحكام وما يتعلق بالنساء وصارت مرجع في السنن والأحاديث نشرت علم غزيراً كل منهما رضى الله عنها لها فضل عظيم, وجاء في الحديث أن « كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع أو خمس خديجة بنت خويلد وعائشة بنت الصديق وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وأسيا بنت مزاحم امرأة فرعون », هؤلاء خمس نساء وأما التفضيل بينهم ففيه خلاف فمنهم من فضل خديجة, ومنهم من فضل عائشة, ومنهم من فضل مريم « خير نسائها مريم », وخير نسائها أعني قبل هذه الأمة أو نساء بني إسرائيل, والصحيح أن فيه خلاف والخلاف بين خديجة وعائشة أيهما أفضل ومن العلماء من قال هذه في أول الإسلام خديجة وعائشة في آخر الإسلام وفي آخر الوقت عائشة.

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

ولم يَنَلْها منه إيلاءٌ ولا عُتبٌ قطُّ ولا هَجْرٌ، ومنها: أنَّه أوَّلُ امرأةٍ آمَنَتْ باللَّهِ ورَسولِه مِن هَذِهِ الأمَّةِ، فلمَّا توفَّاها اللَّهُ تزوَّجَ بعدها سودةَ بنتَ زمعةٍ، وكَبِرَت عنده وأرادَ طَلاقَها فوهَبَتْ يومَها لعائشةَ، وَهَذِهِ مِن خصائِصها، وتزوَّجَ الصِّدِّيقةَ بنتَ الصِّدِّيقِ عائشةَ بنتَ أبي بكرٍ -رضي اللَّهُ عنها- وَهِيَ بنتُ سِتٍّ قبلَ الهجرةِ بسنتين، وبَنَى بها الرَّسولُ أوَّلَ مَقْدَمِه في السَّنَةِ الأولى وَهِيَ بنتُ تسعٍ، وماتَ عنها وَهِيَ بنتُ ثمانيةَ عَشَرَ سَنةً.

الشرح

رضى الله عنها عقد عليها وهي بنت الست ثم تزوجها, ودخل بها وهي بنت تسع, ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة, اثنتا عشرة سنة حصلت على علم غزير حفظت أحاديث وهي أفقه امرأة هي عائشة رضى الله عنها.

نعم:

المتن

وتُوفِّيَتْ بالمدينةِ ودُفِنَتْ بالبقيعِ، وأَوْصَتْ أنْ يُصلِّيَ عليها أبو هريرةَ سنةَ ثمانيةٍ وخمسيَن، ومِن خصائِصها أنَّها أحبُّ أزواجِ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- إليه، وأنَّه لم يَتزوَّجْ بكرًا غيرَها، وأنَّه كان يَنْزِلُ عليه الوحيُ في لِحافِها، وأَنَّ اللَّهَ لما أَنْزَلَ آيةَ التَّخييرِ بَدَأَ بِها فخيَّرَها، وأَنَّ اللَّهَ برَّأَها مما رَماها بهِ أهلُ الإفكِ،

الشيخ:أنزال الله القرآن يتلى إلى يوم القيامة في شأنها.

أحسن الله إليك

 وأنَّ أكابِرَ الصَّحابةِ كان إذا أَشْكَلَ عليهم الأمرُ استَفْتَوْها فيَجِدُونَ عِلمَه عندها، وأنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- تُوفِّيَ في بيتِها وفي يومِها وبين سَحْرِها ونَحْرِها، ودُفِنَ في بَيْتِها، وأَنَّ المَلَكَ أَرَى صُورتَها للنَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قبل أنْ يَتزوَّجَها في سَرقةِ حريرٍ.

الشرح

وأُريها في سَرقةِ من حرير مرتين فأقول: إن يكن شئ فإن الله يمضه يعني أُري صورتها مرتين قبل أن يتزوج بها.

حتى أثر هذا عن بعض أزواج النبي r وقلنا إنا النبي r يا رسول قول للناس أنهم يهدون في أي يوم إلا هذا اليوم من الغيرة فلا ينفع عليه الصلاة والسلام.

المتن

وأَنَّ النَّاسَ كانوا يَتحرَّوْن بهداياهُم يومَها مِن رسولِ اللَّهِ تَقرُّباً إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: وتزوَّجَ رسولُ اللَّهِ حفصةَ بنتَ عمرَ بنِ الخطَّابِ، وتُوفِّيتْ قبل سنةَ سبعٍ، وقيل: ثمانيةٍ وعشرين، وتزوَّجَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أُمَّ حبيبةَ بنتَ أبي سفيانَ، واسْمُها رَملَةُ، وتزوَّجَها رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وَهِيَ بأرضِ الحَبشةِ وأَصْدَقَها عنه النَّجاشيُّ أربعَمائةِ دينارٍ، ووَلِيَ نِكاحَها عثمانُ بنُ عفَّانَ.

الشرح

وهذا نكحها عن النبي r يعني وكيل عن النبي r قبل نكاحها النجاشي دفع الصداق وعثمان هو الذي تولى العقد نيابة عن النبي r.

نعم:

المتن

وتزوَّجَ الرَّسولُ أُمَّ سَلَمةَ واسْمُها هندُ بنتُ أبي أُميَّةَ، وتُوفِّيتْ قبلَ سنةِ اثنين وخَمْسينَ، ودُفِنَتْ بالبَقيعِ، وَهِيَ آخِرُ أزواجِ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- موتاً، وقيل: ميمونةُ، وتزوَّجَ الرَّسولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنبَ بنتَ جحْشٍ، وكانت قَبلُ عندَ مَولاه زيدُ بنُ حارِثةَ فطَلَّقَها، فزوَّجَها اللَّهُ إياهُ مِن فوقِ سبعِ سماواتٍ، وأَنْزَلَ اللَّهُ عليه: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مَّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} وهَذَا مِن خصائِصها، وتُوفِّيتْ بالمدينةِ سنةَ عِشرينَ، ودُفِنَت بالبقيعِ.

الشرح

كانت تفخر على نساء النبي r وتقول: زوجاكن أهليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات هذا الصحيح تقول كل واحدة زوجها أبوها وأنا زوجني الله من فوق سبع سموات وهي تشير إلى قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مَّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} منقبة هذه.

المتن

وتُوفِّيتْ بالمدينةِ سنةَ عِشرينَ، ودُفِنَت بالبقيعِ.

وتزوَّجَ الرَّسولُ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- زينبَ بنتَ خزيمةَ الهِلاليَّةَ، تزوَّجها الرَّسولُ سنةَ ثلاثٍ مِن الهجرةِ، وكانتْ تُسمَّى أُمَّ المساكِينِ، ولَمْ تلبَثْ عند رسولِ اللَّهِ إلاَّ يسيراً شهرين أو ثلاثةً وتُوفِّيتْ، وتزوَّج رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- جويريةَ ابنةَ الحارثِ مِن بني المُصْطَلِقِ، وكانتْ سُبِيَتْ في غزوةِ بني المصطلِقِ، فوقَعَتْ في سَهمِ ثابتِ بنِ قيسٍ، فكاتَبَها فقضى رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كِتابَتَها، وتَزوَّجَها سنةَ ستٍّ مِن الهجرةِ.

الشرح

قضى : يعني دفع ثمن الكتابة.

نعم:

المتن

وتُوفِّيَتْ سنةَ سِتٍّ وخمسينَ، وتزوَّجَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- صفيةَ بنتَ حُيَيٍّ مِن وَلَدِ هارونَ بنِ عمرانَ أخي موسى سنةَ سبعٍ، فإنَّها سُبِيَتْ مِن خيبرَ، تُوفِّيتْ سنةَ ستٍّ وثلاثين، وقيل: سنةَ خمسينَ، ومِن خصائِصها أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أعْتقَها وجَعلَ عِتقَها صداقَها، وتزوَّج رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ميمونةَ بنتَ الحارثِ الهلاليَّةَ، تزوَّج بها في سَرِفَ، وبَنَى بها بسَرِفَ، وماتتْ بسرِفَ.

الشرح

وهذا نقول من الموافقات تزوجها في سرَفِ, ودخل بها في سرف, وماتت في سرف, مكان قبل مكة يعني عقد بها في سرف ودخل عليها في سرف وماتت في سرف المكان هذا قرب مكة.

المتن

وسَرِفُ على سبعةِ أميالٍ مِن مكةَ، وميمونةُ آخِرُ مَن تزوَّجَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- مِن أمَّهاتِ المؤمنين، توفِّيتْ سنةَ ثلاثٍ وستين، فهؤلاء جُملةُ مَن دَخلَ بهنَّ مِن النِّساءِ، وهُنَّ إحدى عَشْرَةَ.

قال الحافظُ المقدسيِّ: وعَقدَ على سَبعٍ ولم يَدْخُلْ بهنَّ، ولا خِلافَ أنَّه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- تُوفِّيَ عن تسعٍ كان يَقْسِمُ منهنَّ لثمانٍ وهُنَّ: عائشةُ، وحفصةُ، وزينبُ بنتُ جحشٍ، وأمُّ سلمةَ، وصفيَّةُ، وأُمُّ حبيبةَ، وميمونةُ، وسودةُ، وجويريةُ، وأوَّلُ نِسائِه لُحوقًا بِهِ زينبُ بنتُ جحشٍ سنةَ عشرينَ، وآخِرُهنَّ موتًا أمُّ سلمةَ سَنةَ اثنتين وستين في خلافةِ يزيدَ، انتهى مِن كلامِ ابنِ القَيِّمِ.

الشرح

الحكمة من تعدد الزوجات ذكر العلماء الحكمة حكم عظيمة منها ما يتعلق بالإسلام كون النبي r يصاحب عدد من القبائل هذا فيه تعترف لهم عن الإسلام ويدخلون في الإسلام ومنها نشر السنة للناس ولا سيما ما يتعلق بالنساء وبالبيت كل واحدة من نسائه تنشر الأحكام وتُعلم الناس الأحكام وما يتعلق بالنساء إلى غيره من الحكم والمصالح التي ذكرها العلماء.

نعم:

المتن

قولُه: (خُصوصا) أي: ولا سِيَّما خديجةُ وعائشةُ، فلهُنَّ مِن المزايا والخصائصِ ما ليس لغيرِهِنَّ مِن أزواجِ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-،

والخصوصُ: الإفرادُ، يُقالُ: خُصَّ فلانٌ بكذا، أي أُفْرِدَ بِهِ، ولا شَرِكةَ للغيرِ فيه، وقد تقدَّمَ ذِكْرُ بعضِ خصائِصهِنَّ -رضي اللَّهُ عنهن-.

قولُه: (أمُّ أكثرِ أولادِه) بل هي أُمُّ أولادِه كُلِّهم سِوى إبراهيمَ.

الشرح

من خديجة كل أولاده من خديجة ما عدا إبراهيم ابن صغير توفي وهو صغير من مارية القبطية تسراها.

نعم:

المتن

فإنَّه مِن سَرِيَّتِه ماريةَ، ويُروى أنَّ عائشةَ أَتَتْ بسِقْطٍ ولم يَصِحَّ ذَلِكَ، والمتَّفَقُ عليه مِن أولادِه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- منها: القاسمُ، وبِهِ كان يُكنى، ماتَ صغيرًا قَبلَ بِعثَتِه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أو بعدَها، وبناتُه الأربعُ: زينبُ، ثم رُقَيَّةُ، ثم أُمُّ كُلثومٍ، ثم فَاطِمةُ، وعبدُ اللَّهِ وُلِدَ بَعدَ المَبْعَثِ، فكان يقالُ له: الطَّاهِرُ والطَّيِّبُ، وقيل: هما أَخوانِ له، وماتَ الذُّكورُ صِغارًا باتِّفاقٍ، انتهى مِن فتحِ الباري.

قولُه: (وأوَّلُ مَنْ آمَنَ به) أي: مِن النِّساءِ لا مُطْلَقاً كما تقدَّمَ كلامٌ لأبي حنيفةَ وغيرِه أنَّ أوَّلَ مَن آمَنَ مِن الرِّجالِ أبو بكٍر، ومِن الصِّبْيانِ عليٌّ، ومِن النِّساءِ خديجةُ … إلخ، وقيل: إنَّها أَوَّلُ مَن آمَن بِهِ على الإطلاقِ، كما ذَكَرَهُ المصنِّفُ.

قولُه: (وعاضَدَه) أي: أَعانَه ونَصرَه، فإنَّ خديجةَ -رضي اللَّهُ عنها- عاضَدَتْهُ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- في أَوَّلِ أَمْرِه، ونَصَرَتْهُ واحتَمَلَتْ مِن الأذى مالم يَحْتَمِلْه غيرُها، وكانت نُصْرَتُها للرَّسولِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- في أعظمِ أوقاتِ الحاجَةِ.

قولُه: (وكان لها مِنه المنـزلةُ العالِيَةُ) أي: الرَّفيعةُ؛ لأنَّها مِن أوَّلِ مَن آمَنَ بِهِ وعاضَدَه، وكانتْ له وَزيرَ صِدقٍ، وكانَ النَّبيُّ –صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يُحِبُّها كَثِيرًا ويَذْكُرُها، كما رَوى أحمدُ مِن حديثِ مسروقٍ عن عائشةَ -رضي اللَّهُ عنها- أَنَّ النَّبيَّ –صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: «آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلاَدَ النِّسَاءِ».

وفي صحيحِ البخاريِّ عن عائشةَ -رضي اللَّهُ عنها- قالت: ما غِرتُ على امرأةٍ للنَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ما غِرْتُ على خديجةَ لِمَا كنتُ أسْمَعُه يَذْكُرُها، وأَمَرَهُ اللَّهُ أنْ يُبشِّرَها بقصرٍ من قصَبٍ،

الشيخ: من قصب اللؤلؤ يعني

وإنْ كان لَيذْبَحُ الشَّاةَ فيُهدِي في خَلائِلِها منها ما يَسعُهُنَّ، فهَذَا الحديثُ وغيرُه دليلٌ على محبَّةِ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لها، وعلى عِظَمِ قَدْرِها عنده، ومَزيدِ فَضْلِها.

قولُه: (والصِّدِّيقةُ بنتُ الصِّدِّيقِ ) أي: عائشةُ رضيَ اللهُ عنهَا, حبيبةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ, بنتُ الصدِّيقِ الأكبرِ, أبوها أبوبكرٍ الصديقُ لقَّبَهُ النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ بذلك، وأنزلَ اللهُ براءتَها من فوقِ سبعِ سماواتٍ، واتَّفقَت الأمَّةُ على كُفرِ قاذِفِها, وأفتى غيرُ واحدٍ بقتلِ سابِّها, رضيَ اللهُ عنها, وتقدَّمَ ذِكرُ خصَائِصِها.

الشرح

اسحاق القحطان وياسر الحبيب قبحه الله هذا يستحق القتل لو كان في مكان تقام فيه الأحكام الشرعية يقتل قبحه الله.

المتن

قولُه: ((فَضْلُ عائشةَ على النِّساءِ …)) إلخ: هَذَا الحديثُ رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ وغيرُهما، عن أبي مُوسى الأشعريِّ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- قال: قال رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: «كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إِلا مَرْيَمُ بَنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» فهَذَا الحديثُ فيه دليلٌ على فضلِ عائشةَ -رضي اللَّهُ عنها-، واستدلَّ بِهِ كثيرٌ مِن أهلِ السُّنَّةِ على أنَّ عائشةَ أفضلُ نسائِه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، وذَهبَ بعضُ العلماءِ كالموفَّقِ وابنِ حجَرٍ وغيرِهما إلى أنَّ خديجةَ -رضي اللَّهُ عنها- أفْضلُ من عائشةَ، لأدِلَّةٍ ذَكَروها، قالوا: والحديثُ المتقدِّمُ ليس صريحاً في تفضيلِ عائشةَ على خديجةَ -رضي اللَّهُ عنهما-، والذي يُفهَمُ مِن كلامِ المصنِّفِ توقُّفُه عن التَّفضيلِ، لتَقارُبِ جِهاتِ التَّفضيلِ بينهنَّ، وقال في موضعٍ آخَرَ: اختُصَّتْ كُلُّ واحدةٍ منهنَّ بخصائِصَ، فخديجةُ كان تأثيرُها في أوَّلِ الإسلامِ، وبَذَلَتْ نَفْسَها في نُصرةِ الرَّسولِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ومالَها، واحتَمَلَتْ مِن الأذى ما لم يَحْتمِلْه غيرُها، وكانت نُصرَتُها للرَّسولِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- في أعظمِ أوقاتِ الحاجَةِ، فلها مِن النُّصرةِ والبذْلِ والتأثيرِ في الإسلامِ ما ليس لغيرِها، وعائشةُ -رضي اللَّهُ عنها- تأثيرُها في آخِرِ الإسلامِ، فَلَها مِن الفِقهِ والعِلمِ ما ليس لغَيرِها. اهـ.

قولُه: (كفَضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطعامِ) الثَّريدُ هُوَ الخبزُ إذا أُدِمَ بلحْمٍ كما قال الشَّاعرُ:

إذا ما الخبزُ تَأْدِمُه بلحمٍ            فذاكَ أمانةُ اللَّهِ الثَّريدُ

قولُه: (على سائرِ الطَّعامِ) أي: جميعِه، انتهى.

الشرح

هذا من أدلة من فضل عائشة قال: فضل عائشة كفَضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطعامِ طبعاً الثريد يكون فيه لحم يفوق بقية الطعام الذي ليس فيه لحم كذلك عائشة تفوق النساء.

نعم:

المتن

والثَّريدُ هُوَ أفضلُ الأطعمةِ؛ لأنَّه خبزٌ ولحمٌ، والبُرُّ أفضلُ الأقواتِ، واللَّحمُ أفضلُ الإدامِ.

الشرح

البُرُ أفضل الأقوات الآن كثير من الناس ما يريدون البُرُ ولا سيما الشباب الآن مع أنه أفضل الأقوات من الأشياء الخفيفة كالرز والخبز معنى ذلك أنه أفضل.

نعم:

المتن

كما في الحديثِ الذي رواه ابنُ قتيبةَ وغيرُه عن النَّبيِّ –صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: «سَيِّدُ إِدَامِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّحْمُ» فإذا كان اللَّحمُ سيِّدَ الإدامِ والبُرُّ سَيِّدَ الأقواتِ ومجموعُها الثَّريدُ؛ كان الثَّريدُ أفضلَ الطَّعامِ، وقد صَحَّ مِن غيرِ وجهٍ عن الصَّادِقِ المصدوقِ أنَّه قال: «فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ». وفي الصَّحيحِ عن عمرِو بنِ العاصِ -رضي اللَّهُ عنه- قال: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أيُّ النِّساءِ أحبُّ إليكَ؟ قال: ((عائشةُ))، قلت: ومِن الرِّجالِ؟ قَالَ: ((أَبُوهَا))، قلتُ: ثم مَنْ؟ قال: ((عُمرُ))، وَسَمَّى رِجالاً، انتهى منهاجٌ السنة.

الشرح

أحسن الله إليك

وفق الله الجميع لطاعته

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد