شعار الموقع

شرح التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية 60

00:00
00:00
تحميل
18

أحسن الله إليك

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد:

المتن

فغفر الله لك يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في عقيدته: ويُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحابَةِ، ويَقُولونَ: إِنَّ هذه الآثارَ المَرْويَّةَ في مَساويِهْم مِنْها مَا هُو كَذِبٌ، ومِنْها مَا قَدْ زِيْدِ فيهِ ونُقِصَ وغُيِّرَ عَنْ وَجْهِهِ، والصَّحِيْحُ مِنْهُ هُمْ فِيهِ مَعْذُورونَ: إِمَّا مُجتَهِدُونَ مُصِيْبُونَ، وإِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئونَ.

وهُمْ مَعَ ذلكَ لا يَعْتَقِدونَ أَنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنَ الصَّحابَةِ مَعْصومٌ عَنْ كَبَائِرِ الإِثْمِ وصَغَائِرِهِ، بَلْ يَجُوزُ عَلَيْهِمُ الذُّنُوبُ في الجُمْلَةِ.

ولَهُمْ مِنَ السَّوابِقِ والفَضائِلِ مَا يُوجِبُ مَغْفِرَةَ مَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ – إِنْ صَدَرَ -، [ حَتَّى إِنَّهُمْ ] يُغْفَرُ لَهُمْ مِنَ السَّيِّئاتِ مَا لاَ يُغْفَرُ لِمَنْ بَعْدَهُمْ؛ وَقَدْ ثَبَتَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.

وأَنَّ المُدَّ مِنْ أَحَدِهِمْ إِذا تَصَدَّقَ بهِ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَباً مِمَّنْ بَعْدَهُمْ، ثُمَّ إِذا كَانَ قَدْ صَدَرَ مِنْ أَحَدِهِمْ ذَنْبٌ

الشرح

هذا مذهب أهل السنة والجماعة يمسكون عما شجر بين الصحابة ويعتقدون بأن الأخبار المروية عن الصحابة (....) أنواع, منها ما هو كذب لا أساس له من الصحة, ومنها ما هو له أصل, ولكن زيد فيه أو نقص, ومنها ما هو صحيح والصحيح هم فيه ما بين مجتهد ومصيب له أجران, ومجتهد مخطئ له أجر, الكذب هذا يطرح, وما زيد فيه أو نقص كذلك يطرح الزيادة والنقصان, وما كان صحيح وهو مما يعاب عليهم فهم إما مجتهدون مصيبون, وإما مجتهدون مخطئون, ولابد من الإمساك عما شجر بين الصحابة هكذا لابد أن تسلم الألسنة من سلب الصحابة وعيبهم, فإن سلب الصحابة وعيبهم هذا مرض في القلب يدل على النفاق والزندقة نسأل الله السلامة والعافية.

نعم:

عفا الله عنك

المتن

قال الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله: أي: يَقِفون عن الخَوْضِ عمَّا وَقَع بين الصَّحابةِ مِن اختلافٍ ومنازَعةٍ، مِثلُ ما وقع بين عليٍّ ومعاويةَ، وما وقع بين طلحةَ والزُّبيرِ وعليٍّ وغيرِ ذَلِكَ.

قولُه: (شَجَرَ) أي: اضْطَرَب، واختلَفَ الأمرُ بينهم، واشْتَجَرَ القومُ وتَشاجَرُوا: تَنازَعوا، والمُشاجرةُ المنازَعةُ، فمذهبُ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَةِ الكَفُّ عمَّا جرى بين أصحابِ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، والإمساكُ عمَّا شَجَرَ بينهم، لما في الخَوْضِ في ذَلِكَ مِن توليدِ الإِحَنِ والحزازاتِ والحِقدِ علي أصحابِ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، وَذَلِكَ مِن أعظمِ الذُّنوبِ، فإنَّهم خيرُ القُرونِ والسَّابقونَ الأوَّلونَ، فتجِبُ محبَّتُهم جميعاً والتَّرضِّي عنهم، والكَفُّ عمَّا جرى بينهم ممَّا لَعلَّه لم يَصِحَّ، وما صَحَّ فله تأويلاتٌ سائغةٌ، ثم هُوَ قليلٌ مغمورٌ في جانبِ فضائِلِهم.

قال ابنُ حمدانَ مِن أصحابِنا في نهايةِ المبتدئِين: يَجِبُ حبُّ كُلِّ الصَّحابةِ والكَفُّ عمَّا جرى بينهم كتابةً وقراءةً وإقراءً وسَماعاً وإِسْماعا، ويَجِبُ ذِكْرُ محاسِنِهم، والتَّرضِّي عنهم، والمحبَّةُ لهم، وتَرْكُ التَّحامُلِ عليهم، واعتقادُ العُذْرِ لهم، وأنَّهم فَعلَوا ما فَعلَوا باجتهادٍ سائغٍ لا يُوجِبُ كُفراً ولا فِسْقاً، بل ربَّما يُثابُون عليه لأنَّه اجتهادٌ سائغٌ. انتهى.

نعم:

الشرح

وهذا كلام حسن هذه عقيدة أهل السنة والجماعة يعتقدون أن الذي حصل معهم لا نفاقاً ولا فسقاً والمجتهد إن أصاب له أجران وإن أخطأ له أجر.

نعم:

عفا الله عنك

المتن

وأمَّا الحروبُ التي كانت بينهم فكانتْ لكُلِّ طائفةٍ شُبهةٌ اعتقدَتْ تَصويبَ أنْفُسِها بِسَببِها، وكُلُّهم عدولٌ ومتأوِّلُون في حُروبِهم وغيرِها.

نعم:

الشرح

فمعاوية وعلي رضى الله عنهما تأولوا أن علي هو الخليفة الراشد وأنه يجب إخضاع من لم يبايع لأنه تمت له البيعة, ومعاوية ومن معه يطالبون بدم عثمان ويعتقدون أنه يسوغ لهم الإمتناع حتى يعطوا قتلة عثمان (....), فكل منهم مجتهد لكن المصيب علي رضى الله عنه, ومعاوية في الفئة الباغية ولا يعلم أنهم بغاة لقول النبي عن عمار تقتله الفئة الباغية فعلي ومن معه لهم أجران لأنهم أصاب, ومعاوية ومن معه لهم أجر واحد لأنهم أخطأوا وخطأ مغفور لهم رضى الله عنهم.

نعم:

وإن انضم أكثر الصحابة إلى علي t عملاً بقول الله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي }, فقالوا أهل الشام بغاة فلم ينضموا معهم في القتال وهم لا يعلمون أنهم بغاة لأنهم مجتهدون.

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

ولم يُخْرِجْ شيءٌ مِن ذَلِكَ أحدًا منهم عن العَدالةِ؛ لأنَّهم مجتهِدُونَ اختلَفُوا في مسائلَ مِن مَحَلِّ الاجتهادِ كما يَخْتلِفُ المجتهِدُونَ، ولا يلزَمُ مِن ذَلِكَ نَقصُ أحدٍ منهم، بل يَجِبُ التَّرضِّي عنهم واعتقادُ عَدالَتِهم، وأنَّ ما وقعَ منهم هم فيه مَعذُورون ومأْجُورون، وأمَّا معاويةُ -رضي اللَّهُ عنه- فهُوَ مِن العُدولِ الفُضلاءِ، وهُوَ مجتهِدٌ مخطِئٌ، والحقُّ في جانبِ عليٍّ، وعليٌّ هُوَ الخليفةُ في وَقْتِه بالإجماعِ لا خِلافةَ لغيرِه، وقد تقدَّمَ الكلامُ على ذَلِكَ.

الشرح

معاوية خان المؤمنين هو مجتهد لكنه أخطأ t وله أجر الإجتهاد وفاته أجر الصواب, وعلي ومن معه اجتهد وأصاب فله أجر الإجتهاد وأجر الإصابة.

نعم:

المتن

والنَّاسُ انْقَسَمُوا في ذَلِكَ الزَّمانِ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:

قِسمٌ: رأى الحقَّ مع أحدِ الطَّرَفَيْنِ، فوجبَ عليه اتِّباعُه بُموجِبِ اعتقادِه.

الشرح

وهذا أكثر الصحابة إنضموا إلى علي رأوا أن الحق مع علي تبين لهم فإنضموا إلى علي t.

نعم:

المتن

والقتالُ معه، وقِسمٌ: توقَّفَ ولم يَظْهَرْ له شيءٌ فاعْتزلَ، وهَذَا هُوَ الواجِبُ عليه-

الشيخ: وهذا يسموا معتزلة الفتنة مثل ابن عمر وأسامة بن يزيد وسلمة بن الأكوع وجماعة لم يتبين لهم لا يدرون الحق مع علي أم معاوية اشتبه عليهم الأمر فاعتزلوا الفريقين فلهذا ابن عمر لم يبايع حتى تمت البيعة لمعاوية ثم بايع وكذلك في حادثة ابن الزبير لم يبايع وقت الخلاف فلما تمت البيعة لعبدالملك ابن مروان بايع هو وأبناءه, وسلمة بن الأكوع اعتزل الفريقين ولم يتبين له وذهب إلى البادية وتزوج وقال أنا من البدو وأسامة بن زيد t استفاد من نصيحة النبي r لما قتل الرجل الذي رفع عليه السيف وقال لا إله إلا الله شدد عليه وقال: قتلت رجل قال لا إله إلا الله كيف تفعل ذلك وقال لا إله إلا الله استفاد ولم قامت الفتنة اعتزل الفريقين ولم يدخل معهم.

نعم:

أحسن الله إليك

القارئ: وكُلُّهم مَعذورون ومَأجورون، رضوانُ اللَّهِ عليهم أجمعينَ.

قال الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ في المنهاجِ: وأمَّا الصَّحابةُ فجُمهورُهم وجمهورُ أفاضِلِهم لم يَدْخُلوا في فتنةٍ، ثم ساقَ عن ابنِ سيرينَ قال: هَاجَت الفِتنةُ وأصحابُ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- عَشْرةُ آلافٍ، فما حَضَرَها منهم مائةٌ، بل لم يَبْلُغوا ثلاثين، وهَذَا أصحُّ إسنادٍ على وجْهِ الأرضِ، وساق كَلاماً طويلاً يَدُلُّ على أنَّ أكثرَ الصَّحابةِ اعْتَزَلَ الفَرِيقَيْنِ، إذا عرَفْتَ ما تقدَّمَ عَلمْتَ أنَّ طريقَ السَّلامةِ هُوَ الكفُّ عمَّا شَجرَ بينهم، والتَّرضِّي عن الجميعِ، ونقولُ كما قال اللَّهُ تعالى عن التَّابِعينَ بإحسانٍ: إنهم يقولون: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} وما شَجَرَ بينهم وتَنازَعوا فيه أمْرُه إلى اللَّهِ لا تَسألْ عن ذَلِكَ، قال تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

الشرح

ظاهر هذا أن أكثر الصحابة اعتزلوا الفريقين, ظاهر النقل هذا ومعروف أن أكثر الصحابة انضموا إلى علي, وأن الذين اعتزلوا طائفة لم يتبين لهم ولكن ظاهر النص يقول وأكثر من اعتزلوا الفريقين

القارئ: جمهورهم وجمهور أفاضلهم وأيد بالنقل ابن سيرين

الشيخ:نراجع المنهاج في الأصل لأن المعروف أن أكثر الصحابة انضموا إلى علي.

نعم:

المتن

وما أحسَنَ ما روى عن عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ -رضي اللَّهُ عنه- أنَّه قال: لمَّا سُئِلَ عمَّا وقع بين الصَّحابةِ: تِلْكَ دماءٌ طَهَّرَ اللَّهُ مِنها يَدِي فلا أُحِبُّ أنْ أُخَضِّبَ بها لِساني.

نعم:

الشرح

نزه الله أيدينا عنها فلا نحب أن ندخل في هذه الأشياء.

نعم:

عفا الله عنك

ويقولون إن هذه الأثار

بارك الله فيك وفق الله الجميع لطاعته

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد