شعار الموقع

كتاب التوحيد 4 من باب من تبرَّك بشجرةٍ وحجرٍ ونحوهما إلى باب من الشرك النَّذرُ لغير الله 

00:00
00:00
تحميل
204

(المتن)

قال المصنف رحمه الله تعالى:
 

باب من تبرَّك بشجرةٍ و حجرٍ و نحوهما 

قال الله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى  ۝ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى  ۝ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى  ۝ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى  ۝ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى

وعن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى حُنَين ونحن حُدثاء عهد بكفر، وكان للمشركين سدرة يعكُفون عليها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذاتُ أنواط فقال رسول الله ﷺ: الله أكبر، إنها السُنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لتركبنَّ سَننَ من كان قبلكم. رواه الترمذي وصحّحه.

(الشرح)

قال المصنف رحمه الله تعالى وهو الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه في كتاب التوحيد:

 باب من تبرَّك بشجرةٍ و حجرٍ و نحوهما  ترك المؤلف رحمه الله الحكم لتأمل طالب العلم ينظر في الأدلة التي تركها ثم يحكم على من تبرك بشجر والتقدير باب من تبرك بشجر و حجر ونحوهما فقد أشرك فقد أشرك شركا أكبر لأن التبرك طلب البركة واعتقادها ورجاؤها في الشجر والحجر ومن اعتقد البركة ورجاها وطلبها وأملها من شجر و حجر واعتقد أن البركة تحصل منها بذاتها فقد أشرك شركاً أكبر وهذا هو الواقع من المشركين فإنهم يعكفون عند القبور ويعظمونها ويتبركون بها ويستغيثون بها ويذبحون لها وينذر لها رجاء البركة ثم من تبرك بشجر أو حجر أو نحوهما كبقعة أو غار أو عين أو بنية أو غيرها يطلبون البركة منها ويرجوها ويأمل منها ويعتقد أن فيها البركة بذاتها فقد أشرك شركاً أكبر.

ثم قال المؤلف رحمه الله وقول الله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى  ۝ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى هذه هي الأصنام الثلاثة الكبيرة المعروفة في الجاهلية اللَّاتَ وَالْعُزَّى ومناة هذه الأصنام الكبيرة العظيمة التي أعظم الأصنام الموجودة عند العرب وإلا وقد كثرت الأصنام والأوثان قبيل بعثة النبي ﷺ حتى صار لكل قبيلة وثنا وصنما يعبدونه بل لكل لأهل بيت وحتى كان الواحد منهم إذا ذهب إذا خرج في البرية وغيرها أخذ صنماً يعبده حتى كان بعضهم إذا خرج في البرية وآتى بثلاثة أحجار ونصب عليها قدرا يطبخ فيها أخذ حجراً رابعاً وعبده وإذا لم يجد شيئاً جمع تراب و حلب عليه من لبن الشاة ثم يطوف به ويعبد من دون الله حتى كان بعضهم يأتي بتمرة فيعبدها ثم يأكلها نسأل الله السلامة والعافية.

قال : أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ ۝ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى واللات: صنم لأهل الطائف وأصلها صخرة بيضاء كان رجل صالح يلت عليها السويق للحاج فلما مات عكفوا على قبره وقرئت اللاتّ بالتشديد أصل للرجل الذي يلت السويق فلما مات غلو في قبره وعبدوه من دون الله وقول اللَّاتَ بالتخفيف اسم للصخرة التي يلت عليها السويق ولا منافاة فهذا الشخص عبد والصخرة عبدت التي عنده فتكون العبادة واقعة على الصخرة وعلى الشخص من قال إنها الصخرة أو إن هذا الرجل فلا منافاة كذا أهل الطائف يعبدونها من دون الله ثم لما فتحت الطائف أمر النبي ﷺ بهدمه بهدم اللات ولما جاء أهل الطائف طلبوا من النبي ﷺ أن يبقي لهم اللات ثلاث سنين لأن قلوبهم متعلقة بها وقال لا نستطيع هدمها في الحال ولو استطعنا أن نغلب الرجال لا نستطيع أن نغلب النساء والأطفال ما يستطيعون الصبر عنها فأبى النبي ﷺ فقالوا: ولو سنة، فأبى. فقالوا: ولو شهر، فأبى. قالوا: ولو ثلاثة أيام، فأبى. فأبى النبي ﷺ أن يتركها شيئاً مسمى قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ما يفيد على أنه لا يجوز بقاء الطواغيت ومكان الشرك ولا شيئاً مسمى مع القدرة عليها لا يمكن إبقاؤها ولا لحظة من اللحظات أمر بها فهدمت.

وأما العزة فكانت شجرة بوادي النخلة بين مكة والطائف كانت تعبدها قريش ومن والاهم كانت السمراء فأمر خالد فأمر أن يقطعها فقطعها قال النبي ﷺ هل رأيت شيئاً؟ قال: لا. قال: إنك لم تقطعها. ثم ذهب فوجد حبشية امرأة ناشرة شعرها وهي تدعو والثبور فعلى بالسيف حتى على مقامة والشيطانة.

وأما مناة فكانت منية لمشلل يعبدها أهل المدينة ومن حولهم هذه الأصنام الثلاثة المعروفة في الجاهلية الكبيرة أكبر الأصنام وإلا فالأصنام كثيرة أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ ۝ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى قال الله تعالى: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى يعني أنهم ينسبون الإناث إلى الله ويجعلون الملائكة بنات الله وينسبون لأنفسهم الذكور وهم ينسبون البنات إلى الله ويختارون لأنفسهم أحسن الصنفين فالذكور أفضل من الإناث يجعلون لأنفسهم الذكور ويجعلون لله البنات ولهذا قال سبحانه: تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى جائرة لو كانت هذه القسمة مع المخلوق لكانت جائرة فكيف مع الله والله تعالى منزه ليس له شريك وليس له صاحب ولا ولد لكن مع ذلك يقسم هذه القسمة الجائرة أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى ۝ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى

ثم بين الله سبحانه أن هذه أسماء سموها وعبدوها من دون الله إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ

في حديث  أبي واقد الليثي قال: خرج مع رسول الله ﷺ إلى غزوة حُنَين ونحن حُدثاء عهد بكفر، هذا اعتذار من أبي واقد الليثي كيف  طلبوا النبي ﷺ أن يجعلوا لهم سدرة يعكفون عندها لأنهم أسلموا حديثاً أسلموا بعد فتح مكة ثم أخذهم النبي ﷺ لغزوة حنين وكانت بعد فتح مكة لم يمض مدة ولهذا اعتذر قال: ونحن حُدثاء عهد بكفر يعني ما مضى علينا وقت بعد إسلامنا مضى علينا وقت قليل فتحت مكة ثم ذهبوا مع النبي ﷺ لحنين وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط يعني مروا بالمشركين ولهم سدرة معروفة شجرة السدرة معروفة يعكفون عندها أي يتبروك بها ويعلقون بها أسلحتهم ويطيلون المكث عندها رجاء البركة منها ثم مشوا حتى إذا مروا بسدرة فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط المشركون يسمون ذات أنواط ثم مضوا ومروا بسدرة  قالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذاتُ أنواط قالوها لجهلهم قالوها بسبب جهلهم لأن الإيمان ما ثبت في قلوبهم أسلموا حديثاً ولهذا قال: ونحن حدثاء عهد بشرك فأنكر عليهم النبي ﷺ فقال: الله أكبر إنها السنن 

وفيه مشروعية التكبير عند التعجب يشرع التكبير تعظيم الله والتسبيح، قول سبحان الله بخلاف بعض ما يفعله بعض الناس من تصفيق إذا أعجب يصفق هذا غلط التصفيق من خصال الكفرة ومن خصال النساء قال إنما التصفيق للنساء إذا حصل للإمام شيء فإن الرجال يسبح و إذا كان معه رجال ونساء تصفق المرأة بباطن كفها على ظهرها هكذا قال: إنما التصفيق للنساء فالتصفيق للنساء وقال في صفات المشركين وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً  يتعبدون بالتصدية والتصفيق والمكاء الصفير فلا ينبغي للمسلم أن يصفق بل إذا أعجبه يقول: الله أكبر كما قال النبي ﷺ أو سبحان الله.

قال: الله أكبر إنها السنن يعني الطرق يعني سلكتم مسلك من قبلكم من الكفار قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون فيه أن العبرة بالمعاني والحقائق لا بالألفاظ العبرة بالمعاني والمقاصد والحقائق لأن مقالة بني إسرائيل تختلف عن مقالة أصحاب النبي ﷺ في اللفظ لكن المعنى واحد فإن بني إسرائيل وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ وأصحاب النبي ﷺ قالوا اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذاتُ أنواط اجعل لنا شجرة نتبرك بها ونعكف عندها ونعلق بها أسلحتنا كما يفعل المشركون ومن المعلوم أن التبرك وطلب البركة شرك هؤلاء طلبوا الشرك وهؤلاء طلبوا الشرك وهذه المقالة معناها متفق وإن كان اللفظ مختلف العبرة بالمقاصد بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ.

ولكن أصحاب النبي ﷺ لم يقعوا في الشرك لأمرين:

الأمر الأول: أنهم لم يفعلوا الشرك.

والثاني: أنهم طلبوا عن جهل. فلما زجرهم النبي ﷺ انزجروا ولم يفعلوا فدل على أن من طلب أن يفعل الشرك ولم يفعله بسبب جهله أنه لا يكفر ما وقعوا في الشرك لأنهم طلبوا هذا عن جهل ولم يفعلوا ما فعلوا الشرك وإنما زجرهم النبي ﷺ ودل الحديث على أنهم لو تبركوا بالشجرة لأشركوا وهذا هو شاهد الترجمة من تبرك بشجر وحجر ونحوه. فمن تبرك بشجر أو حجر أو بقعة أو غار يطلب البركة منها يعتقدها فيها ويؤمنها وأن البركة تحصل منها بذاتها فقد أشرك شركاً أكبر

(المتن)

قال المصنف رحمه الله تعالى:

  باب ما جاء في الذبح لغير الله

وقول الله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لا شَرِيكَ لَهُ وبذلك أمرت وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ وقوله: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

وعن عليٍّ بن أبي طالب قال: حدَّثني رسول الله ﷺ بأربع كلمات: لعن اللهُ من ذبح لغير الله، لعنَ اللهُ من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثاً، لعن الله من غيَّرَ منار الأرض. رواه مسلم

وعن طارق بن شهاب أن رسول الله ﷺ قال: دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: مرَّ رجلان على قوم لهم صنمٌ لا يَجُاوزُه أحدٌ حتى يقرِّب شيئاً. فقالوا لأحدهما: قرِّب. قال: ما عندي شيء أقرِّب. قالوا: قرِّب ولو ذباباً، فقرب ذباباً فخلوا سبيله فدخل النار. وقالوا للآخر: قَرِّب. فقال: ما كنت لأقرِّب لأحدٍ شيئاً دون الله فضربوا عنقه، فدخل الجنة. رواه أحمد.

(الشرح)

 باب ما جاء في الذبح لغير الله يعني من الوعيد و أنه شرك أكبر وخروج عن الملة وقول الله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، قُلْ إِنَّ صَلاتِي يعني الصلاة، الصلاة التي يتعبد بها المسلم لله وَنُسُكِي يعني وذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يعني أتقرب به إلى الله خالصة لله قُلْ إِنَّ صَلاتِي يتقرب بها إلى الله خالصة وَنُسُكِي وما يعمله وما أحيا وما أموت عليه من العمل الصالح كله لله لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لا شَرِيكَ لَهُ بل إن هذه الأعمال يتقرب بها لله ولا أشرك به غيره وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ الله تعالى أمر بالإخلاص وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ،وهو أول المسلمين هذه الأمة عليه الصلاة والسلام فقال سبحانه أسوة إذا كان الله أمر نبيه بذلك أمة مأمورة بذلك بأن تتقرب إلى الله بالصلاة والزكاة والمحيا والممات لله رب العالمين من دون شريك.

قال سبحانه: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ.  فَصَلِّ لِرَبِّكَ أمر يعني تقرب إلى الله بالصلاة وَانْحَرْ تقرب إلى الله بالنحر والذبح، فجمع بين العبادتين.

الشاهد أن في الآيتين أن الله جمع بين العبادتين بين النسك بين الصلاة وبين النسك فالصلاة عبادة بدنية والنسك عبادة مالية يتقرب بها المسلم إلى الله بإراقة الدم إلى الله والتصدق باللحم وتوزيع اللحم فجمع بين هاتين العبادتين قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي ذبحي فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ.

وعن علي قال: حدَّثني رسول الله ﷺ بأربع كلمات: لعن اللهُ من ذبح لغير الله بدأ بالذبح لغير الله لأنه شرك لأنها أعظمها لأنه شرك واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله عن مواطن الرحمة وهذا لعن على العموم لعن الله من ذبح لغير الله ثم في الحديث لعن الله السارق يسرق بيضه فتقطع يده لعن الله آكل الربا فاللعن لعن عن المعاصي على العموم لا بأس به كذلك لعن الكفار أما الوعيد ففيه خلاف هذا دليل على الكفر فيه خلاف قيل يجوز وقيل لا يجوز فالأقرب المنع لأمر معين لأنه معين لا يدرى حاله فهو تحت المشيئة فقد يتوب فقد تمحى عنه هذه السيئة فلا يدعى عليه باللعن قال بعضهم إلا إذا اشتد أذاه للمسلمين أو كان فيه تنفير عن بدعة مبتدع لعن الله من ذبح لغير الله ذبح من تقرب إلى غير الله بالذبح والمقصود النية التقرب بالنية فإذا نوى بهذه الذبيحة غير الله يكون مشركا يكون ذبيحته ذبيحة مشرك ولو قال بسم الله العبرة بالنية وإذا أهل به لغير الله وقال: مثل أن يقول باسم المسيح أو باسم كذا صار أشد وأشد صار أعظم وأعظم اجتمع فيه أمران الأمر الأول أنها قصد بها غير الله والثاني أهل بها لغير الله اجتمع فيها نوعان من الشرك.

لعن اللهُ من ذبح لغير الله لعنَ اللهُ من لعن والديه: يعني من سب والديه جاء في الحديث الآخر سئل النبي ﷺ كيف يلعن الرجل والديه قال فيما معناه إن من أعظم الذنوب أن يلعن الرجل والديه أو كما جاء في الحديث قيل يا رسول الله كيف يلعن والديه قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه يعني أنه يتسبب يتسبب في شتم والديه وأن يشتم أباء الناس وأمهاتهم لأنه إذا شتم أباء الناس شتموا أباه وإذا كان هذا بالمتسبب فكيف من يباشر اللعن يلعنه مباشرة أعظم وأعظم.

لعن الله من آوى محُدثاً أو محدَثاً لعن الله من أوى محدثاً هو الجاني الذي فعل الجريمة ثم أبيحت حتى لا يقام عليه الحد يمنع من إقامة الحد عليه وقيل من آوى محدثاً أي المراد بها البدعة بمعنى أقرها ورضي بها.

لعن الله من غير منار الأرض من غير منار الأرض وهي المراسيم التي بينك وبين جارك تقدمها وتؤخرها تقدمها  وتأخذ جزءا من أرض جارك وقيل المراد بها المعالم التي تكون في طرق المسافرين العلامات التي تكون في المسافرين علامات يهتدي بها أهل السفر في البراري فيغيرها حتى يضل الناس فيكون ملعونا لعن الله من غير منار الأرض يشمل هذا وهذا فلا يجوز أن يغير الإنسان الحدود التي بينه وبين جاره  ولا يجوز له أن يغير معالم الأرض يغير الحاجة التي بينه وبين جاره وكذلك لا يجوز له أن يغير معالم الأرض التي يهتدى بها و فيه من عظم الذبح لغير الله وأنه من الشرك يهتدى به.

الحديث الثاني حديث طارق بن شهاب أن رسول الله ﷺ قال: دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: مرَّ رجلان على قوم لهم صنمٌ لا يَجُوزُه أحدٌ حتى يقرِّب له شيئاً. فقالوا لأحدهما: قرِّب. قال: ليس عندي شيء أقرِّب. قالوا: قرِّب ولو ذباباً، فقرب ذباباً فخلوا سبيله فدخل النار. وقالوا للآخر: قَرِّب. فقال: ما كنت لأقرِّب لأحدٍ شيئاً دون الله فضربوا عنقه، فدخل الجنة. رواه أحمد. وهذا الحديث طارق بن شهاب صحابي جليل صحابي صغير وهو لم يسمع من النبي ﷺ فيكون روى عن الصحابة يكون مرسلا صحابي واختلف  في حجيته والصواب أنه حجة لأنه سمعه من الصحابة والصحابة كلهم عدول.

 فيه عظم شأن الشرك وأنه إذا كان الذي يقرب ذبابا يدخل النار فكيف بمن يقرب أعظم من ذلك كيف بمن يستسهل الإبل والبقر والغنم ثم يذبحوها للأصنام ولأصحاب القبور يكون أعظم وأعظم وفيه عظم شأن الشرك ولو كان قليلاً حتى عند الكفرة وعباد الأصنام لأنهم طلبوا منه أن يقرب ذباباً قصدهم من ذلك الموافقة موافقته على الشرك إذا وافق على الشرك ولو قرب ذبابا المهم عملوا بالقلب هذا دليل على أن المعول على عمل القلب وأنه إذا قصد التقرب إلى الصنم ولو كان قليلاً إذا وافقهم على الشرك فهذا هو المراد فهذا فيه دليل على أن أهمية عمل القلب حتى عند عباد الأصنام حتى عند المشركين الموافقة في القلب وتقريب الذباب يدل على هذا.

قيل أن الرجل الذي قتل مكرهاً و أن هذا في شرع من قبلنا وأن هذا من الآصار والأغلال التي عليهم وأما من شرعنا فالمكره معفو عنه وأنه مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ قال بعضه أن الإكراه إنما يكون في الفعل ولا يكون في القول والصواب أنه عام في القول و في الفعل ولكن ظاهر الحديث ما وصل لحد الإكراه لأنه ما امتنع ولم يمانع ما قال ما امتنع ثم لما أكرهوه قرب، قال: ليس عندي شيء أقرب ليس عنده شيء فقالوا: قرب ولو ذبابة فوافق فقرب ذبابة فظاهره أنه ما وصل لحد الإكراه وأنه ما أكره وعلى كل حال من فعل الشرك مختاراً ذاكراً عالماً فإنه يكون مشركا والعياذ بالله أما المكره فإذا وصل لحد الإكراه فكما قال الله إذا أكره وقلبه مطمئن بالإيمان فلا يضر قال تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ.

(المتن)

باب لا يُذبح لله بمكانٍ يُذبح فيه لغير الله

 وقول الله تعالى: لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا

وعن ثابت بن الضَّحَّاك   أن رجلاً نَذَر أن ينحر إبلاً ببُوانَةَ، فسأل النبي ﷺ فقال: هل كان فيها وثنٌ من أوثان الجاهلية يُعبَد؟ قالوا: لا. قال: فهل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟. قالوا: لا. فقال رسول الله ﷺ: أوفِ بنذرِكَ؛ فإنه لا وفاء لنذرٍ في معصية الله، ولا فيما لا يملكُ ابنُ آدم.رواه أبو داود على شرطهما.

(الشرح)

باب لا يُذبح لله بمكانٍ يُذبح فيه لغير الله وبعض التراجم لا يجزم إذا كان محتملا عرف اسمه رحمه الله في تراجم باب لا يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله أنه لا يجوز لإنسان أن يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله فيشارك المشركين الذين يذبحون لغير الله يشاركهم ولو في المكان وإن كان قصده وجهه الله وإن كان يتقرب لله  لكن لا يجوز له أن يشارك المشركين في مكانهم وإنما يذبح في مكان آخر وقول الله تعالى: لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا أول الآية قول الله تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ۝ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ

هذه الآية نزلت في مسجد الضرار كان جماعة من المنافقين بنوا مسجداً قرب مسجد النبي ﷺ بينهم وبينه مسافة وقصدوا بذلك أن يكون معقلاً وتجمعاً للمنافقين كما قال الله يتجمعون ويعدون العدة والكيد للإسلام والمسلمين ويتصلون بالكفرة بالخارج كما فعل هذا عمرو الفاسق الذي اتصل بالروم ووعد بأنه سيأتي بجيش ويناوئ الإسلام والمسلمين فبنوا هذا المسجد ثم أرادوا من النبي ﷺ أن يصلي فيه حتى يثبت حتى يضفون عليه ثباتاً تقريراً من النبي ﷺ وكان ذلك قبيل غزوة تبوك فقال لهم النبي ﷺ: إنا على سفر، ولكن إذا رجعنا إن شاء الله فلما رجع عليه الصلاة والسلام قفل من غزوة تبوك وبقي بينه وبين المدينة يوم وليلة نزل القرآن بخبر هذا المسجد خبر الضرار نزلت هاتين الآيتين وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا ضِرَارًا أصله مضاراً وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ مقصدهم حرب الله ورسوله هذه مقاصدهم الخبيثة قصدهم مضارة بالمسلمين والكفر والتفريق بين المؤمنين وتشتيت المؤمنين وأن يكون معقلاً للكفر وحصناً لهم يتجمعون فيه ويعدون العدة لحرب المسلمين ولهذا قال العلماء إذا بني مسجد قريب من مسجد قائم لا حاجة له فإنه ينزع وحكمه حكم مسجد ضرار فلا ينبغي أن يكون مسجد قريب بحيث أنه يفرق بين الجماعة بل ينبغي أن يكون أهالي الحي يجتمعون في مكان واحد فأرسل النبي ﷺ إليه من أهدمه وأحرقه ولهذا قال الله تعالى: لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا يعني في هذا المسجد الضرار  لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ.  وقيل المراد به مسجد النبي ﷺ ولا منافاة بين القولين فإذا كان مسجد قباء أسس على التقوى فمسجد النبي ﷺ من باب أولى أسس على التقوى وكل من المسجدين أسس على التقوى.

ووجه الدلالة من الآية للترجمة أنه إذا كان النبي ﷺ نهي عن الإقامة في مسجد الضرار وإن كان يصلي لله فكذلك لا يجوز للإنسان أن يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله فالرسول عليه الصلاة والسلام نهاه الله أن يقوم في هذا المسجد وهو إذا صلى في هذا المسجد إنما يصلي لله لكن لما كان مكانا أعد للكفر والضرار نهاه الله عن الصلاة فيه فكذلك لا يجوز للإنسان أن يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله و إن كان يذبح لله إلا أنه لما كان هذا المكان يذبح فيه لغير الله فلا يجوز للإنسان أن يشارك المشركين فيذبح في هذا المكان والقياس صحيح والقياس صحيح وقياس واضح فالمسلم ليس له أن يصلي في مكان يصلى فيه لغير الله أو يفعل فيه الشرك وإن كان يصلي لله فكذا لا يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله  حديث ثابت بن الضَّحَّاك  أن رجلاً نَذَر أن ينحر إبلاً ببُوانَةَ، مكان فسأل النبي ﷺ هل يفي بنذره فقال عليه الصلاة والسلام : هل كان فيها وثنٌ من أوثان الجاهلية يُعبَد؟ قالوا: لا. قال: فهل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟. قالوا: لا. فقال رسول الله ﷺ: أوفِ بنذرِك؛ فإنه لا وفاء لنذرٍ في معصية الله، ولا فيما لا يملكُ ابنُ آدم.رواه أبو داود ، وإسناده على شرطهما على شرط الشيخين.

المفهوم من هذا الحديث أنه إذا كان في المكان وثن من أوثان الجاهلية فليس له أن يذبح ولو كان يذبح لله لأنه شارك الكفرة بذبحهم لأوثانهم أو إذا كان فيه عيد من أعيادهم فليس له أن يشارك إلا إذا كان سليم من هذا وهذا ولم يكن فيه شيء من شعائر الشرك فإنه يجوز للإنسان أن يذبح في هذا المكان وفيه دليل على أن من نذر أن يذبح في هذا المكان وليس فيه شيء من شعائر المشركين فإنه يوفي بنذره إذا نذر الإنسان أن يذبح في مكان معين ليس فيه محذور جاز له أما إذا لم يكن إذا كان فيه محذور فليس له أن يوفي بنذره لأنه يكون نذر معصية.

ونذر المعصية لا يكون فيه الإنسان ولكن هل يكفر كفارة يمين؟ اختلف العلماء على قولين قال بعضهم إذا نذر معصية كأن ينذر الإنسان أن يصوم يوم العيد هذا حرام لا يصوم ولكن يكفر كفارة يمين جاء في الحديث لا نذر في معصية الله، وكفارته كفارة يمين اعتمده الإمام أحمد رحمه الله وإسحاق وجماعة من أهل العلم وجاء حديث آخر ليس فيه أن يكفر فحمل أحدهما على الآخر وبعضهم ضعف الحديث قيل أن الحديث فيه ضعف فلا يجب الكفارة لكن القول بالكفارة معتمد عند المحققين من أهل العلم.

على هذا إذا نذر إنسان فلان أن يبيع سيارة فلان لا يملكها ليس له ذلك عليه معصية وكفارة يمين إذا نذر معصية فليس له أن يفي بها بما نذر إنما عليه التوبة و عليه الكفارة ففي الحديث من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه.

ومناسبته للترجمة واضحة ليس له أن يغيره إلا لمكان أفضل فلذلك من نذر أن يصلي في الجامع الكبير في الرياض له أن يصلي في المسجد الحرام لأنه أفضل وإذا نذر أن يصلي في المسجد النبوي نذر له أن يصلي جاز له أن يصلي في المسجد الحرام جاء في الحديث أن رجلاً أو امرأة نذر أن يصلي في المسجد الأقصى فقال النبي ﷺ: صل هاهنا يعني في المسجد، صل هاهنا فليس له أن ينتقل عنه إلا إذا كان أفضل منه.

(سؤال)

 إذا نذر الشخص أن يذبح في مكان ما يسأل يا شيخ في هذه الأسئلة؟

(الجواب)

نعم إذا كان فيه محذور يسأل إذا كان معروفا ما فيه محذور فلا بأس ينفي يجب عليه النفي إذا كان بقعة ما فيه محذور وجب عليه الوفاء.

(المتن)

 باب من الشرك النَّذرُ لغير الله 

وقول الله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا

وقوله: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ

وفي الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله ﷺ قال: من نذر أنْ يُطيعَ اللهَ فليُطِعْهُ، ومَنْ نذَر أن يَعصي اللهَ، فلا يعصه.

(الشرح)

قال المؤلف الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد: باب من الشرك النذر لغير الله.

هذا الباب عقده رحمه الله لبيان أن النذر لغير الله شرك أكبر يخرج من الملة قد ذكر قبله باب لا يذبح في مكان لا يذبح فيه لغير الله من وسائل الشرك وقبله باب ما جاء في الذبح لغير الله فذكر أن الذبح لغير الله شرك أكبر ثم ذكر الوسيلة إلى الشرك الأكبر ثم بعد ذلك انتقل إلى نوع آخر لبيان نوع آخر من أنواع الشرك وأن الذبح شرك أكبر يخرج من الملة كذلك الذبح كما أن الذبح يخرج من الملة كذلك النذر ذكر بينهما ما هو وسيلة للأول وهو الذبح في المكان الذبح لله في المكان الذي يذبح فيه لغير الله.

باب من الشرك النذر لغير الله أنه الشرك الأكبر الذي يخرج من الملة وقول الله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا هذه الآية ذكر الله تعالى في سياق الأبرار مدحاً للأبرار في سياق أعمالهم الطيبة التي أثنى الله عليهم بها، يُوفُونَ بِالنَّذْرِ مدحهم الله وأثنى عليهم بوفائهم بالنذر على أنه طاعة الذي يمدح عليه ويمدح الله عليه ويثني على صاحبه يدل على أنه طاعة والطاعة لغير الله تكون شركاً أكبر هذا وجه الدلالة وجه الدلالة من الآية أن الله تعالى مدح الأبرار بوفائهم بالنذر ولا يمدحهم الله على شيء إلا طاعة له فدل على أن النذر طاعة وصرف الطاعة لغير الله شرك.

وقال سبحانه وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ بين أن ما أنفقنا من نفقات ونذرنا من النذور متقربين إليه فأنه يعلمه وسوف يجازي عليه وهذا يدل على الطاعة وصرف الطاعة لغير الله شرك.

وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه قسم النذر إلى نذر طاعة ونذر معصية وهذا يدل على أنه عبادة وصرف العبادة لغير الله شرك؛ فظهر بهذه النصوص أن النذر لغير الله يكون شركا أكبر.

والنذر نوعان: نذر معلق ونوع غير معلق النذر.

  غير المعلق كأن يقول لله علي أن أصلي لله علي أن أصلي عشرين ركعة في يوم كذا وقول لله علي أن صوم يوم كذا وكذا بدون تعليق.

والنوع الثاني يكون معلق إن شفى الله مريضي أو إن نجح ولدي في الامتحان فلله علي أن أصلي عشرين ركعة فإذا حصل ما علق عليه النذر شفي مريضه أو نجح ولده في الامتحان وجب عليه أن يفي بالنذر.

فإذا صرف هذا النذر لغير الله فإنه يكون شركاً كأن ينذر مثلاً لصاحب القبر ينذر أن يصلي لصاحب القبر ويتصدق لصاحب القبر لبعض الأولياء أو يقول إن شفي مريضه ليذبحن خروفا على روح السيد الفلاني الولي فلان هذا شرك أو إن نجح ولدي في الامتحان يذبح لبدوي كما يفعل بعض المشركين أو ينذر للرسول عليه الصلاة والسلام أو للقمر أو للشمس هذا شرك أكبر.

وإذا نذر معصية فلا يجوز له الوفاء كما في هذا الحديث نذر أن يطيع الله وجب عليه أن يفي بهذا سواء كانت الطاعة واجبة أو مستحقة فإذا نذر أن يبر والديه يجب عليه أن يبر والديه لأمرين الأمر الله أن الله أمره بذلك الأمر الثاني وفاءً بالنذر وإذا نذر لنفسه بمسألة الدخان فليس له أن يفي به عليه أن يتوب إلى الله وليس له أن يفي بهذا النذر وهل يكفر كفارة يمين سبق أن فيه خلاف في الحلف إذا حلف أن يفعل شيئاَ محرمأَ فهل يكفر كفارة يمين؟ مثله النذر.

والنذر تجري فيه الأحكام الخمسة يكون نذرا واجبا يكون نذرا مستحبا يكون نذرا مباحا يكون نذرا محرما يكون نذرا مكروها.

فالنذر الواجب و المستحب يجب الوفاء به إذا نذر أن يصلي لله الضحى في اليوم الفلاني وجب عليه ومن نذر أن يطيع الله فعليه أن يطعه يجب عليه أن يفي بالنذر الواجب والمستحب أما نذر المعصية فلا يجوز له أن يفي به إذا نذر أن يشرب الدخان أو يشرب الخمر أو يعق والديه فإنه ليس له أن يفي به بل عليه أن يفي بل عليه التوبة أن يكفر كفارة وأن إذا نذر نذراً مكروهاً كأن ينذر أن يطلق زوجته يستحب له أن يكفر كفارة يمين ولا يفي بالنذر المكروه إذا نذر لأن الطلاق مكروه فيستحب له أن يكفر كفارة يمين ولا يفي بهذا النذر وإذا نذر نذراً مباحاً كأن ينذر أن يأكل أو يشرب أو يركب السيارة في اليوم الفلاني أو كذا أو يذهب إلى النزهة هذا نذر مباح يخير بين فعله وبين كفارة اليمين إن شاء فعله وإن شاء كفر كفارة يمين مثله مثل اللجاج والغضب يخير بين فعله وكفارة يمين أما إذا نذر شيئاً يكون فيه قطيعة أو يكون يسبب بغضاء فليس له أن يفي به بل عليه أن يكفر كفارة يمين فتكون اليمين مانعة لذلك حلف أن لا يزور جاره أو لا يأكل طعامه فإنه يكفر كفارة يمين ولا يفي بهذا النذر فاليمين لا تمنع من فعل الخير لهذا قال النبي ﷺ في حديث صحيح إني والله إن شاء الله  لا أحلفُ على يمين ثم أرى خيراً منها إلا كفرت عن يميني وأتيتُ الذي هو خير وفي لفظ إلا فعلت الذي هو خير وتحللتها. وله أن يفعل ما حلف عليه قبل التكفير وله أن يكفر جاء هذا وهذا سواء قدم الكفارة أو أخرها المقصود أن بعض الناس يقول أن علي يمين إني ما أزور فلان ولا أكلم فلان ولا أدخل بيت فلان ولا آكل طعامه عليك يمين أو نذر اليمين ما تمنع من فعل الخير كفر عن يمينك كفارة وكل طعامه وأت إليه ما ينبغي  الإنسان أن يلج في يمينه بل يكفر كفارة يمين الحمد لله ويأكل طعام فلان ويزوره ويزور جاره وصديقه نعم كأن ينذر أن يحافظ على الصلوات الخمس هذا واجب نذر أن يبر والديه هذا واجب يجب الوفاء به لأمرين لأن الله أمر به ولأنه نذره والنذر المباح لا ما يفي مخير بين هذا وهذا إن شاء كفر كفارة يمين وإن شاء فعل نذر أن يخرج للنزهة يوم الخميس إن شاء ذهب للنزهة وإن شاء كفر كفارة يمين ولا يذهب مباح.

سؤال:

(35:20)

الجواب:

يجب عليه الوفاء لأنه طاعة إذا كان ما يستطيع على حسب نيته كأن نذر أن يصوم يوماً أسبوعاً وإن قال كل يوم اثنين سأصومه معناه كل يوم اثنين يجب عليه من الذي أمره من الذي ألزمه هو الذي ألزم نفسه لا شك يجب عليه يجب من نذر أن يطيع الله فليطعه إلا إذا كان عاجز إن كان ما يستطيع مثلا عاجز عن صوم رمضان يكفر كفارة يمين يطعم مسكين عن كل يوم إذا كان مثلا ما يستطيع لكبره أو لمرضه نذر أن يصوم كل اثنين يطعم عن كل اثنين عن كل أسبوع يطعم عن مسكين مثل العاجز عن صيام رمضان أما إذا كان لا يستطيع لكنه كسلان ما يمنعه الكسل ما يمنع .

 لذلك  النذر مكروه أو حرام قال النبي: إيَّاكُمْ وَالنَّذْرَ , فَإِنَّه لا يأت بخير وإنما  يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ الإنسان يفعل الطاعة من دون نذر لكن إذا نذر واستند إلى الطاعة وجب الوفاء به ويمدح من وفى به كما أثنى الله على الأبرار يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا فإن ترك ذلك لا شك يأثم لأمرين لمخالفة أمر الله ومخالفة النذر يتأكد النذر يؤكد الواجب متى يستثنى إذا كان متصلا استثناء مر بأصول الفقه الاستثناء يشترط أن يكون متصلاً أما إذا قال نذرت أن أصوم كل اثنين ثم من الغد أو بعد ساعتين أو ثلاث من هذا الشهر فقط ما يفيده لا بد أن يكون متصلا لا بد أن يكون الاستثناء متصلا لكن لو حال بين الاستثناء عطاس أو تكلم لا يضر يكون الآن يتكلم ثم يأتي الاستثناء بعده يتكلم بعده بفترة لا على الصحيح نعم! إن قال إن شاء الله سأصوم كل يوم اثنين إن شاء الله. فهذا ما يلزمه إذا استثنى ما يلزمه كذلك لو حلف والله لأزوره فلان إن شاء الله أو لا آكل الطعام إن شاء الله وأن ذلك ينبغي للإنسان أن يستثنى فيه فائدة فالفائدة العظيمة لا يلزم كذلك يلزمه أن يقضيه في الوقت.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد