شعار الموقع

شرح التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية 74

00:00
00:00
تحميل
6

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين, أما بعد:

المتن

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمنا الله وإياه في العقيدة الواسطية: ويُحافِظونَ عَلى الجُمَعِ الجَماعاتِ.

قال الشارح: (وَيحافِظُون على الجُمَعِ والجَماعَاتِ) لأنَّها مِن أَوْكَدِ العِباداتِ، ومِن أجلِّ الطَّاعاتِ، ومِن أَعظمِ شَعائرِ الإسلامِ الظَّاهرةِ، وقد تكاثَرَت الأدِلَّةُ في الحثِّ على حُضورِ الجُمعُ والجماعاتِ والتَّرغيبِ في ذَلِكَ؛ وتحريمِ التَّخلُّفِ عنهما إلاَّ لِعذُرٍ، هَذَا ما عليه أهلُ السُّنَّةِ خِلافًا للمبتدِعَةِ مِن الرَّافِضةِ وغيرِهم، الذين لا يَرَوْن الجهادَ ولا حضورَ الجماعةِ إلاَّ مع الإمامِ المعصومِ، وإمامُهم هَذَا الذي يَزْعُمون هُوَ معدومٌ، وهم يَنْتَظِرونه مِن مدَّةٍ طويلةٍ، ولم يَقِفُوا على عَينٍ ولا أَثرٍ، إنْ هي إلا مجرَّدُ أوهامٍ وأمانيَّ وظُنونٍ كاذبةٍ.

نعم:

الشرح

هذا من خرافاتهم أهل السنة يحافظون على الجمع والجماعات مع الإمام, ويقيمون الجهاد والحج مع الإمام المسلم, والرافضة لا يرون هذا لا يرون الجمع والجماعات ولا يرون الجهاد مع الإمام لأنهم يرون أن الإمام لا يكون إلا الإمام المعصوم, والإمام المعصوم هو الإمام المهدي المنتظر, وأئمتهم اثني عشر ذهب احدي عشر وبقي الثاني عشر داخل السرداب, السرداب في سمرة بالعراق سنة ستين مائتين وستين مضى عليه شيخ الإسلام في زمانه من ألف وأربعمائة سنة ولم يخرج ولن يخرج إلا أنه شخص معلوم مرهون لأن أباه مات عقيم ولم يولد له فإختلقوا له ولد وأدخلوه السرداب.

وقالوا: إنه سيخرج وأنه لا سبيل حتى يخرج, وأنه سيأتي ملائكة من السماء يتبعوه, هذا من خرافاتهم ولما لم يحصل لهم شيء اخترعوا ولاية الفقيه فسار الخميني نائب عنه, ولاية الفقيه حتى يخرج فهذا من خرافات الشيعة فهو شخص مرهون لا حقيقة له المهدي عند الشيعة, وأما عند أهل السنة فهو حق من سلالة فاطمة محمد بن عبدالله المهدي يخرج في أخر الزمان تكون خلافته خلافة نبوة يبايع له في وقت ليس للناس فيه إمام.

المهدي ما يقاتل الناس يبايعه الناس في وقت ليس فيه إمام في وقت ليس فيه إمام, يبايع بين الركن والباب ويمليء الأرض عدلاً كما ملئت جورا, وفي زمان المهدي تحصل حروب طاحنة بين المسلمين والنصارى ومن أخرها فتح القسطنطينة, وخروج الدجال في زمان المهدي, ثم ينزل عيسى بن مريم ويقتل الدجال, ثم يخرج يأجوج ومأجوج في زمان عيسى هذه أربع متوالية من علامات الساعة الكبار ومُرتبة وهي من أشراط الساعة الكبرى الأولى ثم تتوالي أشراط الساعة.

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

وإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي عن الحقِّ شيئًا {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.

قال الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ومَن ظَنَّ أنَّ صلاتَه وَحْدَه أفضلُ مِن أجْلِ خَلوتِه، أو غيرِ ذَلِكَ فهُوَ مُخطِئٌ ضالٌّ.

الشرح

الصوفية يصلي وحده حتى يخلو بربه بزعمه والصوفي يترك الجمعة والجماعات هذا ضال, من ظن أنه يصلي وحده من أجل أن الخلوة أفضل من الجماعة فهو من الضلال من أهل البدع.

المتن

ومَن ظَنَّ أنَّ صلاتَه وَحْدَه أفضلُ مِن أجْلِ خَلوتِه، أو غيرِ ذَلِكَ فهُوَ مُخطِئٌ ضالٌّ.

وأضلُّ مِنه مَن لم يَرَ الجماعةَ إلاَّ خَلفَ معصومٍ، فعطَّلَ المساجِدَ وعَمَّرَ المشَّاهِدَ.

الشيخ: عظل المساجد وعمر المشاهذ القبور يعني.

نعم:

 انتهى. وصلاةُ الجماعةِ فَرْضُ عَيْنٍ، وهَذَا هُوَ المشهورُ عن أحمدَ وغيرِه مِن أئمَّةِ السَّلَفِ وعلماءِ الحديثِ، وقال بعضُ العلماءِ: إنَّ صلاةَ الجماعةِ شرطٌ لحديثِ «لا صَلاَةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلاَّ فِي الْمَسْجِدِ» واختارَهُ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ وابنُ عقيلٍ وغيرُهم،

نعم:

الشرح

الجمهور على أنها واجبة, صلاة الجماعة وهذا هو الصواب لأن النبي r صلى بالصحابة صلاة الخوف ولم يرخص لهم ولو كانت غير واجبة لرخص في ترك صلاة الجماعة عند قتال العدو, ولعموم الأدلة ولأن النبي r كان سيحرق من لم يحضر الجماعة؛ ولأنه لم يرخص لعبدالله ابن أم مكتوم للرجل الأعمى دل على وجوبها, وذهب بعض العلماء إلى أن شرط لصحة الصلاة, وهذا في رواية عن الإمام أحمد اختاره شيخ الإسلام بن تيمية وابن عقيل من الحنابلة وهذا أقوى, وأما أنها شرط لو صلى وحده ما صحت للطهارة الصلاة لا تصح إلا بعذر, وذهب أخرين إلى أنها سنة مؤكدة لكن يلام تاركها, والصواب من هذه الأقوال أنها واجبة ولي شرطاً ومن صلى وحده صحت لكنه يأثم.

نعم:

المتن

وقال الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ومَن قال لا تَجوزُ خَلْفَ مَن لا تُعرفُ عقيدَتُه، وما هُوَ عليه فَهُوَ قولٌ لم يَقُلْه أحدٌ مِن المسلِمِينَ.

الشرح

يعني ما يقال للإمام ما في عقيدة إلا إذا عُرف بالبدعة فهذا لا يصلى خلفه, لكن إذا كان مستور الحال يأتي يقول ما في عقيدة ونحوه إذا كان مستور الحال صلى خلفه .

نعم:

المتن

فإنَّ أهلَ الحديثِ والسُّنَّةِ كالشَّافِعيِّ وأحمدَ وإسحاقَ وغيرِهم متَّفِقون على أنَّ صلاةَ الجمعةِ تُصلَّى خَلفَ البَرِّ والفاجِرِ، حتى إنَّ أَكْثَرَ أهلِ البِدَعِ كالجهميَّةِ الذين يَقولون بخَلْقِ القُرآنِ، وأَنَّ اللَّهَ لا يُرى في الآخرةِ، ومع أنَّ أحمدَ ابْتُلِي بهم وهُوَ أشهرُ الأئمَّةِ بالإمامةِ في السُّنَّةِ، ومع هَذَا لم تَخْتَلِفْ نُصوصُه أنَّه تُصلَّى الجمعةُ خَلفَ الجهميِّ والقدَريِّ والرَّافِضيِّ، وليس لأحدٍ أنْ يَدَعَ الجمعةَ لبِدعةٍ في الإمامِ, لكن تَنازَعوا هل تُعادُ؟ على قولَيْنِ: هما روايتانِ عن الإمامِ أحمَد، قيل: تُعادُ خَلفَ الفاسِقِ، ومذهبُ الشَّافِعيِّ وأبي حنيفةَ لا تُعادُ. ا.هـ.

الشرح

إذا لم يكن في البلد إلا جمعة واحدة فلا يصلي في البيت لكن يصليها, لكن إذا عُرف أنه عنده أنه يفعل مكفر فلا تصح الصلاة خلقة بل يجب اعادتها, الرافضي له عقيدة كُفرية, وكذلك القدري الذي يقول: إن الله لا يعلم الأشياء حتى تقع فهذا لا يصلى خلفه, لكن هذا إذا خشي الفتنة, ولا يوجد في البلد فإنه يعيدها سواء الرافضي والجهمي والقدري, لأنه كفرهم خمسمائة عالم لكن مقصود المؤلف إذا لم يوجد غيره وخُشي الفتنة فإنه يصلي ثم يعيدها أما إذا لم يخشى الفتنة فلا يصلي خلفه أو وجد إمام أخر في البلد.

أعد حتى إن

حتى إنَّ أَكْثَرَ أهلِ البِدَعِ كالجهميَّةِ الذين يَقولون بخَلْقِ القُرآنِ، وأَنَّ اللَّهَ لا يُرى في الآخرةِ، ومع أنَّ أحمدَ ابْتُلِي بهم وهُوَ أشهرُ الأئمَّةِ بالإمامةِ في السُّنَّةِ، ومع هَذَا لم تَخْتَلِفْ نُصوصُه أنَّه تُصلَّى الجمعةُ خَلفَ الجهميِّ والقدَريِّ والرَّافِضيِّ، وليس لأحدٍ أنْ يَدَعَ الجمعةَ لبِدعةٍ في الإمامِ, لكن تَنازَعوا هل تُعادُ؟ على قولَيْنِ: هما روايتانِ عن الإمامِ أحمَد، قيل: تُعادُ خَلفَ الفاسِقِ، ومذهبُ الشَّافِعيِّ وأبي حنيفةَ لا تُعادُ. ا.هـ.

هذا فاسق أما الكافر فلا تصح الصلاة خلفه إذا عُلم كفره, وإذا صلى خلفه فإنه تجب عليه الإعادة بالإتفاق, إذا كانت بدعتة مُكفرة فالرافضي بدعته مكفره, وكذلك القدري كافر الذي يقول إن الله لا يعلم الأشياء حتى تقع, وكذلك الجهمي كفره أهل السنة هؤلاء لا يصلى خلفهم إلا إذا خشي الفتنة فإنه يعيدها.

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

قال: وهَذَا هُوَ الصَّحيحُ فإنَّ الصَّحابةَ كانوا يُصَلُّونَ الجمعةَ والجماعةَ خَلْفَ الأئمَّةِ والفُجَّارِ ولا يُعيدونَ،

الشيخ: الفجار يعني الفساق.

نعم:

أحسن الله إليك

كما كان عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ يُصلِّي خَلْفَ الحجَّاجِ بنِ يوسفَ، وَكَذَلِكَ أنسٌ وَكَذَلِكَ عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ -رضي اللَّهُ عنهم-، وغيرُهم يُصلُّونَ خلفَ الوليدِ بنِ عقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، وكان يَشربُ الخمرَ.

الشرح

نعم الحجاج كان فاسقاً ظالماً أسرف في القتل, فهم لا يصلون خلفه وصلى الصحابة خلف عقبة بن أبي معيط في الكوفة, وكان أخى عثمان لأمه وكان فاسقاً يشرب الخمر, وصلى بهم وهو سكران لم يعلموا في الفجر فصلى بهم الفجر أربع ثم التفت عليهم وقال: أتريدون أن أزيدكم فقالوا: ما زيدنا معك منذ اليوم في زيادة ثم أعادوا الصلاة, فرفع به إلى عثمان فجلده حد شرب الخمر جلده حد الخمر, والشاهد أن هذا صلوا خلف فاسق ولاسيما أنه إذا كان هو أمير البلد درء للفتنة.

نعم:

أحسن الله إليك

المتن

وَكَذَلِكَ أنسٌ وَكَذَلِكَ عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ -رضي اللَّهُ عنهم-، وغيرُهم يُصلُّونَ خلفَ الوليدِ بنِ عقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، وكان يَشربُ الخمرَ.

الشيخ: كان أمير الكوفة الوليد بن عقبة وكان أخا عثمان لأمه.

نعم:

عفا الله عنك

وأخرجَ الدَّارقُطنيُّ مِن حديثِ أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- مرفوعًا: «صَلُّوا خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وفاجِرٍ»،

الشيخ: وهو حديث ضعيف ومثله صلوا خلف من قال لا إله إلا الله وصلوا على من قال لا إله إلا الله هو ضعيف أيضا

نعم:

 وقال: لم يَلْقَ مَكحولٌ أبا هريرةَ، وفي إسنادِه معاويةُ بنُ صالِحٍ مُتكلَّمٌ فيه، وقد احتجَّ بِهِ مُسلمٌ في "صحيحِه"، وخرَّجَ الدَّارقُطنيُّ أيضًا وأبو داودَ عن مكحولٍ عن أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: «الصَّلاةُ وَاجِبَةٌ عَلَيْكُمْ مَعَ كُلِّ مُسْلِمٍ بَراًّ كَانَ أَوْ فَاجِراً، وَإِنْ عَمِلَ بِالْكَبَائِرِ، وَالْجِهَادُ وَاجِبٌ عَلَيْكُمْ مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ بَراًّ كَانَ أَوْ فَاجِراً وَإِنْ عَمِلَ بِالْكَبَائِرِ» انتهى.

قولُه: (ويَدِينونَ بالنَّصيحَةِ للأمَّةِ)

الشيخ: يعني أهل السنة والجماعة يدينون بالنصيحة للأمة يعني يرونه دينا يرون النصيحة للأمة دينا.

نعم:

 أي: يَتعبَّدُونَ، يقالُ: دانَ بالإسلامِ دِينا بالكسْرِ تعبَّدَ بِهِ، وتَدَّينَ بِهِ كذَلِكَ، أي أنَّ أهلَ السُّنَّةِ يَدِينونَ أي يتعبَّدُونَ بالنَّصيحةِ لجميعِ الأُمَّةِ،

الشيخ: المسلم ناصح في جميع أحواله.

نعم:

كما تكاثَرَت الأخبارُ في الحثِّ عليها والتَّرغيبِ فيها، ولأنَّ عليها مَدارَ الدِّينِ كما في "الصَّحيحَيْنِ" مِن حديثِ تميمٍ الدَّاريِّ أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قالها ثلاثًا، قُلنا: لمَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟قال: «لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ وَلأَئِمَّةِ المسلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» فقد حَصرَ الدِّينَ فيها.

قال الخطَّابيُّ: النَّصيحةُ كلمةٌ جامعةٌ، معناها حِيازةُ الحظِّ للمَنْصوحِ له، وقال ابنُ بَطَّالٍ: والنَّصيحةُ تُسمَّى دِيناً وإسلامًا، والدِّينُ يَقعُ على العَملِ، كما يَقَعُ على القولِ، وقال: وَهِيَ فَرْضُ كفايةٍ يُجزئُ فيه مَن قام بِهِ ويَسْقُطُ عن البَاقِينَ، وقال: والنَّصيحةُ لازِمةٌ على قَدْرِ الطَّاقةِ إذا عَلِمَ النَّاصِحُ أنَّه يَقْبَلُ منه، وأَمِنَ على نَفسِه المكروهَ، فإنْ خَشِيَ على نَفْسِه أذًى فهُوَ في سَعةٍ. انتهى.

وأَخرجَ الطَّبرانيُّ مِن حديثِ حذيفةَ بنِ اليمانِ عن النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أنَّه قال: «مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ المسلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُمْسِ وَيُصْبِحْ نَاصِحًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ وَلإِمَامِهِ وَلِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ» قال الخطَّابيُّ: فمعنى النَّصيحةِ لِلَّهِ: صحَّةُ الاعتقادِ في وحدانِيَّتِه، وإخلاصُ النِيَّةِ في عبادتِه، والنَّصيحةُ لكتابِه الإيمانُ بِهِ والعملُ بما فيه، والنَّصيحةُ لِرَسولِه التَّصديقُ بنبوَّتِه وبذلُ الطَّاعةِ فيما أَمَرَ بِهِ ونَهى، والنَّصيحةُ لعامَّةِ المسلِمِينَ إرِشادُهم إلى مصالِحِهم.

وفي صحيحِ مسلمٍ عن النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- مِن حديثِ أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: «حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ سِتٌّ» فذَكَر منها: «وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ» وفي المسنَدِ عن حكيمِ بنِ أبي يَزيدَ عن أبيه عن النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: «إِذَا اسْتَنْصَحَ أَحَدَكُمْ أَخَاهُ فَلْيَنْصَحْ لَهُ».

وقال شيخ الإسلام رحمه الله ويَعتقِدُونَ معنى قولِه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه

قوله: (ويَعتقِدُونَ معنى قولِه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ) إلخ: هَذَا الحديثُ رواهُ البُخاريُّ ومسلمٌ مِن حديثِ أبي موسى الأشعريِّ.

قولُه: (الْمُؤمِنُ لِلْمُؤْمِنِ) الحديثَ أي: المؤمنُ الإيمانَ الكامِلَ، في هَذَا الحديثِ الحثُّ على التَّناصُرِ والتَّناصُحِ والتَّعاوُنِ، وقد تكاثَرَت الأحاديثُ بمعنى هَذَا الحديثِ، وقال القاضي -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هُوَ تمثيلٌ وتقريبٌ للفَهْمِ، يُريدُ الحثَّ على التَّعاوُنِ والتَّناصُرِ، فيَجِبُ امتثالُ ما حثَّ عليه، وقال ابنُ بطَّالٍ: والمعاوَنةُ في أمورِ الآخرةِ، وكذا في الأمورِ المباحَةِ مِن الدُّنْيَا مَندوبٌ إليها، وقد ثَبتَ في حديثِ أبي هريرةَ أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: «واللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

قولُه: (وَشَبَّكَ بين أصابِعِه) يُستفادُ منه أَنَّ الذي يُريدُ المبالغةَ في بيانِ أقوالِه يُمثِّلُها في حركاتِه، وليكونَ أَوْقَع في النَّفْسِ. ذَكَره في الفَتحِ.

قولُه: (مَثلُ المؤمنينَ) هَذَا الحديثُ أَخرجَهُ البخاريُّ ومسلمٌ وغيرُهما مِن حديثِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِذَا اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ، وَإِذَا اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ»، والمرادُ بـ (المؤمنين) الإيمانَ الكامِلَ.

قولُه: (كمَثلِ الجسَدِ الواحِدِ) أي: بالنِّسبةِ إلى جميعِ أعضائِه، ووَجْهُ التَّشبِيهِ فيه: التَّوافُقُ في التَّعبِ والرَّاحةِ.

قولُه: (في تَوادِّهِم) بتشديدِ الدَّالِ، مَصْدرُ تَوادَدَ أي تَحابَبَ وتَراحَمَ، أي تَلاطُفِهم.

قولُه: (تعاطُفِهم) عَطفُ بعضِهم على بعضٍ.

قولُه: (إذا اشْتَكى) أي: تَأَلَّمَ عُضوٌ مِن أعضاءِ جسَدِه (تداعى) أي دَعَى بعضُه بعضاً إلى المشارَكَةِ في الأَلَمِ.

قولُه: (سائِرُ) أي: باقي (والحمَّى) هي المرَضُ المعروفُ (والسَّهَرِ) عَدمُ النَّومِ في اللَّيلِ، قاله في القاموسِ، فهَذَانِ الحديثانِ دَلاَّ على أنَّ مِن صفاتِ المؤمنينَ التَّعاطُفُ فيما بينهم والتَّراحُمُ، ومحبَّةُ بعضِهم لبعضٍ الخيَر، وفي حديثِ أبي هريرةَ عن النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: «الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ يَكُفُّ عَنْهُ ضَيْعَتَهُ، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ».

رواه أبو داودَ، وخَرَّجَه الترمذيُّ بلفظِ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ مِرَآةُ أَخِيهِ، فَمَنْ رَأَى بِهِ أَذًى فَلْيُمِطْهُ عَنْهَ» وفيهما دليلٌ على أَنَّ المؤمِنَ يَسُرُّه ما يَسُرُّ أخاه المؤمنَ، ويَسُوؤهُ ما يَسوؤُه، ويُحِبُّ له ما يُحِبُّ لنَفْسِه مِن الخيرِ، وهَذَا كُلُّه ممَّا يدلُّ على سلامةِ القلبِ مِن الغِشِّ والحَسَدِ والحِقْدِ، وفيها أنَّ مِن صفاتِ المؤمنينَ الاجتماعُ والاتِّفاقُ والتَّعاضُدُ ومُساندَةُ بعضِهم لبعضٍ في غيرِ إثمٍ ولا مكروهٍ، قال النَّوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هَذِهِ الأحاديثُ صريحةٌ في تعظيمِ حقوقِ المسلِمِينَ بعضِهم على بعضٍ، وحثِّهِم على التَّراحُمِ والملاطَفةِ والتَّعاضُدِ في غيرِ إثمٍ ولا مكروهٍ، وفيه جوازُ التَّشبِيهِ وضَرْبُ الأمثالِ لتقريبِ المعاني إلى الأفهامِ.

قوله: ويأمرون بالصبر

الشيخ: بار الله فيك

أحسن الله إليك

الشرح

مذهب أهل السنة والجماعة كله خير, مذهب أهل السنة والجماعة يتوسمون أخطاء النبي r في أقواله وأفعاله, ويفعلون ما يجملهم, ويتركون ما يشينهم ويدنسهم, وهو فريق مأمون سلفهم الصحابة الكرام والرسل الكرام عليهم صلوات الله, نسأل الله أن نكون معهم وفق الله الجميع.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد