بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ, وعلى آله وصحبه أجمعين, اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والسامعين.
(المتن)
[فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الأسماء والكنى]
فصل ولما كان كل عبد متحرك بالإرادة والهم مبدأ الإرادة, وترتب على إرادة حرثه وكسبه, كان أصدق الأسماء همام وحارث.
لأنه يوافق مطابق لحاله «أصدق الأسماء همام وحارث», إذا الإنسان متحرك بالإرادة, وأول الإرادة الهم, فكان أصدق الأسماء همام وحارث يعني يوافق حال الإنسان.
(المتن)
ولما كان الملك الحق لله وحده كان أخنع اسم عند الله وأغضبه له اسمٌ شاهان شاه.
(الشرح)
هذا عند العجم, في الحديث يقول: «إن أخنع اسم عند الله شاه شاه, لا مالك إلا الله», والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بوب فيه كتاب التوحيد قال: باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه, وذكر هذا الحديث, قال: «إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى شاه شاه, لا مالك إلا الله», شاه شاه عند العجم ملك الملوك حاكم الحكام سلطان السلاطين, قاضي القضاة, هذا لا ينبغي, هذا وصف الله, إلا إذا أضيف قاضي قضاة الشام, قاضي قضاة السعودية, قاضي قضاة السعودية, إذا أضيف سهل, أما قاضي القضاة على الإطلاق الله تعالى هو حاكم الحكام, وكذلك العجم يسمون ملك الملوك وسلطان السلاطين كل هذا لا يجوز, أخنع اسم وأوضعه, قال: «إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملاك الأملاك لا مالك إلا الله», أخنع وأوضع.
(المتن)
كان أخنع اسم عند الله وأغضبه له اسم " شاهان شاه " أي ملك الملوك، وسلطان السلاطين، فإن ذلك ليس لأحد غير الله عز وجل.
(الشرح)
هو سبحانه مالك الملوك وهو سلطان السلاطين وهو قاضي القضاة على الإطلاق, لكن بعض العلماء يتساهل في قاضي القضاة يعني كأنه يحملها على نية قاضي القضاة في البلد الفلان, لكن إذا أضيف زال المحذور, قاضي قضاة الشام, قاضي قضاة مصر, قاضي قضاة الحجاز, قاضي قضاة مثلاً السعودية لا بأس إذا أضيف.
(المتن)
فتسمية غيره بهذا باطل، والله لا يحب الباطل. وقد ألحق بعضهم بهذا قاضي القضاة، ويليه في القبح سيد الناس؛ لأن ذلك ليس لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(الشرح)
في بعض المحدثين يسمى ابن سيد الناس, الرسول هو سيد الناس, قال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر», أخبرنا عن منزلته لما قدمت له الذراع قال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر», هو سيد الناس الرسول عليه الصلاة والسلام, فلا ينبغي لأحد أن يشاركه في هذا, فمن يقول: هو سيد الناس معناه أنه ليس بصادق.
(المتن)
ولما كان مسمى الحرب والمرارة أكره شيء للنفوس، كان أقبح الأشياء حربًا ومرة.
(الشرح)
للحديث «أقبح الأسماء حرب ومرة وأصدقها حارث وهمام, وأحبها عبد الله وعبد الرحمن».
(المتن)
وعلى قياسه حنظلة وحزن، وما أشبههما، ولما كانت أخلاق الأنبياء أشرف الأخلاق، كانت في أسمائهم أحسن الأسماء، فندب النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى التسمي بأسمائهم.
(الشرح)
نعم قال: سموا بأسماء الأنبياء, أحب الأسماء عبد الله وعبد الرحمن, وأصدقها حارث وهمام؛ لأنه يوافق حالة الإنسان, وأقبحها حرب ومرة, قال: «سموا بأسماء الأنبياء», أما ما يقال من بعض الناس: خير الأسماء ما حمد وما عبد هذا ليس بصحيح, لكن الحديث الصحيح: «أحب الأسماء هي عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة».
(المتن)
ولما كانت أخلاق الأنبياء أشرف الأخلاق، كانت في أسمائهم أحسن الأسماء، فندب النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى التسمي بأسمائهم كما في سنن أبي داود والنسائي عنه: «تسموا بأسماء الأنبياء» .
(الشرح)
نعم نوح, موسى, عيسى, إبراهيم, أسماء الأنبياء, محمد على النبي صلى الله عليه وسلم.
طالب: الحديث ضعيف -- ((@ كلمة غير مفهومة- 05:50)) --؟
الشيخ: يحتاج إلى مراجعة هل له شواهد أم ليس له شواهد؟ يعني ابن القيم رحمه الله كذلك أيضًا من أهل الصناعة من أهل صناعة الحديث, ساقه يرى أن الحديث ثابت عنده.
طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 06:15)) – يقول: حسن بشواهده.
الشيخ: وهذا هو الأقرب.
طالب: الألباني -- ((@ كلمة غير مفهومة- 06:25)) --.
الشيخ: الأقرب أنه حسن بشواهده, صنيع المؤلف يقتضي هذا المؤلف من أهل الصناعة.
طالب: والرسول صلى الله عليه وسلم سمى ابنه إبراهيم.
الشيخ: صحيح, قال: ولد لي الليلة ولد سميته إبراهيم.
(المتن)
ولو لم يكن فيه إلا أن الاسم يذكر بمسماه، ويقتضي التعلق بمعناه، لكفى به مصلحة. وأما النهي عن تسمية الغلام بيسار ونحوه، فهو لمعنى آخر أشار إليه في الحديث, وهو قوله: «فإنك تقول: أثم هو؟» ، إلى آخره, والله أعلم هل هي من تمام الحديث أو مدرجة.
(الشرح)
يعني إذا سمى يسار يقال: هل يسار موجود؟ يقولون: لا ليس بموجود يسار, المعنى أنه موجود إعسار, لأجل هذا كره التسمية بيسار؛ لأنه قد ينادى بالنفي, المؤلف شك في صحة الحديث أنجح ويسار ونجيح, عليه تعليق هذا أفلح ويسار ونجيح؟
طالب: رواه مسلم.
الشيخ: لا, المؤلف يقول: الله أعلم.
طالب: أخرجه مسلم.
الشيخ: هل هو مدرج في الحديث أو غير مدرج؟
طالب: المؤلف يقول في آخره والله أعلم هل هي من تمام الحديث أم مدرجة؟
الشيخ: محتمل أنها مدرجة, يعني هذه اللفظة هي المدرجة, يراجع النووي هل أحد من الشراح تكلم عن اللفظة مدرجة أو غير مدرجة.
(المتن)
فإن هذه الأسماء لما كانت قد توجب تطيرًا، وقد تقطع الطيرة على المتطيرين، فاقتضت حكمة الرءوف بأمته أن يمنعهم من أسباب توجب سماع المكروه أو وقوعه، هذا إلى ما ينضاف إلى ذلك من تعليق ضد الاسم عليه بأن يسمى يسارًا من هو من أعسر الناس، ونجيحًا من لا نجاح معه، ورباحًا من هو من الخاسرين، فيكون قد وقع في الكذب عليه وعلى الله. وأمر آخر وهو أن يطالب بمقتضى اسمه، فلا يوجد، فيجعل ذلك سببًا لسبه، كما قيل:
سموك من جهلهم سديدًا ... والله ما فيك من سداد
وهذا كما أن من المدح ما يكون ذمًا موجبًا لسقوط الممدوح عند الناس، فإنه يمدح بما ليس فيه، فتطالبه النفوس بما مدح به، وتظنه عنده، فلا تجده كذلك فينقلب ذمًا، ولو ترك لغير مدح لم تحصل تلك المفسدة، وأمر آخر وهو اعتقاد المسمى أنه كذلك، فيقع في تزكية نفسه كما نهى أن تسمى برة، فعلى هذا تكره التسمية بالرشيد والمطيع والطائع وأمثال ذلك.
(الشرح)
ويرد على هذا اسم صالح وهو من أسماء الأنبياء.
(المتن)
وأما تسمية الكفار بذلك، فلا يجوز التمكين منه ولا دعاؤهم بشيء من ذلك.
(الشرح)
يعني إذا سموا كفار لا ينبغي للإنسان أن يناديهم بهذه الأسماء, فلا يجوز التمكين منه, يعني هم يسمون أنفسهم لكن ما ينبغي مناداتهم بذلك.
(المتن)
وأما الكنية، فهي نوع تكريم، وكنى النبي صلى الله عليه وسلم صهيبًا بأبي يحيى، وعليًا بأبي تراب، وكنى أخًا أنس وهو صغير بأبي عمير، وكان هديه تكنية من له ولد، ومن لا ولد له.
(الشرح)
وكنى طفلاً صغيرًا «يا أبا عمر ما فعل النغير», فله أن يتكنى ولو لم يكن له ولد.
(المتن)
ولم يثبت عنه أنه نهى عن كنية إلا الكنية بأبي القاسم، فاختلف فيه.
(الشرح)
قال: «سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي», وقد يكون الإنسان له كنيتان, مثل علي t له كنية أبو الحسن ويسمى أبا تراب, صار له كنيتان, يسمى أبا تراب وهو أبو الحسن.
(المتن)
فاختلف فيه, فقيل: لا يجوز مطلقًا، وقيل: لا يجوز الجمع بينها وبين اسمه، وفيه حديث صححه الترمذي، وقيل: يجوز الجمع بينهما؛ لحديث علي: «إن ولد لي من بعدك ولد أسميه باسمك، وأكنيه بكنيتك؟ قال: " نعم» ، صححه الترمذي.
(الشرح)
نعم سموا باسمي ولا تتكنوا بكنيتي», والأقرب أن المنع في حياته عليه الصلاة والسلام كما سيأتي؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان يمشي فجاء نادى أحد فقال: يا أبا القاسم, فالتفت فقال: «إنما أعني غيرك, فقال: «سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي», في حياته عليه الصلاة والسلام.
(المتن)
وقيل: المنع منه مختص بحياته.
(الشرح)
هذا هو الأقرب.
(المتن)
والصواب أن التكني بكنيته ممنوع منه، والمنع في حياته أشد، والجمع بينهما ممنوع منه، وحديث علي في صحته نظر، والترمذي فيه نوع تساهل في التصحيح. وقد قال علي: إنها رخصة له، وهذا يدل على بقاء المنع لمن سواه.
(الشرح)
المؤلف رجح أنه ممنوع مطلقًا, والأقرب أن هذا في حياته عليه السلام؛ لأنه يزول المحذور, ولا يزال السلف يسمون ويتكنون بكنيته بعد وفاته عليه الصلاة والسلام, هناك من المحدثين ومن الرواة وغيرهم من اسمه محمد ويتكنى بأبي القاسم, المؤلف كان رأى المنع مطلقًا.
(المتن)
وحديث عائشة: «ما الذي أحل اسمي وحرم كنيتي» -غريب، لا يعارض بمثله الحديث الصحيح.
(الشرح)
نقف على الكنى, بحث الكنى بحث مهم إن شاء الله.
وفق الله الجميع لطاعته.