شعار الموقع

69- مختصر زاد المعاد

00:00
00:00
تحميل
16

الشيخ:

أحسنت.

طالب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين، والسامعين.

(المتن)

(فصلٌ في هديه - صلّى الله عليه وسلّم - في حفظ المنطق واختيار الألفاظ:

ومن هذا قوله: «لا يقولن أحدكم: تعس الشّيطان، فإنّه يتعاظم حتى يكون مثل البيت»).

الشيخ:

تعس، لا يقولن أحدكم تعس الشيطان، نعم، وإنما يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يستعيذ بالله، ما يقول تعس، نعم.

(المتن)

(«ويقول: صرعته بقوتي، ولكن ليقل: باسم الله، فإنّه يتصاغر حتى يكون مثل الذّباب»، وفي حديثٍ آخر: «إنّ العبد إذا لعن الشّيطان يقول: إنّك لتلعن ملعنًا».

ومثل هذا قول: أخزى الله الشّيطان، وقبح الله الشّيطان؛ فإنّ ذلك كلّه يفرحه، ويقول: علم ابن آدم أني نلته بقوّتي، وذلك مما يعينه على إغوائه، فأرشد النَّبِيّ - صلّى الله عليه وسلّم - مَن مسّه شيء من الشّيطان: أن يذكر الله تعالى، ويذكر اسمه، ويستيعذ بالله منه، فإنّ ذلك أنفع له، وأغيظ للشّيطان).

الشيخ:

أغيظ نعم، يعني إن أصابه شيء، يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ما يقول: أخزى الله الشيطان، لعن الله الشيطان، لكن لو لعنه في بعض الأحيان لا بأس، يقول الله تعالى: {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ} [النساء:117-118]، لكن يعني وهو يتكلم وفي عرض كلامه قال: لعن الشيطان، أو أخزى الله الشيطان فلا بأس، لكن عندما يصيبه شيء، ينبغي أن يستعيذ بالله من شره، ويلجأ إلى التسمية والاستعاذة بالله، هذا هو الذي ينفعه، وإلا فالشيطان ملعون، فأنت الآن ملعون، أنت ما استفدت الآن، تخبر أنه ملعون وهو ملعون، لكن الآن يتعلق بك أنت الاستعاذة بالله من شره، تستعيذ بالله من شره، بالتسمية، تقول: بسم الله، أعوذ بالله من شره، إيش قال على تخريج الأحاديث اللي قرأت؟ تكلم عليها؟

طالب:

ما تكلم على شيء.

الشيخ:

نعم، وعلى هذا لا ينبغي أن يقول الإنسان تعس الشيطان، نعم، لا يقلها، وإنما يستعيذ بالله من شره، نعم.

(المتن)

(ومن ذلك نهيه أن يقول الرّجل: خَبُثت نفسي، ولكن يقول: لقسَتْ نفسي).

الشيخ:

لأن هذا الخبث كلام مكروه، يعني هذا من باب الكراهة، فلا ينبغي للإنسان أن يعود لسانه كلمة الخبث، يأتي بكلمة توافقها في المعنى، لكنها ليس فيها لفظ الخبث، لقست بمعنى خبثت، يعني تغيرت، إيش قال عليها قول: لقست؟

(المتن)

(ومعناهما واحد، أي: غَثِيَتْ نفسي).

الشيخ:

غثيت أو تغيرت، فإذا أراد أن يقول تغيرت نفسي، يقول: تغيرت أو يقول: لقست، ولا يقول خبثت، لأن الخبث هذا ما ينبغي للإنسان أن يعود لسانه على الخبث، يعود لسانه على الكلام الطيب، يأتي بكلمة، أو ضعفت، يأتي بكلمة توافقه في المعنى، ولكن اللفظ يكون مستعمل، نعم.

(المتن)

(غثيت نفسي، وساء خلقها، فكره لهم لفظ الخبث لما فيه من القبح والشّناعة، ومنه نهيه عن قول القائل بعد فوات الأمر: لو أنّي فعلت كذا وكذا، وقال: «إنّها تفتح عمل الشّيطان»).

الشيخ:

لأن هذا تحسر على القدر، واعتراض على القدر، لو أن فلان ما أسرع ما حصل الحادث، هذا اعتراض على القدر، قال: «فإن لو تفتح عمل الشيطان»، لا تقل لو، فإن لو تفتح عمل الشيطان، إذا كانت في الاعتراض على القدر، وتحسر على القدر، لو أن فلانًا ما سافر ما أصابه ما أصابه، هذا اعتراض على القدر، قدر الله نافذ، ولكن إذا كانت في تمني الخير لا مانع منها لو، لو علمت أن في المسجد حلقة درس لحضرتها، هذا تمني في الخير، لا بأس، لكن إذا كانت لو في الاعتراض على القدر هذا هو المنهي عنه، إن كانت في الاعتراض على القدر هذه هو المنهي عنه، إذا كانت في الاعتراض على القدر والتحسر على القدر فهو منهي عنه، أما في تمني الخير فلا بأس به، نعم.

طالب:

(4:46)

الشيخ:

نعم، لتمني الخير، أو حتى في المعروف، لتمني الخير لا بأس، نعم.

(المتن)

(وأرشده إلى ما هو أنفع منها، وهو أن يقول: "قَدَر الله وما شاء فعل").

الشيخ:

نعم، يعني الشيء الذي مضى يقول: قدر الله وما شاء فعل، هذا قدر الله، وما شاء فعل، أما يقول: لو فعل كذا ما حصل كذا، هذا اعتراض على القدر، لو ما سافر ما حصل عليه كذا، قل قدر الله وما شاء فعل، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلفني خيرًا منها، أما أن يعترض ويقول: لو لم يفعل كذا، لو ما سافر، لو ما راح، لو ما فعل، هذا اعتراض على القدر، ما يجوز، ولو من عمل الشيطان، نعم.

طالب:

أحسن الله إليك، قدّر بالتشديد هذه هي الرواية الصحيحة.

الشيخ:

المعروف قَدَر الله وما شاء فعل، يعني هذا قدر الله، ما يصلح قدَّر الله، نعم.

طالب:

(5:44)

الشيخ:

هو هذه قدر الله، يعني هذا قدر الله، قدر خبر لمبتدأ محذوف، هذا قدر الله وما شاء فعل، ولكن المعنى صحيح قدَّر الله، معناه صحيح، نعم.

طالب:

(5:58)

الشيخ:

ما ذكر هنا، نعم.

طالب:

في الأصل يا شيخ مشددة، في الأصل مشددة، قدَّر.

الشيخ:

الشكل ما عليه عمدة، العمدة على الرواية، نعم.

(المتن)

(وذلك لأنّ قوله: لو كنت فعلت كذا لم يفتني ما فاتني، أو لم أقع فيما وقعت فيه، كلام لا يجدي عليه فائدة، فإنّه غير مستقبلٍ لما استدبر، وغير مستقيل عثرته بلو).

الشيخ:

ومنه قول النبي: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولا أحللت»، يعني فيه تمني الخير، يعني لو علمت تن أصحابي يترددون في عدم الفسخ، فسخ العمرة، لما سقت الهدي، وأحللت معهم حتى يقتدوا بي، نعم، هذا في تمني الخير.

(المتن)

(وفي ضمنها أنّ الأمر لو كان كما قدره في نفسه، لكان غير ما قضاه الله).

الشيخ:

فيكون اعتراض على القدر، نعم.

(المتن)

(ووقوع خلاف المقدر محال، فقد تضمن كلامه كذبًا وجهلًا ومحالًا، وإن سلم من التّكذيب بالقدر، لم يسلم من معارضته بلو).

الشيخ:

يعني أقل الأحوال أنه اعترض على القدر، وهذا الاعتراض على القدر لا يجوز، فكيف إذا كان فيه تكذيب للقدر، يكون أشد وأشد، نعم.

(المتن)

(فإن قيل: فتلك الأسباب التي تمناها من القدر أيضًا؟ قيل: هذا حقّ، ولكن هذا ينفع قبل وقوع القدر المكروه).

الشيخ:

نعم، يعني الأسباب التي تمناها ليست من القدر، يقول: لو لم أفعل كذا، نقول: حق، لكن هذا قبل وقوع المقدور، لما وقع المقدور خلاص انتهت، كيف تأتي بأسباب وقد وقع المقدور، نعم.

(المتن)

(فإذا وقع، فلا سبيل إلى دفعه أو تخفيفه، بل وظيفته في هذه الحال أن يستقبل الفعل الذي يدفع به).

الشيخ:

يعني إذا أراد الإنسان يسافر يأمر الإنسان بفعل الأسباب، يقول له: يا فلان، عليك أن تتفقد السيارة، تتفقد الإطارات، تتفقدها، يعني تذهب بها إلى مهندس يتفقدها، وعليك أيضًا كذلك تمشي مشيًا معقولًا، لا تمشِ بسرعة، المشي المحدد، تمشي وقد أخذت حاجتك من النوم، نعم، هذه أسباب يفعلها قبل، لكن بعد ما وقع المقدور خلاص، ما فيه فايدة، ما يقول: أنت فعلت كذا، وأنت فعلت كذا، وأنت ما فعلت كذا، لو ما فعلت كذا ما حصل، لو تركت السيارة ما حصل، لا، هذا اعتراض، بعد وقوع القدر إنا لله وإنا إليه راجعون، انتهى الأمر، الأسباب هذه تكون قبل وقوع المقدور، نعم.

طالب:

(8:44)

الشيخ:

يكون ملوم شرعًا وعقلًا، مذموم، لكن إذا فعل الأسباب ثم وقع القضاء والقدر خلاص، ليس بملوم، قال: قدر الله وما شاء فعل، هذا قدر الله نافذ، ويصير هنا لا يلام لا شرعًا ولا عقلًا، نعم.

(المتن)

(فإذا وقع، فلا سبيل إلى دفعه أو تخفيفه، بل وظيفته في هذه الحال أن يستقبل الفعل الذي يدفع به، أو يخفّف، ولا يتمنى ما لا مطمع في وقوعه).

الشيخ:

نعم، يعني وظيفته في هذه الحال يحاول يخفف هذا المقدور، يعالج المصاب مثلًا، وما أشبه ذلك، يعني وظيفته التخفيف وإزالة ما يمكن إزالته من الأضرار، نعم.

(المتن)

(فإنّه عجز محض، والله يلوم على العجز، ويحبّ الكيس).

الشيخ:

نعم الكيس الجد والنشاط وفعل الأسباب.

(المتن)

(وهو مباشرة الأسباب فهي تفتح عمل الخير، وأمّا العجز، فيفتح عمل الشّيطان).

الشيخ:

نعم، نسأل الله العافية.

(المتن)

(فإنّه إذا عجز عما ينفعه صار إلى الأماني الباطنة، ولهذا استعاذ النّبِيّ - صلّى الله عليه وسلّم - من العجز والكسل، وهما مفتاح كلّ شرٍّ، ويصدر عنهما الهمّ والحزن، والجبن والبخل).

الشيخ:

نعم، لأن العجز والكسل هذا باستطاعته أن يفعل لكن هو ترك شيئًا قادرًا عليه، فالعاجز يترك شيئًا يقدر عليه، ولهذا يلام، وكذلك الكسلان، أخلد إلى الكسل، وإلا يستطيع يقوم مثل ما يقوم غيره، ولكنه أخلد إلى الكسل، وكذلك العجز، ولهذا استعاد النبي - صلى الله عليه وسلم - منهما، من العجز والكسل، فالعاجز حينما يترك شيئًا في وسعه أن يفعله، وكذلك الكسلان، ولهذا يلام الإنسان على العجز والكسل، نعم.

(المتن)

(وضلع الدّين، وغلبة الرّجال، فمصدرها كلّها عن العجز والكسل، وعنوانها: لو، فإنّ المتمني من أعجز النّاس وأفلسهم).

الشيخ:

والعجز يعني الكيس في الحديث: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت»، الكيس يعني الفطن اللبيب، من دان نفسه، حاسب نفسه قبل الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، يعطي نفسه ما تشتهيه، ويتمنى أن يحصل له كذا وكذا، يرى في أمور الدنيا مثلًا، يرى من بجواره عنده أرض، وزرعها وبذرها وأنتجت، وهو يتمنى أن يحصل له، وهو جالس، ما يزرع الأرض، ولا يبذرها، ولا يحرثها، كسلان، كذلك أيضًا يتمنى أن يرى طالب علم، يطلب العلم، وبذل له وسعه، وهو جالس كسلان، لا يشارك ولا يحضر الدروس العلمية، ويتمنى أن يكون مثله، هذا كسل، هذا تمني وغرور، والتمني والغرور غير الجد والنشاط والعمل، نعم.

(المتن)

(وأصل المعاصي كلّها العجز، فإنّ العبد يعجز عن أسباب الطّاعات، وعن الأسباب التي تبعده عن المعاصي، وتحول بينه وبينها).

الشيخ:

نعم، وهو قادر على أن يبذل الأسباب، وما عليه يترك الأسباب التي هو قادر عليها، فيكون ملومًا، نعم.

(المتن)

(فجمع في هذا الحديث الشّريف أصول الشّر وفروعه).

الشيخ:

نعم، احرص على ما ينفعك ولا تعجز، الحديث، يقول النبي في الحديث الصحيح الذي رواه: «احرص على ما ينفعك ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان»، نعم، احرص على ما ينفعك، واستعن ولا تعجز، احرص واستعن، يعني ابذل ما في وسعك، ولا تعجز، يعني اترك العجز الذي هو ترك الأسباب النافعة مع القدرة عليها، نعم.

(المتن)

(فجمع في هذا الحديث الشّريف أصول الشّر، وفروعه، ومبادئه، وغاياته، وموارده، ومصادره، وهو مشتمل على ثمان خصالٍ، كلّ خصلتين قرينتان، فقال: «أعوذ بك من الهمّ والحزن»، وهما قرينان، فإنّ المكروه الوارد على القلب إمّا أن يكون سببه أمرًا ماضيًا، فهو يحدث الحزن، وإمّا توقع مستقبل، فهو يورث الهمّ).

الشيخ:

نعم، فهذا الجمع اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، كل هذه جعل كل جملتين متقابلتين، الهم والحزن متقابلان، الهم يكون لما يتوقع في المستقبل من الضرر، والحزن التألم على شيء مضى، الشيء الذي مضى الذي يكرهه يتألم له، يسمى حزن، والشيء الذي يخافه في المستقبل ويتألم لحصوله يسمى هم، الهم في المستقبل، والحزن في الماضي، نعم.

(المتن)

(وكلاهما من العجز، فإنّ ما مضى لا يدفع بالحزن، بل بالرّضى والحمد، والصّبر والإيمان بالقدر، وقول العبد: "قدر الله وما شاء فعل"، وما يستقبل لا يدفع بالهمّ، بل إمّا أن يكون له حيلة في دفعه، فلا يعجز عنه، وإمّا أن لا يكون له حيلة، فلا يجزع عنه).

الشيخ:

نعم، فلا يجزع منه، منه والا عنه؟ يعني الشيء اللي وقع خلاص، ما يستطيع دفعه، لأنه وقع، فلا يحزن، بل يحمد الله، ويشكر الله، ويسأله أن يصبره وأن يرضيه، لأنه شيء وقع ما فيه حيلة، والشيء اللي مستقبل يخافه، إن كان عنده سبب يستطيعه، يستطيع أن يدفعه، يفعل الأسباب، حتى لا يقع المكروه في المستقبل، وإن كان لا يستطيع، فهذا ليس بيده شيء، وإنما إيش؟ يسلم لقضاء الله وقدره، الشيخ يقول: وإن كان إيش؟

(المتن)

(وما يستقبل لا يدفع بالهمّ، بل إمّا أن يكون له حيلة في دفعه، فلا يعجز عنه، وإمّا أن لا يكون له حيلة، فلا يجزع عنه).

الشيخ:

نعم، فلا يجزع، ما دام أنه ليس له حيلة، فلا يجزع، وأنه يسلم لله، الأمر لله، والشيء اللي مضى كذلك لا يمكن يعني دفعه، وقع، وإنما يحمد الله ويشكره، ويسأله أن يرضيه، وأن يهدي قلبه، نعم.

(المتن)

(ويلبس له لباسه من التّوحيد والتّوكّل والرّضى بالله ربًّا فيما يحبّ ويكره، والهمّ والحزن يضعفان العزم، ويوهنان القلب، ويحولان بين العبد وبين الاجتهاد فيما ينفعه).

الشيخ:

نعم، يضعفان القلب، ويوهنان العزم، يكون العزم ضعيف، والقلب ضعيف، يضعف العزم، ويمنع الإنسان من العمل في المستقبل، ولهذا استعاذ النبي منه، من الهم والحزن، الهم والحزن يجعل عزم الإنسان ضعيف، ما يقدم على الأشياء، وقلبه ضعيف، ولهذا استعاذ النبي منهما، نعم، أعد، والهم والحزن.

(المتن)

(والهمّ والحزن يضعفان العزم، ويوهنان القلب، ويحولان بين العبد وبين الاجتهاد فيما ينفعه).

الشيخ:

 في المستقبل، نعم، يحولان بينه وبين الاجتهاد فيما يفعل، العزم ضعيف، والقلب ضعيف، والأسباب التي يريد أن يفعلها لتنفعه في المستقبل يحجم عنها الإنسان بسبب الهم والحزن، نعم.

(المتن)

(فهما حملٌ ثقيلٌ على ظهر السّائر).

الشيخ:

السائر من السير والذهاب، نعم.

(المتن)

(ومن حكمة العزيز الحكيم تسليط هذين الجندين على القلوب المعرضة عنه).

الشيخ:

نعم، تسليطها، نعم.

(المتن)

(ليردّها عن كثيرٍ من معاصيها، ولا تزال هذه القلوب في هذا السّجن حتى تتخلص إلى فضاء التّوحيد، والإقبال على الله، ولا سبيل إلى خلاص القلب من ذلك إلاّ بذلك).

الشيخ:

الله أكبر، نعم.

(المتن)

(ولا بلاغ إلاّ بالله وحده، فإنّه لا يوصل إليه إلاّ هو، ولا يدلّ عليه إلاّ هو).

الشيخ:

لا يوصل إليه إلا هو، يعني على الإنسان أن يلجأ إلى الله - عز وجل - ويضرع إليه أن يهدي قلبه، ويقوي قلبه، ويقوي عزمه، ويبذل وسعه في فعل الأسباب التي توصله إلى الخير، وتمنعه من الشر، نعم.

(المتن)

(وإذا قام العبد في أيّ مقامٍ كان، فبحمده وحكمته أقامه فيه، ولم يمنع العبد حقًّا هو له، بل منعه ليتوسل إليه بمحابه فيعطيه، وليرده إليه، وليعزه بالتّذلّل له، وليغنيه بالافتقار إليه، وليَجْبُرَه بالانكسار بين يديه، وليولّيه بعزله أشرف الولايات، وليشهده حكمته في قدرته، ورحمته في عزّته، وإنّ منعه عطاءٌ، وعقوبته تأديبٌ، وتسليط أعدائه عليه سائق يسوقه إليه، والله أعلم حيث يجعل مواقع عطائه).

الشيخ:

كلام عظيم، أعد.

(المتن)

(فبحمده وحكمته أقامه فيه، ولم يمنع العبد حقًّا هو له).

الشيخ:

فبحمده وحكمته أقامه في هذا الشيء، جعل عنده الهم والحزن، نعم، له الحكمة البالغة، نعم، ولم يمنعه شيئًا هو له، ما منعه من شيء هو يملكه، الله تعالى هو مالكه، ويتصرف في ملكه وفق حكمته، نعم.

(المتن)

(بل منعه ليتوسل إليه بمحابه فيعطيه).

الشيخ:

نعم، منعه ليتوسل إليه بما يحبه، فيعطيه، حتى يرجع إليه، حكمة منه وعدلًا حتى يعود العبد إلى ربه، فيفعل ما يحبه الله فيعطيه ما يحب، نعم.

(المتن)

(وليرده إليه، وليعزه بالتّذلّل له).

الشيخ:

نعم، وليرده إليه بعد أن كان مبتعدًا عنه، وليعزه بعد أن كان ذليلًا، يعزه بطاعته بعد أن كان ذليلًا بمعصيته، نعم.

(المتن)

(وليغنيه بالافتقار إليه).

الشيخ:

كذلك، يغنيه، إذا افتقر إلى الله فإن الافتقار إلى الله هو الغنى، نعم.

(المتن)

(وليَجْبُرَه بالانكسار بين يديه).

الشيخ:

نعم، إذا انكسر بين يديه هذا هو الجبر، نعم.

(المتن)

(وليولّيه بعزله أشرف الولايات، وليشهده حكمته في قدرته، ورحمته في عزّته، وإنّ منعه عطاءٌ، وعقوبته تأديبٌ).

الشيخ:

فإن منعه عطاء، وعقوبته تأديب نعم، يعني عقوبته تأديب منه له، الله تعالى يؤدب عبده، نعم.

(المتن)

(وتسليط أعدائه عليه سائق يسوقه إليه).

الشيخ:

حتى يرجع إلى الله، ويضرع إليه، ويسأله أن يصرف هؤلاء الأعداء، وأن يكفيه شرهم، نعم.

(المتن)

(والله أعلم حيث يجعل مواقع عطائه).

الشيخ:

سبحانه وتعالى، له الحكمة البالغة، نعم.

(المتن)

(والله أعلم حيث يجعل رسالته).

الشيخ:

نعم، كما قال في الآية: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[الأنعام:124]، فالله عليم بمن يصلح لغرس الكرامة فيعطيه، وعليم بمن لا يصلح فيمنعه، فإعطاؤه فضل، ومنعه عدل وحكمة، نعم.

(المتن)

(فهو - سبحانه - أعلم بمحال التّخصيص).

الشيخ:

نعم، بمحال التخصيص، أعلم بالمحل الذي يستحق أن يخصص بالعلم، والكرم، والجاه، والطاعة، الله أعلم حيث يجعل رسالته، عليم بالذوات التي تصلح لغرس الكرامة، فيغرسها فيه، والتي لا تصلح فيمنعها، نعم، والله إيش؟

(المتن)

(فمَن ردّه المنع إليه، انقلب عطاءً، ومَن شغله عطاؤه عنه، انقلب منعًا، وهو - سبحانه وتعالى - أراد منا الاستقامة، واتّخاذ السّبيل إليه، وأخبرنا أنّ هذا المراد..*).

الشيخ:

رحمه الله استرسل في، قف على قوله والله أعلم إيش؟

طالب:

يجعل رسالته؟

الشيخ:

اللي قبله؟

طالب:

بمحال التخصيص؟

الشيخ:

بمواقع عطائه، بركة، وفق الله الجميع.

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد