شعار الموقع

71- مختصر زاد المعاد

00:00
00:00
تحميل
11

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ, وعلى آله وصحبه أجمعين, اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والسامعين.

(المتن)

[فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر]

فصل

في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر كان أكمل الناس ذكرًا لله عز وجل، بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه، وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكرًا منه لله، وإخباره عن أسماء الرب وصفاته، وأحكامه وأفعاله، ووعده ووعيده ذكرًا منه له.

(الشرح)

كل هذا ذكر لله, إخبارات بالله وصفاته, التشريع الإخبار عن الله وأسمائه وصفاته, الإخبار عن اليوم الآخر, الإخبار عما يكون في المستقبل كله ذكر لله, التعلم والتعليم كله ذكر لله, وكذلك الصيام والصلاة والزكاة والحج كلها ذكر لله بالفعل, جاء في جامع الترمذي «الدنيا ملعون ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه», ومعنى ما والاه أنها مذمومة, إلا ذكر الله وما والاه وعالمًا ومتعلمًا, ذكر الله تدخل فيه العبادات كلها, والأقوال والأفعال والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل هذا ذكر لله.

(المتن)

 وثناؤه عليه بآلائه وتمجيده وتسبيحه وتحميده ذكرًا منه له، وسكوته ذكرًا منه له بقلبه, فكان ذاكرًا لله في كل أحيانه، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه قائمًا وقاعدًا، وعلى جنبه، وفي مشيه، وركوبه، وسيره، ونزوله، وظعنه، وإقامته.

(الشرح)

ظعنه يعني سفره, سفره في وإقامته, في جميع الأحوال ذاكر لله عليه الصلاة والسلام.

(المتن)

 وكان إذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» .

(الشرح)

وهذا ذكر لله.

(المتن)

ثم ذكر أحاديث رويت فيما يقول إذا استيقظ، وإذا استفتح الصلاة، وإذا خرج من بيته، وإذا دخل المسجد، وما يقول في المساء والصباح، وعند لبس الثوب، ودخول المنزل، ودخول الخلاء، والوضوء والأذان، ورؤية الهلال، والأكل، والعطاس.

(الشرح)

يقول الحمد لله, ويجيبه السامع يرحمك الله, وهو يقول يهديكم الله, كل هذا ذكر.

(المتن)

[فصل في هديه صلى الله عليه وسلم عند دخوله منزله]

فصل

في هديه صلى الله عليه وسلم عند دخوله منزله لم يكن ليفجأ أهله بغتة يتخونهم، ولكن كان يدخل على علم منهم، وكان يسلم عليهم، وإذا دخل بدأ بالسواك، وسأل عنهم، وربما قال: «هل عندكم من غداء؟» وربما سكت حتى يحضر بين يديه ما تيسر.

(الشرح)

السواك ذكر لله والسلام ذكر لله.

(المتن)

وثبت عنه أن رجلاً سلم عليه وهو يبول، فلم يرد عليه، وأخبر «أن الله سبحانه وتعالى يمقت الحديث على الغائط».

(الشرح)

يمقت والمقت أشد البغض, فلا يجوز السلام على من يبول ولا يرد عليه السلام؛ لأن الله يمقته, والمقت أشد البغض, قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُون}[غافر/10].

فيه إثبات البغض لله U كما يليق بجلاله وعظمته, لا يجوز له أن يتكلم وهو يبول, لا يجوز له إلا للضرورة, الضرورة لو رأى مثلاً أعمى يسقط في حفرة نعم هذه ضرورة, هذا يخبره ويتكلم للضرورة, أما واحد يكلمه بالهاتف ما هو لازم بعدين يرد عليه.

(المتن)

وكان لا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها بغائط، ولا بول، ونهى عن ذلك.

(الشرح)

والحديث في هذا في الصحيحين وغيره « لا تستقبلوا ببول أو غائط ولكن شرقوا أو غربوا», وجاء ما يدل على استثناء ذلك في البينان, كما في حديث ابن عمر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته في بيت له, مستدبر الكعبة مستقبل الشام, فدل على استثناء هذا في البنيان, وهو وقول البخاري وجماعة, والمسألة فيها خلاف بين أهل العلم, وعلى هذا يجمع بين الأحاديث بأن النهي عن استقبال القبلة في الصحراء أما في البينان فلا بأس.

وبعض العلماء يرى أنه عام في البنيان وغيرها, لكن هذا هو القول الأقرب جمعًا بين الأحاديث, وكذا أبو أيوب الأنصاري يرى المنع مطلقًا, قال أبو أيوب: قدمنا الشام لما روى الحديث فوجدنا مراحض قد بنيت نحو الكعبة, فننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل.

(المتن)

[في هديه صلى الله عليه وسلم في الأذان]

فصل ثبت عنه أنه سن الأذان بترجيع وغير ترجيع.

(الشرح)

الأذان جاء بأنواع, والإقامة أنواع, والاستفتاحات أنواع, فأذان بلال ليس فيه ترجيع, والترجيع هو تكرار الشهادتين, أربع مرات, إذا أذن بلال أفضل, وأذان أبي محذورة فيه الترجيع, كلها جائزة, لكن الأفضل أذان بلال الذي يؤذن به بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم, خمسة عشر جملة, الله أكبر أربع مرات, أشهد ألا إله إلا الله أربع مرات, هذه ثمان, والحيعلتين أربع مرات, اثنا عشر, والتكبيرتين أربعة عشر, والتهليل خمسة عشر, هذا أذان بلال خمسة عشر جملة, وأما أذان أبي محذورة فستة عشرة جملة, ففيه الترجيع والترجيع معناه هو أن يأتي بالشهادتين سرًا, ثم يرجع إليهما ويجهر بهما, يقول مثلاً في نفسه بعدما يؤذن يكبر الله ثم يقول سرًا: أشهد ألا إله إلا الله, أشهد ألا إله إلا الله, أشهد أن محمد رسول الله, أشهد أن محمد رسول الله, ثم يرفع يصوته يقول: أشهد ألا إله إلا الله, أشهد ألا إله إلا الله, أشهد أن محمد رسول الله, أشهد أن محمد رسول الله, فصارت ثماني, أربعًا سرًا وأربعًا جهرًا, فتكون تسعة عشر, وكذلك الإقامة, إقامة بلال إحدى عشر جملة, وإقامة أبي محذورة خمسة عشر جملة.

طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 07:57)) --؟

الشيخ: سرًا ثم يرفع بها صوته, هذا أذان علمه النبي أبا محذورة كان يؤذن به في مكة.

طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 08:08)) --؟

الشيخ: الأولى أنه يقيم بإقامة أبي محذورة, هذا هو الأولى.

طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 08:24)) --؟

الشيخ: الترجيع في الشهادتين فقط, في بعض الأحاديث ورد التكبيرات اثنتان, لكن جاءت الروايات الأخرى موضحة أنها أربع, التكبرات أربع.

طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 08:50)) --؟

الشيخ: الشهادتين سرًا أربع ثم يسرهما ثم يرفع بهما صوته.

(المتن)

 وشرع الإقامة مثنى وفرادى.

(الشرح)

فرادى إقامة بلال, ومثنى إقامة أبي محذورة, إقامة بلال الله أكبر الله أكبر, أشهد ألا إله إلا الله, أشهد أن محمد رسول الله, حي على الصلاة حي على الفلاح, قد قامت الصلاة, قد قامت الصلاة, الله أكبر الله أكبر لا إله الله, فيه التكبير في الأول اثنتان, والتكبير في الأخير, وقد قامت الصلاة, أما إقامة أبي محذرورة يكررها, الله أكبر الله أكبر أشهد ألا إله إلا الله, أشهد ألا إله إلا الله, أشهد أن محمد رسول الله, أشهد أن محمد رسول لله, حي على الصلاة, حي على الصلاة, يرجع إلى الأحاديث فيها, الأحاديث فيها واضحة في الصحاح وفي السنن.

(المتن)

ولكن كلمة الإقامة: " قد قامت الصلاة " لم يصح عنه إفرادها لبتة.

(الشرح)

في أذان بلال وأذان أبي محذورة اثنتان قد قامت الصلاة مرتين.

(المتن)

 وكذلك الذي صح عنه تكرار لفظ التكبير في أول الأذان.

(الشرح)

كذلك في أول الأذان أو الإقامة, إقامة بلال وإقامة أبي محذورة كلها تكبير في أولها وفي آخرها.

(المتن)

 ولم يصح عنه الاقتصار على مرتين، وشرع لأمته عند الأذان خمسة أنواع، أحدها: أن يقولوا مثل ما قال المؤذن إلا في الحيعلتين.

(الشرح)

يعني يجب المؤذن ويقول مثل ما يقول في التكبير, أشهد ألا إله إ لا الله, أشهد ألا إله إلا الله, إلا في الحيعلتين قال: حي على الصلاة حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول», يستثنى من ذلك في الحيعلتين؛ لأن المؤذن يقول: حي على الصلاة, يعني أقبل على الصلاة, حي على الفلاح أقبل ينادي, فأنت تجيب تقول: يا رب لا أستطيع ولا أجيبه إلا بمعونتك, ولا تحول من حال إلى حال ولا قوة لي على ذلك إلا إذا أعنتني, لا حول ولا قوة إلا بالله.

(المتن)

فأبدلها بـ " لا حول ولا قوة إلا بالله "، ولم يجئ عنه الجمع بينهما، ولا الاقتصار على الحيعلة.

(الشرح)

لا يجمع بينهما يقول: حي على الصلاة يقول لا حول ولا قوة إلا بالله لا, ولا الاقتصار على الحيعلة, بل يقتصر على قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 11:50)) --؟

الشيخ: إذا أذن المؤذن تجيبه, الحديث عام, تجيب الثاني ولك الأجر, والثالث كذلك, والرابع والحمد لله.

(المتن)

 وهذا مقتضى الحكمة، فإن كلمات الأذان ذكر، وكلمة الحيعلة دعاء إلى الصلاة، فسن للسامع أن يستعين على هذه الدعوة بكلمة الإعانة.

(الشرح)

واضحة الحكمة في هذا التكبير ذكر فيأتي به, والحيعلتين دعاء إلى الصلاة فناسب أن يسأل الله الإعانة.

(المتن)

الثاني: أن يقول: «رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا». وأخبر أن من قال ذلك: «غفر له ذنبه».

(الشرح)

لكن أين يقولها؟ متى يقولها رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا؟ بعد الشهادتين كما جاء في صحيح مسلم, بعدما يقول: أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله, يقول: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا, بعدما ينتهي من الشهادتين يقول: رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا, ثم تأتي الحيعلتين, بعدما يقول المؤذن: أشهد ألا إله إ لا الله, يقول: أشهد ألا إله إلا الله, أشهد أن محمد رسول الله, يقول: أشهد أن محمد رسول الله, ثم يقول: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله, رضيت بالله ربا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا.

(المتن)

الثالث: أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من إجابة المؤذن، وأكملها ما علمه أمته، وإن تحذلق المتحذلقون.

(الشرح)

يعني بعدما ينتهي المؤذين يقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, وإن تحذلق المتحذلقون قال: يكفي أن تقول: اللهم صل على محمد وآله, وإطلاق الحديث يدل على أنه يكفي, «من سمع النداء ثم صلي عليَّ», لكن أكملها ما علمه النبي, وإن قال: اللهم صل على محمد رضيت بالله ربًا كفى, لكن الأفضل كما قال المؤلف.

وهذه قد ينساها الإنسان أحيانًا فيستعجل يقول: اللهم صل على محمد ثم يأتي بها, لكن الأكمل هو اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد.

(المتن)

الرابع: أن يقول بعد الصلاة عليه: «اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودًا» .

(الشرح)

بعض العامة يزيد آت محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة, هذا خطأ لأن الوسيلة هي الدرجة الرفيعة, هذا تكرار ليس عليه دليل, بعض العامة يزيد من عنده يقول: آت محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة, وابعثه المقام المحمود الذي وعدته, كما أن بعض العامة يزيد في الاستفتاح يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا معبود سواك, وهذا غلط, لأن لا إله غيرك هي معنى ولا معبود سواك, هذا المعنى واحد, فيزيد جملة خامسة, سبحانك اللهم وبمحمد وتبارك اسمك وتعالى جدك, أربع جمل, ويزيد جملة خامسة ولا معبود سواك, العوام هواهم من عند أنفسهم, فلا ينبغي أن يقلد العوام في هذا, زاد البيهقي إنك لا تخلف الميعاد هل نقولها, اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد, سنده صحيح لا بأس.

فهل يقولها أو لا يقولها؟ المؤلف ما ذكر أنه يقولها, المتأخرون من الفقهاء والأصوليين يرون أن الزيادة من الثقة مقبولة, كل ما زاد الثقة فهي مقبولة بشرط ألا تخالف الحديث, ولهذا قال الحافظ ابن حجر في نخبة الفكر: وزيادة راويهما مقبولة, يعني الصحيح والحسن, ما لم تقع منافية لمن هو أوثق, هذه زيادة والراوي ثقة ولا يقع ما ينافيها, أما المتقدمون المحدثون فهم يحكمون على كل زيادة بحكم خاص فينظرون, فإن رواها والأكثر لم يرووها يعرف أنها شاذة ولو صح السند, والصواب أنه لا يقبلها كما هو قول المتقدمون؛ لأنها شاذة ولم يذكرها الحفاظ, وإن كان سندها صحيح, ولهذا يقتصر على قوله الذي وعدته وفقط.

طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 17:56)) --؟

الشيخ: هذا شيء وهذا شيء, ما فيه ارتباط بين الدعاء في الأذان,,, هذه دعوة مستقلة.

طالب: في القرآن صدق الله العظيم, يعني يصدقون بعدما يقرؤون القرآن, هل تقال أو حسبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

الشيخ: تركها أولى ما ورد.

طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 18:36)) --؟

الشيخ: انفرد بها عن الثقات تكون ضعيفة عند المتقدمين, وعند المـتأخرين يرون أنها صحيحة؛ لأنها زيادة من الثقة مقبولة مطلقة.

(المتن)

 الخامس: أن يدعو لنفسه بعد ذلك، وفي " السنن " عنه: «الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة قالوا: فما نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة» . حديث صحيح, وكان يكثر الدعاء في عشر ذي الحجة، ويأمر فيه بالإكثار من التهليل والتكبير والتحميد.

(الشرح)

وفق الله الجميع لطاعته.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد