(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آلهِ وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والسامعين.
فصلٌ وصح عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء مِنَ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ رَأَى رُؤْيَا يَكْرَهُ مِنْهَا شيئا، فلينفث عن يساره، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ، ولا يخبر بها أحدا، فإن رَأَى رُؤْيَا حَسَنَةً، فَلْيَسْتَبْشِرْ، وَلَا يُخْبِرْ بِهَا إِلَّا مَنْ يُحِبُّ»
(الشرح)
هذا جاء في الحديث، «إذا رأى ما يكره فلينفث عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ومن شرها وينقلب على جنبه الآخر ولا يُخبر بها أحداً. وإن رأى ما يحب فإنه يخبر بها أحب الناس إليه»
هذا جاء في الحديث.
في تعليق عليه؟
وهذا إذا رأى ما يكره مثل قصة الرجل الذي قال: «يا رسول الله إني رأيت كأنه قطع رأسي ويتدحرج وأنا أتبعه. قال: لا تُخبر بتلاعب الشيطان بك». فإذا رأى ما يكره يستعيذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت، وينقلب عن جنبه الآخر ولا يخبر بها أحد، وإذا رأى ما يُحب يُخبر بها أحبابه.
(المتن)
وَأَمَرَ مَنْ رَأَى مَا يكره أن يتحول من جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَأَمَرَهُ بِخَمْسَةِ أَشْيَاءَ: أَنْ يَنْفُثَ عَنْ يَسَارِهِ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان، ولا يُخْبِرَ بِهَا أَحَدًا، وَأَنْ يَتَحَوَّلَ عَنْ جَنْبِهِ الذي كان عليه، وأن يقوم يصلي.
(الشرح)
وأن يستعيذ من شرها أَيْضًا.
أولاً: أن يستعيذ بالله من شر الشيطان، ثم يستعيذ بالله من شر ما رأى، وينقلب على جنبه الآخر، وينفث النفث، ويتوضأ ويُصلي.
(المتن)
وَقَالَ: «الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ، فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ».
(الشرح)
وهذا جاء في حديث ضعيف، ولهذا بوب البخاري الباب، قال: الرؤيا على جناح طائر، ثم ساق الحديث، الحديث في تعبير أبي بكر للرؤيا، فلما عبرها قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أخطأت في بعضاً وأصبتَ بعضاً. قال: لتخبرني يا رسول الله بالذي أخطأت. قال: لا تُقسم».
والشاهد من هذا أن أبو بكر أولها ولم تفعل، قال: «أخطأت في بعضا وأصبت بعضاً». فإن البخاري رَحِمَهُ اللهُ أتى بهذا الحديث ليبين ضعف الحديث الذي فيه «أن الرؤيا على جناح طائر فإذا أولت وقعت»، هذا ضعيف، جاء في حديث ضعيف جعله البخاري ترجمه وساق الحديث الطويل.
(المتن)
وَقَالَ: «الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ، فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ».
(الشرح)
هذا في حديث ضعيف. عليه تعليق؟ ذكر الحديث. قال: عدس عدس، فهو ضعيف، وأصح منه حديث البخاري في تعبير أبي بكر، قال:«أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً».
(المتن)
«وَلَا يَقُصُّهَا إِلَّا على واد أو ذي رأي» .
(الشرح)
الواد يعني محب، الواد من المودة أي المحبة.
(المتن)
«أو ذي رأي» . ويذكر عنه أنه كان يقول للرائي: «خيرا رأيت» . ثم يعبرها.
(الشرح)
هذا جاء فيه تعليق عليه: قال خيراً رأيت ثم يعبرها.
هذا نفس السؤال، تعبر الرؤيا في القنوات الآن، ويعبرون مئات الرؤيا، وصارت الآن طريق للكسب المال، فهي تجارة أو حرفة، صار الإنسان يقدم الدراهم قبل أن تعبر له الرؤيا والقنوات الفضائية. والله المستعان.
إذا سأل لا بأس. النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «هل رأى أحداً منكم رؤيا؟» فلا بأس، مثل ما قال المؤلف: إنما يعبرها على من يُحب إذا كانت رؤيا حسن، وإذا كان رأى ما يكره، يستعيذ بالله من شرها ومن الشيطان، ولا يخبر عنها أحد، وينقلب على جنبه الآخر.
الطالب: ...
الشيخ: مثل ما سبق، إذا كانت شي تكرهه، فلا تحتاج، استعذ بالله منها ومن شرها، ومن الشيطان، ولا تُخبر بها أحداً. وإذا كان رؤيا حسنة فلا بأس، رؤيا تسرك فلا بأس أن تسأل مُعبر من المعبرين.
الطالب: أو رؤيا للناس، وهي علم؟
الشيخ: نعم الرؤيا لا شك، ليس كلُ أحد يُعبر، علم.
حتى بعض الرُسل له خصائص، يوسف خصه الله بتعبير الرؤيا. {أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ } [يوسف: 43]، وكذلك إبراهيم، رؤيا الأنبياء وحي.
ليس كل أحد قد يكون الإنسان عنده علم بالشريعة وليس عنده علم بتعبير الرؤيا، لابد أن يكون عنده علم بالشرع، ما في شك، ما عنده علم بالشرع ما يمكن أن يُعبر.
نقول الجاهل ما يفهم شيء عام، قد يكون غيره أعلم منه، قد يكون عنده علم ولكن غيره أكثر منه علماً ولا يعبر، ويكون هو أُعطي هذا العلم، التعبير بصرَ فيه وغيره أعلم منه ولا يُعبر.
واشتهر يوسف عليه السلام بتعبير الرؤيا، ولم يُعطي مثلاً موسى وعيسى وهم من أولي العزم الخمسة.
(المتن)
فصلٌ
فيما يقوله ويفعله من بلي بالوساوس عن عبد الله بن مسعود يرفعه: «إن للملك بِقَلْبِ ابْنِ آدَمَ لَمَّةً، وَلِلشَّيْطَانِ لَمَّةً، فَلَمَّةُ الْمَلَكِ إِيعَادٌ بِالْخَيْرِ، وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ، وَرَجَاءُ صَالِحِ ثواب، وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ إِيعَادٌ بِالشَّرِّ، وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، وَقُنُوطٌ مِنَ الْخَيْرِ، فَإِذَا وَجَدْتُمْ لَمَّةَ الْمَلَكِ، فَاحْمَدُوا الله، واسألوه مِنْ فَضْلِهِ، وَإِذَا وَجَدْتُمْ لَمَّةَ الشَّيْطَانِ، فَاسْتَعِيذُوا بالله واستغفروه».
(الشرح)
تخريج الحديث، ما عندك تخريج؟ منقطع ضعيف.
(المتن)
وقال له عثمان بن أبي العاص: قد حال الشيطان بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي؟ قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ: خِنْزَبٌ فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ، فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ، وَاتْفُلْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلَاثًا». «وَشَكَا إِلَيْهِ الصَّحَابَةُ أن أحدهم يجد في نفسه لَأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً».
(الشرح)
حَمَمة. فحمة.
(المتن)
حُمَمَة.
(الشرح)
في تعليق؟ ضبطها؟ لا الشكل.
(المتن)
حُمَمَة.
(الشرح)
لا بالشكل ما يكفي، حممة، فحمة، يعني الصحابة شكوا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوساوس التي يجدونها، وساوس في العقيدة، العقيدة، وقالوا يا رسول الله إن أحدنا يجد يعني الوساوس الخبيثة ما يتمنى أن لو يسقط من السماء ولا يتكلم بها، أو يكون فحمة ولا يتكلم بها.
فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وقد وجدتموه؟» قالوا: نعم، قال: «ذلك صريح الإيمان». يعني كتم الوساوس ومحاربتها وعدم التكلم بها، والصمت عن التكلم بها صريح الإيمان، قال ذلك صريحُ الإيمان، وليس الوسوسة هي الإيمان، إنما المراد كتم الوسوسة ومحاربتها ومدافعتها وعدم التكلم بها هو صريحُ الإيمان.
ولهذا الصحابة والسلف كانوا يكتمون الوساوس ولا يذكرونها، وأما المتأخرون فملئوا الكتب بالوساوس، الوساوس من أهل البدع والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم سودوا الأوراق بهذه الوساوس.
ففرقٌ بين السلف الصالح وبين المتأخرين. السلف الصالح حاربوا الوساوس وكتموها ولم يتكلموا بها ولم يكتبوها، والمتأخرون كتبوا هذه الوساوس وهذه الخواطر السيئة كلها من الشيطان. فحقيقة المعتزلة والأشاعرة والجهمية وغيرها، كل هذه وساوس من الشيطان، نعم.
(المتن)
«وَشَكَا إِلَيْهِ الصَّحَابَةُ أن أحدهم يجد في نفسه لَأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ
يَتَكَلَّمَ بِهِ».
(الشرح)
وفي لفظٍ: لما أن يخر من السماء خيرٌ له. قالوا: إنا نجد في نفوسنا يا رسول الله ما لا إن يخر أحدنا من السماء خيرٌ له من أن يتكلم به. لخبث هذه الوساوس. يعني وساوس في الله، بعضهم يأتيه الشيطان ويقول فيه جنة، ما في جنة، يشككه، ما في نار، ما في كذا، يشككه في الملائكة، يشككه في البعث، وما أشبه ذلك من الوساوس الخبيثة، في ربه، في صفاته في أسمائه.
(المتن)
فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ.» «وَأَرْشَدَ مَنْ بُلِيَ بِشَيْءٍ مِنْ وَسْوَسَةِ التَّسَلْسُلِ فِي الْفَاعِلِينَ إِذَا قِيلَ لَهُ: هَذَا اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ - أَنْ يَقْرَأَ {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] ».
(الشرح)
هذا في الصحيح: «أن يأتي الشيطان لأحدكم ويقول: من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق الله. فإذا وجد ذلك فليقول: آمنتُ بالله ورسوله، ولينتهي»..
وجاء في الحديث الآخر، يقول: «{اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 2 - 4]».
وجاء عن أبي هريرة رَضِيَ اَللَّهُ عَنْه قال: «إن خليلي قال: يأتي أوناس فيقول: من كذا ومن كذا؟». فجاءه قوم من المتأخرين لما طالت حياته، وقالوا يا أبا هريرة: من خلق كذا، من خلق كذا؟ حتى قالوا: من خلق الله؟ قال: الحديث. وجعل يرميهم بالتراب.
(المتن)
وكذلك قال ابن عباس لأبي زميل وَقَدْ سَأَلَهُ: مَا شَيْءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أتكلم به، فقال: أشيء من شك؟ قلت: بلى، قال: مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ، فَإِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا، فَقُلْ: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ} [الحديد: 3] الآية.
(الشرح)
ما نجى من هذه الوساوس، الشيطان حريص، يُلقي في النفوس، لكن دواءه وعلاجه: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وقطع التفكير. «قُل: آمنت بالله ورسوله»، ثم أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم. «قل آمنت بالله ورسوله ويقطع تفكيره».
ويقول أَيْضًا في الحديث الآخر: «{اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 2 - 4]».
(المتن)
فأرشدهم بالآية إلى بطلان التسلسل بِبَدِيهَةِ الْعَقْلِ، وَأَنَّ سِلْسِلَةَ الْمَخْلُوقَاتِ فِي ابْتِدَائِهَا تَنْتَهِي إِلَى أَوَّلَ لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ.
(الشرح)
وهو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
(المتن)
كَمَا تَنْتَهِي فِي آخِرِهَا إِلَى آخِرٍ لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ.
(الشرح)
هو الأولُ والآخر سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والظاهر والباطن، فسر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الأسماء الأربع: هو الأول والآخر والظاهر والباطن، في حديث آية الاستفتاح، قال: «اللهم أنت الأول فليس قبلكَ شيء، وأنت الآخر فليس بعدكَ شيء، وأنتَ الظاهرُ فليس فوقكَ شيء، وأنت الباطن فليس دونكَ شيء».
فسر الأول بأنه الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي بعده شيء، والظاهر الذي فوقه شيء فسبحانه فوق المخلوقات، بعد أن تنتهي المخلوقات سقف المخلوقات العرش، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فوق العرش بعد أن تنتهي المخلوقات. والباطن ليس دونه شيئاً لا يحجبه أحدٌ من خلقه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
(المتن)
كَمَا أَنَّ ظُهُورَهُ: هُوَ الْعُلُوُّ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ، وَبُطُونَهُ هُوَ: الْإِحَاطَةُ الَّتِي لَا يَكُونُ دُونَهُ فِيهَا شَيْءٌ.
(الشرح)
محيطٌ بالخلق ولا يحجبه أحدٌ من خلقه.
(المتن)
وَلَوْ كَانَ قَبْلَهُ شَيْءٌ يَكُونُ مُؤَثِّرًا فِيهِ، لَكَانَ ذَلِكَ هو الرب الخلاق، فلا بد أن ينتهي الأمرُ إلى خالق غني عن غيره، وكل شَيْءٍ فَقِيرٌ إِلَيْهِ، قَائِمٌ بِنَفْسِهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ.
(الشرح)
نعم، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قائمٌ بنفسه، كل شيءٍ قائمٌ بالله، هو الحي القيوم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، القائم بنفسه المقيم لغيره سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الذي لا يحتاج إلى أحد.
(المتن)
مَوْجُودٌ بِذَاتِهِ.
(الشرح)
يعني وجوده سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من ذاته لا من شيءٍ آخر. بخلاف المخلوق فإن وجوده بإيجاد اللهِ له.
(المتن)
وَكُلُّ شَيْءٍ مَوْجُودٌ بِهِ، قَدِيمٌ لَا أَوَّلَ لَهُ، وَكُلُّ مَا سِوَاهُ فَوُجُودُهُ بَعْدَ عَدَمِهِ بَاقٍ بِذَاتِهِ.
(الشرح)
وهو الأول سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بذاته وصفاته، الأول الذي لا نهاية لأوليته، بذاته وصفاته، فهو علمه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أزلي يعلم الأشياء قبل وجودها في الأزل التي لا بداية لأوله، لأن كل المخلوقين لهم بداية ولكنهم مسبوقين بالعدم.
فهو الأول بذاته وأسمائه وصفاته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، كما أنه الآخر بذاته وأسمائه وصفاته.
(المتن)
بَاقٍ بِذَاتِهِ وَبَقَاءُ كل شيء به.
(الشرح)
نعم، فإبقاء كل شيء بإبقاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى له. ووجود كل شيء بإيجاد اللهِ له.
(المتن)
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولَ قَائِلُهُمْ: هَذَا اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟».
(الشرح)
هذا جاء في الصحيح.
(المتن)
«فَمَنْ وَجَدَ من ذلك شيء، فليستعذ بالله، ولينته».
(الشرح)
هذا إرشاد من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، علاج. «من وجد شيئاً فليستعذ»، يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وينتهي، يقطع التفكير. لا يُفكر في شئونه.
عندك رواه البخاري والشيخان عندك؟ الحديث؟ ها؟ ما عندك تخريج؟
الطالب: أبو هريرة يا شيخ، الحديث في البخاري.
الشيخ: نعم؟ الشيخان نعم.
(المتن)
وقال تَعَالَى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [فصلت: 36] (3) الآية ولما كان الشيطان نوعين: نوعا يرى عيانا وهو الإنسي، ونوعا لا يرى وهو الجني.
(الشرح)
الشيطان نوعان: شيطان الجن وشيطان الإنس. شيطانٌ يُرى وهو الإنس، وشيطان لا يُرى وهو الجن. شيطان الإنس تستطيع إنك تسلم من شره بالمصالحة والإحسان إليه، إذا أحسنت تسلم من شره.
لكن شيطان الجن ما في حيلة إلا الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ما يقبل مصالحة.
(المتن)
أمر الله تعالى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتَفِيَ من شر الإنسي بالإعراض والعفو والدفع بالتي هي أحسن.
(الشرح)
هذا شيطان الإنس.
(المتن)
ومن شر الجني بالاستعاذة، وجمع بين نوعين في (سورة الأعراف) و (المؤمنون) و (فصلت) .
فَمَا هُوَ إِلَّا الِاسْتِعَاذَةُ ضَارِعًا ... أَوِ الدَّفْعُ بالحسنى هما خير مطلوب
فَهَذَا دَوَاءُ الدَّاءِ مِنْ شَرِّ مَا يُرَى ... وَذَاكَ دَوَاءُ الدَّاءِ مِنْ شَرِّ مَحْجُوبِ
(الشرح)
أعد، فلما كان الشيطان نوعان.
(المتن)
ولما كان الشيطان نوعين: نوعا يرى عيانا وهو الإنسي، ونوعا لا يرى وهو الجني.
أمر الله تعالى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتَفِيَ من شر الإنسي بالإعراض والعفو والدفع بالتي هي أحسن.
(الشرح)
يدفع بالتي هي أحسن.
(المتن)
ومن شر الجني بالاستعاذة، وجمع بين نوعين في (سورة الأعراف) و (المؤمنون) و (فصلت) .
(الشرح)
في ثلاث سور: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]، وفي آخر سور الأعراف {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)} [الأعراف: 199، 200]، الاثنين: شيطان الإنس وشيطان الجن.
سورة المؤمنون: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)} [المؤمنون: 97، 98].
أدفع بالتي هي أحسن.
(المتن)
فَمَا هُوَ إِلَّا الِاسْتِعَاذَةُ ضَارِعًا ... أَوِ الدَّفْعُ بالحسنى هما خير مطلوب
(الشرح)
هذا الشيطان الإنسي نعم.
(المتن)
فَهَذَا دَوَاءُ الدَّاءِ مِنْ شَرِّ مَا يُرَى ... وَذَاكَ دَوَاءُ الدَّاءِ مِنْ شَرِّ مَحْجُوبِ
(الشرح)
من شر ما يُرى الإنس، والمحجوب الجني.