بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا، والحاضرين والسامعين.
(المتن)
(فصلٌ: في ألفاظٍ كان - صلّى الله عليه وسلّم - يكره أن تقال، ومنها: سباب المسلم، وأن يتناجى اثنان دون الثّالث، وأن تخبر المرأة زوجها بمحاسن امرأة أخرى).
الشيخ:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبيه، منها سباب المسلم، جاء في الحديث «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر»، وهذه الكراهة المراد بها كراهة التحريم، فيه ألفاظ يكره أن تقال، بعضها كراهة تحريم، وبعضها كراهة تنزيه، وفي سباب المسلم هذه الكراهة كراهة تحريم، لأن سباب المسلم فسوق، والسوق محرم، وكذلك أن يتناجى اثنان دون الثالث، فإذا كانوا ثلاثة قلا يتناجَ اثنان، يعني يتكلم أحدهما إلى الآخر سرًّا، ويتركون الثالث، وجاء في الحديث بيان العلة، قال: «لا يتناج اثنان دون الثالث من أجل أن ذلك يحزنه»، فإذا دخلوا مع الناس، اختلطوا مع الناس فلا بأس، والأصل أصل النهي للتحريم، وقد يكون لكراهة التنزيه، لكن الأصل للتحريم، فالنبي نهى عن أن يتناجى اثنان، ظاهر الحديث أنه يحرم أن يتناجى اثنان ويتركون الثالث، وكذلك النهي عن سباب المسلم، لأنه فسوق والفسوق من الأعمال المحرمة، نعم.
(المتن)
(وأن تخبر المرأة زوجها بمحاسن امرأة أخرى).
الشيخ:
كذلك أن تخبر المرأة زوجها بمحاسن امرأة أخرى، جاء في الحديث ما معناه: لا تصف المرأة المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها، والنهي للتحريم، عندك أشار إلى الحديث، نعم.
(المتن)
(ومنها: قول اللهم اغفر لي إن شئت).
الشيخ:
نعم، اللهم اغفر لي إن شئت هذا جاء النهي عنه من النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له»، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا العلة، وأن الله لا مكره له، ولأنه إذا قيده بالمشيئة، يشعر بعدم رغبته في هذا الدعاء، لذا جاء في الحديث: «وليعظم الرغبة»، فكانوا إذا قال: إن شئت، قال له: اللهم اغفر لي إن شئت، فكأنه يقول: إن شئت يا الله فاغفر لي، وإن شئت فلا تغفر لي، وهذا لا يليق ولا ينبغي، فالنهي عن قول اللهم اغفر لي إن شئت، لأمرين، كلهم أشار إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمر الأول قوله: «فإن الله لا مكره له»، لأن الله لا مكره له، والأمر الثاني قوله: «فليعظم الرغبة» لأنه يدل على عدم الرغبة في المغفرة نعم، يدل على ضعفها، نعم.
(المتن)
(ومنها: الإكثار من الحلف).
الشيخ:
نعم، ومنها الإكثار من الحلف هو داخل في قول الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة:89]، جاء في تفسيرها: احفظوا أيمانكم عن كثرة الحلف، وجاء في تفسيرها: احفظوا أيمانكم أن تتركوها بغير تكفير، نعم.
(المتن)
(وأن يقول: قوس قزح).
الشيخ:
وأن يقول: قوس قزح، هل فيه تعليق عندك لذلك الحديث، نعم.
طالب:
(3:51)
الشيخ:
وهو ضعيف، وعلى هذا لا يكره، ما أدري ما العلة في هذا النهي هنا، قوله قوس قزح، نعم؟
طالب:
(4:05)
لا تقولوا قوس قزح، لأن قزح شيطان، ولكن قولوا قوس الله - عز وجل - فهو أمان لأهل الأرض.
الشيخ:
لكن هذا ضعيف، وما دام الحديث ضعيف فلا معول عليه، فلا يكره، لأن الحديث ضعيف لا يصح، نعم، وليس قزح اسمًا للشيطان، نعم، لم يرد في حديث صحيح أن من أماء الشيطان قزح، نعم.
(المتن)
(وأن يسأل أحدًا بوجه الله).
الشيخ:
نعم، لما جاء في الحديث أن النبي قال: «لا يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلا الْجَنَّةُ»، والحديث فيه ضعف، وهو من أحاديث كتاب التوحيد، وقد بوب الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في كتابه التوحيد باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، وذكر الحديث، والحديث فيه ضعف، لكن له شواهد، فلا يسأل بوجه الله إلا الجنة وما يكون وسيلة إليها كالعمل الصالح، نعم.
(المتن)
(وأن تسمى المدينة يثرب).
الشيخ:
نعم، تسمى المدين، المدينة النبوية تسمى يثرب لأنه اسم جاهلي، قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا}[الأحزاب:13]، أما هذه الآية فهي من قول المنافقين، الله تعالى حكى ذلك عن المنافقين أنهم قالوا: {يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا}[الأحزاب:13]، فهي اسم جاهلي، سماها النبي المدينة وطيبة وطابة، نعم.
(المتن)
(وأن يُسأل الرّجل فيم ضرب امرأته إلاّ إذا دعت الحاجة إليه).
الشيخ:
نعم، نهى أن يسأل الرجل فيم ضرب امرأته، لأن له التأديب، لأنه له الرعاية، وله تأديب امرأته، فلا يسأل، قال الله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا}[النساء:34]، فإذا خاف نشوز امرأته، فإنه يسلك هذه الأمور الثلاثة بالترتيب، هذا الأول الوعظ، يعظها، ويبين لها حقه عليها، وأن الله تعالى أوجب عليها حق السمع والطاعة في المعروف، فإن لم يفد، فإنه يهجرها ثلاثة أيام في الكلام، وفي المضجع ما شاء، وأما في الكلام لا يزيد على ثلاثة أيام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ»، والأمر الثالث إذا لم يفد الهجر فإنه يضربها ضربًا غير مبرح، ضرب تأديب، إذ يشعرها بأنها مخطئة، وليس المراد إيذاء كجرح جسد وكسر عظم، لا، وإنما المراد التأديب، وقد جاء ما يدل على أنه قال: اضربها بالمسواك وما أشبه ذلك، ليعرها بأنها مخطئة، ولهذا لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته، لأن الله أمره بذلك، إلا إذا دعت الحاجة لذلك، إلا إذا تجاوز الحد وضربها ضربًا مبرحًا، أو بغير سبب، فإنه هو الذي خالف، وهو الذي تجاوز الحد، فيسأل، أما إذا كان استعمل ما أباحه الشرع، فلا يسأل، نعم.
(المتن)
(ومنها: أن يقول صمتُ رمضان كلّه، وقمتُ اللّيل كلّه).
الشيخ:
نعم، لأن الإنسان محل السهو والنقص والخطأ، وهذا فيه تزكية للنفس، فلا يقول صمت رمضان كله، وقمت رمضان كله، يقول: صمت ما تيسر، أو أرجو الله أني صمت، وهكذا، ذكر الحديث في النهي عن قول صمت رمضان كله؟
طالب:
يقول أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد من حديث أبي بكرة، ورجاله ثقات، لكن فيه عنعنة عن الحسن.
الشيخ:
والحسن البصري مدلس، نعم، ولعله قد يقال لأن فيه يعني تزكية للنفس، أن يقول: صمت رمضان كله، وقمت رمضان كله فيه تزكية للنفس، والإنسان محل خطأ، وهذا يشبه القول: أنا مؤمن إن شاء الله، إذا أراد أن أمور الإيمان متعددة، وأنه لا يزكي نفسه، وأنه لا يجزم بأنه أدى ما عليه، يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، وذلك يقال: صمت رمضان إن شاء الله، يعني أراد عدم التزكية، أو يقول: قمت ما تيسر من رمضان، نعم.
طالب:
(9:29)
الشيخ:
نعم، والواقع هذا هو يعني هو الواقع، هذا إذا نظر إلى أنه صام، لكن إذا نظر إلى أنه لا يزكي نفسه، ويثني على نفسه، وهو محل السهو والخطأ، فلا يجزم بأنه قد صام رمضان، لأنه يعتريه الخطأ والنقص، من هذه الجهة لا يقول صمت رمضان كله، أو قمت رمضان، من جهة أنه صام وأدى ما عليه نعم، لكن ما يجزم بأنه صح صومه وأداه، نعم.
طالب:
يا شيخ، يدخل في الرياء والسمعة يا شيخ مثلًا؟ أن هذا يقول: قمت الليل كله، وهذا بينه وبين الله سبحانه وتعالى، ما أحد يراه؟
الشيخ:
لا، أيضًا كذلك أنه ما يجزم بأنه أدى ما عليه بدون نقص، وبدون غفلة، أو بدون حديث نفس، نعم.
(المتن)
(وقمت الليل كله).
الشيخ:
كذلك، لا يزكي نفسه، بل يزري على نفسه، نعم، كذلك أيضًا يخشى أيضًا يخشى من الرياء، إذا كان يقول للناس: صمت رمضان، وكذا، وقمت الليل، نعم.
(المتن)
(ومن الألفاظ المكروهة الإفصاح عن الأشياء التي ينبغي الكناية عنه).
الشيخ:
مثل؟
طالب:
ما أعطى، وأن يقال أطال الله بقاءك.
الشيخ:
أعد.
(المتن)
(ومن الألفاظ المكروهة الإفصاح عن الأشياء التي ينبغي الكناية عنه).
الشيخ:
مثل الجماع كنى الله عنه بالمس، قال: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ}[النساء:43]، {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ}[الأحزاب:49]، مثل الغائط، الحاجة كنى الله عنها بالغائط، فلا يفصح عن الغائط باسمه، وإنما يذكر عنه الكناية، يكره كراهة تنزيه، ما كنى الله عنه فلا يفصح عنه، لا يأتي به باسمه، نعم.
(المتن)
(وأن يقال: أطال الله بقاءك).
الشيخ:
نعم، قوله أطال الله بقاءك، كان الإمام أحمد يكره أن يقال: أطال الله عمرك، إلا إذا قيد بالطاعة، على طاعته، أطال الله بقاءك على طاعته، إذا قيده وال المحظور، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «خيركم من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله»، بعض الناس اعتاد أن يقول: طول الله عمرك، يطيل الله عمرك، لا يكفي هذا، طول العمر قد يكون خير، وقد يكون شر، إذا كان على الطاعة فهو خير، وإذا كان على المعصية هو شر، إنما يقول: أطال الله عمرك على طاعته، وقد ثبت أن أم حبيبة قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - (اللهم أمتعني بأبي أبي سفيان، وزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد سألت الله عن آجال مضروبة وأيام معدودة، ولو سألت الله أن يعيذك من عذاب القبر وكذا كان خيرًا لك»، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وهي قالت: اللهم أمتعني بأبي أبي سفيان، وبرسول الله، قال: هذه آجال معلومة، وأيام مضروبة، لن يزاد أحد على عمره، نعم.
(المتن)
(ومنها: أن يقول الصّائم: وحقّ الذي خاتمه على فمي).
الشيخ:
إيش قال على هذه؟
طالب:
فإنما يختم على فم الكافر.
الشيخ:
يختم على فم الكافر، إيش قال على التعليق عليها؟ علق عليها؟
طالب:
علل هنا.
الشيخ:
ما معلوم، إيش معنى حق الذي خاتمه علي، ما المراد بالخاتم؟
طالب:
يا شيخ، ويختم على أفواههم، نص الآية.
الشيخ:
وحق الذي خاتمه على فمي؟
طالب:
على فمي، فإنما يختم على فم الكافر.
الشيخ:
يعني يشير للآية، {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ}[يس:65]، يعني هذا يكره لأنه مشاركة للكفار، الكفار هم الذين يختم على أفواههم أو العصاة، {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[يس:65]، لكن هل يقال إن الكفار على أفواههم خواتم؟ بينما يختم على أفواههم يعني يمنعون من الكلام، هل المراد هنا خاتم يوضع على أفواههم؟ ليقول: وحق الذي خاتمه على فمي، يعني الخاتم، الآية ما فيها أنه على أفواههم خواتم، وإنما يختم على أفواههم يمنعون من الكلام، ولا يتكلمون، يختم الله على أفواههم فيمنعهم من الكلام، وهل ورد هناك خاتم حسي يوضع على الأفواه؟
طالب:
أقصد كناية عن عدم الأكل والشرب.
الشيخ:
محتمل، ليس بظاهر، بحق الذي خاتمه على فمي، يعني منعني من الطعام والشراب، فيقال للصائم: الله خاتمه على فمه، نعم.
(المتن)
(وأن يقول للمكوس حقوقًا).
الشيخ:
المكوس وهي الضرائب التي تفرض على الناس وما أشبهها تسمى قوق، ولست حقوق، بينما هي مكوس وضرائب ظلم، فلا تسمى حقوقًا، تكره تسميتها حقوقًا، لأن هذا تغيير لحقيقتها، نعم.
طالب:
هل كان الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمة الله عليه - يرى أن الجمارك حقوق؟
الشيخ:
ما أدري والله، يرجع إلى فتاويه.
طالب:
(16:36)
الشيخ:
نعم؟ أقول معروف هذا، نعم.
(المتن)
(أو لما ينفقه في طاعةٍ: خسرت كذا).
الشيخ:
خسرت كذا، يعني إذا أنفق في طاعة يقول: خسرت، هذه ليست خسارة، ولكنه ربح، إذا تصدق بصدقة قال: خسرت، خسرت مائة ريال، تصدق بمائة ريال قال: خسرت مائة، إذا تصدق بألف قال: خسرت ألف، هذا مكروه، ليس خسارة، هذا ربح، هو يربح على الله أعظم الربح، نعم.
(المتن)
(وأن يقول: أنفقت في هذه الدّنيا مالاً كثيرًا).
الشيخ:
نعم، كذلك، قال: أنفقت في هذه الدنيا مالًا كثيرًا، لأن هذا المال أنفقه في طاعة الله، نعم.
(المتن)
(ومنها: أن يقول المفتي: أحلّ الله كذا وحرّم كذا في مسائل الاجتهاد).
الشيخ:
نعم، كمل، تبتر الكلام الله يهديك، كمل الكلام، أحل الله كذا وحرم كذا في مسائل الاجتهاد، أما فيما نص عليه فلا بأس، قال الله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ}[النساء:24]، نقول: أحل الله ما وراءه كما قال الله، قال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} [المائدة:3]، نقول حرم الله الميتة، {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}[المائدة:5]، نقول أباح الله الطيبات، ما فيه مانع، لكن في مسائل الاجتهاد اللي ما فيها نص، هذا هو المحظور، فينبغي أن تستكمل الكلام، مثل الذي يقول: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}[الماعون:4]، ويسكت، {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون:4-5]، نعم.
(المتن)
(ومنها: أن تسمى أدلة القرآن والسّنة مجازات، ولا سيما إذا أضاف إلى ذلك تسمية شُبَه المتكلّمين قواطع عقلية).
الشيخ:
فهذا عند أهل الكلام وأهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، يقولون: إن النصوص، الصفات التي دلت عليها النصوص مجاز، {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}[المائدة:119] مجاز، وإنما المراد الثواب، {غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}[المجادلة:14]، قالوا: مجاز، يسمونه مجاز، وأحيانًا يقول: هذه ظواهر لفظية قابلة للتأويل، وأما أدلة أهل الكلام وشبههم العقلية تسمى قواطع عقلية، وبراهين يقينية، يسمونها براهين يقينية، وقواطع عقلية، ويسمون أدلة القرآن مجازات وظواهر لفظية محتملة لمعاني عدة، نعم، هذا خطأ، الواجب إجراء النصوص على ظواهرها، والعمل بما دلت عليه النصوص، ما دلت عليه النصوص هذه أحكام شرعية واضحة، والنصوص تدل على الصفات دلالة واضحة، ليست مجازًا، نعم، أما أدلة أهل الكلام يسمونها قواطع عقلية، هذه شبه وخيالات يعارضون بها النصوص من الكتاب والسنة، نعم.
(المتن)
(فلا إله إلاّ الله، كم حصل بهاتين التّسميتين من إفساد الدّين والدّنيا!).
الشيخ:
التسميتين تسمية دلالة القرآن والنصوص مجازات، وتسمية أدلة أهل الكلام قواطع عقلية وبراهين يقينية، حصل بهما الفساد، لا إله إلا الله، كم حصل بها من الفساد، إيش؟
(المتن)
(فلا إله إلاّ الله، كم حصل بهاتين التّسميتين من إفساد الدّين والدّنيا!).
الشيخ:
نسأل الله العافية، نعم، ومن ذلك فساد في هذا أنها نصوص الصفات ما تدل على معاني، تكون ما تدل على معاني، تنفى الصفات عن الله، تنفى صفات الرضا والغضب والمحبة والعلو، كلها، هذه من الفساد، من الفساد في الدين، واستبدل بأدلة أهل الكلام، وكذلك أيضًا وقد يكون هذا المشبه أو الممثل أو النافي قد يكون مثلًا موظف كبير في الدولة، ويأخذ مرتب، ويضل الناس، يضل الناس من جهة، ويأكل المال بالباطل من جهة، هذا فساد في الدين، وفساد في الدنيا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، نعم.
(المتن)
(ومنها: أن يحدث الرّجل بما يكون بينه وبين أهله كما يفعله السِّفْلَةُ).
الشيخ:
نعم، يعني ما يكون بين الرجل وبين أهله هذا من الأسرار التي لا يجوز إفشاؤها، بعض السفهاء وبعض السفلة يقول: حصل لي مع أهلي كذا وكذا، وقلت لزوجتي كذا، وقالت لي كذا، وفعلت كذا، كل هذا من السفه، هذه أمور بين الزوجين يجب إخفاؤها، والاحتفاظ بها، أسرار لا تفشى، فالذي يفشيها من السفلة والفساق الذين لا خلاق لهم، نعم.
(المتن)
(ومما يكره من الألفاظ: زعموا وذكروا وقالوا ونحوه).
الشيخ:
زعموا وذكروا وقالوا، لأن هذه لا تؤدي معاني صحيحة، زعموا، جاء في الحديث: «بئس مطية القوم زعموا»، زعموا وقالوا وذكروا، ما فيه حقائق، ذكروا أن فلان فعل كذا وكذا، ما فيه حقيقة، أثبت، زعموا كذا وكذا، قالوا كذا وكذا، من اللي قال هذا؟ قال وبس، من القائل؟ ما يعرف، قالوا: إن حصل من فلان كذا، وقالوا: فلان أفتى بكذا، وزعموا أن فلان، ما فيه حقائق، عليك أن تثبت، تتأكد ثم تخبر قال فلان كذا، أو أفتى فلان بكذا، بعد ما تتحقق وتثبت، أما أن تقول: زعموا وقالوا وذكروا، وتنقل، على غير بصيرة، هذا ممنوع، «بئس مطية القوم زعموا»، نعم، بهذا تنتشر الإشاعات، الإشاعات تنتشر بهذا، تقول: زعموا أن فلان قال كذا، ذكروا أن فلان كذا، من غير بصيرة، من غير تثبت، تنتشر الإشاعات وتنقل الأخبار الكاذبة بهذا الطريق، نعم.
(المتن)
(وأن يقال للسّلطان: خليفة الله، فإنّ الخليفة إنّما يكون عن غائبٍ، والله سبحانه خليفة الغائب في أهله).
الشيخ:
نعم، يقال السلطان خليفة الله، الخليفة إنما هو عن غائب، والله حاضر، فلا يقال خليفة الله في أرضه، نعم.
طالب:
(23:46)
الشيخ:
لا، خليفة رسول الله، سمي خليفة رسول الله، الصحابة يقولون: يا خليفة رسول الله، نعم.
طالب:
(23:58).
الشيخ:
يعني يخلف من سبقه، خليفة لمن سبقه من الجن، إن كانوا من الجن أو غيره، ما هو بخليفة الله، خليفة من مضى، نعم.
(المتن)
(وليحذر كلّ الحذر من طغيان "أنا" و"لي" و"عندي"؛ فإنّ هذه ابتلي بها إبليس وفرعون وقارون فـ: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ}[الأعراف:12] لإبليس).
الشيخ:
{أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}[الأعراف:12]، نعم، تدل على الأنانية، وفرعون قال: {لِي مُلْكُ مِصْرَ}[الزخرف:51]، وقارون قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}[القصص:78]، المال، يحذر من طغيان هذه الأشياء الثلاثة: أنا ولي وعندي، أنا قالها إبليس: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ}[الأعراف:12]، ولي قالها فرعون {قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ}[الزخرف:51]، وعندي قارون لما نصحه قومه قالوا: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ}[القصص:77]، قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}[القصص:78]، قال بعض السلف: ورثت هذا المال كابرًا عن كابر، أوتيته على شرف، أو على علم مني بوجوه المكاسب، أو على علم لي بأني له أهل، نعم.
طالب:
أحسن الله إليك، (25:22).
الشيخ:
نعم، يعني أعوذ بالله من الطغيان، نعم، يتجنب، ولا يقوله، نعم.
طالب:
(25:34)
الشيخ:
لا، وإنما يعني يذكره بأن كلمة أنا لها طغيان، وهذا ليس في جميع المواضع، بل أحيانًا يضطر الإنسان إلى أن يخبر عن نفسه أنه فعل شيئًا، كما في الخصومة، قال: أنا فعلت كذا، أنا إديته كذا، أنا أنفقت كذا، مثلًا، إنما الأمور التي يشعر فيها بالاعتداد بالنفس والأنانية، والتعالي على الغير هذا هو الممنوع، وليس في كل المواضع، وإنما في بعض المواضع لا بأس به، في الحديث لما قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أبا طالب يحميك ويحوطك، فهل نفعته؟ قال: «نعم، وجدته في جمرة من نار، فأخرجته منها، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»، نعم.
(المتن)
(وعلى علمٍ عندي لقارون).
الشيخ:
نعم، {عَلَى عِلْمٍ عِندِي}[القصص:78]، نعم، قارون الذي أعطي من الخزائن {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}[القصص:76]، نعم.
(المتن)
(وأحسن ما وضعت "أنا" في قول العبد: أنا العبد المذنب المستغفر المعترف، ونحوه).
الشيخ:
نعم، كذلك، أنا العبد المستغفر محمود، وقول إبليس أنا اعتدادًا بالنفس طغيان مذموم، وهناك بين ذلك إذا قالها عن نفسه بأشياء فعلها للحاجة، كأن يكون خصومة، أو يدافع عن نفسه، لكون مظلوم، فلا بأس، نعم.
(المتن)
(و"لي" في قوله: لي الذّنب، ولي الجرم، ولي الفقر، والذّلّ).
الشيخ:
نعم، يعني في هذه المواضع محمودة، لي الجرم، ولي الذنب، ولي إيش؟ الجرم يعني الذنب العظيم، ولي الذنب.
طالب:
والفقر والذل.
الشيخ:
معترف بذنبه، اعتراف بذنبه، نعم، وإيش؟
طالب:
ولي الجرم، ولي الفقر والذل.
الشيخ:
والذل، نعم، هذا لا بأس، محمود، نعم.
(المتن)
(و"عندي" في قوله: اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي، وكلّ ذلك عندي).
الشيخ:
نعم، كذلك، يعني ليس في كل المواضع، إنما المواضع التي فيها تزكية للنفس واعتزاز بها وتعالي على الآخرين، نعم.
(المتن)
(فصلٌ في هديه صلى الله عليه وسلم في الجهاد والغزوات).
الشيخ:
أحسنت.