بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين.
متن: نقرأ في كتاب " طريق الهجرتين وباب السعادتين " لابن القيم -رحمه الله تعالى- قال -رحمه الله تعالى-:
"فتأمل قوله تعالى: { أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إلَى اللهِ } [فاطر:15]، فعلق الفقر إليه باسم الله دون اسم الربوبية ليؤذن بنوعَي الفقر، ".
شرح: ليُؤْذِنَ.
متن: " ليُؤْذِنَ بنوَعَي الفقر، فإنه كما تقدم نوعان:
فقرٌ إلى ربوبيته وهو فقر المخلوقات بأسرها وفقرٌ إلى ألوهيته وهو فقر أنبيائه ورسله وعباده الصالحين".
شرح: هذا فقرٌ عام وفقرٌ خاص؛ الفقر العام هذه المخلوقات فقيرة إلى ربوبية الله بمعنى أنه لا وجود لهذه المخلوقات إلا بالله، ولا قيام لها إلا بالله جميع المخلوقات من آدمي وغيرهم فقيرة إلى ربوبية الله، السماء فقيرة إلى الله، لولا الله لما وجدت، الأرض والبحار والأشجار والأنهار والآدمي كلهم، كل العالم العلوي والسفلي فقيرٌ إلى ربوبية الله، والثاني فقرٌ إلى ألوهيته وهذا خاص بالأنبياء والرسل وأتباعهم المؤمنون، هم فقيرون إلى عبودية الله وألوهيته، هو سبحانه يربيهم بعبادته وتوحيده وطاعته، هذا فقر الأنبياء والرسل وأتباعهم، نعم، فقرٌ إلى ألوهية الله، وأما الفقر إلى ربوبيته هذا عام يشمل الأنبياء وغيرهم، كل المخلوقات، كل العالم العلوي والسفلي فقير إلى ربوبية الله، وأما الفقر إلى ألوهيته، فهذا (إيش؟) فقر خاص، فقر خاص بالأنبياء والرسل وأتباعهم.
متن: "وفقر إلى ألوهيته وهو فقر أنبيائه ورسله وعباده الصالحين وهذا هو الفقر النافع والذي يشير إليه القوم ويتكلمون عليه ويشمرون إليه هو الفقر الخاصُ لا العام، ".
شرح: وهذا هو الفقر النافع.
متن: " وهذا هو الفقر النافع ".
شرح: نعم.
متن: " والذي يشيرون إليه القوم ويتكلمون عليه ويشمرون إليه ".
شرح: نعم.
متن: " هو الفقر الخاص لا العام، وقد اختلفت عباراتهم عنه ووصفهم له، وكلٌ أخبر عنه بقدر ذوقه وقدرته على التعبير، قال شيخ الإسلام الأنصاري: ".
شرح: وكلٌ أخبر عنه.
متن: " وكلٌ أخبر عنه بقدر ذوقه وقدرته على التعبير، ".
شرح: نعم.
متن : " قال شيخ الإسلام الأنصاري: ( الفقر: اسم للبراءة من رؤية الملكة، وهو على ثلاث درجات: ".
شرح: الفقرُ.
متن: " ( الفقر: اسم للبراءة من رؤية الملَكَة، ".
شرح: نعم.
متن: " وهو على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: فقر الزهاد وهو نفض اليدين من الدنيا ".
شرح: وهو.
متن: " الدرجة الأولى: فقر الزهاد ".
شرح: نفض اليدين.
متن: " وهو نفض اليدين من الدنيا ضبطًا أو طلبا، وإساكت اللسان عنها ذمًا أو مدحا، والسلامة منها طلبًا أو تركا، وهذا هو الفقر الذي تكلموا في شرفه".
شرح: هذه الصوفية. (والذي إيش ؟ الذي يشير إليه الأنصاري ؟).
متن: "قال شيخ الإسلام الأنصاري: ( الفقر: اسم للبراءة من رؤية الملكة، وهو على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: فقر الزهاد وهو نفض اليدين من الدنيا ..)".
شرح: ترك ، يعني ترك الدنيا ، نعم.
متن: "(..ضبطًا أو طلبا، وإساكت اللسان عنها ذمًا أو مدحا، والسلامة منها طلبًا أو تركا، وهذا هو الفقر الذي تكلموا في شرفه. الدرجة الثانية: الرجوع إلى السبق بمطالعة الفضل ".
شرح: الرجوعُ إلى السَّبق.
متن: " بمطالعة الفضل، وهو يورث الخلاصة من رؤية الأعمال، ويقطع شهود الأحوال، ويمحصَ .. ويمحصُ من أدناس مطالعة المقامات ".
شرح: ويمحصُ.
متن: " ويمحصُ من أدناس مطالعة المقامات ".
شرح: نعم .
متن: " والدرجة الثالثة: صحة الاضطرار والوقوع في يد التقطع الوجداني، والاحتباس في قيد التجريد وهذا فقر الصوفية).
شرح: والثالث (إيش؟).
متن: " والدرجة الثالثة: صحة الاضطرار والوقوعُ في يد التقطيع الوجداني ".
-التقطع.
شرح: الوحداني؟
متن: " صحة الاضطرار والوقوعُ في يد التقطُّع الوجداني، والاحتباس في قيد التجريد وهذا فقر الصوفية، فقوله: "الفقر اسم للبراءَة من رؤية الملكة" يعني أَن الفقير هو الذي يجرد رؤية المُلك لمالكه الحق، فيرى نفسه مملوكا للَّه لا يرى نفسه مالكًا بوجهٍ من الوجوه، ويرى أَعماله مستحقة عليه بمقتضى كونه مملوكًا عبدًا مستعملًا فيما أَمره به سيده، فنفسه مملوكة، وأَعماله مستحقة بموجِب العبودية ".
شرح: بموجَب.
متن: " بموجَب العبودية، فليس مالكًا لنفسه ولا لشيء من ذراته ولا لشيء من أَعماله. بل كل ذلك مملوك عليه مستحق عليه، كرجل اشترى عبدًا بخالص ماله ثم علّمه بعض الصنائع، فلما تعلمها قال له: اعمل وَأَدّ إِليّ فليس لك في نفسك ولا في كسبك شيء، فلو حصل بيد هذا العبد من الأَموال والأَسباب ما حصل لم ير له فيها شيئًا، بل يراه كالوديعة في يده، وأَنها أَموال أُستاذه وخزائنه ونعمه بيد عبده، مستودعها متصرفًا فيها لسيده لا لنفسه، كما قال عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه: "والله إِني لا أعطي أحدًا ولا أَمنع أَحدًا، وإِنما أَنا قاسم أَضع حيث أُمرت" ".
شرح: اللهم صل وسلم عليه.
متن: " فهو متصرفٌ في تلك الخزائن بالأَمر المحض تصرف العبد المحض الذي وظيفته تنفيذ أَوامر سيده، فالله -عز وجل- هو المالك الحق، وكل ما بيد خلقه هو من أَمواله وأَملاكه وخزائنه أَفاضها عليهم ليمتحنهم في البذل والإِمساك، وهل يكون ذلك منهم على شاهد العبودية لله -عَزَّ وجلَّ-، فيبذلُ أَحدهم الشيء رغبة في ثواب الله -عز وجل- ورهبة من عقابه وتقربًا إِليه وطلبًا لمرضاته؟ أَم يكون البذل والإِمساك منهم صادرًا عن مراد النفس وغلبة الهوى وموجب الطبع فيعطي لهواه ويمنع لهواه؟ فيكون متصرفًا تصرف المالك لا المملوك، فيكون مصدر تصرفه الهوى ومراد النفس، وغايته الرغبة فيما عند الخلق من جاه أَو رفعة أو منزلة أَو مدح أَو حظ من الحظوظ، أَو الرهبة من فوت شيء من هذه الأَشياء، وإِذا كان مصدر تصرفه وغايته هو هذه الرغبة والرهبة رأَى نفسه لا محالة مالكا، فادعى الملك وخرج عن حد العبودية ونسي فقره، ولو عرف نفسه حق المعرفة لعلم أَنما هو مملوكٌ ممتحن في صورة مالك متصرف كما قال تعالى: {ثُمّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: 14]، وحقيق بهذا الممتحن أَن يوكل إِلى ما ادعته نفسه من الحالات والملَكات مع المالك الحق سبحانه، فإِن من ادعى لنفسه حالة مع الله سبحانه وكل إِليها، ومن وكل إِلى شيء غير الله فقد فتح له باب الهلاك والعطب، وأَغلق عنه باب الفوز والسعادة، فإِن كل شيء ما سوى الله باطل، ومن وكل إِلى الباطل بطل عمله وضل سعيه ولم يحصل إِلا على الحرمان، فكل من تعلق بغير الله انقطع سعيه، ولم يحصل إلا على الحرمان، وكل من تعلق بشيء غير الله انقطع به أَحوج ما كان إِليه، كما قال تعالى: {إِذْ تَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُواْ مِنَ الّذِينَ اتّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ} [البقرة: 166]، فالأَسباب التي تقطعت بهم هي العلائق التي كانت بغير الله ولغير الله، فتقطعت بهم أَحوج ما كانوا إليها، وذلك لأَن تلك الغايات لما اضمحلت وبطلت اضمحلت أَسبابها وبطلت، فإِن الأَسباب تبطل ببطلان غاياتها وتضمحل باضمحلالها، وكل شيء هالك إِلا وجهه سبحانه، وكل عمل باطل إِلا ما أُريد به وجهه. وكل سعي لغيره فباطل ومضمحل، وهذا كما يشاهده الناس في الدنيا من اضمحلال السعي والعمل والكد والخدمة التي يفعلها العبد لمتولٍ أَو أَمير أَو صاحب منصب أَو مال، فإِذا زال ذلك الذي عمل له عُدم ذلك العمل وبطل ذلك السعي ".
شرح: وبَطَلَ.
متن: " وبَطَلَ ذلك السعي، ولم يبق في يده سوى الحرمان، ولهذا يقول الله تعالى يوم القيامة لعباده: "أليس عدلًا مني إذا أُولي كل رجل منكم ما كان يتولى في الدنيا"، فيتولى عباد الأصنام والأَوثان أَصنامهم وأَوثانهم فتتساقط بهم في النار، ويتولى عباد الشمس والقمر والنجوم آلهتهم ".
شرح: نسأل الله العافية.
متن: " فإِذا كوِّرت الشمس وانتثرت النجوم واضمحلت تلك العبادة وبطلت وصارت حسرة عليهم: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النّارِ} [البقرة: 167]، ولهذا كان المشرك من أَخسر الناس صفقة وأغبنهم يوم معاده، فإِنه يحال على مفلس كل الإِفلاس بل إلى عدم، والموحد حوالته على المليء الكريم، فيا بُعدَ ما بين الحوالتين".
متن: "وقوله: "البراءَة من رؤية الملكة" .. "