شعار الموقع

19- شرح كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين

00:00
00:00
تحميل
21

متن: أحسن الله إليك.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين.

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه (طريق الهجرتين وباب السعادتين) والكلام متصل بالقاعدة الشريفة التي ذكرها في حاجة العبد إلى ربه:

‹‹ فحق الله على العباد أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً وحقهم عليه إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم وأن يكرمهم ››

شرح: حديث معاذ، لما كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم: ‹‹ أتدري ما حق الله على العباد وحق العباد الله؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله إذا قالوا ذلك أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً ››

لكن هناك فرق بين الحقين، حق الله حق إيجاب وإلزام، وحق العباد حق تفضل وإكرام.

ما للعباد عليه حق واجب                                 كلا ولا سعي لديه ضائع

إن عُذِّبوا فبعدله، أو نُعِّموا فبفضله وهو كريم واسع، نعم.

متن: ‹‹ فحق الله على العباد أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً ››

شرح: وهذا الذي خلق الله الخلق من أجله، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} وهو الذي أرسلت من أجله الرسل، وأنزلت من أجله الكتب، هذا الحق العظيم، وهو العبادة، حق الله، نعم.

متن: ‹‹ وحقهم عليه إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم وأن يكرمهم إذا قدموا عليه، وهذا كما أنه غاية محبوب العبد ومطلوبه وبه سروره ولذته ونعيمه فهو أيضاً محبوب الرب من عبده ومطلوبه الذي يرضى به، ويفرح بتوبة عبده إذا رجع إليه وإلى عبوديته وطاعته أعظم من فرح من وجد راحلته التي عليها طعامه وشرابه في أرض مهلكة بعد أن فقدها وأيس منها، وهذا أعظم فرح يكون، وكذلك العبد لا فرح له أعظم ››

شرح: نعم، وهذا فرح يليق بجلال الله وعظمته، إثبات الفرح لله عز وجل، ‹‹ لله أشدُ فرحاً بعبده، من أحدكم فقد راحلته وعليها طعامه وشرابه ››، إثبات الفرح لله عز وجل كما يليق بجلال الله وعظمته، ولا يلزم منه ما يلزم من المخلوق، فرح المخلوق، من كونه عاجزاً أو عنده نقص أو ضعف، فالله فله الكمال، نعم.

متن: ‹‹ وكذلك العبد لا فرح له أعظم من فرحه بوجود ربه وأُنسه به وطاعته له وإقباله عليه وطمأنينته بذكره وعمارة قلبه بمعرفته ››

شرح: وكذلك العبدُ

متن: ‹‹ وكذلك العبد لا فرح له أعظم من فرحه بوجود ربه وأُنسه به وطاعته له وإقباله عليه وطمأنينته بذكره وعمارة قلبه بمعرفته والشوق إلى لقائه، فليس في الكائنات ما يسكن العبد إليه ويطمئن به ويتنعم بالتوجه إليه إلا الله سبحانه، ومن عبد غيره وأحبه –وإن حصل له نوع من اللذة والمودة والسكون إليه والفرح والسرور بوجوده- ففساده به ومضرته وعطبه أعظم من فساد أكل الطعام المسموم اللذيذ الشهي ››

شرح: نعم، يعني قد يفرح الإنسان في الدنيا باللذة، بلذة العاجلة، وقد تكون هذه اللذة محرمة، كالذي يحصل عليه بعض اللذات المحرمة كالزنا ولذة الغناء ولذة شرب الخمر وغيرها، إلا أنها، إلا أن هذه اللذة مسمومة، فيها البلاء، عاقبتها وخيمة، عاقبتها وخيمة، عاقبتها البلاء والنغص والتعب والهموم والغموم، نعم.

متن: ‹‹ الذي هو عَذبٌ في مبدئه عذابٌ في نهايته ››

شرح: نعم، عذب في مبدئه، في الأول عذبٌ، اللذة المحرمة، وفي نهايته عذاب، نسأل الله العافية، يعني حلوة في أول الأمر، وعذاب في آخر الأمر، نعم.

متن: ‹‹ كما قال القائل:

مآرب كانت في الشباب لأهلها                  عِذَاباً، فصارت في المشيب عَذَابا ››

شرح: (ايش)؟، كما قال (ايش)؟

متن: ‹‹ مآرب كانت ››

شرح: مآرب؟

متن: نعم

شرح: يعني مطالب، مآرب: مطالب، مطالب الشباب في أولها عذب وفي آخرها عذاب، نعم.

متن: ‹‹ مآرب كانت في الشباب لأهلها                عِذَاباً، فصارت في المشيب عَذَابا ››

شرح: عِذَاباً يعني: حالية، فصارت عَذَاباً، نعم.

يعني في الشباب عذب، وفي المشيب صارت عذاب، نعم.

متن: ‹‹ قال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} فإن قوام السماوات والأرض والخليقة بأن تأله الإله الحق ››

شرح: بأن تتأله الإله الحق، (5:34) تتأله الإله الحق، تتأله.

متن: تأله هنا.

شرح: بالهاء؟

متن: (إي)

شرح: نعم، يعني تتعبد

متن: ‹‹ بأن تأله الإله الحق، فلو كان فيهما إله آخر غير الله لم يكن إلهاً حقاً، إذ الإله الحق لا شريك له ولا سميَّ له ولا مثل له، فلو تألهت غيره لفسدت كل الفساد بانتفاء ما به صلاحها، إذ صلاحها بتأله الإله الحق كما أنها لا توجد إلا باستنادها إلى الرب الواحد القهار ومستحيل أن تستند في وجودها إلى ربين متكافئين، فكذلك يستحيل أن تستند في بقائها وصلاحها إلى إلهين متساويين.

إذا عرف هذا ››

شرح: هذا تمانع في الألوهية، تمانع، يعني يلزم من تعدد الآلهة فساد السماوات والأرض، {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} ففساد السماوات والأرض لازم من تعدد الآلهة، وبقاؤها وصلاحها من أدل الدليل على أن مدبرها إله واحد ومعبود واحد -سبحانه وتعالى-، فهذا تمانع في الألوهية كما أن (6:58) {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} تمانع في الربوبية، هذا تمانع في الألوهية، وهذا تمانع في الربوبية، نعم.

متن: ‹‹ إذا عرف هذا فاعلم أن حاجة العبد إلى أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً في محبته ولا في خوفه ولا في رجائه ولا في التوكل عليه ولا في العمل له ولا في الحلف به ولا في النذر له ولا في الخضوع له ولا في التذلل والتعظيم والسجود والتقرب أعظم من حاجة الجسد إلى روحه والعين إلى نورها، بل ليس لهذه الحاجة نظير تقاس به، فإن حقيقة العبد قلبه وروحه ولا صلاح لها إلا بإلهها الذي لا إله إلا هو، فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره وهي كادحة إليه كدحاً فملاقيته، ولابد لها من لقائه، ولا صلاح لها إلا بمحبتها وعبوديتها له ورضاه وإكرامه لها ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك، بل يتنقل من نوع إلى نوع ››

شرح: (ايه)، ولو حصل.

متن: ‹‹ ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك، بل يتنقل من نوع إلى نوع ومن شخص إلى شخص ويتنعم بهذا في وقت ثم يتعذب به ولابد في وقت آخر، وكثيراً ما يكون ذلك الذي يتنعم به ويلتذ به غير منعم له ولا ملذ، بل قد يؤذيه ››

شرح: (ايش)؟ وكثيراً.

متن: ‹‹ وكثيراً ما يكون ذلك الذي يتنعم به ويلتذ به غير منعم له ولا ملذ ››

شرح: غيرَ منعم له ولا ملذ، نعم.

متن: ‹‹ بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنّه ››

شرح: (ايش)؟ بل يؤذيه، بل يؤذيه وجوده

متن: ‹‹ بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنّه ›› (ايش)؟

شرح: عنده، عنده، ووجوده عنده، نعم.

متن: يقول إن موجودة في بعض النسخ عنده، وكذا في الفتاوى لابن تيمية، والصواب، يقول المثبت، والمراد بقوله عنّه أي أمامه.

شرح: عنْهُ، (مش دي عنْهُ) ولا (ايش)؟

متن: عنّه؟

شرح: ارجع اقرأ العبارة، أعد العبارة.

متن: ‹‹ بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عِنّه ››

أحد الحاضرين: المفترض عَنّه يا شيخ.

متن: عَنّه يا شيخ.

شرح: (ها)؟

أحد الحاضرين: عنَّه له معنى (9:47)

متن: أمامه.

شرح: عَنّه، عَنّه يعني خطر له.

بل يؤذيه (ايش)؟ بل يؤذيه.

متن: ‹‹ بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عَنّه ››

شرح: عَنّه يعني ...

متن: كونه يخطر أمامه.

شرح: كونه يخطر له، مجرد، كونه يخطر له، محتمل.

متن: أحال للقاموس المحيط يا شيخ.

شرح: (ها)؟

متن: يقول: ‹‹ انظر القاموس المحيط – الفيروز أبادي ››

شرح: موجودة عَنّه (ايش)؟ خطر له؟

أحد الحاضرين: (احنا) قلنا أمامه.

شرح: أمامه؟

متن: أمامه يقول الشيخ.

شرح: ووجوده عَنّه: وجوده أمامه، نعم. بل قد يؤذيه.

متن: ‹‹ بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عَنّه ››

شرح: يعني أمامه، نعم.

متن: ‹‹ ويضره ذلك، وإنما يحصل له بملابسته من جنس ما يحصل للجرب من لذة الأظفار التي تحكه، فهي تدمي الجلد وتخرقه وتزيد في ضرره ››

شرح: (ايش)؟ بل يحصل له.

 متن: ‹‹ وإنما يحصل له بملابسته من جنس ما يحصل للجرب من لذة الأظفار التي تحكه، فهي تدمي الجلد وتخرقه وتزيد في ضرره، وهو يؤثر ذلك لما له في حكها من اللذة.

وهكذا ››

شرح: هكذا صاحب اللذة المحرمة، يعني، يتلذذ ولكنه يتضرر، مثل (اللي بيحكه) جرب، يتلذذ بالحكة، ولكن هذا الحك يدميه، يدميه ويشق جلده، وهو ضرر، ولكنه مضطر إنه يحك حتى يزيل الألم الذي يشعر به، نعم، وكذلك هذا الذي يواقع اللذة المحرمة، هي لذة، لكنها في، لكنها هي عذاب، نعم.

متن: ‹‹ وهكذا ما يتعذب به القلب من محبة غير الله هو عذاب عليه ومضرة وألم في الحقيقة لا تزيد لذاته على لذة حك الجرب، والعاقل يوازن بين الأمرين ويؤثر أرجحهما وأنفعهما، والله الموفق المعين، وله الحجة البالغة كما له النعمة السابغة.

والمقصود أن إله العبد الذي لابد له منه في كل حالة وكل دقيقة وكل طرفة عين، فهو الإله الحق الذي كل ما سواه باطل، الذي أينما كان فهو معه، وضرورته إليه وحاجته ››

شرح: وبغيته.

متن: وضرورته.

شرح: وضرورته، أعد، والمقصود، والمقصود.

متن: ‹‹ والمقصود أن إله العبد الذي لابد له منه في كل حالة وكل دقيقة وكل طرفة عين، فهو الإله الحق الذي كل ما سواه باطل، الذي أينما كان فهو معه، وضرورته إليه وحاجته إليه ››

شرح: يعني فوق كل ضرورة، نعم.

متن: ‹‹ وحاجته إليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة بل هي فوق كل ضرورة وأعظم من كل حاجة، لهذا قال إمام الحنفاء {لا أُحِبُّ الآفِلِينَ} ››

شرح: إبراهيم عليه السلام، لما رأى نجم قال هذا، فلما أفل يعني غاب قال {لا أُحِبُّ الآفِلِينَ}، نعم.

متن: ‹‹ وهذا مبني على أصلين: (أحدهما) أن نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإخلاص العمل له وإفراده بالتوكل عليه هو غذاءُ الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه ››

شرح: الأصل الثاني، بعيد.

متن: (إي) نعم.

شرح: طيب، نقف.

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد