شعار الموقع

20- شرح كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين

00:00
00:00
تحميل
10

 

بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ، اللهم اغفر لنا و لشيخنا و للحاضرين و السامعين ، نقرأ في كتاب طريق الهجرتين و باب السعادتين للإمام ابن القيم رحمه الله ولا يزال الكلام متصل في حاجة العبد إلى ربه .

متن:  يقول الإمام ابن القيم: ‹‹ والمقصود أن إله العبد الذي لابد له منه في كل حالة ...››

شرح: والمقصودُ

متن: ‹‹ والمقصودُ أن إله العبد الذي لابد له منه في كل حالة ››

شرح: إله العبد؟

متن: نعم                                    

 شرح:نعم

متن: ‹‹ والمقصودُ أن إله العبد الذي لابد له منه في كل حالة وكل دقيقة وكل طرفة عين فهو الإله الحق الذي كل ما سواه باطل، الذي أينما كان فهو معه، وضرورته إليه وحاجته إليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة بل هي فوق كل ضرورة وأعظم من كل حاجة، ولهذا قال إمام الحنفاء ››

شرح: ماذا؟ أعِد والمقصودُ، والمقصودُ

متن: ‹‹ والمقصودُ أن إله العبد الذي لابد له منه في كل حالة وكل دقيقة وكل طرفة عين فهو الإله الحق الذي كل ما سواه باطل، الذي أينما كان فهو معه، وضرورته إليه وحاجته إليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة بل هي فوق كل ضرورة وأعظم من كل حاجة، ولهذا قال إمام الحنفاء: {لا أُحِبُّ الآفِلِينَ}. فصل وهذا مبني على أصلين: أحدهما أن نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإخلاص العمل له وإفراده بالتوكل عليه هو غذاءُ الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه، كما عليه أهل الإيمان، وكما دل عليه القرآن، لا كما يقوله من يقول إن عبادته تكليف ومشقة على خلاف مقصود القلب ولذته بل لمجرد الامتحان والابتلاء كما يقوله منكرو الحكمة والتعليل، أو لأجل التعويض بالأجر لما في إيصاله إليه بدون معاوضة مِنة تكدره، أو لأجل تهذيب النفس ورياضتها واستعدادها لقبول العقليات كما يقوله من يتقرب إلى النبوات من الفلاسفة، بل الأمر أعظم من ذلك كله وأجل، بل أوامر المحبوب قرة العيون وسرور القلوب ونعيم الأرواح ولذات النفوس وبها كمال النعيم، فقُرة عين المحب في الصلاة والحج، وفرح قلبه وسروره ونعيمه في ذلك وفي الصيام والذكر والتلاوة، وأما الصدقة فعجب من العجب، وأما الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والصبر على أعداء الله سبحانه، فاللذة بذلك أمر آخر لا يناله الوصف ولا يدركه من ليس له نصيب منه، وكل من كان به أقوم كان نصيبه من الالتذاذ به أعظم، ومن غلظ فهمه وكثف طبعه عن إدراك هذا فليتأمل إقدام القوم على قتل آبائهم وأبنائهم وأحبابهم ومفارقة أوطانهم وبذل نحورهم لأعدائهم ومحبتهم للقتل وإيثارهم له على البقاء وإيثار لوم اللائمين وذم المخالفين على مدحهم وتعظيمهم، ووقوع هذا من البشر بدون أمر يذوقه قلبه من حلاوته ولذته وسروره ونعيمه ممتنع، والواقع شاهد بذلك، بل ما قام بقلوبهم من اللذة والسرور والنعيم أعظم مما يقوم بقلب العاشق الذي يتحمل ما يتحمله في موافقة رضا معشوقه ››

شرح: لذة المناجاة والتعلق والاتعاظ لله عز وجل ولذة المحبة أعظم مما يقوم بقلب العاشق، نعم.

متن: ‹‹ فهو يلتذ به ويتنعم به لما يعلم من سرور معشوقه به:

فيا منكراً هذا تأخر فإنه
 

 

حرام على الخفاش أن يبصر الشمسا
 

 

فمن كان مراده وحبه الله، وحياته في معرفته ومحبته، ونعيمه في التوجه إليه وذكره، وطمأنينته به وسكونه إليه وحده عرف هذا وأقر به.

 الأصل الثاني أن كمال النعيم في الدار الآخرة أيضاً به تعالى: برؤيته وسماع كلامه وقربه ورضوانه لا كما يزعم من يزعم أنه لا لذة في الآخرة إلا بالمخلوق من المأكول والمشروب والملبوس والمنكوح، بل اللذة والنعيم التام في حظهم من الخالق تعالى أعظم مما يخطر بالبال أو يدور في الخيال، وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان والحاكم في صحيحيهما: ‹‹ وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مُضرةٍ، ولا فتنة مضلة ››. ولهذا قال تعالى في حق الكفار: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ} ››

شرح: محجوبون عن رؤية الله عز وجل، نعم وفيه دليل على اثبات الرؤية المؤمنين لربهم، استدل الإمام الشافعي بهذه الآية: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} لإثبات رؤية الله عز وجل قال لما حُجب هؤلاء في السخط دل على أن المؤمنين يرونه في الرضا ولو كان المؤمنون يحجبوا عن رؤية الله لساواهم بأعدائه، نعم››

متن: ‹‹ فعذاب الحجاب من أعظم أنواع العذاب الذي يُعذَب به أعداءه ››

شرح: يُعذِب.

متن: ‹‹ فعذاب الحجاب من أعظم أنواع العذاب الذي يُعِذب به أعداءه، ولذة النظر إلى وجه الله الكريم أعظم أنواع اللذات التي ينعم بها أولياؤه، ولا تقوم حظوظهم من سائر المخلوقات مقام حظهم من رؤيته وسماع كلامه والدنو منه وقربه. وهذان الأصلان ثابتان بالكتاب والسنة ››

شرح:(أيش) هذان الأصلان؟

متن: ‹‹ فعذاب الحجاب من أعظم أنواع العذاب الذي يُعِذب به أعداءه، ولذة النظر إلى وجه الله الكريم أعظم أنواع اللذات التي ينعم بها أولياؤه ››

شرح: نعم، فأعظم أنواع نعيم أهل الجنة النظر إلى وجه الله الكريم فاللذة هذه أعظم لذة وأعظم عقوبة هو الحجاب الذي يُعاقب به الكفرة يُحجبون عن ربهم عز وجل.

متن: ‹‹ ولا تقوم حظوظهم من سائر المخلوقات مقام حظهم من رؤيته وسماع كلامه والدنو منه وقربه. وهذان الأصلان ثابتان بالكتاب والسنة، وعليهما أهل العلم والإيمان، ويتكلم فيهما مشايخ الطريق العارفون ››

شرح:(أيش؟) أعِد؟

متن: ‹‹ وهذان الأصلان ثابتان بالكتاب والسنة ››

شرح: ما هما الأصلان؟ أن أعظم نعيم يُعطاه المؤمنون رؤية ربهم وأعظم عذاب يُعذب به الكفار الحجاب.

متن: ‹‹ وهذان الأصلان ثابتان بالكتاب والسنة، وعليهما أهل العلم والإيمان، ويتكلم فيهما مشايخ الطريق العارفون وعليهما أهل السنة والجماعة، وهما من فطرة الله التي فطر الناس عليها، ويحتجون على من ينكرهما بالنصوص والآثار تارة وبالذوق والوجد تارة وبالفطرة تارة وبالقياس والأمثال تارة. وقد ذكرنا مجموع هذه الطرق في كتابنا الكبير في المحبة الذي سميناه (المورد الصافي، والظل الضافي) في المحبة وأقسامها وأنواعها وأحكامها وبيان وجوب تعلقها بالإله الحق دون ما سواه ، وذكرنا من ذلك ما يزيد على مائة وجه. ››

شرح: (أيش؟) أعِد؟

متن: ‹‹ وقد ذكرنا مجموع هذه الطرق في كتابنا الكبير في المحبة الذي سميناه ››

شرح: (أيش؟) روضة المحبين، (أيش؟ قبل هذا؟ قبل وقد ذكرنا أيش؟)

متن: ‹‹ وهذان الأصلان ››

شرح: نعم

متن: ‹‹ وهذان الأصلان ثابتان بالكتاب والسنة، وعليهما أهل العلم والإيمان، ويتكلم فيهما مشايخ الطريق العارفون وعليهما أهل السنة والجماعة، وهما من فطرة الله التي فطر الناس عليها، ويحتجون على من ينكرهما بالنصوص والآثار تارة وبالذوق والوجد تارة وبالفطرة تارة وبالقياس والأمثال تارة. وقد ذكرنا مجموع هذه الطرق في كتابنا الكبير في المحبة الذي سميناه (المورد الصافي، والظل الضافي) في المحبة وأقسامها وأنواعها وأحكامها وبيان وجوب تعلقها بالإله الحق دون ما سواه››

شرح: وقد ذكرنا

متن: ‹‹ وقد ذكرنا مجموع هذه الطرق في كتابنا الكبير في المحبة الذي سميناه (المورد الصافي، والظل الضافي) في المحبة وأقسامها وأنواعها وأحكامها ››

شرح: روضة المحبين نعم

قال أحد الحاضرين: مورد المحبين هذا كتاب لابن القيم (10:33)

شرح: مورد المحبين!.. وقد ذكرنا هذا في كتاب (أيش) ؟ اسمه (أيش)؟ المورد الصافي

متن :‹‹المورد الصافي و الظل الضافي ››

شرح: نعم

متن: ‹‹ (المورد الصافي، والظل الضافي) في المحبة وأقسامها وأنواعها وأحكامها ››

شرح: (شو هذا في حكم المفقود؟)

قال أحد الحاضرين:في الحاشية قال هذا الكتاب لابن القيم يعتبر في حكم المفقود وقد ذكره البغدادي في هدية العارفين

شرح: من الحاشية هذا. و روضة المحبين كذلك ذكره، نعم

متن: ‹‹ وبيان وجوب تعلقها بالإله الحق دون ما سواه ››

شرح: نعم

متن: ‹‹ وذكرنا من ذلك ما يزيد على مائة وجه. ومما يوضح ذلك ويزيده تقريراً أن المخلوق ليس عنده للعبد نفع ولا ضر ولا عطاءٌ ولا منع بل ربه سبحانه الذي خلقه ورزقه وبصره وهداه وأسبغ عليه نعمه وتحبب إليه بها مع غناه عنه ومع تبغض العبد إليه بالمعاصي مع فقره إليه، فإذا مسه الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإذا أصابه بنعمة فلا رادَّ لها ولا مانع كما قال الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ››

شرح: سبحانه وتعالى.

متن: ‹‹ وقال: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ››

شرح: سبحانه.

متن: ‹‹ فالعبد لا ينفع ولا يضر ولا يعطي ولا يمنع إلا بإذن الله، فالأمر كله لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، هو مقلب القلوب ومصرفها كيف يشاءُ، المتفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع والخفض والرفع، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربالعالمين. وهذا الوجه أظهر لعموم الناس من الوجه الأول ولهذا خوطبوا به في القرآن أكثر من الأول، لكن من تدبر طريقة القرآن تبين له أن الله سبحانه ››

شرح: أكثر من الأول، أيش يقول؟

متن: ‹‹ وهذا الوجه أظهر لعموم الناس من الوجه الأول ››

شرح: ما هو الوجه الأول؟ (وهذا الوجه أيش)؟

القارئ: جاية بعد سياق كلام يا شيخ! وهذا الوجه أظهر لعموم الناس من الوجه الأول ولهذا خوطبوا به في القرآن أكثر من الأول. (لعله يا شيخ الأصلين)

شرح: (أيش يقول)؟

متن: ‹‹ نحن الآن في الأصل الثاني. وهذا الوجه أظهر لعموم الناس من الوجه الأول ولهذا خوطبوا به في القرآن أكثر من الأول ››

شرح: الأصل الثاني ما هو؟

متن: ‹‹ أن كمال النعيم في الدار الآخرة أيضاً به تعالى ››

شرح: (بأيش؟)

متن: ‹‹برؤيته وسماع كلامه وقربه ورضوانه. والأول أن نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإخلاص العمل له وإفراده بالتوكل عليه هو غذاءُ الإنسان وقوته وصلاحه ››

شرح: نعم.

متن: ‹‹وهذا الوجه أظهر لعموم الناس من الوجه الأول ولهذا خوطبوا به في القرآن أكثر من الأول، لكن من تدبر طريقة القرآن تبين له أن الله سبحانه يدعو عباده بهذا إلى الوجه الأول، فهذا الوجه يقتضي التوكل على الله والاستعانة به والدعاء له ومسألته دون ما سواه ››

شرح: فهذا الوجه يقتضي؟

متن: ‹‹ فهذا الوجه يقتضي التوكل على الله والاستعانة به والدعاء له ومسألته دون ما سواه، ويقتضي أيضاً محبته وعبادته لإحسانه إلى عبده وإسباغ نعمه عليه، فإذا عبده وأحبه وتوكل عليه من هذا الوجه دخل في الوجه الأول. وهكذا كمن نزل به بلاءٌ عظيم وهكذا كمن نزل به بلاءٌ عظيم وفاقة شديدة أو خوف مقلق فجعل يدعو الله ويتضرع إليه حتى فتح له من لذيذ مناجاته له باب الإيمان به والإنابة إليه وما هو أحب إليه من تلك الحاجة التي قصدها أولاً لكنه لم يكن يعرف ذلك أولاً حتى يطلبه ويشتاق إليه فعرفه إياه بما أقامه له من الأسباب التي أوصلته إليه. والقرآن مملوء من ذكر حاجة العبيد إلى الله دون ما سواه ››

شرح: كفى،...

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد