شعار الموقع

24- شرح كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين

00:00
00:00
تحميل
24

 

متن: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين.

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله - في كتابه (طريق الهجرتين وباب السعادتين) بعد أن ذكر الآثار في كتب الرزق والأجل والعمل والشقاوة والسعادة، قال:

‹‹ فصل: الجمع بين هذه الروايات أن للملك ملازمة ومراعاة لحال النطفة، وأنه يقول: يا رب هذه نطفة، هذه علقة، هذه مضغة في أوقاتها. فكل وقت يقول فيه ما صارت إليه بأمر الله تعالى، وهو أعلم بها منه ولكلام الملك وتصرفه أوقات: أحدها حين يخلقها الله تعالى نطفة ثم ينقلها علقة، وهو أول أوقات علم الملك بأنه ولد، لأنه ليس كل نطفة تصير ولداً، وذلك بعد الأربعين الأولى في أول الطور الثاني. ولهذا –والله أعلم- وقعت الإشارة إليه في أول سورة أنزلها على رسوله {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} ››

شرح: هذا في طوره الثاني، الطور الأول نطفة، ثم الطور الثاني علقة، ثم الطور الثالث مضغة، ثم في الرابع يخلق من المضغة عظام ويكسوه لحماً سبحانه وتعالى، نعم.

متن: ‹‹ إذ خلقه من علقة هو أول مبدأ الإنسانية، وحينئذ يكتب رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته.

الثاني: ثم للملك فيه تصرف آخر في وقت آخر وهو تصويره وتخليق سمعه وبصره وجلده وعظمه ولحمه وذكوريته وأُنوثيته ››

شرح: سبحان الخلاق، سبحان الله، نعم.

متن: ‹‹ وهذا إنما يكون في الأربعين الثالثة قبل نفخ الروح فيه ››

شرح: وهي الثالثة، نطفة ثم علقة ثم مضغة، بعد أن كان مضغة، نعم.

ثم يُكسى، ثم يُخلق العظام، ثم تكسى العظام لحماً، نعم.

متن: أحسن الله إليك.

‹‹ وهذا إنما يكون في الأربعين الثالثة قبل نفخ الروح فيه فإن نفخ الروح لا يكون إلا بعد تمام تصويره.

فها هنا تقديران وكتابتان: التقدير الأول عند ابتداء تعلق التخليق في النطفة وهو إذا مضى عليها أربعون ودخلت في طور العلقة. ولهذا في إحدى الروايات ‹‹ إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة ››. والتقدير الثاني والكتابة الثانية إذا كمل تصويره وتخليقه وتقدير أعضائه وكونه ذكراً أو أنثى. فالتقدير الأول تقدير لما يكون للنطفة بعد الأربعين، والتقدير الثاني تقدير لما يكون للجنين بعد تصويره. ثم إذا ولد قدر مع ولادته كل سنة ما يلقاه في تلك السنة، وهو ما يقدر ليلة القدر من العام إلى العام فهذا التقدير أخص من التقدير الثاني، والثاني أخص من الأول ››

شرح: ثم (ايش)؟ ثم.

متن: ‹‹ ثم إذا ولد قدر مع ولادته كل سنة ما يلقاه في تلك السنة ››

شرح: هذا التقدير السنوي، وفي تقدير سنوي، {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}، وفي ليلة القدر، وفي التقدير اليومي {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}

التقدير اليومي، وفي السنوي، وفي ليلة القدر

التقدير العمري، هذا التقدير العمري السنوي في بطن أمه.

والتقدير العام، ما كتبه الله في اللوح المحفوظ، نعم.

متن: ‹‹ ثم إذا ولد قدر مع ولادته كل سنة ما يلقاه في تلك السنة، وهو ما يقدر ليلة القدر من العام إلى العام فهذا التقدير أخص من الثاني، والثاني أخص من الأول ونظير هذا أيضاً أن الله سبحانه قدر مقادير الخلائق ››

شرح: التقدير الثاني أخص (ايش)؟

أحد الحاضرين: من الأول.

متن: ‹‹ فهذا التقدير أخص من الثاني، والثاني أخص من الأول ونظير هذا أيضاً أن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأراضين بخمسين ألف سنة ››

شرح: هذا التقدير العام، نعم.

متن: ‹‹ ثم قدر مقادير هذا الخلق حين خلقه وأوجده، ثم يقدر في كل سنة في ليلة القدر ما يكون في ذلك العام ››

شرح: ثم (ايش)؟ ثم.

متن: ‹‹ ثم يقدر كل سنة في ليلة القدر ما يكون في ذلك العام. وهذا تقدير أمر النطفة ››

شرح: لا، قبل، تقدير.

متن: ‹‹ ونظير هذا ››

شرح: أول شيء، تقدير يوم خلق السماوات والأرض

متن: نعم

شرح: من الأول

متن: ‹‹ ثم إذا ولد قدر مع ولادته كل سنة ما يلقاه ››

شرح: لا، قبل،

متن: بعده يا شيخ

شرح: التقدير يوم خلق السماوات والأرض، التقدير العام

متن: نعم

‹‹ ونظير هذا أيضاً أن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأراضين بخمسين ألف سنة ››

شرح: نعم

متن: ‹‹ ثم قدر ››

شرح: ثم التقدير الثاني بعد خلقها، الأول تقدير قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ثم التقدير الثاني بعد خلق السماوات والأرض، نعم.

متن: ‹‹ ثم قدر مقادير هذا الخلق حين خلقه وأوجده، ثم يقدر في كل سنة في ليلة القدر ما يكون في ذلك العام ››

شرح: نعم.

متن: ‹‹ وهكذا تقدير أمر النطفة وشأنها يقع بعد تعلقها بالرحم، وبعد كمال تصوير الجنين، وقد تقدم ذلك تقدير شأنها قبل خلق السماوات والأرض فهو تقدير بعد تقدير.

ونظير هذا أيضاً رفع الأعمال وعرضها على الله فإن عمل العام يرفع في شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق أنه شهر ترفع فيه الأعمال، قال: ‹‹ فأحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائمٌ ›› ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس كما ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ››

شرح: ويعرض العمل وأنا صائم، (ايش)؟، الحديث.

متن: ‹‹ ونظير هذا أيضاً رفع الأعمال وعرضها على الله فإن عمل العام يرفع في شعبان ››

شرح: نعم

متن: ‹‹ كما أخبر به الصادق المصدوق أنه شهر ترفع فيه الأعمال، قال: ‹‹ فأحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائمٌ ›› ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس كما ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ››

شرح: في شعبان هذا رفع سنوي، وهذا رفع أسبوعي، نعم.

متن: أحسن الله إليك

‹‹ ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس كما ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويعرض عمل اليوم في آخره والليلة في آخرها كما في حديث أبي موسى الذي رواه البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ‹‹ إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل ›› فهذا الرفع والعرض اليومي أخص من العرض يوم الاثنين والخميس، والعرض فيهما أخص من العرض في شعبان، ثم إذا انقضى الأجل رفع العمل كله وعرض على الله وطويت الصحف، وهذا عرض آخر ››

شرح: لا إله إلا الله.

متن: ‹‹ وهذه المسائل العظيمة القدر هي من أهم مسائل الإيمان بالقدر فصلوات الله وسلامه على كاشف الغمة وهادي الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ››

شرح: اللهم صلِّ وسلم عليه.

متن: ‹‹ فإن قيل: فما تقولون في قوله: إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة ››

شرح: (7:47)

متن: الله يجازيك خير.

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد