شعار الموقع

26- شرح كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين

00:00
00:00
تحميل
19

 

متن: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه (طريق الهجرتين وباب السعادتين) ولا يزال الكلام متصل على خلق الإنسان ومسائل القدر.

‹‹ وقال علي بن الجعد: حدثنا عبد الواحد بن سليم البصري عن عطاء بن أبي رباح قال: سألت ابن عبادة بن الصامت: كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت؟ قال: جعل يقول: يا بني اتق الله، واعلم أنك لن تتق الله ولن تبلغ العلم حتى تعبد الله وحده وتؤمن بالقدر خيره وشره. قلت: يا أبه كيف لي أن أُؤمن بالقدر خيره وشره؟ قال: تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإن مت على غير هذا دخلت النار، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ‹‹ إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، فقال: فما أكتب؟ فجرى تلك الساعة بما كان وما هو كائنٌ إلى الأبد ››.

وذكر الطبري من حديث بقية قال حدثنا أبو بكر العنسي عن زيد بن أم حبيب ومحمد بن يزيد قالا: حدثنا نافع عن ابن عمر قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله لا تزال نفسك في كل عام وجعة ››

شرح: (ايش)؟ وعن (ايش)؟ عن أم سلمة (ايش)؟

متن: ‹‹ قالت أم سلمة: "يا رسول الله لا تزال نفسك في كل عام وجعة من تلك الشاة المسمومة التي أكلتها". قال: ‹‹ ما أصابني من شيء منها إلا وهو مكتوبٌ عليَّ وآدمُ في طينته ›› ››

شرح: الله أكبر، وآدم منجدل في طينته، هذا، الكتابة، يعني، غير كتابة المقادير، هذه، المقادير أنواع، وأما كتابة المقادير العام فهذا قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، في حديث ‹‹كتب الله مقادير الخلق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ›› وهذا تقدير وآدم منجدل في طينته، تقدير ثاني: مثل لما لقي موسى وآدم قال له موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، فلماذا أخرجت نفسك من الجنة؟ قال: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، فبكم وجدت ‹‹ وعصى آدم ربه فغوى ›› قال: بأربعين سنة. قال: ‹‹ فحج آدم موسى ›› قال أربعين سنة من خلق آدم، تقدير يعني.

تقدير آخر، تقدير غير تقدير، وهو التقدير العمري، حينما، الجنين يدخل عليه الملك، بعد نفخ الروح فيه، يؤمر بأربعة كلمات، بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد، هذا تقدير عمري.

في تقدير سنوي، ما يكون في ليلة القدر، يقدر فيه ما يكون في تلك السنة من صحة ومرض وسعادة وشقاوة وغنى وفقر.

وفي التقدير اليومي، {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}، يخلق ويرزق ويهدي ويُضل ويُسعد ويُشقي ويُفقر ويُغني -سبحانه وتعالى-، نعم.

 متن: أحسن الله إليك.

أحد الحاضرين: أحسن الله إليك يا شيخ، هل هذه التقادير كلها ما تخالف التقدير العام؟

شرح: لا، توافق التقدير العام، هو الأصل التقدير العام، وقد يُمحى ما في صحف الحفظة، الكتبة، الملائكة، ليوافق ما في اللوح المحفوظ كما في قوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} يعني يمحو الله ما يشاء من صحف الملائكة الكتبة ليوافق ما في اللوح المحفوظ لقوله {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}، أصل، نعم

متن: أحسن الله إليك.

‹‹ وفي صحيح مسلم من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- في خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ‹‹ الحمد لله نحمده ونستعينه، من يَهْدِهِ الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأن محمداً عبده ورسوله ›› ››

شرح: والشاهد ‹‹ من يَهْدِهِ الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له ›› هذا فيه إثبات القدر، نعم.

متن: أحسن الله إليك.

‹‹ وفي صحيحه أيضاً عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه-: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ‹‹ اللهم آت نفسي تقواها، وزَكِّهَا أنت خير من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها ››.

وفي صحيحه أيضا عن علي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعاء الاستفتاح: ‹‹ اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت. واصرف عني سيء الأخلاق، لا يصرف عني سيئها إلا أنت ››.

وفي الترمذي والمسند من حديث عمران بن حصين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علم أباه هذا الدعاء ‹‹ اللهم ألهمني رُشدي، وقني شر نفسي ››.

وروى سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن عبد الله بن الحارث قال: قام عمر بن الخطاب بالجابِيَّة خطيباً فقال في خطبته: ‹‹ من يهده الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له ›› وعنده الجَاثَلِيقُ يسمع ما يقول، قال فنفض ثوبه كهيئة المنكر، فقال عمر: ما يقول؟ قالوا يا أمير المؤمنين يزعم أن الله لا يضل أحداً ››

شرح: (ايش)؟

متن: ‹‹ قالوا يا أمير المؤمنين ››

شرح: (ايش) أوله؟ الأثر، أعد الأثر

متن: ‹‹ عن عبد الله بن الحارث قال: قام عمر بن الخطاب بالجابِيَة خطيباً فقال في خطبته: ‹‹ من يهده الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له ›› ››

شرح: بالجابية، بالشام يعني، (ايش) قال؟ بالجابية (ايش)؟ تكلم عليها؟

متن: ‹‹ وعنده الجاثليق يسمع ما يقول ››

شرح: الجابية، تكلم عليها؟

أحد الحاضرين: قرية من أعمار دمشق

شرح: (ها)

متن: قرية من أعمار دمشق من ناحية الجولان

شرح: نعم، قام بالجابية خطيباً، نعم.

متن: ‹‹ قام عمر بن الخطاب بالجابِيَة خطيباً فقال في خطبته: ‹‹ من يهده الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له ›› وعنده الجَاثَلِيق ››

شرح: هذه المناسبة، هذه المناسبة للقدر، ‹‹ من يهده الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له ›› نعم.

متن: ‹‹ وعند الجاثليق يسمع ما يقول ››

شرح: وعنده من؟

متن: الجاثليق، الجَاثَلِيقُ

شرح: الجاثليق؟

متن: الجاثليق، نعم.

شرح: (ها)؟

متن: الجثليق

أحد الحاضرين: الجاثليق

شرح: الجا

متن: الجاثِليق

شرح: (ايش) قال؟ تكلم عليه؟

متن: نعم يا شيخ

شرح: (ايش) قال؟

متن: يقول ‹‹ رئيس للنصارى في بلاد الإسلام بمدينة السلام ويكون تحت يد بطريرك أنطاكية ثم المطران تحت يده ››

شرح: الجاثليق، نعم

متن: ‹‹ يسمع ما يقول، قال فنفض ثوبه كهيئة المنكر، فقال عمر: ما يقول؟ قالوا يا أمير المؤمنين يزعم أن الله لا يضل أحداً قال: كذبت يا عدو الله ››

شرح: أنكر القدر، نعم

متن: ‹‹ بل الله خلقك وهو أضلك، وهو يدخلك النار إن شاء الله. أما والله لولا ولث عهد لك لضربت عنقك، إن الله خلق الخلق فخلق أهل الجنة وما هم عاملون، وخلق أهل النار وما هم عاملون، قال هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه.

وذكر الطبري عن أبي بكر الصديق قال: خلق الله الخلق فكانوا في قبضته، فقال لمن في يمينيه ››

شرح: وذكر الطبراني

متن: ‹‹ وذكر الطبري عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: خلق الله الخلق فكانوا في قبضته، فقال لمن في يمينيه: ادخلوا الجنة بسلام، وقال لمن في يده الأخرى ادخلوا النار ولا أُبالي، فذهبت إلى يوم القيامة. وقال ابن عمر جاء رجل إلى أبي بكر -رضي الله عنه- فقال: أرأيت الزنا بقدر الله؟ فقال: نعم. قال: فإن الله قدره عليَّ ثم يعذبني؟ ››

شرح: (ايش)؟ وجاء (ايش)؟ أعد

متن: ‹‹ وقال ابن عمر -رضي الله عنهما- جاء رجل إلى أبي بكر -رضي الله عنه- فقال: أرأيت الزنا بقدر الله؟ فقال: نعم. قال: فإن الله قدره عليَّ ثم يعذبني؟ قال: نعم يا ابن اللخناء، أما والله لو كان عندي إنسان أمرت أن يجأ أنفك.

وذكر عن علي -رضي الله عنه- أنه ذكر عنده القدر يوماً ››

شرح: (ليش) ذكر هذا الشاهد هنا؟ الأثر (اللي) قبل هذه، تكلم عليه؟

متن: (اه) تكلم عليه يا شيخ

شرح: قال (ايش)؟

متن: لكنه، كأنه يحاجج أبو بكر في القدر، الرجل.

شرح: (ايش)؟ قال (ايش)؟ (اللي) قبل، قبل آخر

متن: ‹‹ وقال ابن عمر -رضي الله عنهما- جاء رجل إلى أبي بكر -رضي الله عنه- فقال: أرأيت الزنا بقدر الله؟ فقال: نعم. قال: فإن الله قدره عليَّ ثم يعذبني؟ قال: نعم يا ابن اللخناء، أما والله لو كان عندي إنسان أمرت أن يجأ أنفك.

وذكر عن علي -رضي الله عنه- أنه ذكر عنده القدر يوماً فأدخل إصبعيه السبابة والوسطى في فيه فرقم بهما بطن يده فقال أشهد أن هاتين الرقمتين كانتا في أم الكتاب. وذكر عنه أيضاً أنه قال: إن أحدكم لن يخلص الإيمان إلى قلبه حتى يستيقن يقيناً غير ظانٍ أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصِبْهُ ويقر بالقدر كله.

وذكر البخاري عن ابن مسعود أنه قال في خطبته: الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره ››

شرح: كلها تدل على إثبات القضاء، وأن كل شيء مكتوب، ولكن كلٌ مقدر لما خُلق له، نعم

متن: ‹‹ وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لأن أعض على جمر أو أقبض عليها حتى تبرد في يدي أحب إليَّ من أن أقول لشيءٍ قضاه الله: ليته لم يكن.

وقال: لا يطعم رجل طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر ويعلم أنه ميت، وأنه مبعوث من بعد الموت.

وقال الأعمش عن خيثمة عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: إن العبد ليهمّ بالأمر من التجارة والإمارة حتى يتيسر له، نظر الله إليه من فوق سبع سماواتٍ فيقول للملائكة: اصرفوا عنه، فإني إن يسرته له أدخلته النار. قال: فيصرفه الله عنه، قال فيقول: من أين دهيت؟ أو نحو هذا، وما هو إلا فضل الله عز وجل.

وروى الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- مرض مرضاً شديداً، أُغمي عليه فأفاق فقال: أغمي عليّ؟ قالوا: نعم. قال: إنه أتاني رجلان غليظان فأخذا بيدي فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين. فانطلقا بي فتلقاهما رجل فقال: أين تريدان به؟ قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين. فقال: دعاه فإن هذا ممن سبقت له السعادة وهو في بطن أمه. ››

شرح: (ايش)؟ أعد، رواه (ايش)؟

متن: ‹‹ وروى الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- مرض مرضاً شديداً، أُغمي عليه فأفاق فقال: أغمي عليّ؟ قالوا: نعم. قال: إنه أتاني رجلان غليظان فأخذا بيدي فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين. فانطلقا بي فتلقاهما رجل فقال: أين تريدان به؟ قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين. فقال: دعاه فإن هذا ممن سبقت له السعادة وهو في بطن أمه.

وقال ابن جريج عن ابن طاووس عن أبيه قال: أشهد ››

شرح: ولكن الله تعالى يقدر له عمل يموت عليه، فيكون، نعم، من الأشقياء، فيموت على عمل الأشقياء، فيكون من أهل النار، نعوذ بالله، والسعيد يهيأه الله لعمل أهل السعادة، فيموت على عمل صالح يكون فيه من أهل السعادة، نعم.

متن: أحسن الله إليك

‹‹ وقال ابن جريج عن ابن طاووس عن أبيه قال: أشهد لسمعت ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: العجز والكيس بقدر ››

شرح: نعم، الكيس: النشاط، بقدر، والعجز: الكسل والتأخر، هذا بقدر وهذا بقدر، نعم

كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، نعم

متن: أحسن الله إليك

‹‹ وقال مجاهد: قيل لابن عباس: إن ناساً يقولون في القدر. قال: يكذبون بالكتاب إن أخدت بشعر أحدهم لأنصونه، إن الله عز وجل كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً، فخلق القلم، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه.

قال ابن عباس -رضي الله عنهما- أيضاً: القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله ولم يؤمن بالقدر كان كفره بالقضاء نقضاً للتوحيد ››

شرح: (ايش)؟ أعد، وقال

متن: ‹‹ قال ابن عباس -رضي الله عنهما- أيضاً: القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله ولم يؤمن بالقدر كان كفره بالقضاء نقضاً للتوحيد، ومن وحد الله وآمن بالقدر كانت العروة الوثقى لا انفصام لها ››

شرح: في لفظ آخر ‹‹ من عبد الله ومن آمن بالقدر تمّ توحيده، ومن آمن بالله وكذب بالقدر، نقض، تكذيبه وتوحيده ›› هذا لفظ آخر لابن عباس، نعم.

متن: أحسن الله إليك

‹‹ وقال عطاء بن أبي رباح: كنت عند ابن عباس -رضي الله عنهما-، فجاءه رجل فقال: يا ابن عباس أرأيت من صدني عن الهدى وأوردني دار الضلالة وارداً، ألا تراه قد ظلمني؟ فقال: إن كان الهدى شيئاً كان لك عنده فمنعكه فقد ظلمك، وإن كان الهدى هو له يؤتيه من يشاء فلم يظلمك. قم فلا تجالسني.

وقال عكرمة عن ابن عباس: كان الهدهد يدل سليمان على الماء. فقلت له: وكيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ عليه التراب؟ فقال: أعضك الله بهن أبيك، إذا جاء القضاء ذهب البصر ››

شرح: (ايش)؟ أعد، (ايش)؟

متن: ‹‹ وقال عكرمة عن ابن عباس: كان الهدهد يدل سليمان على الماء. فقلت له: وكيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ عليه التراب؟ فقال: أعضك الله ››

شرح: يعني كيف يدل سليمان على الماء، والماء تحت الأرض، إذا الأرض فيها ماء قال احفر، في شراب بعيد، يعني كيف يداري الفخ بالتراب ويصيبه؟ يعني تضع الشَرَك عليه،

يعني إذا جاء القدر عمي البصر، يعني معناه كما ذكرنا، يعني إذا جاء القدر وهو كان يدل على الماء، يعمى حتى يقع في الفخ

وقال (ايش)؟ وقال

متن: ‹‹ وقال عكرمة عن ابن عباس: كان الهدهد يدل سليمان على الماء. فقلت له: وكيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ عليه التراب؟ فقال: أعضك الله بهنّ أبيك ››

أحد الحاضرين: بهني أبيك

شرح: قال أعظك ب(ايش)؟ أعضك بهني أبيك

متن: بهني أبيك، مشددة عندي

شرح: قال (ايش)؟

متن: ‹‹ فقال: أعضك الله بهني أبيك، إذا جاء القضاء ذهب البصر ››

شرح: هني أبيك يعني: فرجه، يدعو عليه يقول أعضك الله بهني أبيك، يعني يقول كيف يخلط عليك الأمر هذا؟!  هذا تجري على اللسان، مثل ما نقول امضض هني أبيك، يعني تقريع وتوبيخ له، أعضك الله بهني أبيك، يعني جعلك تعض فرج أبيك، يعني من باب التقريع، ولا يراد الحقيقة، كمن عقر حلقه، أعضك الله بهني أبيك، (ها).

متن: ‹‹ إذا جاء القضاء ذهب البصر. وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل قال أخبرنا أبو هارون الغنوي قال حدثنا أبو سليمان الأزدي ››

شرح: أبو سليمان ال(ايش)؟ الأودي؟

متن: الأزدي

شرح: الأزدي، نعم

متن: ‹‹ عن أبي يحيى مولى بني عفراء قال: أتيت ابن عباس -رضي الله عنهما-، ومعي رجلان من الذين يذكرون القدر أو ينكرونه فقلت: يا ابن عباس، ما تقول في القدر؟ فإن هؤلاء يسألونك عن القدر، إن زنى وإن سرق وإن شرب. فحسر قميصه حتى أخرج منكبيه وقال: يا أبا يحيى لعلك من الذين ينكرون القدر ويكذبون به والله لو أعلم أنك منهم أو هذين معك لجاهدتكم، إن زنى فبقدر، وإن سرق فبقدر، وإن شرب الخمر فبقدر ››

شرح: هذا من؟ ابن عباس؟

متن: نعم

شرح: قدم برجلين

متن: ‹‹ عن أبي يحيى مولى بني عفراء قال: أتيت ابن عباس، ومعي رجلان من الذين يذكرون القدر ››

شرح: طيب، بعده

متن: ‹‹ وصح عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن يحيى بن يعمر قال له ››

شرح: يعمر، يقال يَعمر، ويُعْمَر، نعم

متن: ‹‹ قال له: إن ناساً يقولون: لا قدر، وإن الأمر أُنُف. فقال إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر بريء منهم وأنهم براءٌ منه ››

شرح: وهذا حصل في أواخر عهد لصحابة، ظهر أناس ينكرون القدر، في قصة يحيى بن يعمر وحميد الطويل، كان معهم في البصرة في حلق الذكر، ظهر ناس من القدرية، أول من تكلم في القدر معبد الجهني وغيلان الدمشقي، فكانوا يقولون أن الأمر، ليس هناك قدر، وإنما أنف مستأنف جديد لم يقدره الله، فأنكروا، فزعوا منهم وأنكروا، قال حميد الطويل: فخرجت أنا ويحيى بن يعمر حاجين أو معتمرين، فقلنا لو وُفق لنا أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه، فوُفق له لنا ابن عمر داخل المسجد الحرام، قال فاكتنفت أنا وصاحبي، وظننت أنه سيكل الكلام إليّ، وتابع أبا عبد الرحمن يعني يخاطب ابن عمر: إنه ظهر قِبَلنا أناس يتقفرون العلم يعني في البصرة يطلبون العلم، ويزعمون أن الأمر أنف مستأنف وجديد، يعني ما في قدر وأن الله لا يعلم بالأشياء حتى تقع، فقال ابن عمر: " إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني منهم برئ وأنهم براء مني، والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لأحدهم مثل أحد ذهباً ثم أنفقه في سبيل الله ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره" ثم روى الحديث، حديث عمر، في سؤالات جبرائيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان ثم عن الساعة ، أول حديث في صحيح مسلم، هذه القصة، أول حديث في صحيح مسلم بعد المقدمة، هذا، والشاهد أن ابن عمر تبرأ من هؤلاء، وهؤلاء القدرية الأولى، الذين أنكروا المرتبة الأولى والمرتبة الثانية من مراتب القدر، العلم والكتابة، هؤلاء كفرهم الصحابة، ثم انقرضت هذه الفرقة، وبقيت الفرقة الثانية الذين أثبتوا مراتب القدر الأربعة، العلم والكتابة والمشيئة والإرادة، لكنهم أخرجوا عموم المشيئة والخلق أفعالَ العباد لشبهة عرضت لهم، قالوا أفعال العباد ما خلقها ولا شاءها، الله خلق العبد وخلق قدرته ثم هو الذي أوجد فعله بنفسه، استقلال، حتى يقولون حتى بزعمهم، ينزهون الله عن الظلم، حتى يقولون إن الله خلق (21:54) ثم عذب عليها.

متن: أحسن الله إليك.

‹‹ وقد تقدم قول أُبيّ بن كعب، وحذيفة، وابن مسعود، وزيد بن ثابت: لو أنفقت مثل جبل أُحد ذهباً في سبيل الله ما قبل منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وإن مت على غير ذلك دخلت النار.

وتقدم قول عبادة بن الصامت: لن تؤمن حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصبك.

وقال قتادة عن أبي السوار عن الحسن بن علي قال: قضي القضاء وجف القلم، وأمور بقضاءٍ في كتاب قد خلا ››

شرح: (ايش)؟ قضي

متن: ‹‹ قضي القضاء وجف القلم، وأمور بقضاءٍ في كتاب قد خلا ››

شرح: وأمور

متن: ‹‹ وأمور بقضاءٍ في كتاب قد خلا. وقال عمرو بن العاص: انتهى عجبي إلى ثلاث: المرء يفر من القدر وهو لاقيه، ويرى في عين أخيه القذاة فيعيبها ويكون في عينه مثل الجذع فلا يعيبها، ويكون في دابته الصغن فيقوّمها جهده ››

شرح: الصغن؟

متن: (اي) نعم

في كلام عليها

شرح: ويكون (ايش)؟ في دابته (ايش)؟

متن: المثبت هنا الصغن، ولكن في الحاشية تكلم عليها يا شيخ

شرح: (ايش) قل

متن: قال في الأصل الظعن أو الطعن، والصواب الظغن، والمراد بها أن تكون الدابة حسرة الانقياد، أو عسرة الانقياد.

شرح: عسرة؟

متن: عسرة الانقياد.

شرح: يقول ثلاث (ايش)؟ يرى

متن: الظعن أو الطعن والصواب يقول الظغن

شرح: يرى القذاة في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه

متن: نعم

شرح: (يشوف) عيب أخيه اليسير، والعيوب (اللي) فيه ما يراها، و(ايش)؟

متن: ‹‹ ويكون في دابته الظغن فيقوّمها جهده ويكون في نفسه الظعن ››

شرح: ويرى في دابته غيره

متن: ‹‹ ويكون في دابته الظغن فيقوّمها جهده ويكون في نفسه الظعن ››

شرح: (ايش) يقول؟ فسرها في الحاشية (ايش)؟

متن: الظعن

شرح: فسر

متن: والطعن

شرح: (ايش) معناها؟

متن: أن تكون الدابة عسرة الانقياد

شرح: عسرة الانقياد، (ايه)

والذي قبلها (ايش)؟ أول، الثلاث أشياء، أعد

متن: ‹‹ وقال عمرو بن العاص: انتهى عجبي إلى ثلاث: المرء يفر من القدر وهو لاقيه، ويرى في عين أخيه القذاة فيعيبها ويكون في عينه مثل الجذع فلا يعيبها، ويكون في دابته الظغن فيقوّمها جهده ويكون في نفسه الظعن ››

أحد الحاضرين: عندي هنا، ويكون في دابته الطفر

شرح: الظفر؟

أحد الحاضرين: الطفر

أحد الحاضرين: كمل، فلا يقومها

متن: ‹‹ فلا يقومها ››

شرح: فلا يقومها، تكون سريعة الانقياد؟

أحد الحاضرين: لا عسرة الانقياد

شرح: عسرة الانقياد

متن: عسرة الانقياد يا شيخ

شرح: (ايه)

متن: ‹‹ ويكون في نفسه الظعن فلا يقومها ››

شرح: يعني، وهو يستطيع يعني، نعم

(ايش) بعده؟

متن: ‹‹ قال أبو الدرداء: ذروة الإيمان أربع: الصبر للحكم، والرضا بالقدر والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب ››

شرح: وقال أبو الدرداء

متن: ‹‹ وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: ذروة الإيمان أربع: الصبر للحكم، والرضا بالقدر والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب.

وقال الحجاج الأزدي: سألنا سلمان ما الإيمان بالقدر؟ فقال: أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصبك.

وقال سلمان أيضاً: إن الله لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ذراري إلى يوم القيامة، فكتب الآجال والأرزاق والأعمال والشقوة والسعادة، فمن عمل السعادة فعل الخير ومجالس الخير، ومن عمل الشقاوة عمل الشر ومجالس الشر.

وقال جابر بن عبد الله: لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر كله خيره وشره، ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصبه. وقال هشام عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها ››

شرح: وقال، قوله، قال من

متن: وقال، قبلها؟

شرح: نعم

متن: ‹‹ وقال جابر بن عبد الله: لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر كله خيره وشره، ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصبه. وقال هشام عن أبيه عن عائشة: إن العبد ليعمل الزمان بعمل أهل الجنة وإنه عند الله مكتوب من أهل النار. والآثار في ذلك أكثر من أن تذكر، وإنما أشرنا إلى بعضها إشارة ››

شرح: رحمه الله، نعم

متن: ‹‹ فصلٌ ››

شرح: فصل في (ايش)؟

متن: ‹‹ فالجواب أن ها هنا مقامين: مقام إيمان وهدي ونجاة، ومقام ضلال وردى وهلاك ››

شرح: بارك الله فيك، قف على هذا

متن: أحسن الله إليك

شرح: وفق الله لجنات عدن، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك

 

 

 

 

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد